17.12.10

قداسه البابا شنوده والغضب المقدس . بقلم دكتور وجيه رؤوف

قداسه البابا شنوده والغضب المقدس حينما تأتى سيره قداسه البابا شنوده أتذكر والدى رحمه الله الذى كان حينما يرى قداسه البابا فى التلفزيون سواء فى قداس أو فى لقاء كان والدى يقف مبتسما وهو ناظر إلى قداسه البابا مرددا كلمه : ربنا يطول لنا فى عمرك ياقديس يا عظيم . واحببنا البابا جدا وللحقيقه فهو شخصيه محببه إلى النفس لما فيها من صفاء للروح ووضوح فى التعبير وخفه فى الدم لاتوصف كما أنه شاعر فيلسوف لا تملك أمام أشعاره إلا أن تقف مستمعا لتلك الكلمات المقدسه الممتلئه روحانيه ونورانيه , كلمات لايفهمها إلا من إختبر محبه الله ومحبه الناس , وهكذا تعودت من والدى حينما أرى قداسه البابا أن أردد وبتلقائيه شديده وكأن قلبى وعقلى قد توارثا نفس الحب المقدس لقداسه البابا قائلا : ربنا يحفظك ويطول لنا فى عمرك ياقديس ياعظيم , أما من ناحيه قدسيه قداسه البابا فتلك نقطه نفسيه داخلنا إختبرناها على مدار معرفتنا بهذا القديس العظيم , والحقيقه إذا كان ملك الملوك ورب الأرباب قد عانى من إضطهاد ذوى السلطه أفلا يعانى أبناء الملك من نفس الكأس , وهكذا أضطهد المسيح من اليهود قديما لأنهم كانو يريدونه ملكا أرضيا ولم يفهمو أن مملكته ليست من هذا العالم ,أرادوه ملكا يشهر سيفه ليخلصهم من إضطهاد الرومان ولم يفهمو أنه ملكا سماويا جاء ليخلصهم من خطاياهم الجسديه والروحيه وقد جاء ليخلصهم من خطيئه أدم المتوارثه وجاء لكى يدفع بجسده على الصليب ثمن خطاياهم و يضمن لهم حياه أبديه , وكما لم يفهم المسيح أعداءه فلم يفهمه أيضا أبناءه !! كيف ذلك ؟؟!! كما كان يستغرب تلاميذ المسيح من طول أناته وصبره هكذا كان يستغرب شعب الكنيسه وابناء الكنيسه من صبر البابا شنوده فمثلا : إستغرب تلاميذ المسيح حين تم إبلاغه بمرض صديقه إليعازر منذ يومين وتأخر المسيح ولم يذهب فى ساعتها ليشفيه بل تأخر بعد أن مات أليعازر ودفن وأنتن فى القبر وبعد ذلك ذهب له المسيح ليقيمه من بين الأموات , كانت هناك حكمه للمسيح فى أن ينتظر لكى تظهر هذه المعجزه ليدركوا بحدثهم أنه هو ألله المتجسد , وأيضا حين هاجت الأمواج وارتفعت السفينه وأمتلئت بالماء كادو ان يموتوا وصرخو إلى المسيح لإنقاذهم , هل كان المسيح لايعلم بما يمرون به . بلى كان يعلم ولكنها تجربه كانوا لابد ان يخوضوها ويصرخو إليه فينتهر الرياح أن تصمت والأمطار أن تقف وكان له ما أراد وكان لهم ما أرادوا ولكنها حكمه التأنى , وفى كل ما مر به المسيح من ظلم وتسامح لم يغضب من الأساءه إلى شخصه بل كان غضبه المقدس حينما دنس التجار هيكل المعبد بتجارتهم الرخيصه فضفر حبلا وضرب به الباعه الجائلين بل وقلب موائد الصيارفه قائلا لهم : بيتى بيت الصلاه يدعى وأنتم جعلتموه مغاره لصوص . هكذا كان غضب المسيح فيما يخص بيت الله وقداسته , ونأتى إلى قداسه البابا إبن الملك فقد أرادته السلطات منذ توليه البابويه أن يكون وزيرا ارضيا يتبع السلطات ويرضخ لها , وكان الرجل متسامحا بشوشا فظنو فى هذا إستكانه وإذعان من أنه سيكون رجلهم الدنيوى الذى يأتمر بأمرهم , وجاء السادات وكلكم يعرف من هو السادات بحنكته السياسيه ودهائه الفطرى وظن السادات كما ظن الجميع أن البابا سيكون خاتما فى أصبع السلطه , وفشلت حكومه السادات فى فهم زعامه البابا شنوده وتخيلتها زعامه أرضيه خصوصا حينما ظهرت إتجاهات قداسه البابا التى تخالف إتجاهات السلطه وهنا فهمو وتأكدو أن البابا يريد أن يكون زعيما أرضيا للأقباط وهذا لم يكن فى بال البابا مطلقا , المهم صارت هناك عداوه وأحقاد من قبل السادات تجاه البابا دفنها السادات فى داخله منتظرا لحظه دفع الثمن , وجاءت أحداث الزاويه الحمراء والتى كان يتندر بها السادات قائلا : شويه ميه وقعو من البلكونه إللى فوق على البلكونه إللى تحت ويبدو إن الميه كانت مش ولا بد يعنى !! دى هيه الحكايه إللى تسببت فى قتل المئات من الأقباط فى الزاويه الحمراء لم يأخذ القضاء بحق الأقباط بها , وهكذا وبعد فتره خروج الجماعات على السادات وبعد ظهور خريف الغضب ألقى السادات بمعظم القيادات الدينيه الأسلاميه والمسيحيه بالمعتقلات بل و أحتجز البابا شنوده رهن الإعتقال بوادى النطرون وجرده من رتبه البابويه بقرار رئاسى ( فقد كان يعتقد أن البابويه منحه رئاسيه أرضيه للأسف !!) وحين ذهب بعض أبناء الكنيسه إلى قداسه البابا مستفسرين عن رده على قرارات السادات , قال قداسه البابا : ردى على قرارات السادات هو مزمور 52 لداود المرنم , وهكذا حينما بحثنا عن المزمور 52 وجدناه يقول : المزمور الثاني والخمسون 1. لماذا تفتخر بالشر أيها الجبار ؟ رحمة الله هي كل يوم 2 لسانك يخترع مفاسد. كموسى مسنونة يعمل بالغش 3 أحببت الشر أكثر من الخير، الكذب أكثر من التكلم بالصدق. سلاه 4 أحببت كل كلام مهلك ، ولسان غش 5 أيضا يهدمك الله إلى الأبد. يخطفك ويقلعك من مسكنك، ويستأصلك من أرض الأحياء. سلاه 6 فيرى الصديقون ويخافون، وعليه يضحكون 7 هوذا الإنسان الذي لم يجعل الله حصنه، بل اتكل على كثرة غناه واعتز بفساده 8 أما أنا فمثل زيتونة خضراء في بيت الله. توكلت على رحمة الله إلى الدهر والأبد 9 أحمدك إلى الدهر لأنك فعلت، وأنتظر اسمك فإنه صالح قدام أتقيائك . هكذا تحدث المزمور ومثلما قال المزمور مثلما حدث على أرض الواقع فقد تم إغتيال السادات وهو فى أوج قمته وهو بين قواته وجيوشه , و حتى فى تلك القصه فقد كانت هناك معجزه خفيه وسطها فلو لم يعتقل البابا لكان مكانه على المنصه بجوار السادات لكى يتم إغتياله مثلما أغتيل الأنبا صموئيل الشهيد , وحتى بعد إغتيال السادات فقد ظل البابا رهن الإعتقال فتره طويله بعدها لولا تدخل بعض الدول لفك إعتقاله مما يدل على ان الغضب على البابا ظل فتره فى ظل الحكومه الجديده , وهكذا يخرج البابا من معتقله لتنتظره مأسى أخرى وتتوالى مسلسلات التعدى على الأقباط فى طول البلاد وعرضها ويتوالى مسلسل خروج الجناه من جرائمهم وعدم حصولهم على الأحكام القضائيه المناسبه , والغريبه التى كنا نندهش منها أن البابا دائما يتحدث : نحن نثق فى عداله القضاء . ربما كان إدراكنا محدود وربما نحن نفهم أنه يقصد القضاء الأرضى , وربما هو يقصد القضاء السماوى , عموما ما نتعلمه من تلك الأحداث هو ان صبر البابا طويل ووداعته دائمه ولكن غضبه مقدس , فحين يغضب البابا تغضب السماء ويكون رد فعل السماء عنيفا , ولكن ما يطمئننا هو أن قداسه البابا دائما يصلى من اجل السلام ومن أجل المحبه ومن اجل النيل , فلنصلى دائما أن يجعل البابا هنيئا راضيا بل ولنصلى حتى لايغضب البابا فكما قلنا فغضبه مقدس , ولندعو لقداسه البابا قائلين : فليجدد مثل النسر شبابك . د / وجيه رؤوف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق