8.2.20

هل نتعلم من أطفالنا ؟ مقال للدكتور وجيه رؤوف


هل نتعلم من أطفالنا
نعلم بالطبع الكثير عن ملائكه الأرض ، ومع علمنا بصفاء روحهم وشفافيتها ، نجهد نفسنا كثيرا فى أن نعلمهم ونزيد من خبراتهم ، ونحن لا نعلم أن قدراتهم على التعلم قد تكون أكبر من قدراتنا وقد يكونوا أحيانا أحكم منا !
لست أريد هنا أن ألغى دور الوالدين فى تعليم ابنائهم ، ولكنى أعنى أيضا أننا من الممكن وبدون كبرياء أن نتعلم من شفافيتهم وبساطتهم .
سأسوق لكم موقفا حصل معى اليوم !
حدث تقصير من إبنى الأكبر فى بعض الأمور التى يجب أن يؤديها بشكل ما ، ولكن لم يأخذ بنصيحتى مما أوقعه فى مشكله .
ونتيجه هذا غضبت غضبا شديدا وانزويت فى زاويه لا أكلم أحدا وابتعدت عن الجميع .
فو جئت باصغر ابنائى ذو الخمس سنوات ونصف يزين مائده الغذاء بطريقه جديده على الطاوله الكبيره ويضع ورقه باسماء الجلوس على طاوله الغذاء بجميع اسمائنا ، فنحن أسره من سته أفراد .
وضع اسم إبنى الأكبر على الجانب الأيمن منى ووضع أسمه هو على الجانب الأيسر وأعد المائده لنصبح فى شكل دائرى .
جلست طبعا معهم ، وخصوصا أننى من فتره طويله لم أجلس على الطاوله الكبرى لإختلاف مواعيد أكلنا ، كل حسب ظروفه .
طبعا ، استوقفتنى طريقه ترتيبه للمائده وخصوصا إبنى الأكبر على الجانب الأيمن منى ، ولم أكن أفهم المغزى !
حينما حاولت أن أبدأ الأكل ، إستأذننى إبنى الأصغر الذى يجلس بجوارى أن نمسك ، كل بأيدى من يجلس بجواره بطريقه متشابكه لنشكل دائره متحده ونصلى !
هو دائما من يبدأ الصلاه فقد تعلم ذلك من الحضانه .
وفعلا تشابكت أيادينا وقام هو بالصلاه واضفى على المائده والمتواجدين نوع من السلام الملائكى .
طبعا فهمت أخيرا المغزى فى ماعمله هذا الطفل الصغير فى سنه والكبير فى عقله !
ليتنا نترك لأنفسنا ولذواتنا المتعاظمه الفرصه لكى نتعلم من الملائكه الذين يرسلهم الله لنا لتفتيح أعيننا .
تزكرت هنا قوله المسيح له المجد :
(إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال ، لن تدخلوا ملكوت السموات )
أمين.
د / وجيه رؤوف