30.11.08

احنا فى فتره اظلام (ضلمه كحل ) بقلم د / وجيه رؤوف

احنا فى فتره اظلام , ضلمه كحل بالتأكيد كلكم تزكرون فيلم الزوجه الثانيه بطوله الفنان صلاح منصور والفنان شكرى سرحان والفنان محمد نوح والفنانه سعاد حسنى , والحقيقه ان هذا الفيلم يعد من الافلام التراثيه والتى فعلا جسدت واقع الشعب المصرى فى فتره من الفترات وان تكن تشبه الى حد كبير الفتره التى نعيش فيها حاليا , ولا نستطيع ان ننسى بعض القفشات الشهيره التى يتغنى بها الناس الى الآن ويتندروا بها مثل ( الليله يا عمده ) والقفشه الاخرى ( هى حبكت ) كما لاننسى دور رجال الدين حينما يبيعوا ضمائرهم ويستخدموا الايات لخدمه اغراضهم الخاصه وخدمه عليه القوم على حساب الفقراء الغلابه , فنجد العمده المتصابى تزوغ عيناه على زوجه الفلاح الفقير شكرى سرحان فيحاول تطليقها منه لكى يتزوج بها , وحينما يذهب شكرى سرحان الى الشيخ يستنجد به من ظلم العمده يلجأ الشيخ الى لى نصوص الآيات لمصلحه العمده فيقول لشكرى سرحان ( واطيعوا الله ورسوله وأولى الأمر منكم ) , وهكذا حال كل من لا يتقى ربه فى نصوص الايات فيحرف الكلم عن موضعه ويزرع بهذا فكرا جديدا متطرفا أبعد ما يكون عن تعاليم الاديان السمحه وسموها , وسبب تزكرى لهذا الفيلم انه جاءت الى نسخه مصوره لمؤتمر منتدى الشرق الاوسط للحريات الذى يقوده المصرى الاصيل الأستاذ مجدى خليل وكانت ندوه المنتدى عن الفن المصرى واصوله وكان المنتدى يستضيف الفنان المصرى الاصيل العملاق محمد نوح , وتزكرون انه فى فيلم الزوجه الثانيه كان محمد نوح يقوم بدور الاخ الطيب للعمده الشرير الذى لطالما حاول ارجاع العمده عن غيه ولم يستطع ولكن بعد ان توفى العمده اعاد محمد نوح كل الحقوق الى اصحابها مره ثانيه فضرب مثالا حيا على ان للشر نهايه وان الخير لابد فى الأخير ان ينتصر, والحقيقه انا احب رجال الفن جميعا فأن الفن يوحد رابطه الامه فانك حين تعشق الريحانى لاتفكر ساعتها كونه مسلما او مسيحيا وحينما يضحكك استفان روستى بقفشته الجميله ( نشنت يا فالح ) فانك ستضحك من قلبك ولن يوقف الضحكه على وجنتيك كونه يهوديا او مسلما , كذلك احببنا فيروز واحببنا ليلى مراد واحببنا اسماعيل ياسين واحببنا عبد الحليم كما اننا الان نحب محمد هنيدى وهانى رمزى دون النظر الى اعتبار لاختلاف الديانات , ومن هنا كانت اراء المكفرين بتكفير الفنون لانها الرابطه التى قد يجتمع حولها الشعب بكل فئاته دون نظر الى دين هذا او مله ذلك , وحينما استمعت الى هذا الفنان العظيم محمد نوح الذى تجاوز الستينات وربما هو فى السبعينات الان ( اعطاه الله الصحه والعافيه ) وجدته يعيد دوره فى فيلم الزوجه الثانيه بأن يعيد الحقوق الى اهلها ولكن هنا على ارض الواقع , فلقد فند الفن المصرى منذ عهد الفراعنه ومروره بالحقبه القبطيه والاسلاميه وصرح علانيه ان انتمائه الى مصر والى الامه المصريه فان مصر تعلوا ولا يعلا عليها شىء واتى بامثله كثيره اعجبتنى فى الحقيقه منها انه يوجد فى العالم علم يدرس فى كل الدول باسم ( ايجيبتولوجى ) ولايوجد علم اسمه سعودولوجى او خليجولوجى او حتى امريكانولوجى , كما يوجد جنون بجنسيه معينه وهى الجنسيه المصريه واسمها ( ايجيبتومانيا ) ولا توجد تلك التسميه لاى دوله اخرى , اختصر الاستاذ محمد نوح الحضارات كلها وان وجدت اى حضارات فانها ترجع الى الحضاره المصريه وليس العكس , وانتهر الحقبه الحاليه التى انتشرت فيها فتاوى التطرف وادت الى الفرز الطائفى داخل البلاد , حقيقه لقد احسست وانا اسمعه اننى استمع الى أخى الاكبر او ابى , انسان صريح واضح منطقى يتكلم على سجيته والمصريه وحب مصر تشع من كل مشاعره , ولقد ابلغ فى جلسته وأتى ببعض ماقاله شيوخنا فى الجيل السابق امثال الشيخ عبد الله النديم والشيخ على عبد الرازق والشيخ محمد عبده ورفاعه الطهطاوى واوضح ان شيوخنا فى العصر السالف كانوا اكثر تنورا واستناره من شيوخنا فى العهد الحالى وحينما جاء الى ذكر بيرم التونسى قال : انتو طبعا عارفين بيرم التونسى انه اتنفى الى فرنسا وكانت فرنسا ساعتها فى عصر التنوير , انما احنا دلوقتى فى فتره اظلام ,ضلمه كحل , والحقيقه لقد عبر بهذه الكلمات عن حالنا فى فترتنا هذه تماما ففعلا هذه الفتره التى نعيش فيها فتره حالكه السواد ونحتاج الى اشعال القناديل لانارتها من جديد , لقد رجعت مصر الى عصور لم تراها من قبل لن اقول ان مصر رجعت الى الوراء فأى وراء فى مصر هو افضل من العصر الحالى ولكن مصر رجعت الى عصور تخلف بعض الدول الاخرى التى لم ترى حضارات اطلاقا , واعتقد ان المسئولين عن هذا التخلف هم وزراء التربيه والتعليم الذين تولوا الوزاره من السبعينات , ولا اعرف هل احملهم المسئوليه وحدهم , وهل هم مسئولون عن هذا ام قاموا بما قاموا به بتعليمات من فوق , المهم هاقول المثل البلدى ( اللى بيشيل قربه مخرومه بتخر عليه ) واللى بيربى تعبان هو أول الملدوغين منه , المهم اسمعنا الاستاذ محمد نوح بعض الاغانى المصريه من التراث التى تعنى بالمصرى والمصريه وترفع قامتهم وتشد من ازرهم خصوصا الاغنيه الجميله الخالده ( قوم يا مصرى مصر دايما بتناديلك ) واختم هذا المقال بهذه الحقيقه :اذا كان اولياء الامر فى مصر يريدوا نهضتها ومصلحتها بان تقوم من غفوتها فعليهم اتاحه الفرصه للكتاب الليبراليين وللفنانيين الاصلاء امثال محمد نوح وامثاله من الليبراليين المتحررين فى وسائل الاعلام القوميه وان يعطوا مساحه كافيه لتنوير الجيل الجديد وازاله الجلخ والحقد والتعصب من الاشخاص المرضى اللذين اصيبوا بهذا المرض , ودعونى استعير جمله من اغنيه للاستاذ محمد نوح : مدد مدد مدد مدد شدى حيلك يابلد د / وجيه رؤوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق