24.6.18

فى بيتنا جن . قصه قصيره بقلم دكتور وجيه رؤوف




فى بيتنا جن
كان اليوم يميل إلى الغروب عندما أخذنى أحد السماسره فى أوروبا ليرينى بيت حسب المواصفات التى اريدها ، فلقد أرانى الكثير من الشقق فى عمائر ضخمه ، ولكنى كنت أفضل دائما الخصوصيه ، فلدى اربعه أطفال وهم كثيرو الحركه كثيروا الضجه ، والمعلوم إنه فى بلاد أوروبا من الممكن ان يطلب لك الجار البوليس إذا صدر من شقتك صوت عالى بعد الساعه العاشره مساء وهى الساعه التى يخلد فيها معظم الأوروبيين للنوم ، لذلك فقد قلت فى داخل نفسى من الأفضل إيجار بيت مستقل حتى ان تسبب اطفالى بأى إزعاج فلن يتضرر منهم الجيران .
المهم فى النهايه أرانى السمسار هذا البيت القديم ذو البناء من سنه 1900 والذى تم تجديده وتطويره حديثا ليناسب التكنولوجيا العصريه فبدلا من الشبابيك الخشب تم تركيب شبابيك حديثه الوميتال ذو زجاج مصفح وعازل للصوت ، كما تم تغيير اجهزه التدفئه القديمه التى تعمل بالخشب بأجهزه حديثه تعمل بالغاز الطبيعى بالإضافه إلى إعاده تمحيره و دهانه حديثا .
اعجبنى البيت كثيرا خصوصا وانه يحتوى على جنينه خاصه وأيضا جاراج لسيارتى واكثر ما أعجبنى هو وجود بيت خاص فى مدخل منزلى ببير السلم وهو ما سيريح كلبى الحبيب الضخم ريكس بالإضافه إلى وجود بدروم كبير بالدور الأسفل مكون من عده غرف متصله بعضها ببعض بما يشبه السراديب وهى ممرات ضيقه .
كان السكن بالبيت بالدور الثانى الذى اجريت به كل التطويرات ولكن الدور السفلى الذى يشمل الجاراج والبدروم كان على حالته القديمه والمهيبه .
المهم أعجبنى البيت فهو يشمل سته غرف وبه متسع لأولادى فى المعيشه وأنا بطبيعتى احب البراح واحب المنازل ذات الجنائن .
فرح أطفالى جدا بالبيت فهو واسع يطل على اكثر من جهه وسعدت زوجتى بالبيت خصوصا وانه يحوى مطبخا كبير كما كانت تحب .
الشئ الذى كان يثير فضولى أحيانا هو أن ريكس كان دائما هادئا يلعب مع اطفالى اثناء النهار ولكن عند الليل كان يتهرب من النوم فى مسكنه الخشبى ، وكثيرا ماكان يأتى ليلا ينبش بأصابعه فى باب شقتى ، وحين كنت افتح له كان يندفع سريعا فى حضنى وبعد ذلك يجرى قابعا أسفل سريرى .
لم أكن متعودا ذلك السلوك من ريكس ، فهو دائما مطيع للأوامر ، ولكننى فضلت الصبر لكى اجد تفسيرا لهذا فربما يكون فى بيته الخشبى بعض المواد المثيره للحكه أو المهيجه أو ماشابه .
تكرر الأمر كثيرا حتى اصبح اعتياديا لريكس ان ينام معنا داخل الشقه .
بعدها قمت بتنظيف بيت ركس الخشبى ورشه بالمبيدات حتى يتطهر على أمل أن يعود ريكس لبيته الهادى ويحل عن سمايا ، ولكن كل الوسائل باءت بالفشل .
صبرت على ريكس وعلى الحال فقد كان ريكس كلبا قويا مخلصا وله مواقف حياتيه جميله .
فى يوم كنا نقوم بعمل عيد ميلاد لأحد ابنائى وكان عيد الميلاد الساعه الثالثه عصرا حتى ينصرف اصحاب ابنى فى تمام السادسه حيث ان جميع الأطفال فى أوروبا يناموا فى الساعه الثامنه مساء تقريبا .
المهم كان البيت مزينا بزينه كثيره ومن ضمن الزينات كانت هناك البالونات المنفوخه .
المهم انصرف الضيوف وانقضى اليوم وفى الساعه الثانيه عشر مساءا كنت أنا المستيقظ الوحيد بالمنزل ، وبطبيعتى فأنا أقضى معظم الوقت بغرفه منفرده لمطالعه بعض الكتب أو متصفحا للشبكه العنكبوتيه .
المهم وانا فى هذه الحاله وانا أقرأ بأحد الكتب الطبيه الضخمه واذا بأحد البالونات المطلقه ترتفع من أرض الغرفه إلى سقفها وتنخفض من سقفها إلى أرضها .
كل هذا كان بالنسبه لى طبيعيا ، فإذا كانت منفوخه بغاز الهليوم فطبيعى أن ترتفع لأعلى واذا قلت نسبه الهليوم فلسوف تنخفض لأسفل وأعتبرتها حركه طبيعيه لا داعى للتعليق عليها بل وقمت بأخذ صوره لها وهى بالأسفل وايضا وهى بالأعلى .
أعجبتنى اللعبه فأنا أحب التصوير وبعد أن أخذت عده لقطات عدت للقراءه فى الكتاب الضخم الذى اشتريته حديثا ، ولكن بعد عده دقائق وكانت الساعه قد بلغت الواحده صباحا وجدت البالونه تتحرك عرضيا أى بالعرض أى من الشمال إلى اليمين ومن اليمين للشمال  وليس من أعلى إلى أسفل أو من أسفل إلى أعلى فقلت فى نفسى ربما يكون تيارا من الهواء الخفيف يتسبب بهذا برغم أن كل الشبابيك مغلقه .
مر الوقت ووجدت البالونه التى على شكل قلب تتجه ناحيتى ، فابتسمت وقمت بنفخ تيار هواء من فمى لكى ترتد إلى الخلف وفعلا ارتدت إلى الخلف ثم عادت لى مره ثانيه مما أسعدنى وجعلنى ممتن لقوه تيار الهواء الذى اصدره من فمى.
تكرر هذا ثلاث مرات ولكن فى المره الرابعه كانت البلون تتحرك ناحيتى رغم تيار الهواء الذى أقوم بنفخه وتبتعد عنى حينما أتوقف عن النفخ .
ساعتها أدركت أن هناك شيئا خطأ وأن مايحدث أمامى ليس بالشئ الطبيعى وأن هناك شيئا سريا وراء هذا ، وهنا تزكرت مايصيب ريكس من رهبه أثناء الليل .
احتفظت برباطه جأشى وادركت ساعتها أن هناك روح أو أرواح تسكن المكان .
جلست هادئا ثم قلت : لك الأمان ولى الأمان لاتؤذينى ولا اؤذيك بإذن الرحمن .
ثم جائنى صوت رقيق : لن نؤذيك ، ولكن لدينا مطالب منك .
فقلت : هل توجد مطالب بين الإنس والجن .
قال الصوت : نعم ، لديك فى هذا السكن اكثر من سته أشهر ، وكان يمكننا أن نخرجك منه منذ أول يوم ، ولكننا وجدناك انسانا طيبا صريحا وكذا اسرتك فهى اسره طيبه جميله فقررنا ان نترككم تعيشون هنا .
فقلت له : يمكننى أن أترك هذا السكن من الغد ، فأنا لا أستطيع العيش فى جو مثل هذا .
قال الصوت : لن تجد اروع واجمل من هذا السكن وستعيش فيه دون إزعاج إذا ماستمعت لطلباتنا .
قلت له : ماهى طلباتكم ؟
قال لى الصوت : البدروم بالأسفل مكون من سته غرف وانت قد وزعت الكثير من أغراضك على السته غرف ، لو سمحت أفرغ الغرفتين الداخلتين تماما فهم لنا ولك حريه التصرف فى باقى غرف البدروم .
قلت له : على الرحب والسعه ، ولكنى سوف اترك هذا السكن تماما .
قال لى الصوت : أسمع يا هذا ، هذا وعد ، لن تشعر بنا بعد هذا اليوم .
قلت له وانا أرتعش : أى وعد ، هل هناك وعود بين الإنس والجن ؟
قال لى : نعم هناك وعود ونحن نبر بوعودنا .
قلت له : وما ادرانى انكم لن تحتكوا بأولادى أو تحاولوا أن تتلبسوهم .
قال لى غاضبا :ماذا تقول ؟ هذه ليست أخلاقنا هذه أخلاق الجن فى بلادكم ، فهنا يوجد قانون للجن كما يوجد قانون للبنى أدمين .
قلت له مندهشا مرتعبا : مش فاهم حاجه !
قال لى : فى بلادكم القانون البشرى سداح مداح يفرض على البعض ويسوق لصالح البعض وهكذا أيضا الأرواح والجن فى بلادكم ليس لهم مبدأ .
قلت له : والله مانا فاهم حاجه !
قال لى الجن : فى بلادكم ، لو وجد الناس بالشبهه واحده تجلس مع واحد يتهمونها بالباطل إنها زانيه ويحاولون محاكمتها ، بينما هم انفسهم يرسلون النساء من زوجاتهم وبناتهم واخواتهم لممارسه الزنى ويدعون أنه جهاد فى سبيل الله ، فيلبسون الحق بالباطل ، وهكذا الجن والأرواح التى تعيش فى بلادكم تسلك سلوككم .
