20.6.09

لماذا الأنبا أمونيوس ؟؟!! بقلم الأستاذ نشأت عدلى

لمازا الأنبا أمونيوس أن المشاكل التى تطل علينا الأن من الكنيسة هى نتيجة حتمية للمشكلة الرئيسية فيها التى أساسها 1 – غياب المحبة الحقيقية 2 – الرأى الأحادى وبالقطع كلنا نؤمن بأن هذه الحالة لن تستمر ،فقد مرت الكنيسة بمثل هذه المشاكل بل وأصعب منها وإلا مامعنى ظهور بعض المفكرين والكتّّاب الذين كتبوا عن الإصلاح الكنسى ،وكيفية الخروج بالكنيسة من مشاكلها وكما قلت أنى أؤمن إيمان اليقين أنه ما أن تمر هذه الفترة إلا وتجد الكنيسة قد قامت من غفوتها كالمارد عندما يصحو ،وتأخذ أولادها تحت أجنحتها وترفعهم وترتفع بهم إلى المحبة المفتقدة وتنسيهم كل أيام الحقد والظلم الذى أصاب الكثير من أبنائها . ماهى المشكلة بشكل عام؟ المشكلة عبارة عن أمر طارئ وغير عادى يحدث لإنسان ما أو هيئة ما نتيجة لتغير فى الظروف المحيطة بهما، تنجم عنها تغيير المسار الطبيعى المتعارف علية..وكلما زادت هذه الظروف تزيد معها المشكلة وكلما قلت تقل معها المشكلة ، وعند حلّ أية مشكلة نسعى جاهدين لتوضيح أسبابها بكل وضوح وصراحة ومحاولة تضييق هذه الظروف المؤدية إلى المشكلة أو تحجيمها قدر الإمكان حتى تكون النتائج الناجمة عنها فى أضيق الحدود إن لم نستطيع أن نحلها حلاً نهائيا. أما إذا زادت المشكلة وأتسعت لتشمل أعدادا كثيرة وأحس مجموع الشعب بها وقد مسّت الكثيرين ، فأنها تصبح تحت بند الظاهرة الأجتماعية أما لماذا الأنبا أمونيوس ؟ ذلك لأن مشكلتة هى نتاج لمجموع المشاكل التى نعانيها أو هى إفراز طبيعى للمشاكل الموجودة ، وليس الأنبا أمونيوس فقط بل الأنبا متياس والأنبا تكلا والقمص أغاثون الأنبا بيشوى ، وليس هؤلاء فقط بل هناك الكثيرين من الكهنة والرهبان وليس عزلهم أو إيقافهم بسبب أخطاء ارتكبوها ، ولكن السبب الرئيسى أننا اليوم لا نحتمل أن يقال لنا إننا متهاونين أو قد تنازلنا عن مبادئنا الكنسية بالتدريج (مبدأ وراء مبدأ) ،لأنه لاتوجد ثقافة الحوار ولم نتعلم ثقافة أن نختلف أو ثقافة الحقيقة والمواجهه ، لا حوار بين اساقفة المجمع المقدس ، ولا مواجهه أو إعتراض على أى قرارات ، هما أهم الأسباب للأحداث التى نمر بها اليوم والتى من نتائجها هؤلاء المعزولين .. أما عن الأنبا أمونيوس ،لأن موضوع عزلة كان مفاجأة وبدون أية مقدمات (ليس مثل الأنبا متياس الذى كنا نعلم أنه على خلاف مع الرئاسات الدينية وكان من المتوقع أن تتم محاكمتة ولكن ليست بالصورة البشعة التى تمّت بها.) وقد تمت محاكمة الأنبا أمونيوس على غفلة منه ،ثم المشاكل التى ترتبت على غياب الأنبا أمونيوس ،والمهازل التى حدثت أبان عزلة .. · الأنبا أمونيوس ذو شخصية متفردة فى كل شيئ ،فهو مثقف ثقافة عالية ،يتقبل الحوار بموضوعية تامه ،لايجامل أحد على حساب أحد ،ناسك ومتقشف إلى أبعد حدود النسك والتقشف وإلا ماكان قد تقبل قرار العزل بخضوع وفرح ليعود إلى وحدتة الأولى ،لم يكن أحد يستطيع أن يستدرجة فى حديث به مساس لأى إنسان ، لم يحدث فى يوم أن تحدث على أى أنسان سواء فى غيابة أو حضورة ،هذا هو الأنبا أمونيوس بإختصار شديد.. · إن غياب نيافة الأسقف الأنبا أمونيوس عن الإيبارشية ترك فراغ روحى ملموس وأدى إلى هوة عميقة وخلافات لا نهاية لها مما أدى إلى ظهور فئة مسيطرة على مقاليد الأمور – الدينية التى لايفقهوا فيها شيئ ، والأدارية التى تُدار بحسب أهوائهم – وعند محاولة المناقشة معهم ولومهم على أمر ما تجد الأجابة بأن هذه أوامر اللجنة أو قداسة البابا ، · عندما حاول البعض من المستنيرين الجلوس مع اللجنة ومحاولة إفهامهم ببعض ما سوف يحدث من نتائج لهذا العزل قُبِلَ هذا بحرمانهم من الخدمة والبعض من التقدم للأسرار المقدسة والبعض من دخول الكنيسة من أساسها !! فالدكتور.....