18.10.09

صفعات على وجه العداله المصريه بقلم دكتور وجيه رؤوف

ظهرت فى الأونه الأخيره عده احداث على الساحه العالميه تكشف العدل المنقوص فى القضاء المصرى بشكل مستفز , وحينما نتكلم عن العداله وجب ذكر ان العداله تمثل فى شكل أمرأه معصوبه العينين تمسك بميزان وتمثيلها أمراه يرمز الى طبع الحنو والرحمه التى تتميز بها المرأه فمع العدل وجبت الرحمه أيضا ومعصوبه العينين أى أنها لاترى الأ العدل الذى بين ايديها وانها لاتنظر الى شكل او جنس او عقيده فلا تمييز فى العدل ولا يعلو قوم فوق قوم فى الميزان , هكذا تعلمنا عن العدل وهكذا يجب ان يكون فالعدل فى بلاد المشرق لابد أن يكون مثله فى المغرب مثله فى بلاد الواق واق فالعدل ثابت ثبات الدهر ومعلوم منذ الأذل , ولكن للأسف نشأ فى بلادنا نوع من أنواع العدول وليس العدل فالعدل لايتبدل ولكن العدول وهى العدول والتحول عن العدل هى التى تفرق على أساس الجنس والعقيده والجاه والسلطان هى نوع اخر مضاد للعدل نطلق عليه العدول , حيث أنه فى العدول تستطيع أن تخرج المتهم من الجريمه ذى الشعره من العجين رغم ثبوت الجريمه واعتراف المتهم بها , فأذا أعترف قاتل بجريمته فيمكنك أخراجه من القضيه بحجه انه مريض نفسيا وأذا لم يعترف القاتل بجريمته فانه يخرج أيضا لعدم ثبوت الأدله وتغاير اقوال الشهود التى يكتبونها بايديهم , طبعا, ماهو القانون فى العدول قانون مطاطى يمكنك استخدامه كما يترأى لك فهو عدول عن العدل وليس عدل أى أنه يتعدل بحسب العلل والأهواء , وحسب قانون العدول السارى فى بلادنا فهناك اناس لايستطيع احد الأقتراب منهم حتى وأن كانوا مجرمين ويرتكبون جرائمهم فى كل أطمئنان حيث أنهم مطمأنين الى عدول دولتهم الذى سينحاز الى صفهم , لذا وجب تمثيل العدول برمز رجل أعور شرس الملامح يمسك فى يده بميزان اسفل احدى كفتيه ثقل حتى لايعدل ميزانه !! ولكن دولتنا دائما تتشدق بعدولها وانها تنافس عدل الأمم الغربيه والشرقيه وانها لاتتدخل فى عدول بلادها ولا فى قضاته , ويفرح المجرمين ببرائتهم فى ساحات القضاء ويصفقفون ( يحيا العدل يحيا العدل ) والمفروض هنا طبعا أن يقولوا ( يحيا العدول يحيا العدول _ أى يحيا التزوير ويحيا التدليس ) , المهم فى مقالنا هنا أظهر العدل فى دول أخرى انه يستحق كل احترام ويستحق كل تقدير وقد قدم العدل فى هذه الدول صفعات قويه على وجه العدول المصريه فمثلا : أولا : فى الأردن قام القضاه فى الأردن بالحكم على مجموعه قامت بالتعدى على أحدى الكنائس بحجه أن أحد المسيحين معه شريط مسىء للأسلام بالسجن من أثنتى عشر عاما الى خمسه عشر عاما ولم يفلح الدفاع كما فى عدول بلادنا ان يثبت أن هذه الفعله هى رد طبيعى للشريط المسىء وأن مشاعر الجماهير جرحت فأدى ذلك الى قيامهم بهذه الهجمه الحمقاء , كان القضاء الأردنى قضاءا شامخا فلم يترك هذه الفرصه لكى يتحول العدل الى عدول بل ضرب بيد من حديد على مثيرى الفتنه حتى لايفكر كائنا من كان فى تكرار تلك الفعله , أما كون أحدهم معه شريط مسىء فيمكنك الشكوى الى القضاء العادل ليقتص من الجانى ان كان هناك جانى ولم يكن هذا محض ادعاء وأفتراء كما يعتاد الغوغاء , ولم يحاول أحد القضاه فى الأردن أخراج أحد من تلك القضيه بحجه انه مريض نفسيا أو عدم ثبات الأدله , عدم ثبات الأدله يا عدول مصر التى ادت الى عدم محاسبه سفاحى الكشح الذين سفكوا دم اثنين وعشرين شهيدا بينهم أطفال , أين سوف تذهبون من الله العادل الذى سوف يحاسب كل انسان على فعلته وهل تعتقدون أن دماء الشهداء الأثنين وعشرين سوف تذهب هباء , كلا , هناك أله واحد قوى فوق كل سلطان وفوق كل عدول , كانت هذه الصفعه القويه على وجه العدول المصرى آتيه من الأردن فتحيه الى القضاء الأردنى الذى أبى أن يدنس العدل فى بلاده ويتحول الى عدول , كما أبوا أن يأتى أثيم كائن من كان ليضرب الوحده الوطنيه فى تلك البلده , فتحيه من قلوبنا الى القضاء الأردنى والى ملك الأردن .... أدام ألله ملكه . ثانيا :فى قضيه لأحد المتنصرات فى أمريكا حيث هربت بنت فى السابعه عشره من بيت اسرتها واعتنقت المسيحيه برغبتها منذ عده سنوات ولكن حينما قام والدها برفع دعوى لضمها اليه , حكمت له محكمه اميركا بضم ابنته وأن تعود أليه , هذا هو حكم المحكمه فى اميركا فى قضيه تتكرر يوميا فى بلادنا مع الفارق فى مايحدث : تخطف البنت القاصر بعد أن يضحك عليها شاب ويشربها ميه صفرا أو حمرا أو كاروهات وحينما يبلغ رب الأسره بمن خطف أبنته وأسمه وعنوانه تتباطىء الأجهزه وبعد عده أعوام من نشفان ريق رب الأسره وأفرادها يأتى بعض من تلك الجهه وبكل برود يطمئن رب الأسره أن أبنته بخير وهى متزوجه وقد أنجبت ويطلب منه عدم التعرض لها , طبعا البنت لما هربت كانت قاصر لكن هما وضعوها فى الحفظ والصون لغايه ما بلغت وكمان حملت وأهى والحمد لله جابت زريعه كمان , شفتوا العدول عندنا أزاى , وهنا نعرف الصفعه دى جايه المره دى من بلاد أحفاد القرده والخنازير بيعلمونا العدل أزاى . ثالثا : الصفعه الثالثه تأتى من القضاء الألمانى الذى تناول قضيه الشهيده مروه الشربينى والتى قتلها مجرم ألمانى فى ساحه المحكمه فقد أمسك الشعب الألمانى بهذ المجرم وابلغ عنه الحكومه الألمانيه وقدم هذا المجرم للعداله وينتظر حكما بالسجن مدى الحياه , هذا هو العدل الألمانى : لم يتعلل القاضى الألمانى بأن يحول القاتل الى الطبيب النفسى يمكن يكون واخد شمه مضروبه أدت به الى ارتكاب جريمته ولم يحاول ان يفلته من القضيه بحجه انه المانى والضحيه مهاجره أو أجنبيه , هذا هو القانون الألمانى والشعب الألمانى الذى أمسك بالمجرم , وتزكروا معى حادثه كنائس الأسكندريه حينما هاجم أحد المعتوهين كنيسه وقتل احد المصلين وخرج من كنيسه الى أخرى ليرعب ويهدد مجموعه من المصليين الأبرياء وبعد ذلك يتضح انه مختل عقليا ( يا حلاوه مختل عقليا تخصص نصارى – جديده دى !!)والغريب بقى ان الجماعه المصلين امسكوا بالقاتل وهتستغربوا مين فلته من ايديهم : أمين الشرطه اللى واقف على الكنيسه اطلق النار فى الهواء لكى يهرب القاتل ويؤمن له الطريق يعنى من الآخر ( حاميها حراميها ) ونرجع نقول فيه عدل !! رابعا : الصفعه هذه المره تأتى من الحكومه المصريه على وجه العدول فكيف أذا : نيجى لدى بالراحه زمان كان لما بيتقبض على أى خليه ارهابيه كانت بتتحول للقضاء العادى وبيتحكم فيها بأحكام ماتملاش عين الحكومه المصريه اللى ماحدش يضحك عليها على رأى المثل ( مبروم على مبروم مايرولش ) خصوصا لما هذه الخلايا تكون بتهدد نظام الحكم , هنا لجأت الحكومه للحل الصح وهى تحويل هذه الخلايا للحكم العسكرى الصارم , طبعا ممكن حد يقول ده مش عدل لكن أنا أقول يشكروا ربنا لو فى عهد حد تانى كان رماهم ورا الشمس وماعرفوش لهم طريق , ومن هنا عرفنا الصفعه الرابعه جات منين , يبقى هنا العدل مشكوك فيه وبقياسات معينه ولحساب ناس على ناس ودى مش أصول الدول المتقدمه المتحضره , دى فى أعراف الباديه والجاهليه ولا ينفع أن يعمل بها فى عصر النهضه والحداثه , ولذا نطلب من سياده رئيس الجمهوريه بتشكيل لجنه لمراجعه الأحكام التى يكون أحد طرفيها أقباط أحكاما للعدل كما نطلب منه ان يحيل الأحداث الطائفيه والمتسببين فيها الى الحكم العسكرى أيضا ليضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بالوحده الوطنيه لهذا البلد حتى تظل مصر مستقره بعنصريها فى أمن وأمان وحتى نحمى بلادنا من الأستعمار مستقبلا بحجه حمايه الأقباط بها . د / وجيه رؤوف

16.10.09

القوافل الطبيه وانفلونزا الخنازير بقلم دكتور وجيه رؤوف

القوافل الطبيه وانفلونزا الخنازير نعلم جميعنا مدى القلق الشديد الذى يعترى العامه فى ايامنا هذه عند سماع كلمه انفلونزا فالجميع بالطبع يعلم ان أعراض انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير تشبه الى حد كبير أعراض الأنفلونزا العاديه فما ان تأتى سيره أن فلان مصاب بأنفلونزا حتى يرتعد الناس خيفه ان تكون هذه الأنفلونزا هى أنفلونزا الخنازير او أنفلونزا الطيور او أنفلونزا البطيخ .....!! وشكرا جزيلا للساده المسئولين الكبار اللذين يرعبوننا يوميا من انفلونزا الخنازير مما يقض مضجعنا أثناء الليل واثناء النهار والشكر الجزيل للساده المسئولين الكبار اللذين قاموا بتجهيز مقابر جماعيه لنا فى حاله موتنا لاقدر الله وشكرا للفتوى بجواز دفن الموتى بدون كفن حيث ان هذا سوف يوفر على الأسر دواعى تكفين الجثث وأهو يتاخد المريض سلبوته كما ولدته أمه ليقابل وجه كريم , ولقد أرعبنى يوما مقوله سمعتها عن أحد الساده المسئولين لا أتذكر أسمه عن انه متوقع ان يصاب فى شهرى يناير وفبراير حوالى سته عشر مليونا بانفلونزا الخنازير سوف يموت منهم ثمانيه مليون , ألله يطمنك ويطمن قلبك ويملاه بالسلام والمحبه , أهو كده أحنا أطمنا خالص هيموت حوالى ثمانيه مليون , وأهو اكيد اللى قال كده راجل نيته سليمه ونيته خالصه فبيبلغنا بأنه هيموت ثمانيه مليون علشان نجهز نفسنا لمقابله وجه كريم بأحسن الأعمال فنبتعد عن الرجس والموبقات وقذف المحصنات علشان ربنا يرضى عننا وكمان نبعد عن السياسه وما نتكلمش فيها , سياسه أيه بقى ماهو أحنا هنموت والناس مجهزين لينا مقابر جماعيه سوف تظهر فيها الوحده الوطنيه بأعلى مستوى حيث سوف يدفن المسلم والمسيحى والبهائى وكل مصرى اى كان نوعه فى هذه المدافن وهتكون الصلاه جماعيه , أمال أيه ماهى الوحده الوطنيه ما بتبانش غير فى المصايب والكوارث والموت والعياز بالله , طبعا لأن دماء الأقباط والمسلمين أختلطت فى ثوره 19 واختلطت ايضا فى حرب 73 وبعد كده سوف تختلط الأجساد فى جائحه انفلونزا الخنازير , عظيم جدا فهمنا هنا الدور الوطنى الذى سوف تقوم به هذه الكارثه وأثرها على شعبنا العظيم , طبعا قامت أجهزه الدوله المعنيه خوفا من أنتشار المرض بمنع التجمهرات فى الموالد الدينيه الأسلاميه والمسيحيه وهذا جزء محمود كما قامت سابقا بأعدام وذبح كل الخنازير فى مصر لمنع انتشار المرض مع العلم بأنه لم يصاب فرد من مربيى الخنازير فى مصر بهذا النوع من الأنفلونزا بل على العكس ظهرت أعداد هائله من الأصابه بهذا النوع فى بلاد لم يدخلها خنزير واحد يوما , ماعلينا المهم كلها خطوات جاده لمنع المرض خصوصا منع الموالد , ولكن هل فات وزاره الصحه شىء ؟؟!! القوافل الطبيه ودورها فى نشر المرض !! سابقا تحدثت فى مقال سابق عن عدم جدوى القوافل الطبيه وذكرت فى هذا المقال ان القوافل الطبيه نوعا من أهدار المال العام ولا تقدم جدوى فعليه للمرضى وانه يمكن توجيه هذه الأموال للأرتقاء بالمستوى الطبى والعلاجى للمستشفيات وذكرت تفصيليا اسباب عدم جدواها ولن أكرر ذلك , ولكنى اليوم سوف أكتب عن مساعده القوافل الطبيه فى انتشار كارثه انفلونزا الخنازير , فمن المعلوم ان القوافل الطبيه تتم داخل مخيم كبير يسع الألاف من الناس وتتجمع داخله عيادات لمختلف التخصصات وتكون كل عياده عباره عن عربه اسعاف صغيره يدخلها المريض تلو الآخر ليعرض على الطبيب ويبلغ عدد المرضى فى كل عياده يوميا مايربوا على ثلثمائه فى اربع ساعات داخل هذه العربه الضيقه , لكم ان تتخيلوا الكارثه فى هذا التجمع الكبير داخل المخيم والكارثه الأكبر أن أول من سيصاب بهذا المرض نتيجه هذا التجمع هم طاقم الأطباء الذى يوضع عليه الأمل فى القيام بعلاج المرضى , أذا اذا اصيب طاقم الأطباء أولا بهذا المرض نتيجه هذا التجمهر الرهيب , السؤال هنا : من سيقوم بعلاج المرضى اذا كان طاقم الأطباء مصاب ؟؟؟بالتأكيد ستكون هناك كارثه ولن يتم حصار هذا الوباء لذا هناك ضروره ملحه بأن يصدر قرار بمنع القوافل الطبيه من العمل حتى لاتساعد على انتشار المرض , ومن الممكن ان يرد قائل من كان : بانه لايمكن الغاء القوافل الطبيه حيث انها جزء من البرنامج الأنتخابى لسياده رئيس الجمهوريه ؟؟ وهذا الكلام مردود عليه بأن رئيس الجمهوريه رجل طبيعته عسكريه وحينما أوصى بالقوافل الطبيه اوصى بها لأنه يريد بها الفائده لأبناء وطنه ولكن معالى رئيس الجمهوريه اذا احس بأن هذه القوافل سوف تأتى بالكوارث على ابناء مصر فسوف يكون المبادر بمنعها لدرء الضرر عن مصر وابناء مصر ,ومن هنا ارفع طلبى هذا الى معالى الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحه الذى نكن له كل احترام وتقدير لما نعرفه عنه من أخلاص فى العمل الطبى بهذا الطلب لمنع هذه القوافل التى من الممكن ان تكون وبالا على مصر , نسأل الله الدعاء ان يقى مصر من الويلات والأوبئه وان يحفظ شعبها من الخطر فهو القائل : مبارك شعبى مصر د / وجيه رؤوف

14.10.09

تضامن أكثر من خمسه وثلاثون منظمه حقوقيه فى نداء الى معالى رئيس الجمهوريه لأصدار قرار جمهورى بقانون موحد لدور العباده ( منقول )

نداء للرئيس مبارك لإصدار قرار بقانون دور العبادة الموحدالقاهرة في : 10 / 10 / 2009
تناشد المنظمات الموقعة على هذا البيان الرئيس مبارك لإصدار قرار بقانون لقانون دور العبادة الموحد لإنهاء ملف الاحتقان الطائفي ووضع حد لهذه الأزمات المتكررة ،و مواجهه هذه الحوادث بحزم فى ظل تراخى الأجهزة التشريعية عن مواجهة هذه المشكلة وعجزها عن إقرار القانون رغم وجود أكثر من مشروع قانون بأدراج لجان مجلس الشعب.وتهيب المنظمات الموقعة على هذا البيان الرئيس مبارك لمواجهة هذه المشكلة طبقا لما تنص عليه المادة 147 من الدستور وهى المادة التي تمنح الرئيس مبارك الحق فى إصدار قرار بقانون أثناء عدم انعقاد مجلس الشعب،والمادة 74 من الدستور والتى تتيح لرئيس الجمهورية اتخاذ قرارات سريعة فى حال تعرض الدولة لخطر يهدد وحدتها الوطنية، كذلك المواد الأولى، ( 40 ) ،( 46 ) من الدستور والذان يؤكدان المساواة بين المصريين وحرية الاعتقاد المطلقة ، بدلا من استمرار حالة العجز والخوف من اتخاذ هذا القرار الصعب عبر مناقشته وتمريره في البرلمان ،خاصة وان وجود هذا القانون من شأنه التأكيد على مبدأ المواطنة الذي يتصدر الدستور المصري. كما ترفض المنظمات الموقعة تصريحات الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون النيابية والقانونية والذي أكد مؤخراً أن الحكومة لا تزال تدرس مشروع ألقانون الموحد لبناء وترميم دور العبادة قبل تقديمه للبرلمان،وهو ما يعيد للذاكرة بطء الحكومة في مناقشة مثل هذه الموضوعات المهمة،والدليل على ذلك استمرار مناقشاتها لقانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين والذي قدمته الكنائس المسيحية للحكومة عام 1979 وترفض الحكومة حتى الآن تقديمه للبرلمان. فمنذ عام 2005 وهناك مشروعات قوانين مقترحة بشأن دور العبادة قدمها بعض نواب مجلس الشعب،منهم المستشار محمد جويلي رئيس لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس الشعب،كمال أحمد،ابتسام حبيب،جورجيت قللينى أعضاء المجلس،وآخرون،كذلك تقدم المجلس القومي لحقوق الإنسان بمشروع قانون لبناء وترميم دور العبادة،وأيضاً دعت منظمات حقوقية عديدة إلى الإسراع في إقرار هذا القانون،ومع ذلك لم يري النور لأسباب غير معروفة حتى الآن.وترى المنظمات الموقعة أن تدخل رئيس الجمهورية أصبح مهماً وفى أسرع وقت لمواجهة القوى المعرقلة لمبدأ المواطنة،والتي تتسبب في صمتها على استمرار حالة الاحتقان والتمييز بين المواطنين على أساس الدين،خاصة وأن المقصود من قانون موحد هو وجود جهة واحدة تفصل في منح تراخيص بناء وترميم دور العبادة وتفرض شروطها وتوحد الإجراءات المتبعة لبناء أو ترميم دور العبادة،وليس مقصود على الإطلاق المساواة في عدد الكنائس والمساجد ،حتى لا يستغل أحد هذا الموضوع بشكل خاطئ. التوقيعات وفقا للترتيب الابجدى
1) البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان
2) جمعية أبناء حورس لحماية البيئة
3) جمعية التنمية الإنسانية بالمنصورة
4) جمعية الرواق الجديد
5) الجمعية المصرية للتنمية الشاملة بالقليوبية
6) الجمعية المصرية للمشاركة والتنمية المستدامة
7) الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية
8) جمعية المنتزه للتنمية الثقافية بالاسكندرية
9) الجمعية الوطنية للمساعدة القضائية وحقوق الإنسان
10) جمعية مركز النيل للتنمية البشرية
11) المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان
12) المؤسسة العربية للدراسات الديمقراطية وحقوق الإنسان (عدالة)
13) مؤسسة عالم واحد للتنمية وحقوق الإنسان
14) مؤسسة النقيب للتدريب ودعم الديمقراطية
15) مؤسسة مركز الكلمة لحقوق الإنسان
16) مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان
17) المجموعة المصرية للتوعية الدستورية والتدريب
18) مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية
19) مركز الاتحاد للتنمية وحقوق الإنسان
20) مركز الحق للتنمية وحقوق الإنسان
21) مركز الحق للديمقراطية وحقوق الإنسان
22) مركز العدالة والتنمية لحقوق الإنسان بالمنيا
23) المركز المصري لحقوق الإنسان
24) المركز المصري لدعم المواطنة وحقوق المرآة
25) المركز المصري للتنمية وحقوق الإنسان
26) المركز المصري للحق في التعليم
27) مركز المليون لحقوق الإنسان
28) المركز الوطني لحقوق الإنسان
29) مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف
30) مركز حماية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان
31) مركز عرب بلا حدود
32) مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية
33) مركز مساواة لحقوق الإنسان
34) المرکز العربي الأوربي لحقوق الإنسان والقانون الدولي
35) المعهد الديمقراطي المصري للتوعية بالحقوق الدستورية
36) المنظمة المصرية لحقوق الإنسان
قانون دور العبادة الموحددعوة للاشتراك في حملة مناشدة الرئيس لاصدار قرار بقانون موحد لبناء دور العبادة

السلع الأسلاميه بقلم الدكتور شريف حافظ عن اليوم السابع

حضرت منذ عام تقريباً مؤتمراً فى جامعة برلين الحرة، بالعاصمة الألمانية، حول السلع الإسلامية. فى البداية، اندهشت لاسم المؤتمر. ولكن بعد أن حصلت على ملخص للمؤتمر، فهمت المغزى وعرفت لماذا يهتم الغرب بدراسة مثل تلك الظاهرة. فلقد كان المؤتمر يناقش ظاهرة "أسلمة" السلع، ليواكب انتشار الإسلام السياسى فى المجتمعات ذات الأغلبية الإسلامية. إنه العنوان الذى يُعطى للسلعة كى يتم بيعها فى "وعاء" يسمى "ظاهرياً" بالمسلم، مثل عروسة الأطفال "الإسلامية "فُلة" المحجبة"، حيث منعت السعودية دخول عرائس "باربى"، لأنها ضد "المعايير" الإسلامية للمملكة، وبالتالى رأى منتج إماراتى وآخر سورى أن يقوما بصناعة "فُلة"، التى تُشبه "باربى" تماماً ولكن ترتدى حجاباً. وهذا مُجرد مثال بسيط.ولقد استفادت الشركات "الغربية" من هذه الظاهرة جداً. فمثلاً، استفادت شركة ألمانية من ذلك، فقامت بصناعة العروسة "جميلة"، وتطورت الفكرة، لتصنع العائلة بأكملها. فلجميلة طفلين، هما أسد وألميرا!! وفى هذا الإطار تستفيد الشركة المصنعة فى بيع منتجاتها الأخرى، حيث أُجيزت لأنها "تطرق" الوتر المحبوب لدى "الإسلاميين"، فتبيع أيضاً الأحذية والمجوهرات!!وفى غير مثال العرائس، أدركت دولاً مهمة مدى الفائدة التى تجنيها من عادات الدول الإسلامية، فكانت الصين خير مثال. فلقد درس المارد الأصفر العادات والتقاليد للمجتمعات التى تقطنها أغلبية مسلمة، فقامت بصناعة سجاجيد وبوصلات الصلاة، بالإضافة إلى رنات الآذان والمصحف المرتل. ولا يوجد أى إشكالية هنا فى أن من صنع كل هذا، لا يمت للإسلام بأى صلة تُذكر!! أى أن المعايير "الإسلامية" تُجيز أن يقوم من لا يؤمن بالأديان السماوية الثلاثة، وبالأصح، من لا يؤمن بالله أصلاً، بأن يصنع سلعاً للإستهلاك الإسلامى! ورأى الغرب أن تلك المعايير لابد أن تُدرس، كى يستغلوا هم أيضاً السوق بسلعهم "الإسلامية". وبينما يستهلك الإسلاميون السلع الإسلامية، المصنوعة من قبل أُناس لا يؤمنون بحرف مما يعتقدون به، عن طيب خاطر، فإنهم وباستخدامهم الكيل بمكيالين، يكفرون المسلمين هنا، ممن يريدون إيقاظهم من غفلتهم، لأنهم يقولون الحق، حول ما يقومون به من موبقات مُستغلة للدين!!وبالطبع، فإن هناك فى ظل التصنيع الإسلامى، منتجات محلية الصنع، أو ذات عناوين محلية. فقد انتشرت عبارة إسلامية على محلات لا علاقة لها بالكلمة، مثل "المحمصة الإسلامية" و"الجزارة الإسلامية" و"الملابس الإسلامية".. ولا أعرف ما علاقة محمصة، "لقزقزة" اللب والسودانى، بالدين!! ولكن تلك القصة انتشرت بشكل مُريع. وأصبح هناك رنات موبايل إسلامية ويمكنك وعندما تتصل بشخص أن تسمع القرآن بدلاً من رن الجرس. وبينما أرى فى أسماء المحال المختلفة إشكالية، يجب وأن تُحل تدريجياً، لأنها تُشكل استهزاء غير مسبوق بالدين، فإننى أرى أن مسألة الرنات الدينية على الهاتف النقال أو ما نسميه فى مصر بالموبايل، لمسألة خطيرة للغاية، لعدة أسباب، من بينها:أن الشخص المطلوب يمكنه أن يرد بينما آية تُقرأ، فتُقتطع فى منتصفها مشوهة كلمات القرآن. فهل تلك من ضمن المعايير "الإسلامية" للسلع التى يُمكنها اختراق دولنا؟؟وثانى تلك الأسباب، أن الرنات لم تُصبح فقط إسلامية، ولكن قبطية أيضاً، مما يُمكنه أن يُشكل مأزقا "طائفيا" فى أى مكان فى مصر. ولدى مثال على هذا الموضوع: فلقد حضرت يوماً فى بنك. وبينما أجلس منتظراً دورى، إذا بى أسمع رنة "إسلامية" عن يمينى، ولم يرد صاحب الموبايل، فاستمرت النغمة، طيلة الوقت لمن يغنى أنشودة إسلامية. وكانت تتردد بقوة فى البنك الذى كان يسوده السكون. ثم وللمفاجأة الكُبرى، رن موبايل الرجل الجالس على يسارى، فكانت ترنيمة مسيحية، ولم يقم الشخص الجالس على يمينى بالرد هو أيضاً، مما جعل النغمة تتردد فى سكون البنك لمدة دقيقة تقريباً، فشعرت وكأننى أجلس فى مجمع أديان، ولكن على شفا شفير من الانفجار!! وكان الناس ينظرون إلى بعضهم البعض بابتسامة فاترة أو توجس وريبة، بينما النغمتان تعزفان موسيقاهم التبجيلية. أين؟ فى بنك! فما علاقة هذا بالمعايير "الإسلامية"؟وقد انتشرت فى المحال التجارية مؤخراً، ظاهرة "تشغيل" شريط قرآن، بينما الناس تتسوق. لقد كنت مؤخراً فى إحدى المحال التجارية المشهورة، أشترى الحاجيات الغذائية، وبينما القرآن يُقرأ فى المحل التجارى، إذا برجل ينادى زوجته بصوت عال لتأتى ترى سلعة معينة؛ وطفل يصرخ جارياً فى المحل؛ والناس يتكلمون مع بعضهم البعض بشكل طبيعى للغاية، وكأن ما يتلى عليهم أغنية وليس شريطا للقرآن الكريم! فهل المحل التجارى مسجداً، لابد أن يدخل إليه المسلم فقط، أم أن لدينا آخرين غير المسلمين فى هذا الوطن؟ ولا أعرف، كيف يتم تشغيل شريط قرآنى فى محل تجارى يعج بزبائن جاءوا لغير الغرض الدينى، بينما الله يقول: "وإذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون"!! فأين المعنى بعد ذلك؟؟إننا نتكلم هنا عن إشكالية، جعلت من الدين سلعة، وبشكل رسمى وليس مجرد نظرى. ولقد أخطأ الغرب حينما قام بتصنيع ألعاب إلكترونية للأطفال، تواجه الإسلاميين ولكن الغرب "الرأسمالى" كثيراً ما انتقد بنفسه رسمياً تلك الألعاب، من خلال وقف إنتاج بعضها، لأنها تحمل واجهة عنصرية ضد الآخر. ولكن هناك من الإسلاميين من رد، بصناعة ألعاب تحض الطفل المسلم على العنف أيضاً، بحيث تقوم فكرة اللعبة على قتل الجنود الأمريكان أو أُناس من الغرب الذين يوصفون بالكُفر، ومن يقتلهم من الأطفال يفوز باللعبة. فان كنا نربى أولادنا على القتل، دون السياق، فهل هذا يتوافق مع مجمل الدين؟ بل هل يجوز الحديث مع الطفل، وهو طفل، عن مسألة القتل والدم والعنف وهو لم يعِ بعد؟ إنها ليست ألعابا ولكنها تؤجج العنف فى الطفل وتبعده عن فطرته السمحة والمعبرة عن الدين تماماً. وبصراحة فإننى لم أقرأ فى نصوص الدين ما يحض على هذا ولكنى قرأت آية "اقرأ"، فلم أجد إلا فيما ندر، طفلاً مُسلماً يقرأ! وكنت أظن أن الإسلاميين يطبقون كلام الله، وكنت أظن أن أكبر نسبة للقراء من الأطفال، من المسلمين، لأن زيادة عدد من يقرأ، لهو تطبيق لأمر من الله، ولكن خاب أملى ووجدت أغلبهم، ولا أقول كلهم، يتكلمون عن جهل مؤجج!إن السلع الإسلامية المصنوعة فى الخارج تشمل، البخور والملابس الدينية والإلكترونيات والألعاب وبرامج الكمبيوتر وغيرها. ولا اعتراض يصدر على أن مُصنعى تلك السلع من غير المؤمنين بالله ولا بأنهم يجوز كونهم يهودا على سبيل المثال، وهو أمر غير مستبعد، لأن تلك الظاهرة إنما تدل على عقلية استهلاكية تبحث عن العناوين وليس عن الجوهر، بالتأكيد!! وكلما انبهر الناس بالعناوين واندفعوا وراء مشاعرهم ولم يفكروا فى جوهر الأمور، كلما توطدت وزادت الهزائم، وبالتالى فإن الخارج يلعب على تأكيد الظاهرة بما لا يدع مجالاً للشك، ويساعده فى ذلك بالطبع "الإسلاميون" الذين يهمهم الشكل فقط، فبالنسبة لهم، "نصف العمى ولا العمى كله"، وبالتالى الشكل أفضل من الفعل، لأن الشكل يُساعد على الوصول للفعل، ولكن بعد كل السنوات الماضية مما سُمى بالصحوة الإسلامية، مازالت كل أوبئة المسلمين موجودة بل زاد الفشل، وبالتالى فإن الثقافة التى يقومون بصنعها من خلال نشرهم مُسمى الإسلام وعادات "ظاهرية" و"مفتعلة" للإسلام، لن تُجدى، ويبقى العلم، هو الأهم، مهما حدث، لأن العلم هو الذى ساعد على نشر الإسلام، فى المقام الأول، وليس غيره!إن ما نراه من مُسميات وسلع، لا يُعبر بالضرورة عن مضمون دينى. إنه مجرد مسمى ليس إلا. وما لم يشعر الإنسان بالمحتوى ويفهمه ويعبر عنه ويشعر داخلياً به، لا يمكن أن ينجح. فليس الأمر فى عروسة مصنعة فى ألمانيا ولا سبحة مصنعة فى إنجلترا ولا سجادة صلاة مصنعة فى الصين ولا بخور مصنع فى فرنسا، ولكن الأمر فى العقل الذى يُمكنه أن يتواصل مع العالم ويُدرك طريقة التفكير التى وصل بها إلى ما وصل إليه، كى يتم تطويرها وعمل ما يُمكن أن يُقدم للبشرية كلها ما يُمكن أن يجعل الناس ينظرون إلى المسلمين على أساس أنهم جزء من هذا العالم، وليس شرا، يجب الخلاص منه.لقد شاهدت منذ أيام خطاب نتانياهو إلى الأمم المتحدة، حيث تكلم عما قدمه اليهود للعالم من اختراعات وعُلماء. وقال إن اليهود جزء من العالم وليسوا خارجين عنه، وأنهم يساعدون العالم على تقديم منتجات عالمية لمساعدة الجميع من أجل الحياة، على عكس من يحبون "ثقافة" الموت والدمار وينتجون العنصرية، وتكلم بضمير "نحن" على أساس أن إسرائيل جزء من العالم، متحدثاً عن الناس أجمعين، عندما قال: "وسنفك الشفرة الجينية"! وهذا هو الفرق، حيث يقدم اليهود أنفسهم على أنهم جزء من العالم، رغم اختلاف دياناتهم عن الأغلبية القصوى، ويستميت الإسلاميون فى النظر إلى العالم على أنه مختلف عنهم وأنهم الأصلح والأميز، ولا أعرف من أى ناحية، حيث لا يتراءى لى أى نجاح من قبلهم!!إن مسألة السلع الإسلامية، لهو أمر مفيد مادياً للغاية لغير المسلمين فى الخارج، لأنهم يلعبون على وتر استهلاكى، ظاهرى. وهو أمر ليس مفيدا بالقطع لنا هنا فى مصر، حيث يؤجج النعرات التشددية. وفيما عدا سجاجيد للصلاة وربما الملابس الدينية وبعض رموز المعتقد (والتى يمكن تصنيعها كلها وطنياً)، فإن أغلب ما دون ذلك، لا أراه ضرورة، بل لا فائدة له أصلاً ويساعد على تأجيج مشاعر التمييز الدينى، منذ أن يكون الإنسان طفلاً. وأرى أنه يجب أن يصدر تشريع يمنع تداول تلك المنتجات فى مصر، لأننا نريد القضاء على الاحتقان الدينى ونريد التعايش جميعنا معاً بعيداً عن العنصرية التى تُبنى من الصغر وتُشكل عقولا ترفض الآخر، وهى أمور لا يُمكن أن تستمر ونحن نريد أن نبنى جسوراً مع العالم بينما نحن غير متواجدين على خريطة "العقل" الدولية!

12.10.09

الرب صالح للكل ومراحمه على كل أعماله مرسله من الصديق رومانى بشرى

بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدىالاستراحات ..كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ .. بل بالغيبة والتعليقات الغيرلائقة..كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم .. وغيبة الناس .. وهم يضحكون..كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد ..أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق.. والأدهىأنّيوضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول ..عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة ..وجدت زوجتي في انتظاري .. كانت في حالة يرثى لها ..الظاهر أن موعد ولادتها صار وشيكا ...سقطت دمعة صامته على خدها ..أحسست أنّي أهملت زوجتي ... حملتها إلى المستشفى بسرعة ..دخلت غرفة الولادة .. جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال ..كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر .. تعسرت ولادتها .. فانتظرت طويلاً حتىتعبت .. فذهبت إلى البيت ..بعد ساعة .. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم نادر الاسم الذي اخترته لابنيأول ما رأوني أسأل عن غرفتها ..دخلت على الط بيبة .. كلمتني عن المصائب .. والرضى بارادة الله ..ثم قالت : ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!خفضت رأسي ... وأنا أدافع دموعي .. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمىبقيت واجماً قليلاً .. لا أدري ماذا أقول .. ثم تذكرت زوجتي وولدي ..لم تحزن زوجتي ... كانت مؤمنة بارادة الله..خرجنا من المستشفى .. وخرج نادر معنا ..في الحقيقة .. لم أكن أهتم به كثيراً..اعتبرته غير موجود في المنزل ..كبر نادر ... بدأ يحبو .. كانت حبوته غريبة ...قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي .. فاكتشفنا أنّه أعرج ..أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر ..أنجبت زوجتي بعده فادي و كيرلس..مرّت السنوات .. وكبر نادر .. وكبر أخواه ..كنت لا أحب الجلوس في البيت .. دائماً مع أصحابي ...لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين ..لم أكن أحس بمرور السنوات ... أيّامي سواء .. عمل ونوم وطعام وسهر ..استيقظت في يوم أحد ..ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي .. كنت مدعواً إلى وليمة ..مررت بصالة المنزل .. استوقفني منظر نادر .. كان يبكي بحرقة !إنّها المر ّة الأولى التي أنتبه فيها إلى نادر يبكي منذ كان طفلاً تبعته .. كان قد دخل غرفته ..رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه ..ثم بدأ نادر يبين سبب بكائه .. وأنا أستمع إليه وأنتفض .. تدري ما السبب !!تأخّر عليه أخوه فادي .. الذي اعتاد أن يوصله إلى الكنيسة ..ولأنها صلاة القداس .. خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل ..نادى فادي ... ونادى والدته .. ولكن لا مجيب .. فبكى .. أخذت أنظر إلىالدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين ..لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه ..وضعت يدي على فمه .. وقلت : لذلك بكيت يا نادر !!..قال : نعم ..نسيت أصحابي .. ونسيت الوليمة .. وقلت :نادر لا تحزن .. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى الكنيسة ؟ ..قال : أكيد فادي .. لكنه يتأخر دائماً ..قلت : لا .. بل أنا سأذهب بك ..دهش نادر .. لم يصدّق ... ظنّ أنّي أسخر منه .. استعبر ثم بكى ..مسحت دموعه بيدي .. وأمسكت يده ..لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها الكنيسة ..لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف .. والنّدم على ما فرّطته طوالالسنوات الماضية ..كانت الكنيسة مليئاً بالمصلّين .. إلاّ أنّي وجدت لنادر مكاناً في الصف الأوّل..استمعنا للوعظة معاً وصلى بجانبي .. بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..بعد انتهاء الصلاة طلب منّي نادر انجيل ...استغربت !! كيف سيقرأ وهو أعمى ؟كدت أن أتجاهل طلبه .. لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره .. ناولته الانجيلطلب منّي أن أفتح الانجيل على انجيل متى ..أخذت أقلب الصفحات تارة ... وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها ..أخذ مني الانجيل ... ثم وضعه أمامه .. وبدأ في قراءة الاصحاح .. وعيناه مغمضتان ..إنّه يحفظ الانجيل!!خجلت من نفسي.. أمسكت انجيلا..أحسست برعشة في أوصالي.. قرأت .. وقرأت..دعوت الله أن يغفر لي ويسامحني ..لم أستطع الاحتمال .. فبدأت أبكي كالأطفال ..فحاولت أن أكتم بكائي .. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ..لم أشعر إلاّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ... ثم تمسح عنّي دموعي ..إنه نادر !! ضممته إلى صدري ..نظرت إليه .. قلت في نفسي .. لست أنت الأعمى .. بل أنا الأعمى ..عدنا إلى المنزل .. كانت زوجتي قلقة كثيراً على نادر ..لكن قلقها تحوّلإلى دموع حين علمت أنّي ذهب ت للكنيسة مع نادر..من ذلك اليوم لم يفتني قداس..هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة طيبة كلهم من ابناء الكنيسة..اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي ..الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني نادر ..ذات يوم .. قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للكرازة تردّدت في الذهاب.. واستشرت زوجتي ..توقعت أنها سترفض .. لكن حدث العكس !فرحت كثيراً .. بل شجّعتني ...فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها للخطيئة..توجهت إلى نادر .. أخبرته أني مسافر ... ضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً..تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف ..كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي..اشتقت إليهم كثيراً .. آآآه كم اشتقت إلى نادر !!تمنّيت سماع صوته .. هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت ..إمّا أن يكون في المدرسة أو الكنيسة ساعة اتصالي بهم ..كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه .. كانت تضحك فرحاً ً ..إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها .. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة .. تغيّر صوتها ..قلت لها : أبلغي سلامي لنادر.. فقالت : إن شاء الله .. وسكتت ..أخيراً عدت إلى المنزل .. طرقت الباب ..تمنّيت أن يفتح لي نادر ..لكن فوجئت بابني كيرلس الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره ..حملته بين ذراعي وهو يصرخ : بابا .. يابا ..لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت ..أقبلت إليّ زوجتي .. كان وجهها متغيراً .. كأنها تتصنع الفرح .تأمّلتها جيداً .. ثم سألتها : ما بكِ؟قالت : لا شيء ..فجأة تذكّرت نادر .. فقلت .. أين نادر ؟خفضت رأسها .. لم تجب .. سقطت دمعات حارة على خديها ..صرخت بها .. نادر .. أين نادر ...؟لم أسمع حينها سوى صوت ابني كيرلس.. يقول بلثغته : بابا .. نادل لاحالسما .. عند يسوع..لم تتحمل زوجتي الموقف ... أجهشت بالبكاء .. كادت أن تسقط على الأرض ..فخرجت من الغرفة ..عرفت بعدها أن نادر أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين ..فاشتدت عليه الحمى .. ولم تفارقه .. حين فارقت روحه جسدهولاده نادر بهذا الشكل لم تكن صدفه بل كان بهدف عند الله وقد سافرنادر بعد ما تحقيق هذا الهدف وفرحته بالله في حياته..((الرب صالح للكل ومراحمه علي كل اعماله))

7.10.09

شركاء من أجل الوطن تدعو لوقف الدورى المصرى عن ألبشاير

"شركاء"تدعو لوقف الدورى المصري البشاير – خاص : دعت حركة شركاء من أجل الوطن الى تقدم مذكرة للاتحاد الدولى لكرة القدم " الفيفا " من أجل وقف الدورى المصرى واصفه أياه بأنه يقوم على التمييز الدينى ويمنع المسيحيين من ممارسة رياضة كرة القدم .وناشدت قالت الحركة فى بيان صادر لها اليوم الاربعاء حمل عنوان "من أجل وقف أضطهاد الأقباط فى كرة القدم " جميع الكتاب والنقاد والرياضيين والمهتميين بالشأن الرياضى فى مصر مسلميين ومسيحيين مساعدتها فى أعداد مذكرة شاملة عن ما يحدث مع الرياضيين الأقباط ومنعهم من ممارسة كافة أنواع الرياضة لكونهم مسيحيين . وطالب صموئيل العشاى المتحدث الاعلامى باسم الحركة كافة المتخصصين والمهتميين بالمجالات الرياضية سرعة تجهيز ملف عن كرة القدم المصرية و"التمييز الصارخ الذى يمارس بشكل منتظم على اللاعبين المسيحيين ومنعهم من اللعب للاندية الكبرى بل وحتى الصغير منها. واشار العشاى الى أنهم يستعدون الى تقديم مذكرة الى الاتحاد الدولى لكرة القدم " الفيفا " من أجل وقف الدورى المصرى القائم على أساس الأضهاد الدينى ومنع المسيحيين من لعب كرة القدم ، مشيرا الى أن ذلك يؤدى الى وقف مصر نهائيا من ممارسة رياضة كرة القدم .

4.10.09

حينما يصمت البشر تتحدث السماء بقلم دكتور وجيه رؤوف

حينما يصمت البشر تتحدث السماء نتأمل كثيرا فى تلك الحياه مفارقات عجيبه واحداث جمه , وحقيقه تظهر كل المتناقضات فى آن واحد , فبينما يثار الناس من الظلم ومن القهر فى معظم الأحيان نجد فى الجانب الآخر من يعمل كبطانه للظالم ويساعده ويؤازره , وحقيقه انك فى نفس الوقت الذى تكون ناقما فيه على الظالم بقدر ماتكون حزينا لما وصل اليه فى النهايه نتيجه لظلمه , ولكى أبسط عليكم تلك المسأله الفلسفيه المعقده أقول , لكل انسان على الأرض مميزات وعيوب وتقاس شخصيه الأنسان بما فيها من نسب واعتقد ان الكثيرون يميلون الى الشخص الأكثر ميزه والتى تكون غالبا عيوبه قليله , ولكن قد تفرض ظروف الحياه على البعض من ضعاف النفوس ان تزيد عيوبهم على مميزاتهم ولا يلقوا بالا الى سمعتهم وما يقوله الناس عنهم لما يحوطهم من عزوه وقوه وسلطان , وسأضرب مثالا واضحا عن الزعيم الراحل محمد أنور السادات زعيم مصر وبطلها وهو من عبر بمصر من الهزيمه الى النصر , لقد كانت محبه جميع المصريين فى اوجها لهذا الزعيم الذكى الذى ناور اعدائه بدهاء غايه فى الذكاء والرقى والذى استفاد بخبرات الجميع فى حرب السادس من اكتوبر فقد استفاد من خبره اللواء باقى يوسف صاحب الخبره فى اقتحام خط بارليف عن طريق دحر الساتر الترابى بخراطيم المياه القويه تلك التجربه التى استفادوا بها اثناء بناء السد العالى سابقا كما استفاد هذا الزعيم المعجزه بأخوتنا النوبيين اللذين وضعهم على سلاح الأشاره فكان الأسرائيليون يسمعون لغه لا يفهمونها ولا يستطيعون كتابتها وتم للسادات مايريده وحينما رأى ان حربه بعد ذلك سوف تكون مع امريكا فضل بذكائه سلاح السلام من منطق القوه واستطاع ان يسترد سيناء بالسلام , واعتقد لو أن من يتولى مصر يحمل شعارات رنانه وميكروفونات عاليه مثل اعضاء حماس وما شابه لكن الى الآن فى حرب استنزاف ليس فيها من أمل ولا شفاء , ولكن رفض العرب وابى المرتزقه ان تهنأ مصر بالسلام فاتهموها بخيانه القضيه ناسين ان السادات قد قدم لهم خيار السلام ولكنهم فضلوا خيار الميكروفونات التى مازالوا يصدحون بها الى الآن ,وفى خضم كل هذا نسى السادات أن انتصاره وتفوقه فى هذه الحرب كان من الله وان من عبروا تلك القناه كانوا من مسيحيى ومسلمى مصر وانهم جميعهم كانوا يكبرون ألله أكبر المسيحى والمسلم كانو يقولونها , فحاول السادات تمويل العناصر الأسلاميه وتزويد رقعتها حتى تأتى على التيار الناصرى وتفرض وجودها على الساحه , وبالطبع فرض هذا التيار نفسه على الجميع وهمش الجميع وتستطيعوا اذا اردتم ان تطلعوا عن ماكان يحدث داخل جامعه اسيوط فى الثمانينات من نشاط لهذه الجماعات فرض نفسه على اساتذه الجامعه وعلى الطلبه وانشطتها وكان ذلك بمساعده الأمن فى بعض الأحيان , وعانى الطلبه الأقباط الكثير فى تلك الفتره من الظلم والقهر و التهميش بل انى اذكر ان هناك طالبا مسيحيا فاز يوما ببطوله الجامعه فى الكاراتيه وتم قتله فى نفس اليوم حتى لايهنأ بالفوز , وهناك احداث كثيره تم فيها احتجاز الطلبه الأقباط داخل المدن الجامعيه وتم منعهم من دخول الأمتحانات والكثير والكثير ولكن لاتسير الأمور دائما على وتيره واحده فهناك ألله الغير غافل والذى يرى ويسمع أنات المظلومين فاذا بالسحر ينقلب على الساحر وتبدأ سلسله من الأختلافات بين الجماعات والأمن أدت الى اشتباكات بينهم ولقد أدت قوه الجماعات فى حينها ولمدى قوتها ان اسيوط كادت ان تنفصل عن الجمهوريه نظرا لقوه اعدادها ودقه تنسيقها حيث استطاعوا ان يسيطروا على مديريه الأمن فى اسيوط , وتعددت الأشتباكات فيما بينهم وبين قوات الشرطه وحدث الكثير من الهجوم على كمائن الشرطه ووحدات المرور وزاد الصراع مما أدى الى عصبيه السادات وخيل اليه انه فى صراع مع الجهاديين ومع الكنيسه وفكر فى نظريه التوازن الظالمه التى قدم فيها الأقباط ككبش فداء وحدثت حركه الأعتقالات الكبيره فى صفوف علماء الأسلام ومنهم الشيخ الكبير الشيخ المحلاوى والكثير من القيادات الأسلاميه البارزه وفى الجانب الآخر تم تحديد أقامه البابا شنوده بابا الأسكندريه فى دير وادى النطرون وادخل الكثير من الأساقفه والكهنه المعتقل وهم أبرياء لم يقذفوا يوما أنسانا بحجر أو حتى بنبله , و استمر الأنين من الجانبين انين من الجانب الأسلامى ومن الجانب المسيحى وصلى الجميع وبكى الجميع وصمت كثيرين ولم يتكلموا واكتفوا بالصلاه ..... وكان ماكان من أغتيال الزعيم وهو فى اوج قوته ووسط قواته ووسط جيشه ... واتذكر يومها وانا أشاهد العرض فى التلفاز حيث اننى كنت من أشد المعجبين بالراحل السادات واحب مشاهده هذا العرض كل عام واذا بى أفاجأ بأن كاميرا التليفزيون تنقلب الى الأرض والمذيع يصرخ : خونه .. خونه حقيقه بعد ان علمت الخبر بكيت كثيرا وتألمت كثيرا نعم نعلم انه ظلم كثيرين ولكنه الزعيم صاحب النصر العظيم ولا نرضى له ابدا هذه الميته الشنيعه وفى يوم فرحه وفرح المصريين , والغريب ان دفاع خالد الأسلامبولى قاتل السادات فى المحكمه دافع عن أطلاقه للرصاص على السادات بقوله : وما رميت أذ رميت ولكن ألله رمى !! نحزن كثيرا على ضحايانا وقد حزنت على الرئيس السادات كثيرا , كما حزنت على الرئيس صدام حسين , ولكن هذه مشاعرى انا وتحليلى انا حيث ان بطبيعتنا المرهفه قد نتألم من تصرفات البعض الظالمه ولكن طبيعتنا ترفض أن نراه يتألم ,وما أريد ان اقوله هو أن الجميع صلوا وتألموا بصمت فسمعت السماء صوت صمتهم وتحدثت بفعل الله . د / وجيه رؤوف

من هم المسيحيون ؟؟؟ بقلم الأستاذ مصطفى النجار

سألت نفسي من هم المسيحيون ؟؟
من هم الجزء الثاني المكون لبلدنا التي طيلة تاريخها عاش فيها المصريين مسلمين ومسيحيين ومعهم اديان اخري بلا مشاكل ؟؟
من هم بين المصريين ؟ كيف يبدون ؟هل هم دعاة الفتنة وتأجيج التعصب الذين يتاجرون بالقضية و يرتزقون منها ؟
هل هم المقتنعين بمحاضرة الانبا توماس في امريكا التي قال فيها اننا لسنا عرب واننا نشعر بالخيانةِ من إخواننا في الوطن ....!هل هم من يقولون ان العرب كانوا محتلين وغزاة مجرمين وان مصر وطن مسيحي مغصوب من قبل المسلمين ويجب تحريره كما تقول مجلة الكتيبة الطيبة القبطية ؟ هل هم ايضا يقولون " المصريون من أصل عربى ضيوف .. واللى موش عاجبه يمشى ) كما نشرت روز اليوسف بتاريخ 20 / 12 / 2005 نقلا عن مجلة الكتيبةقد يكون هؤلاء مسيحيين وبعضهم يدعي المسيحية وهو لا يدري من تعاليمها شيئا ولكن كم يبلغ عدد هؤلاء ؟ هل هم ممثلون للأمة القبطية بأسرها ؟لا اعتقد ذلك .. انا مصري ومسلم ولدت في هذه الارض الطيبة ، ونشأت في بيئة بها مسلمين ومسيحيين ، كان من جيراننا مسيحيين ملتزمين يذهبون للكنيسة كل يوم أحد ويذهب ابناءوهم كل يوم جمعة صباحا مع معلميهم للكنيسة او لرحلة بتنظيم الكنيسة ويعودون الي بيوتهم كما كنا نذهب نحن الي المسجد ونمارس من خلاله انشطة اجتماعية مثل الرحلات ودورات كرة القدم وغيرهاوكان من جيراننا مسيحيين لا يذهبون الي الكنيسة ولا يهتمون بهذه الامور الدينية مثل بعض المسلمين لا يذهبون الي المساجد الا نادرا في الجنازات او الافراح ولا يشغل الدين عندهم جزءا كبيرا من اهتماماتهمفرحنا كان واحد وحزننا كان واحد وهمومنا ومشاكلنا كانت واحدة فكلنا نعاني من نفس مشاكل الحياة اليومية في وطن منهك وليس هناك مشاكل لطرف دون أخر ، كان الوطن هو همنا وألمنا وجرحنا وحلمنا وفرحنا ونحن فيه شركاء أبد الدهرلم اكن اشعر بحالة الاستقطاب الحادثة الان ، كل انسان يعبد ربه كما يريد وكما يعتقد وكما يؤمن فالله العدل هو من قال ( لا اكراه في الدين ) ، نلعب معا الكرة في الشارع وعندما تحين الصلاة ندخل نحن المسلمون – من يصلي فينا – للمسجد ليصلي ويعود الي اصدقائه الذين ينتظرون عودته وقد اوقفوا اللعب احتراما لوقت الصلاة ، في رمضان كان جيراننا المسيحيين يهدوننا اطباق قمر الدين والمشمشية والمهلبية بعد صلاة التراويح وفي نهاية رمضان يشاركوننا في عمل كعك العيد وعندما تنتهي فترة صيامهم نهديهم وجبات مطبوخة تحتوي كل انواع الاطعمة التي كانوا ممتنعين عنها اثناء ايام صيامهم ، كان الجو تلقائيا بلا تكلف ، يصدر عن نفوس متحابة تغلب مشاعر الاخوة الانسانية وحقوق الجوار علي اي شيءكبرت وتخطيت مرحلة الطفولة وتبدل الحال وصحوت علي واقع مرير ، صارت هناك مشاكل خاصة لجزء من المصريين هم المسيحيون ، مشاكل تتعلق بكونهم مسيحيين فقط بعد ان كانت مشاكل كل المصريين واحدة يتشاركون فيها جميعا ويحملون نفس الهمتغير احتكاك جيراننا بنا وضعف مع الايام وبعد ان كانت المنازل في الشارع مختلطة بها سكان ومسلمون ومسيحيون بدأت أري عمارات جديدة لا يسكنها الامسيحيون وتضع علي ابوابها صلبانا كبيرة بل اصبحت اجد شوارع كاملة وحواري يتركز بها المسيحيون في السكناشقائي الاصغر مني ليس لهم اصدقاء مسيحيين وفي الجامعة تجد اغلب الطلاب المسيحيين منعزلين وحدهم في جيتوهات اجتماعية بل صار لهم مكان معين يجلسون فيه مع بعضهم البعض وقلت نسبة الصداقة بين المسلمين والمسيحين كطلابوتغيرت الصور الذهنية عند كلا الطرفين تجاه الاخر فالمسيحيون يقول بعضهم لابناءهم لا تتعاملوا مع المسلمن حتي لا يغضب عليكم الرب وحتي لا يفسدوا عقيدتكم والمسلمون يقول بعضهم لابناءه لا تأكل طعام المسيحين ولا تصاحب اي زميل مسيحي حتي تظل مسلما ويرضي عنك اللهوانطلقت الافاعي من جحورها تكرس الاستقطاب وتضاعف عزلة الطرفين وانكفاء المسيحين الي الكنيسة التي تغير خطها من التسامح الي تبني خطاب طائفي والتحدث باسم ملايين المسيحين كأنهم رعايا دولة اخري داخل دولة اكبر ، مما جعل المسيحيون يتترسون بالكنيسة وينعزلون عن المجتمع ، فلم يعد هناك قبطي ينجح في الانتخابات مثل العظيم مكرم عبيد ولم يعد المسيحيون مشاركين في الاصل في الحياة العامة الا بأعداد قليلة للغايةواصبح المسيحيون بلا ارادة منهم ورقة لنظام غير ديموقراطي لا يعنيه الا البقاء ولو علي اشلاء الوطن ، يلعب بهم ويوظفهم سياسيا في الداخل والخارج ويساعد احيانا في تأجيج الفتن التي ربما يكون هو المستفيد منها في مساحات وحسابات أخريووجد بعض اعداء الاديان فرصة في استغلال المسيحيين ايضا للهجوم علي كل ما يمت للدين بدعوي العلمانية ، فصدروا لهم فزاعة الاسلاميين والدولة الدينية التي ليس لها وجود الا في خيالهم ، فرأينا من المسيحيين من يحمل لواء العلمانية المتطرفة التي تحارب الدين ، رغم انه لو فكر لعلم ان المسيحيين لو طبقت عليهم العلمانية المتطرفة كنظام سيكونوا اول المضارين ومثال بسيط هوعقد الزواج المدني الذي سيمنع المسيحين من عقد الزواج الكنسي والذي سيفتح مسألة تعدد الزوجات خلافا للتعاليم الكنسية القائمة التي تعتبر الزواج الثاني زنا وهذا مثال بسيط لما ستجنيه العلمانية المتطرفة علي المسيحيين قبل المسلمينوعي الجانب الاخر نشط متطرفون يدعون الانتماء الي الاسلام يزيدون من حرارة الاستقطاب ورفض الاخر والمخالف دينيا ضاربين بمبدأ حرية العقيدة عرض الحائطوغاب صوت العقل وباتت صور الوحدة الوطنية وتبادل القبلات الرسمية مشهدا مملا وسخيفا بين الشيوخ والقساوسةلكن في داخلي رغم كل ما حدث ما زلت أؤمن ان المسيحيين ليسوا الانبا توماس صاحب الخطاب الطائفي الشهير وليسوا المتاجرين بالقضية والمتهجمين علي هوية الامةما زلت اري المسيحيين هم المصريين الطيبين ، هم جرجس العامل البسيط في شركة الكهرباء الذي يخرج كل يوم مع عم ربيع المسلم ليقوموا بانارة اعمدة الكهرباء لكل المصريين ويتكهربوا معا من الاعمدة ولكن يضحكون معا ويدعون ربهم بالستر ، هم مدام ماريانا الموظفة المصرية المطحونة والتي تعبت من سيارتها الفيات 28 المتهالكة كعدد كبير من المصريين ، هم دكتور سمير الذي هو امهر طبيب في منطقتنا يذهب اليه المسلمون قبل المسيحيين ثقة في مهارته واخلاقه ودماثة خلقه ، هم فيولا المصرية ام ابانوب وروماني وكرستين التي ترسلهم الي استاذ محمود ليذاكر لهم دروسهم ويعلمهم ، هم هاني الشاب المصري الذي يعاني من البطالة كملايين الشباب ويبحث عن عمل في أي مكان ، هم عم وحيد المواطن المصري الذي حلم حياته ان يزوج بناته الثلاث ويطمئن عليهم ويحاول ان يدبر ويقتصد ويدخل في جمعيات مع جيرانه حتي يستطيع تجهيز بناته للزواجالمسيحيون ليسوا كلهم نجيب ساويرس وليسوا كلهم الاثرياء تجار الذهب وملاك القصوروليسوا يقبضون مرتبات شهرية سخية من الكنيسة ، هم مصريون عاديون يعانون نفس معاناة حياتنا اليومية ، من شذ منهم وتطرف ردا علي تطرف مسلمين فهو استثناء ، من انسلخ منهم عن الحضارة العربية العظيمة ورفض هويته العربية وتبرأ منها فهو لا يعبر الا عن نفسه ، اما السواد الاعظم من المسيحيين فهم بسطاء لا يعرفون الكراهية وهم ضحايا دعاة التحريض وارباب التطرف ودعاوي الطائفية وتهييج المشاعر وتزييف الاحداث ، هم ضحايا الكنيسة التي ارتضت ان تسير في ظل النظام ظنا انه افضل خيارا من الديموقراطية ونتائجها ، هم ضحايا النظام الذي يخوفهم ويطلق الفزاعات المختلفة في وجوههم ليكرس الانقسام والتعصب بينهم وبين بقية المصريين ليظلوا معزولين داخل وطنهم الذي لهم به كل الحقوق مثل كل ابناء الوطن ، هم ضحايا نظام قمع الحريات وفتت المجتمع وجمد مفاصله ، هم ضحايا كملايين المصريين من المسلمين ، الكل سواء ، ومع القمع وغياب الديموقراطية والمناخ الايجابي تختفي ثقافة التسامح ويحل مكانها الكراهية والتمييز والاضطهاد بين المضطهدين انفسهمايها المسيحيون اخرجوا من كنائسكم وعودوا الي وطنكم الاكبر مصر التي ستظل وطنكم مثلما هي وطن لاخوانكم المسلمين ، اعتزوا بحضارتكم العربية التي كنتم فيها شركاء مع المسلمين ، لا تتخلوا عن هويتكم ولا تنسلخوا عنها ،هويتنا نحن المصريون هي الهوية المصرية العربية الاسلامية والمسيحية صاحبة الخصوصية الفريدةتبرئوا من المتاجرين بقضاياكم واعلنوا ان عهد تغييب العقول قد مضيايها المسلمون : عودوا لتعاليم دينكم الذي يأمركم بالتسامح وبحرية الاعتقاد لكل انسان خلقه الله ، اوقفوا المتطرفين الذين يشعلون الحرائق ويشقون صف الامة المصرية ، ادوا عهد نبيكم الذي اوصاكم باخوانكم الاقباط خيرا وحذركم من انه ( ص ) سيكون خصيما لكل من اذي احدا منهمعدوكم واحد وحلمكم واحد وألمكم واحد وفرحكم واحد ، تكتلوا معا من اجل مستقبل افضل لناجميعا ، لا تطالبوا بمطالب طائفية فهذه كلها مسكنات وانما يكمن العلاج الجذري لكل داء وألم في شمس الحرية التي غابت عن وطننا كثيرا ، ستنتهي مشاكلنا كلها عندما نصبح احرارا في وطن حر يحترم الانسان واختياراته وتغدوا الديموقراطية هي الضمانة التي تحفظ سلامة المجتمع بكل اطيافه، عيشوا مصريين وموتوا مصريين ، فمصر وطن يحوي الجميعمصري-------------ارجوا ان لا تتجاوز التعليقات حدود اللياقة وثقافة التسامح-------------

واجعل نساؤهم غنيمه لنا بقلم الأستاذ الدكتور شريف حافظ ( اليوم السابع )

تناول المرأة فى الأدبيات والأحاديث الدينية لشيوخ التشدد،
أصبحت "مغتربة" بشدة عن المجتمع المصرى المعتدل فى خطابه الدينى منذ الأزل.
فقد أصبح النظر إلى المرأة (أى امرأة، وليس فقط غير المُحجبة) بوصفها أداة وليس إنسانة، تحيا وتفكر وتُبدع وتُربى أجيالاً للمستقبل، بوصفها أُماً فى المقام الأول. فأغلب هؤلاء المُتشددين، ينظرون إلى المرأة، بوصفها "وعاءً جنسياً" أو بالأصح "مفرخة"، مُنجبة "للعزوة". كيفية التكوين الذهنى لتلك المرأة، ليس بالمهم لديهم. المهم أن تكون "عابدة لله وحافظة لفروجها وفقط"، ولو كان هذا فى الظاهر فقط. أما عن العقل، فهذا أمر ثانوى، لا يهم بالنسبة لهؤلاء، لأنهم يرون أن المرأة لا تفكر بالسليقة. وبالطبع، سيأتى من يقول، إن كلامى هذا هُراء، وأننى أتكلم من وحى موقف ما من هؤلاء المتشددين. ولكنى أملك الدليل، المُسجل بالصوت والصورة، بالإضافة إلى أدبيات، لا يُمكن بحال أو بآخر، إنكارها! فمثلاً، يقول الشيخ أبو إسحاق الحوينى، واصفاً النساء بصفة عامة فى حديثه عن سيدات "منتقبات" يقدمن برامج دينية فى قنوات الفتاوى المنتشرة الآن: ".. وماذا عند هذه المرأة من العلم حتى تقدمه؟ العلمُ إنما هو للرجال.. العلم بتاع الرجالة بس! أى امرأة.. مع احترامى يعنى، علشان مافيش واحدة تفكر إنى أنا بفطس فى الكل.. أى امرأة مهما صعدت، هى مقلدة وعامية.. مافيش امرأة دارسة العلم على أصوله، تعرف تفرع صح وتعرف تستنبط صح وتعرف تخرج صح وتعرف الأحاديث صحيح ولا ضعيف!" وفى إطار حضه على النقاب، وإخفاء وجه المرأة، يقول شيخ "فضائى" آخر، محمد حسين يعقوب، ".. واللى بتمنع بنتها من النقاب علشان تتزوج.. عايزاها تتزوج مين؟ تتزوج واحد ما عندوش دين؟ النقاب عصمة.. مش حيخليها تمشى غلط! تقولى، لأ، ده بالعكس، بيتداروا فى النقاب ويعملوا غلط! بلاش كذب وترويج إشاعات! المنتقبات فُضليات!" ولن أعترض على كلام السيد محمد حسين يعقوب، ولكن أسأل القارئ العزيز أن يطلع بنفسه على ما تقوم به بعض المنقبات (ولم يثبت أبداً أن النقاب فرض)، من موبقات نُشرت فى صفحات الحوادث المختلفة فى الصحف خلال السنوات الماضية ولتسألوا سائقى التاكسيات فى مصر، حول بعض الفتيات المنقبات اللاتى يخلعن النقاب فى السيارة الأجرة، ليتبدل شكلهن، بعد تركهم المنطقة، محل سكنهن!!وبينما نحن فى القرن الحادى والعشرين، فإن هناك شيوخاً يرون، أن الشرع لم يحدد سن زواج الأنثى، حيث إن منهم من لا يُمانع أن تتزوج الطفلة، بنت التسع سنين، لو أنها "صالحة للرجال". أى أن رأيها لا يهم. كما أن نضوج عقلها، ووفقاً لهذا الكلام، ليس بالأمر الأولى فى مسألة زواجها، فقد قال أحد الشيوخ الأزهريين على قناة دريم، ما يلى: ".. فى بنت عندها 15 سنة ومقرودة أد كدهوه (وأشار بيده مُدللاً على صغر حجمها) وما تنفعش لحاجة وما تعرفش حاجة! فيه واحدة عندها 10 سنين وتلاقيها بسم الله ما شاء الله أد الحيطة.. مثلاً! هيا العملية بتتوقف عليها.. الشرع لم يحدد سن.. تسع سنين وتتجوز.. أنا قلت إذا كانت تطيق الفحل!!"وقد أنزل القرآن آية فى مسألة الزواج من ما "ملكت أيمانكم" من النساء المقصود بهن الرق. وقد عرضت قناة "اقرأ" الدينية، برنامجاً فى هذا الشأن، حيث جلست المذيعة بين عالمين من الأزهر الشريف، وسألتهما حول ما يُمكنها كمسلمة أن تقوله فى مسألة تلك الآية، والردود كانت عجيبة حقاً، من عالمين أزهريين، المُفترض أننا نستقى منهما العلم. فلقد أخذ أحدهما يدافع عن القرآن وكأن السيدة تهاجم الكتاب الكريم، بينما كانت مجرد تسأل فى برنامج مُذاع، حول كيفية تفسير ذلك، وقد اختفى الرق لدينا! ولما استمر الرجل فى تلاوة الآية (وأكرر: على قناة اقرأ الدينية!) دون رد، قالت المذيعة: "يعنى باختصار ما عندكمش رد!" قال الرجل: "لأ.. عندنا دنيا! إزاى ما عندناش رد؟ إزاى؟" فقالت المذيعة مُكملة كلامها مستنكرة رده الغامض: "هو الدين بتاعنا كده .. واللى مش عاجبه يتفلق!!.. طيب إذا واحد من الشارع عادى بيسأل، ما نردش عليه؟ أنا عايزة أعرف.. أنا"، فرد الشيخ الآخر قائلاً، وكانت تناديه باسم الشيخ جمال: "عايزة تعرفى إيه؟ ما بنقولك أهو.. القرآن موجود!!" فقالت المذيعة للشيخ جمال: "عايزة أقولك حاجة بصراحة.. أنا بمنتهى الصراحة، عايزة أقولك إن 90% من أبناء المسلمين، وأنا منهم، ما نعرفش العلة فيما "ملكت أيمانكم"، ومش قادرين نهضمها بصراحة!" فرد عليها الشيخ جمال رد غريب للغاية: "مش ضرورى تعرفى!" فقالت له: "يعنى إيه مش ضرورى؟ معقولة ده رد يا شيخ جمال؟ أسألك سؤال وتقولى مش ضرورى تعرفى؟" فيقول الشيخ جمال: "آه طبعاً! على المسلمين كلهم! هو فيه حكيم فى الدنيا يتبوأ أنه يحلل حكمة ربنا؟" فتقول المذيعة:"دى مش حكمة إلهية، دى حرية بشرية" فيقول لها الشيخ: "كل واحد حر فى نفسه!" وهنا يظهر تماماً قصور الشيوخ فى إفهام الناس دينهم، وهم من هم ويعملون فى الأزهر، وليس فى زاوية أو كُتاب. وقد "عُطلت" آيات عدة، فى زمن الخليفة عمر بن الخطاب ومن بعده، لانتفاء وجود ما نص عليه القرآن فى وقتها، وكان فى مقدورهم أن يقولوا، أنه طالما لا يوجد رق اليوم فى بلادنا، فإن تلك الآية كانت لهذا التوقيت أو أنها مُعطلة أو أن يبينوا ما أُغفل على الناس. ولكن الشيخ فى النهاية قال، إن المسلمين كلهم، مش مهم يعرفوا! وهذا عجب العُجاب! فإن كان ليس من الضرورى، أن نعرف أمر ديننا فى مسألة كتلك، ونمضى هكذا بدون فهم لما نفعل، فلما يحضنا الله على التعقل والتفكر فى القرآن العظيم؟ إنها لإجابة غريبة، فى أمر استعصى على فهم 90% من المسلمين كما تقول المذيعة حقاً!وليس فقط هذا النص يستعصى على فهم المسلمين ولكن هناك أشياء كثيرة تستعصى على فهمهم فيما يتعلق بتناول العاملين فى حقل الدين، فيما يتعلق بمسألة النساء، والتعاطى معها من قبل الإسلام. وليس السؤال كُفراً، وإنما هو استزادة فى الفهم، حتى نفهم ديننا. وقد استوقفنى دُعاء غريب، يُقال على منابر المساجد، حيث يقول الشيخ يوم الجمعة، داعياً على اليهود والكفار، "اللهم شتت جمعهم ورمل نساءهم ويتِّم أولادهم واجعل نساءهم غنيمة لنا". فبالنظر إلى هذا الدعاء، نجد تواكلاً على الله، لا مثيل له! فالله سيحارب لنا ويشتت شمل الأعداء، ويرمل النساء وييتم الأولاد وفى النهاية وبينما نجلس فى بيوتنا أو ننام، سيكافئنا الله عز وجل، "لا أعرف على ماذا، طالما أن الله قام بكل شىء، بينما نحن خاملون"، بأن يعطينا نساءهم غنيمة لنا، وبالطبع، واضح جداً، الإيحاء الجنسى فى هذا الدعاء، ودون لبس!أى أن الفكرة هنا، فى مجملها فكرة جنسية بها انتقام وليس نشراً للدين كما كانت الحروب وقت الرسول صلى الله عليه وسلم. فليست الدعوة بالهداية مثلاً، كما كانت الدعوات قديماً، ولكن كل الدعوة شر! وحلم بنساء العدو! وهى دعوة واضح فيها النظر إلى المرأة كوعاء جنسى وليست كأم ولا أخت ولا زوجة صالحة! إنها تنظر إلى المرأة وفقاً لثقافة الاستمتاع فقط، وليس وفقاً لمعايير دينية ينص عليها القرآن! فهنا اختصار للدين كله فى أمر مشين ونظرة للمرأة على أنها أداة تفريغ ليس إلا!والغريب، ورغم أن النساء هن أكثر من باستطاعتهن تدبير شئون المنزل اليوم، نظراً لانشغال الزوج فى الحال الاقتصادية التى نحياها، أن هناك من لا يزال ينظر إلى تفسير ابن كثير والطبرى، فى الآية، "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم"، بأن النساء والأطفال هم المقصودون بالسفهاء - على أنه أمر صحيح! وأنا لا أقصد التعدى على أى من العالمين، لأنى ومن قراءتى لهما، أشهد بعلمهم، ليس فقط فى تفسيريهما، ولكن فى مجمل كتاباتهما. ولكن تفسير الآية اليوم بهذا المنطق لا يجوز، بل ولا يتماشى مع منطق سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كانت السيدة خديجة بنت خويلد تاجرة ومن أغنى أغنياء قريش، وهى من استأجرت الرسول صلى الله عليه وسلم، ومثل السيدة خديجة الكثيرات من النساء، واليوم هناك سيدات ممكن يعملن مديرات لشركات وممن تبوأن أعمالاً أكبر بكثير، وبالتالى، لا يُمكن النظر إليهما هكذا!إن الاستماع إلى شيوخ الفضائيات وشيوخ يُجيبون على الناس فيما يخص أسئلة بشأن دينهم، بإجابات تتمثل فى مقولة "مش ضرورى تعرفى"، يسيئون للدين بشدة، أكثر بكثير مما يسيئ له أعداء المسلمين! لأن من يسمع هذا الكلام، وهو شاب يافع، قد يكون له نزعات غير سوية، لن يسمع بعد ذلك كلام أمه، لأنها امرأة "بلا علم، لأن العلم للرجال"! بل إنه سيسفه النساء جميعاً، وينظر إلى أى رجل لا ينقب زوجته، على أنه فاسق! وسيزوج ابنته قبل أن تبلع، لأنها "أد الحيطة"! كيف تستقيم الحياة ونحن نُحقر نصف المجتمع؟ كيف تستقيم الحياة والتى تشرف على تربية طفل، طفلة؟؟ كيف نقيم أمة مصرية قوية، ونحن نُقصى النساء من الحياة؟ أوقفوا هؤلاء الشيوخ، لأنهم يجلبون لنا سُخرية العالم من الدين، وليس منهم، لأن الناس تظُن، أن هذا هو الدين وليس هؤلاء! وقبل أن نهتم بمن ينتقدون ديننا، من خارجنا، علينا إعادة تفسير الخطاب الدينى الخاص بالتعامل مع المرأة وتشريفها، بشكل يُعيد لنا هيبتنا!

2.10.09

نقسم بالله العظيم ... مسلمين و مسيحيين ..... أن نبقى موحدين بقلم الأستاذ مصطفى السرتى ( المصرى اليوم )

مصطفى السرتى
(يحيا الهلال مع الصليب) جملة رددناها منذ سنين وستظل إلى أبد الآبدين « فالدين لله والوطن للجميع».. والمسلمون والمسيحيون تجمعهم ثقافة واحدة، ولغة واحدة. وتاريخ طويل من المحبة والإخاء، كان أساسه الود والاحترام المتبادل.. بعيدا عن إرهاب الفكر وبلطجة العقول.. بل ومن المسلمين والمسيحيين من تجمعهم معاناة واحدة وهى انعدام الفرص فى أوطانهم.. فهاجروا للبحث عن وطن آخر يجدون فيه الديمقراطية والحرية وكرامة الإنسان.. بدلا من أن يتشدقوا ويقولوا إنهم مضطهدون من أجل الدين!! من بين الطيور المهاجرة نجمة تألقت فى سماء استراليا وهى أستاذة جامعية بجامعة «سيدنى» وهى مسيحية لبنانية الأصل هى الدكتورة «نجمة حجار» التى كتبت تحت عنوان «معرفة الذات واللقاء الإسلامى المسيحى» من خلال تجربتها عبر مجلة العربى الكويتية. إليكم بعض ما قالت لتؤكد لنا كيف يكون التواصل والاعتزاز والاحترام لكل من حولنا دون النظر إلى إيمانهم أو دينهم.. فقد كتبت تقول: «اخترت لفظة لقاء» فى عنوان مقالى بدلا من (حوار) لأن الحوار خاصة كما عرفناه فى إطار السياسة اللبنانية يوحى بالكلام بين طرفين متخاصمين بعد عداوة أو اعتداء.. وهذا لا ينطبق بأى شكل على منتدانا الليلة، أو على المسيحيين والمسلمين فى استراليا. فكان أول أصدقائى فى سيدنى مسلمين نساء ورجالا من مناطق مختلفة من لبنان والوطن العربى التقيت بهم لأول مرة وما أود أن أقوله أن صداقاتى فى استراليا قامت من البداية دون سؤال (شو دينك؟). الذين عجزوا عن فهم انفتاحى سألونى أكثر من مرة كيف يمكنك أن تثقى بهؤلاء الغرباء؟ ناس مش من ديننا ولا من دينهم؟ ولكن الحقيقة أن هؤلاء الناس بالذات هم الذين عرفونى على استراليا وهم الذين جعلوا استقرارى فى استراليا سهلا وحقيقيا وأنا مدينة لهم بذلك.. رجل لبنانى مسلم كان أول من عرفنى على الجالية العربية وهو الذى عرفنى على طالبة جامعية مسلمة وهى عرفتنى بدورها على أستاذها العربى المسلم الذى قبل طلبى لدراسة الدكتوراه فى قسم الدراسات العربية الإسلامية. ومازال زميلا وصديقا لا يقدر بثمن.. ولدت فى بلدة جنوبية فى لبنان من أم قديسة بإيمانها البرىء الذى لا يطرح الأسئلة وقلبها يسع كل العالم دون النظر إلى إيمانهم أو دينهم شعارها فى الحياة «كل من على دينه الله يعينه» أبى وعيت عليه يقرأ الكثير ويحكى القليل، من هذا القليل حكى لنا كيف هدد باللجوء إلى الشيخ لأن الخورى رفض تزويجه. هو الرجل الروم الكاثوليكى من امرأة مارونية وعلى الرغم من الرفض أصبحت زوجته وأما لأولاده التسعة. تفكر دائما بالمرأة المسلمة كنموذج للتفانى فى الصلاة وتقول لنا بعفوية «المرأة المسلمة لا تقوم عن صلاتها حتى لو زلزلت الأرض من تحتها» لغاية اليوم تتمنى أمى لو يكون لها تعبد المصلية المسلمة وتتحسر لعجزها عن قراءة الإنجيل مثلما كان يفعل أبى.. فى يد أبى رأيت لأول مرة الإنجيل والقرآن. منه سمعت لأول مرة فى حياتى عبارات مثل «بسم الله .. وأعوذ بالله.. ولاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم» .. لم أفهم غضب الراهبة يوم كانت تشرح لى تاريخ صدر الإسلام وتبرعت بأن أجلب من البيت نسخة من القرآن الكريم ليراها رفاقى فى الصف وما فهمت غضبها فى مناسبة أخرى عندما حلفت «بالله العظيم» لأنى مسيحية يجب أن أقول «وحياة الله..أو وحياة بيي» تذكرت تلك الراهبة حيما شاهدت على التليفزيون مسيرة جنازة الصحفى النائب جبران توينى فى بيروت. كانت مكبرات الصوت تردد كلماته المسجلة ويرددها المشيعون «نقسم بالله العظيم مسلمين ومسيحيين أن نبقى موحدين» كم تساءلت يومها: تُرَى ما العقاب الذى يمكن أن تفرضه الراهبة على جبران توينى لو أنها سمعته يقسم بالله العظيم؟!! واستأنفت دراستى بقسم الدراسات العربية الإسلامية بإشراف أكاديمى عربى مسلم ذى أخلاق علمية عالية ومعرفة بالإسلام والمسيحية وهو الذى قادنى فى مسيرتى الفكرية وعرفنى على عدد من المفكرين العرب المسلمين والمسيحيين الذين يؤمنون مثلهم بقيمة الإنسان، من هؤلاء أذكر بشكل خاص «أمين الريحانى.. وإدوارد سعيد» كل منهما كان أمريكيا عربيا ولكن نشاطهما وأعمالهما الفكرية يعكسان التزاما متكافئا بقضايا المجتمع وقضايا الإنسان فى العالم. فكان الريحانى أول مسيحى عربى ترجم الثقافة العربية والإسلامية للغرب وخاصة فى الولايات المتحدة وفى عصرنا الراهن يقوم بهذه المهمة إدوارد سعيد الذى حتى بعد وفاته مازال أبرع وأشجع المدافعين عن العرب والمسلمين والإسلام فى الغرب منذ أكثر من ثلاثين عاما وبسبب دفاعه عن الإسلام اتهم بأنه «أستاذ وبروفيسور الإرهاب» فكان دائما يشدد على فهم القرآن لفهم الإسلام.. وخلاصة القول أنه لاشك على الرغم من بعض الصعوبات خاصة خلال الأزمات يمكن أن نتتبع تاريخا طويلا ومستمرا من التعايش المسلم المسيحى فى الثقافة والمجتمعات العربية.. ومما لاشك فيه أيضا أن الجهل يسبب التعصب وبالمعرفة فقط يولد التفاهم.