26.10.10

هل مصر فرعونيه أم عربيه ؟؟ ألجزء الثانى بقلم الأستاذ لطيف شاكر

هل مصر فرعونية ام عربية؟ (2) في الحقيقة ان العنوان :هل مصر فرعونية ام عربية ؟ خطأ والصحيح هل مصر مصرية ام عربية ,ولكن التزمت بعنوان الحلقة التليفزيونية التي جاءت بهذا العنوان وانا شخصيا لااحبذ ان ننسب مصر لفرعون لانه جرى العرف والعادة والاصطلاح في العصور الحديثة على إطلاق لقب فرعون على الحاكم في مصر القديمة.، وذلك جريا على العادة في إطلاق الألقاب على ملوك العالم القديم، فعلى سبيل المثال يطلق على كل من ملك الفرس بـ " كسرى " برغم أن من تسمى بذلك هو ملك من ملوكهم، ثم جرت العادة بعد ذلك على تسمية كل ملك فارسي بكسرى، كما تسمى ملوك الروم بـ " قيصر "، وملوك الحبشة بـ بالنجاشي، وهكذا وجريا على العادة فإن الناس في العصور الحديثة اصطلحوا على تلقيب ملوك مصر القدماء بالفراعنة، وكان الحاكم في مصر القديمة الموحدة يلبس تاج القطرين (تاج احمر رمز الشمال وتاج أبيض رمز الجنوب متحدين في تاج واحد دلالة على حكم القطرين وتسلطه عليهما)، أي أنه يحكم مصر العليا ومصر السفلى. والخلاصة أن كلمة "فرعون" ربما قد أصبحت تستخدم استخداما شائعا في العصور الحديثة كلقب للحاكم في مصر القديمة, ويتوافق هذا الكلام ايضا علي لقب المقوقس فهو ليس اسم علم ولكنه لقب يشير الي الاحترام ومصر هي مصر احلي كلمة واعذب لحن . قام كمال اتاتورك زعيم تركيا في عام 1928 بالولوج ناحية الغرب وحضارته ورمي وراء ظهره العرب بتخلفه وجهله .. فقام بتحويل حروف الكتابة التركية المكتوبة بالعربية الي الحروف اللاتينية (بالتحديد الجرمانية) لكن ظل النطق التركي كما هو فالكتابة جرمانية والنطق تركي علي سبيل المثال كلمة سكر كتبوها Seker في حين النطق بالانجليزية Sugar . والاقباط سبقوا عصورهم باختيارهم لغة الفلسفة والثقافة الهيلينية التي كانت منتشرة في كل ارجاء الامبراطورية اليونانية وان كانت جذور القبطية الطور الاخير للمصرية القديمة واليونانية القديمة (الاغريقية ) واحدة , فقد قام الفينيقيون باستخدام الكتابة الاولي المصرية في صورها الهيروغليفية وعن طريق الارامية انتقلت الي الاغريق ثم عادت الي ديارها مصر مكرمة .ولاحاطة السيد زكريا الكتابة يونانية والنطق قبطي مصري والنطق لم يتغير منذ اللغة المصرية في اول طورها ولكن القم فقط هو الذي تغير . كما طلب د. طه حسين في كتابة مستقبل الثقافة في مصر ان تكتب الحروف العربية باللاتينية حني نعيش الحضارة الغربية الراقية وايده في ذلك الكتاب تيمور وسلامة موسي واحمد لطفي السيد وآخرين وهم العمالقة, كما ينادي بهذا حاليا ايضا حزب مصر بقيادة سامي حرك والراحل محسن لطفي السيد . ونأتي الآن الي تعريف الهوية فالهوية ياسادة ليست اللغة ولكنها الأرض التي نعيش عليها وفيها ...وهذه مصر وبالتالي فنحن مصريون حتي لو تحدثنا العربية الفصحي كما يظن البعض و ليس معني ذلك أننا عرب . فعلي سبيل المثال أمريكا تتحدث الإنجليزية ومن قام باكتشافها وأصلها إنجليز حتي أن العقيدة بها عقيدة إنجليز وبرغم ذلك تسمي الولايات المتحدة الأمريكية وليست الولايات المتحدة الإنجليزية لأنها أرض أمريكية . إذن الهوية بالأرض وإلا كانت أي دولة أفريقية تتحدث الفرنسية كانت دولة فرنسية . كذلك ليست الهوية بالدين وعلي سبيل المثال تركيا دولة إسلامية ولكن الهوية تركية وليست عربية ، وكذلك إيران ليست دولة عربية فالهوية بالأرض ؟ بالنسبة للغة التي نتكلم بها هي اللغة المصرية الحديثة او العامية المصرية ان شئت حيث يتحدثها كل الناس الوزير والرجل العادي ، وليست الفصحي حيث نفصح بها عن أنفسنا ، أما المصرية العامية او الحديثة فهي من السهل أن نأخذ من اللغات الأخري مثل كلمة كمبيوتر وتليفزيون وراديو وتليفون ...الخ كذلك العامية مختصرة فاسم الموصول في الفصحي متعدد ، أما في الحديثة فيتساوي الرجل والمرأة والجمع بكلمة واحدة " اللي " والمعرفة اللغوية المتقدمة تسعي الي الاختصار ونجدها بوضوح بين الذي يجيد اللغة فيقول الجملة مختصرة عكس المبتدئ تكون الجملة لديه طويلة لانه يتخيل ان الجملة لاتفهم الا هكذا.. يقول الاستاذ احمد عبد المعطي حجازي في جريدة فى جريدة اليوم السابع بتاريخ 17/10/2008......... ".......اللغة الدارجة التى يتكلمها المصريون مزيج من عناصر عربية ومصرية، وعمارة المسجد متأثرة بعمارة الكنيسة، والخزف الفاطمى امتداد للخزف القبطى، والتصوف الإسلامى متأثر بالتصوف المسيحى المصرى...... حين ينكرون أن اللغة القبطية كانت لغة المصريين القومية فى العصور التى سبقت انتشار لغة الفاتحين العرب لا يثبتون إلا جهلهم واستعدادهم لإنكار الحقائق الثابتة إذا تعارضت مع أهدافهم وخططهم، ولا شك فى أن اللغة القبطية كانت لغة المصريين قبل أن تحل محلها اللغة العربية هذه الحقيقة لا ينكرها إلا جاهل أو مزور، وكما أننا لا نتنكر للغتنا الأصلية التى كانت ركنا أساسيًا من أركان حضارتنا القديمة لا نخجل ولا نتبرأ من لغة الغزاة الفاتحين التى أصبحت لغتنا حين نطقنا بها، وفكرنا، وكتبنا، وأبدعنا، وأضفنا للأدب العربى ما لم يكن فيه. لا نتنكر للغتنا القبطية كما لا يتنكر الأوروبيون للغات التى كانوا يتكلمونها قبل أن تنتشر فى بلادهم لغة الرومان الفاتحين التى صارت على ألسنة الفرنسيين لغة فرنسية، وعلى ألسنة الإسبان لغة إسبانية، وكما لا يتنكر الأفارقة واليهود الأمريكيون للغاتهم الأصلية التى كانوا ينطقون بها قبل أن تنتشر فى بلادهم الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والبرتغالية. أما اتهام اللغات القبطية بأنها خليط من لغات مختلفة فكلام فارغ لا يستند لعلم أو منطق، لأن اللغة نظام لا يمكن خلطه بنظام آخر، يمكن أن تستعين اللغة بمفردات لغة أخرى تخضعها لطريقتها فى النطق، أما الأبنية الأساسية التى تقوم عليها اللغة فلا يمكن نقلها للغة أخرى، لا يمكن مثلاً أن تنشئ فى الفرنسية أو فى الإنجليزية جملة اسمية خالية من الفعل كما تفعل فى العربية التى يمكن أن تتألف فيها الجملة الاسمية من اسمين؛ مبتدأ أو خبر. واللغة القبطية لم تكن لغة جديدة ولم تنشأ من فراغ، وإنما هى طور جديد من أطوار لغة عريقة تشكلت على مهل، وقامت عليها ثقافة باذخة، وظلت حية آلاف السنين، وتقول عالمة المصريات الإنجليزية بربارا واترسون في كتابها أقباط مصر إن اللغة القبطية التى كانت لهجة شعبية فى القرون السابقة على الميلاد «تحولت إلى لغة أدبية لها قواعد فى النحو والإملاء خاصة بها». وهناك من يظن أن اللغة القبطية اختفت من الوجود فى أعقاب فتح العرب لمصر، والحقيقة ليست كذلك، فقد كان العرب الفاتحون يعدون بالآلاف، وكان المصريون يعدون بالملايين وقد ظل معظمهم يتكلم لغة آبائه وأجداده قرونًا عديدة بعد الفتح، وظلت القبطية لغة حية إلى أواخر القرن السادس عشر، فعندما دخل العثمانيون مصر كانت بعض القرى فى الصعيد لاتزال تتكلم القبطية. واللغة القبطية لم تختف تمامًا بعد ذلك، وإنما تقمصت لغة الفاتحين العرب وحلت فيها فظهرت من اللغتين لغة ثالثة هى العامية المصرية التى تعتبر عربية من ناحية المفردات ومصرية من ناحية التراكيب التى يعود جانب كبير منها لأصول قبطية. عندما تقول «انت مين؟» بدلاً من «من أنت؟» وعندما تقول «ما اقدرش» بدلاً من «لا أقدر» تسمى الأشياء كما سماها العرب، وتفكر فيها كما فكر المصريون. واللغة ليست مجرد معجم نستعمله كما يستعمله غيرنا، وإنما هى إلى جانب ذلك تراكيب تعبر عن عقلية المتكلم وتعكس تصوره للعالم وإدراكه لما بين الأشياء والأفكار من علاقات. فإذا كانت العربية الفصحى لم تنشأ فى مصر وإنما دخلتها بعد أن استكملت قواعدها وأصبحت نظامًا يفرض نفسه على من يتكلمها، فقواعد اللغة ليست قيودًا حديدية وإلا تسببت فى موت اللغة، وإنما هى حددود مفتوحة وقوانين مرنة تساعد اللغة على أن تتجدد وتلبى حاجات الذين يتكلمونها وتتطور معهم. ونحن نعرف أن العرب يؤثرون الجملة الفعلية على الجملة الاسمية على عكس الأوروبيين الذين لا يعرفون إلا الجملة الاسمية، ويبدو لى أن المصريين أقرب إلى الأوروبيين فى هذه المسألة، فالجملة الاسمية هى الأساس فى العامية المصرية، وهى تتردد بكثرة فى أعمال الكتاب المصريين وخاصة المعاصرين. وأقول بعد ذلك: نعم! اللغة العربية الفصحي هى فى الأصل لغة العرب الفاتحين، لكنها الآن لغتنا، وهى لغة نتعلمها ونتعلم بها، ونفكر بها ونعبر ونضيف إليها ما لم يكن فيها من قبل، وإذا كان من التعصب المقيت اعتبار القبطية لغة المسيحيين وحدهم، فأشد تعصبا وأشد مقتا أن تعتبر العربية لغة المسلمين ! سؤال بحثت عن اللغة القبطية فوجدت أنها آخر مراحل تطور اللغات المصرية, وبالتحديد هى آخر دور للهجة المصرية العامية فى اللغة المصرية القديمة التى تكلم بها سكان وادى النيل منذ آلاف السنين، وقد تحولت هذه اللهجة إلى لغة دينية وعامية مستعملة فى أوائل القرن الثالث الميلادى وظلت كذلك حتى حلول القرن السابع عشر واقتصرت على الكنائس فى ظل انتشار اللغة العربية التى أصبحت لغةالبلادالرسمية. . القبطية إذن مجرد (لهجة) دارجة قائمة بذاتها وتطورت تطورًا طبيعيا جرى عليها كما جرى على كل اللهجات المنبثقة من كل لغة من لغات العالم، فمثلاً الفرنسية كانت لهجة لاتينية ثم تطورت لتصبح لغة فرنسا، وكانت اللاتينية أيضًا لهجة تطورت من اللغات الهندية, والهندية تنتمى إلى مجموعة اللغات الآرية، وإن كانت اللهجات السبع الأولى للغة المصرية القديمة قد كُتبت بالحروف المصرية الهيروغليفية واللهجة التاسعة بالهيروغليفية مع تغيير فى أصوات العلامات ، واللهجة العاشرة بالديموطيقية فإن اللهجة القبطية خالفتهُ وكُتِبت بحروف اللغة اليونانية الإثنين والعشرين مع استعارة 7 أحرف فقط من الخط المصرى الديموطيقى. إذن فالدور الأخير من اللغة المصرية وهى ما نسميها اللغة القبطية قد كُتبت بحروف يونانية صِرْفة لا علاقة لها بالحروف المصرية واستعارت من المصرية سبعة أحرف ديموطيقية لم توجد فى اليونانية."

ميراث العداء الدين ( إعاده كتابه التاريخ لدى الشيعه ) بقلم الكاتب الأستاذ احمد لاشين ( إيلاف )

ميراث العداء الديني (إعادة كتابة التاريخ لدى الشيعة) أحمد لاشين لم تتمكن فتوى آية الله خامنئي بتحريم سب الصحابة من محو ميراث ضخم من العداء المذهبي الممتد لما يزيد عن ألف عام، رغم ما قوبلت به هذه الفتوى من ترحيب في الأوساط السنية خاصة ردة فعل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وكأنها بداية عهد جديد في العلاقات السنية الشيعية، وما صاحب ذلك من تهليل شعبي متناسين أو متغافلين أن هذه ليست المرة الأولى التي يصدر فيها خامنئي مثل هذه الفتوى، فقد أصدر عام 2006 فتوى مشابهة فيما يخص سب الصحابة على المنابر الشيعية. ورغم ما يتمتع به خامنئي من مكانة ومرجعية هامة في الأوساط الشيعية نالها من مكانته السياسية بالإضافة لوضعيته الدينية، إلا أن القضية ستظل أعمق من تلك المصالحات السياسية المرتهنة بالظرف التاريخي بين إيران وغيرها من البلاد العربية السنية بطبيعة الحال. فما ترسب في الوجدان الديني الجمعي، من عداء تاريخي بين السنة والشيعة، والذي ساهم فيه فقهاء السلطة قبل مرحلة سلطة الفقهاء على مدار التاريخ الإسلامي، يجعل من المستحيل أن نتعامل مع تاريخنا بحياد يليق بالتطور الحضاري والفكري الذي لم نعلم عنه إلا القليل. فما زلنا متجمدين عند مرحلة خلت منذ ما يزيد عن ألف عام، نجترها ونعيد إنتاجها كلما داهمتنا أزمة سياسية أو اجتماعية، وكأننا ندافع عن أنفسنا ضد أنفسنا، وما زلنا في حاجة لفتوى تمحنا مشروعية التوقف عما اعتدنا عليه. وما زالت الحكومات تستغل تهافتنا حول أمور ما أنزل الله بها من سلطان لتحقيق مكاسب خارجية أو داخلية لا نعلم عنها شيئاً. فرغم أن الله واحداً أحد، والإسلام له كتاب واحد، إلا أننا ما زلنا متعددين ومنقسمين وكأننا أمام دينين أو كتابين، حتى أن التاريخ الإسلامي له عدة قراءات وكتابات تتفق مع الخيال المجتمعي الذي قرر الانفصال والانقسام. فالشيعة يتعاملون مع الواقع الآني بنفس ذهنية الاضطهاد التي تبنوها نتيجة لأزمات سياسية بحته لا تمت للدين بصلة، فالصحابة على مكانتهم الجليلة ليسوا إلا بشراً يصيب ويخطئ، بما في ذلك علي بن أبي طالب، الذي رفعه الشيعة من وضعيته الإنسانية إلى مكانة مقدسة يحتكرها في المخيال الشيعي هو و بنوه من بعده، فهو الإمام الأول، الذي عانى من اضطهاد الخلفاء بعد عهد النبوة، بداية بأبي بكر الصديق، الذي ولاه عمر الخلافة تحت حجة ترد في كتب التشيع (إن قريشاً كرهت أن يكون فيكم النبوة والخلافة فولوا أبا بكر)، بل أنه وقف ضد تسلم علي وفاطمة إرثهم في بستان (فدك) كان قد تركه النبي بعد وفاته خشية أن يستقوي به علي لينال الخلافة، التي هي حق أصيل في المذهب الشيعي لعلي فقط دون غيره والتي تحولت للإمامة مع التقادم المذهبي. فكأن هناك تاريخ خفي للصراع لا نعلم عنه شيئاً. حتى أن عمر كان المتسبب كما يرد في كتب التشيع وفي خطبهم في مقتل جنين في أحشاء السيدة فاطمة وهو المحسن . وتمتد تلك الحالة للخلاف بين معاوية وأنصاره وعلي وشيعته، وصولاً لمقتل الحسين