فقلت له : يعنى بناء على كلامك انتو كأرواح أو كجن تعيشون بالغرب لا تتلبسوا اجساد البشر ؟
فقال لى صوت الجن : كده انت مافهمتش أنا أقصد أيه ، إحنا سواء جن أو أرواح لازم نتلبس الأجساد ، بس فيه قانون وفيه إلتزام .
فقلت له : إزاى يعنى وضح لى ، هتلبسوا مين يعنى ؟
فقال لى الشبح المتخفى خلف البالون : إحنا تخصصات ، يعنى فيه مننا إللى يحب يتلبس النساء ، ده يروح فين ؟ ده بيروح للأماكن المتخصصه ذى بيوت الدعاره ، فيه ناس غاويه العقول اللى مش بتؤمن بربنا ، ده ليه جن بتروح لهم وتنفخ فى ذواتهم لغايه ماتتلبسهم وممكن تخليهم ينتحروا فى النهايه ، وهكذا ، لكن مش بنروح لأى حد .
فقلت له : شئ جميل ، والجميل إن قوانينكم ثابته .
فرد على الشبح حزينا : ما أوعدكش ، لقد هبت علينا عاصفه من الجن و الأرواح الشاذه شارده مع بعض المهاجرين من بلادكم ، ونخشى أن هذا سيخل بالتركيبه الجنيه مستقبلا .
فقلت له : مستقبلا ، يعنى فى خلال كام ؟
فقال لى الشبح وصوته حزينا : حوالى عشرين سنه .
فقلت له : إذا لن تتغير هذه القوانين قبل عشرين سنه ؟
فقال لى الشبح : أعتقد هذا .
فقلت له : أنا لن أستمر فى هذا السكن طويلا ، فعقدى مع صاحب البيت لمده ثلاث سنوات فقط ، فأوعدنى أن لا تمسونى أنا وزوجتى وأولادى وريكس خلال هذه الفتره .
فقال لى :أوعدك ووعد الجن دين عليه ، أوعدك .
فقلت له : بالنسبه للغرفتين الداخليتين بالبدروم ، من الصبح هاخليهم ومش هاخلى فيهم حاجه ، تحب انضفهم بوش محاره ودهان جديد ؟
فقال لى الشبح : إياك أن تدهنها ، كلما كانت موحشه ، كلما كانت ملائمه لنا .
قلت له : تمام يابن الجن .
فقال لى الشبح : تمام يابن الأنس مع السلامه .
وانصرف الشبح ومعه البالونه تتبعه .
وفى اليوم الثانى قمت بافراغ الغرفتين الداخليتين بالبدروم تماما ، ومن يومها لم أشعر بأى شئ غريب ، كما لم تنتاب ريكس أى مشاعر خوف أو رهبه .
شكرا لقوانين الأنس بالغرب وشكرا لقوانين الجن بالغرب .
د / جيه رؤوف  
  

3.6.18

عم بطرس فى رمضان . بقلم دكتور وجيه رؤوف



عم بطرس فى رمضان
صحوت صباحا مبكرا جدا لكى اتناول حقنه الأنسولين الخاصه بى ، وحتى لا تحدث لى غيبوبه مثلما يحدث دائما حينما لا آكل جيدا فتنخفض نسبه السكر فى دمى ، اصبحت حريصا جدا فقد أبلغنى طبيبى الخاص بأن غيبوبه نقص السكر أشنع وأخطر من غيبوبه زياده السكر.
ذهبت سريعا إلى المطبخ لكى أعد طعام الإفطار لى وهو طعام إفطار بسيط ، وحيث أننا فى أيام صيام الرسل البالغ من العدد 45 يوم فأنا لا أتمكن لمرضى من الصوم انقطاعا تاما عن الأكل والشرب مثل الآخرين ولكنى أكتفى بالأكلات الخاليه من المنتجات الحيوانيه .
مددت يدى المرتعشه الحريصه على عدم إصدار أى صوت حتى لا أسبب أى إزعاج لزوجتى النائمه فى الغرفه المجاوره وفتحت باب الثلاجه لأمسك بدماسه الفول الكائنه فى العمق .
اخذت خمسه ملاعق من الفول الشهى ووضعتهم على البوتاجاز لكى اشيع بهذه الحبات المترقرقه من الفول الدفء والسخونه .
المهم لا أطيل عليكم تناولت إفطارى ثم بعدها حقنت نفسى بحقنه الأنسولين ، ولكن كانت لى مشكله كبيره فاليوم لابد أن أذهب لإستخراج بدل فاقد لبطاقتى الشخصيه ، والمشكله الكبرى أننى أحتاج لتناول الطعام على فترات متباعده حتى لا ينقص مستوى السكر فى دمى وأدخل فى غيبوبه .
فى الآيام العاديه لا توجد مشكله ولكننى الآن فى شهر رمضان والكل صائم ، وأنا لا أريد أن اثير مشاعر اخوتى فى الوطن المسلمين الصائمين ولن أستطيع أن أتناول الأكل أمامهم ، فهذا سوف يثير مشاكل كبيره أنا لست مستعد لتحمل عواقبها ، غير ذلك أنا لا أستطيع تناول أى أكل فى أى مطعم وذلك لأن كل المطاعم تقفل فى نهار رمضان ، كما أننى لا أستطيع تناول أى مشروب لرفع نسبه السكر فى دمى فكل المقاهى مغلقه !
ما العمل وأنا لا أعرف كم ستمتد فتره بقائى فى السجل المدنى مع البيروقراطيه والتشدد فى المستندات والدمغات وما إلى ذلك ؟
خطرت لى فكره جهنميه وهى أن آخذ شنطه متوسطه الحجم توضع على الكتف وأضع بها ماأحتاج من غذاء وفاكهه وزجاجه ماء والحمد لله الفول موجود ، وصنعت عده سندوتشات من الفول الشهى بالسلطه وكنت حريصا جدا أن أغلفهم جيدا بغلاف من البلاستك ، حتى لا تخرج رائحه الفول فتثير حساسيه أخوتى الصائمين وتسبب مشاكل أو كوارث فى هذا الشهر الفضيل .
كنت أعلم أن الشيطان يكون مسلسلا فى هذا الشهر الفضيل ورغم ذلك أردت أنا أن لا أكون شيطانا يستفز مشاعر إخوتى فى الوطن ويثير صيامهم .
المهم غلفت كل هذه الأغزيه والفاكهه مع زجاجه الماء ووضعتهم على كتفى واستقليت اتوبيسا ذاهبا إلى السجل المدنى وكم كانت رائحه العرق الصادره من ملابس الركاب فى الأتوبيس تزكم الأنوف .
المهم وصلت إلى السجل المدنى ووقفت فى صف طويل و وانتظرت طويلا فى الصف حتى وصلت إلى الموظف الذى اطلع على كل أوراقى التى اجهز فيها منذ أكثر من شهرونصف ، ونظر إلى الموظف قائلا :
أخيرا يا عم بطرس كملت أوراقك ، مش كان من الأول ليك شهرونصف رايح جاى ، المهم فاضل دلوقتى تجيب طابع شرطه ، علشان يكون ورقك كامل .
سألته : ومنين أجيب طابع الشرطه ؟
قال لى الموظف : هو الطبيعى إنه بيتباع عند حسانين صاحب البوفيه ، لكن حسانين مش موجود لأن البوفيه قافل ، أنت عارف إحنا فى الشهر الفضيل ، عليك وعلى مركز الشرطه هات طابع بوسته وتعال .
المهم طلعت على مركز الشرطه واخدت دورى فى الصف الطويل وبعد عناء حصلت على طابع الشرطه .
رجعت بعدها للسجل المدنى ومن بعيد نظرت فلم اجد طابور ، فأسرعت فرحا لكى انجز ماتبقى ، ولكننى وجدت شباك الموظف مغلق وملصق عليه ورقه مكتوب عليها راحه ساعه للصيام .
قلت ساعه واحده مش مشكله ، ولكننى أحسست بالتعب والخوار وابتدأت أطرافى بالتنميل وابتدأ فمى يمتلئ باللعاب وأحسست بدوخه وكلها علامات نقص السكر فى الدم ، إذا لابد أن أكل أى شئ وإلا سوف أدخل فى غيبوبه .
ماالعمل ؟ فكرت كثيرا وقلت ما بدهاش لأذهب إلى دوره المياه وأغلقها ورائى وأكل ، ليس هناك حل غير ذلك .
ذهبت سريعا إلى الدوره ، وفتحت احد أبوابها المتهالكه ولكن كانت رائحتها صعبه جدا ومثيره للقئ والإشمئزاز كعاده كل دورات المياه فى المصالح الحكوميه !
ماذا أفعل ؟ لابد أن اتجاهل كل هذا وآكل وإلا سوف أغيب عن الوعى .
تجاهلت كل ماحولى ، واخرجت ساندوتش الفول واكلته بسرعه وشراهه  ، بعد أن أنتهيت وبدأ جسمى يهدأ ، خرجت من دوره المياه .
بعد خروجى من دوره المياه ، تناهت إلى مسمعى أصوات ضحكات تخرج من منور هذا المبنى ، فذهبت إلى هناك ووجدت موظف السجل المدنى ومعه  بعض الموظفين يدخنون الشيشه ويتضاحكون !
ألجمت المفاجأه لسانى وجلست معهم ضاحكا ولكنى سرحت قليلا متسائلا :
هل كلهم مرضى بمرض السكر ويتناولون الأنسولين ، ربنا يشفيهم .
بقلم
د / وجيه رؤوف