قد تم حرمانة لمدة عام كامل لقوله كلمة حق وقد أرسل الكثير من الأعتذارات لكى تتم مسامحتة ولكن هيهات !!!وأخر فى حقوق الإنسان.. حرموة لمدة ثلاث سنوات لدفاعة عن أبية الروحى وأرسل الرجل 55 تلغراف إعتذار ( موجود طرفى الصور منهم)وتسلمهم الأنبا يؤانس ولم يتم حله إلا بعد ما كتب فى صوت الأمه، فأستمع البابا لصوت الأمه وسأل سكرتيره عن تلغرافات الإعتذار ،فكذب السكرتير وقال لقداستة انهم فى الأقصر طرف أحد الأراخنة الكبار قوى ،وتم إتصال البابا بهذا الأرخن الذى سهّل لكذبة السكرتير واستدعوا كاتب التلغرافات ليأتى بصورها للبابا عن طريق الفاكس وبعد ذلك أرسل البابا لهذا الغلبان كلمة "محالل مبارك".... · وعندما حاول الشعب أن يعبر عن رأية ، أستدعوا له قوات الأمن التى تعاطف قائدها معهم بعد ما سمع كلمات الأهانة من أعضاء اللجنة المُرسلة من البطريركية للشعب ، أى أن اللجنة التى من المفترض قيامها بأعمال الأسقف لم تنفذ المهمة التى أوكلها إليها البابا بل كل أعمالهم وكأنها أعمال إنتقامية من الأسقف الذى تم عزلة وتأديب الشعب الذى لم يوافق على هذا العزل ،ثم أن المدة التى تأخذها اللجنة لا تعطى الفرصة لحل أية مشكلة بل أوكلوا هذه المهمة لأسقف الأقصر العلمانى كما يسمونة شعب الأقصر لا ليحل المشاكل بل ليزيدها تعقيدا ،وأيضا لينتقم هو من الذين ناهضوة سابقا "وكل هذا بأمر البابا كما يقول ". · هذا كله جعل شعب الأيبارشية فى حالة غليان لأنه أحس بالفراغ الذى تركة الأنبا أمونيوس الذى لم يكن يعطى الفرصة لأحد ما أن يتحكم فى أولاده وأبناء رعيته ،أو أن يتدخل فى أى شأن من شئونهم وكان يقابل الكل بأبوة صادقة ،مُحبا بكل صدق كل أبناء رعيتة ،كل هذا الفراغ الذى تركة أوجد شعورا ثائراً لدى كل طوائف الشعب وفئاتة · أن مشكلة عزل الأنبا أمونيوس ليست مشكلة خاصة به وحدة ، ولكنها خاصة بشعب إيبارشية بأكملها ، أصبح الكهنة فيها أباطرة وكلٍ يحارب أخاه وأصبحوا مضغة فى أفواه الشعب فالحرب بينهم أشرس من حرب الأباء الأساقفة هذا بالإضافة إلى الرعاية نفسها للشعب التى أصبحت شبة معدومة ،فلا إفتقاد خاصة للأسّر التى فى حاجة لمن يرعاها ، إن غياب الأبْ ترك فراغ كبير فى أسلوب الخدمة وطريقتها لأنه كان هو المخطط لكل لهذه الخدمات ليضمن وصولها لكافة أبناء الإيبارشية أما الأن لا يستفيد من هذه الخدمات إلا الصفوة المميزة من رجال المال والأعمال والذين يعطوا بسخاء ،أما عامة الشعب لا نصيب لهم إلا فى الخدمات العادية ، وهذا بطبيعة الحال جعل هناك صراع بينهم وحرب طاحنة وذلك نتيجة حتمية لغياب الأسقف الراعى ،ووجود اللجنة مثل عدمة لافائدة منها ولن تكون منها فائدة. · إن وجود الأسقف فى مكانة وبين أولادة غاية فى الأهمية لضمان رعايتهم ،ومن هنا تظهر لنا مشكلة جديدة على السطح وهى عدم إهتمام الأباء بالرعية ، يضيع فيها من يضيع ، هل تعرف الكنيسة كم عدد الفتيات اللاتى خُطفن من الإيبارشية ؟ وعلى من مسئولية هؤلاء المختطفات ؟ هل عرفت اللجنة كم عدد الشبان الذين تركوا المسيح ؟لم تعرف ولن تعرف!!!لأن جل الأهتمام هو بالمال الذى يدفعة الشعب وجمعة منهم كل أول شهر عند حضور اللجنة التى تأخذ هذا المال للبطريركية ،وهذه قصة مكررة فمثلها يحدث فى دير مارجرجس بالرزيقات وفى هذا الموسم المهم فيها الفلوس لا النفوس كما قال لى أحد الأساقفة المشرفين على الموسم ، من الذى سيُحاسب أمام الله عن هذه النفوس التى ضاعت والتى سوف تضيع مع ضياع الرعاية ؟ أهل هذا تحالف ومؤامرة من الكنيسة لضياع أبنائها ؟ أم أن الفلوس فى هذا الزمن أهم بكثير من النفوس؟ إن مشكلة الأنبا أمونيوس وغيرة من بقية المعزولين ياسادة جزء من المشكلة العامة والأساسية التى تواجها الكنيسة ولا تعترف بها وأسبابها كما أرى .. 1 – التهاون فى مبادئ الإيمان الأساسية المُسلمة لنا من الأباء الرسل وتخلينا عنها مبدأ وراء الأخر 2 – المظاهر الخادعة والمبالغ فيها والتى إعتقدنا أنها تعطينا الهيبة مع الذين نتعامل معهم سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى 3 – شهوة المناصب التى إحتلت فكر الكثيرين من الأساقفة الحاليين والطمع فى أن يكون مسئول على أكثر من إيبارشية ، والمحاربة من أجل الوصول إلى مركز الصدارة 4 – هذا الكم الهائل من الأساقفة العمومين الذين بلا خدمة ملموسة تقريبا ، أو عمل روحى له تأثيرة ،بل الغالبية تقريبا فى سكرتارية البابا، وكما لو أن البابا محتاج إلى كل هذا العدد من السكرتاريين 5 – الأموال المهولة التى أصبحت بين أيدهم من التبرعات والمساعدات من المجالس المسيحية العالمية المختلفة التى فى الأصل هى لمساعدة الشعب وعمل مشروعات للشباب الذى بلا عمل ولكن الأباء أستغلوها فى أشياء أخرى لازمة لهم من وجهة نظرهم مثل المرسيدس الحديث ،الصلبان الذهب التى على الصدر بدلا من الصليب الجلد الرهبانى ،وبناء الكنائس بالرخام بدلا من بناء النفوس وتأسيسها على الصخر. 6 - الديمقراطية الخادعة التى يدعونها داخل المجمع المقدس والتى لايستطيع أحد منهم أن يقول رأية بصراحة وإلا يّحدث له مثلما حدث للأنبا أمونيوس والأنبا متياس والأنبا تكلا والقمص أغاثون ،والتصويت الخادع الذى نتيجتة دائما100% لأنه لاتوجد جرأة على التحاور بصراحة مقدسة للحق المقدس. 7- التهاون فى حقوق الشعب وإهدار كافة حقوقة أما المسئولين والدولة التى يتم مهادنتها على حساب أبنائها خوفا من التحفظ أو الإعتقال . 8 - أقحمت الكنيسة نفسها فى المجال السياسى مما أضاع على أبنائها حقوقهم ،وأصبح للكنيسة رأى سياسى ولكن ليس لها رأى أو موقف فيمن يُخطفن من بناتنا أو أبنائنا أو فيمن يقتلوا أو الإعتداء على كنائسنا أما لمازا الأنبا أمونيوس وزملائة؟ذلك لأنه لم يكن فى يوم ما ضمن هذه المنظومة ومبادئها التى لا تتوافق مع الروحانية التى يعيشها بعشق وحب صادق وبالتالى أصبح خارج عن هذه اللعبة وغير متوافق معها ،والحل هو أن يخرج من المنظومة بأكملها ! ودُبِرت الخطة بمهارة ....وخرج.... هذه هى المشكلة الأساسية التى تواجه الكنيسة اليوم ، والمشكلة الأكبر أن الكنيسة لا تعترف بأن لديها مشاكل كنوع جديد من أنواع المهادنة أو لتهدئة خواطر أبنائها الذين يعرفوا تماما كل هذه الأمور . إن التاريخ سيتوارى خجلا مِنا على مانحن فيه من صمت مميت ،وهو الذى سيصرخ فى وجوهنا ويفضحنا بهذه الحقيقة أمام أبنائنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق