1.11.08

صراع فى الوادى بقلم دكتور وجيه رؤوف

صراع فى الوادى اتزكر ايام الصغر حينما كنا ننتظر اليوم المفتوح فى التليفزيون والذى كان يأتى يوم الاحد من كل اسبوع , وسبب تسميه هذا اليوم باليوم المفتوح هو انه اليوم الوحيد الذى يبدأ الارسال فيه مبكرا حوالى العاشره صباحا بالاضافه الى يوم الجمعه وذلك لاذاعه شعائر صلاه الجمعه , وفيما عدا تلك الايام كان الارسال يبدأ فى الخامسه مساءا من كل يوم ولكم ان تقارنوا الماضى بالحاضر الذى نعيش فيه , المهم كنا ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر حيث كان يحتوى على المنوعات الجميله والاغانى الجميله بالاضافه الى فيلم مميز كل اسبوع , المهم كان يعرض كثيرا فى اليوم المفتوح فيلم صراع فى الوادى بطوله عمر الشريف وفاتن حمامه وعبد الوارث عسر وفريد شوقى وذكى رستم , وكانوا جوقه من الفنانيين ادوا عملهم فى هذا الفيلم بقوه واقتدار , والحقيقه كان هذا الفيلم يبين ملامح الظلم والقسوه من بعض ذوى السلطه والنفوذ تجاه الفلاحيين الغلابه , ولمن يتزكر الفيلم فقد اتهم الفنان عبد الوارث عسر وهو والد عمر الشريف فى الفيلم ظلما وبهتانا بمحاوله القتل وكنا نعلم انه برىء وننتظر لنهايه الفيلم حيث من المنطقى ان ينتصر الخير على الشر ولكن يا حسرتاه فلم تأتى نهايه الفيلم بما كنا نتمنى من براءه البرىء ولكن تم الحكم على عبد الوارث عسر بالاعدام , ويالهول المنظر حينما يتقابل عمر الشريف الابن مع الاب البرىء عبد الوارث عسر قبل تنفيز الحكم ويالهول المشاعر لقد ادى الفنانان هذا المشهد بكل اقتدار حتى احسست ساعتها بأن قلبى سيخرج من بين ضلوعى ولم افق من هذا المشهد الا وأجد ملابسى قد ابتلت بد موعى والتفت الى اسرتى التى تشاهد الفيلم لأجد نفس الشىء , ياألهى الى هذا الحد كان الظلم مؤلم والى هذا الحد لاتستطيع المشاعر الانسانيه ان تحتمل الظلم , وحينما كنت اجلس بين اصحابى واحبابى واقص عليهم قصه الفيلم كانت عيناى تدمع حين اصف لهم هذا المشهد وكانت عيناهم ايضا تدمع , لقد خلق الله الانسان حسيسا ذا مشاعر مرهفه واحاسيس جميله ولكن من الذى يقتل هذه المشاعر ؟؟ اعتقد المصلحه ومحبه المال والتعصب البغيض والبعد عن الله , هذه الاربعه هى التى تقتل الاحاسيس الجميله وتخلق الكراهيه والبغضاء بدلا منها , فى هذا الزمن الماضى كانت الحقائق لنا واضحه وكان مفهوم العدل واضح للجميع كما كان مفهوم الحلال والحرام ايضا واضح , ولكن هل اختلفت تلك المعايير والمفاهيم ؟؟؟ اقولها لكم : نعم اختلفت فقد اصبحنا اليوم نتعرف الى حلال جديد وحرام جديد واصبح يقدم الينا عدل بلون مختلف مزخرف بالظلم فى طياته وحيثياته , ولسوف اسوق اليكم مثالا : فى احدى المرات وقد اتت فى الاحاديث موضوع الكشح وكيف ان القضاء لم يعطى احكاما رادعه للجناه رغم ان الضحايا اثنين وعشرين قتيلا بينهم نساء واطفال واذا باحد الجالسين المثقفيين الذين اتحفنا بهم الزمن فى القرن الواحد والعشرين يقول لى : وانت ايه اللى عرفك مش يمكن الاتنين وعشرين اللى ادبحوا دول يستاهلوا الدبح طب باللهى عليكم ماذا تقولوا له , اللى ذى ده وخصوصا لما يكون مثقف وحاصل على شهاده جامعيه عليا !!! لكن اقول ايه واعيد فى ايه قد كده اصبح الرد على كل مشكله بالقتل ودون حكمه وقد كده يطلع من تحت الارض من يدافع عن هؤلاء القتله والسفاحيين , ولكنها ثقافه التعصب التى غرثت السم داخل القلوب والعقول معا فلم يعد احد يرى الا نار الانتقام وفقط رؤيه الدماء هى التى تشفى الغليل , اذا كنتم ايها الاخوه ترون افلام مصاصى الدماء وترتعبون منها وبعد نهايه الفيلم تحمدون الله انه خيال وليس واقعى فانا اقول لكم : لا بل هو واقع ان مصاصى الدماء موجودين ومتواجدين ويعيشوا معنا ويختلفون عن مصاصى دماء الافلام فمصاصى دماء الافلام يعملون ليلا بعيدا عن الشمس وبعيدا عن رجال القانون اما مصاصى دمائنا فى هذه الايام فيعملون علنا وفى ضوء الشمس ويحميهم القانون ويخرج من يدافع عنهم ويعتبرهم ضحايا ايضا , وانى لاستغرب ان احد المحاميين المشهورين والذى يتشدق بحقوق الانسان ويطالب بها وقد كان مرشحا لمنصب سلطوى كبير فى البلد ان تبرع هذا المحامى الجليل لكى يدافع عن مجرمى الكشح !! اللاه امال لما هو وبره السلطه بيدافع عن مجرميين !! امال لو مسك البلد حيعمل فينا ايه ؟؟؟!!! آه ايها الضمير الميت !!! من يحييك آه ايها الضمير الميت !!! هل من افاقه , اتمنى فى داخلى وفى عقلى الباطن ان تتغير نهايه فيلم صراع فى الوادى ويخرج عبد الوارث عسر من بين القضبان , اتمنى ان تتغير النهايه قبل تنفيز الحكم , اذا كانت نهايه الفيلم يتحكم بها مخرج الفيلم فاعتقد ان نهايه حواديت الحياه لها مخرج اعظم وهو الله سبحانه وتعالى , لذا اتوجه الى الله عز وجل ان ينير بصيره الحكام والقضاه والمدافعيين عن الحق فى هذا البلد , اتمنى هذا من الله ولن يصعب على الله شىء د / وجيه رؤوف

هناك تعليق واحد:

  1. مقال جميل يادكتور
    لاشك ان سقطة ايمن نور فى الدفاع عن جناة الكشح ستظل ملاحقة لة ولكن هو محامى ولك ان تنظر مرافعة محامى خالد الاسلامبولى فى الجزء السابع من فيلم اعدام فرعون والموجود على اليوتيوب لتعرف ان المحامى ينفز بموكلة من اى مفر ولك ان تستمع للمحامى موجها كلامة للمحكمة ويقول مامعناة ان رمية خالد كانت رمية الهية !!
    انا لست من انصار نور تماما ولكنى ضد سجنة ونعتقد ان سقوطة سياسيا كان سيكون افضل بكثير من منظر السجن والاحتجاج والخ كما انى اقدر مجهودات السيدة حرمة ومؤزرتها لزوجها وارى ايضا ان الحاكم القادر يقاس بقوة التيار المعارض لة
    اما عن متحجرى القلوب وفارغى العقول فهم كثيرا مايكونو على درجة من التعليم ولم نعد نندهش لتلك الامور بل وكثير منهم فى اماكن مرموقة بل وحساسة احيانا

    ردحذف