في كربلاء والتي أصبحت حادثة مفصلية في الوعي المذهبي الشيعي، فكان من البديهي أن ينسب ليزيد قوله (تلاعبت بنو هاشم بملك العرب فلا وحي جاء ولا دين نزل). فدائماً يلبسون الشيعة ثوب الشيطان للأخر أياً كان. ورغم أن معظم تلك الروايات وردت على فترات تاريخية متباعدة، تلي كل أزمة سياسية بداية بتاريخ الخلافة وصولاً للحكم الصفوي في إيران في القرن التاسع الهجري، وأغلبها يمت بصلة لحكايات شعبية مذهبية، إلا أنها ترسخت في الوعي الشيعي وأصبحت أداة للاستغلال الطائفي والسياسي على مر العصور، ليكتسب الفقهاء السلطة المقدسة المطلقة في ذهنية العامة، أو لترسيخ ملك أو حكومة تريد أن تكتسب مشروعيتها من السماء. فكل من حكم باسم الشيعة بداية بالبويهيين في القرن الرابع الهجري، وصولاً للحكومة الإسلامية الإيرانية، اعتمدت على الفصل بين الشيعة والسنة، وكأنهم قائمون على الأمة لحين عودة المهدي المنتظر، الذي سيعيد صياغة العالم من حوله ويحقق كل الانتقامات المؤجلة في التاريخ الشيعي الموازي. حتى أن هناك بعض الروايات التي تتمادى خيالاً بأن المهدي سوف يُقيم أبي بكر وعمر من الموت ليحاسبهم على مواقفهم ضد علي بن أبي طالب. تلك الروايات التي لا تتعدى تصفية لحسابات شعبية، كما يفعل مريدو الأضرحة أو الأولياء. وتمتد الفكرة لتصل إلى القرآن الكريم، حيث يتم ادعاء أن هناك مصحف كان قد كُلف به علي من قبل النبي قبل وفاته، بأن يكتب القرآن، ولكن الصدّيق علم بهذا الأمر فسارع بتدوين القرآن خشية أن يرد في مصحف علي ما يؤكد على أحقيته في الخلافة، وأن هذا المصحف العلوي هو ميراث الأئمة، وسوف يظهر مع الإمام المهدي في آخر الزمان. بل أنه قد ورد في إحدى الكتب الفارسية وهو كتاب (دبستان مذاهب) ما يشير إلى حذف سورتين كاملتين من المصحف وهما (سورة الولاية والنورين) لصالح مصحف أبي بكر و تلاه مصحف عثمان بن عفان، ورغم أن ذلك الكتاب لا يتعدى كونه كتاب فارسي مؤلف في الهند لمؤلف مجهول يتحدث عن بعض غلاة الشيعة والمذاهب الأخرى ويجمع ما يرد في أفواه الناس دون تدقيق أو بحث، إلا أن تلك الرواية تم تناقلها في الكتب الشيعية الأم مثل الكافي، وفصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب، بل يرد في تلك الكتب أن هناك خمسمائة موضع قد تم تحريفه في المصحف، لصالح الخلفاء وضد علي. وللأسف ما زال هذا الكلام راسخاً في وجدان العامة سواء من الشيعة أو السنة. رغم عدم منطقيته أو علميته بعيداً حتى عن النيل من قدسية القرآن. فقضية سب الصحابة أو تحريف المصحف أو غيرها من الأفكار التي لا تزيد عن كونها ميراثاً عدائياً نابعاً من عقدة جمعية بالاضطهاد أو المظلومية المفتعلة، الممتدة لمئات السنين يجعل من الصعب أن يتوحد الوجدان الديني بشقيه السني والشيعي، بفتوى واحدة، يطلقها القابع هناك، ويشيد بها من هنا. فما زالت القضية سياسية إلى الآن من تنظيمات شيعية يتم إلقاء القبض عليها في البحرين أو مصر، أو تفجيرات يقوم بها جند الله السنة في إيران. أو نعيق وسباب متبادل بين شيوخ الطوائف والملل. أو دعوى كويتية لسحب جنسية داعٍ هنا ومفتٍ هناك. أو انقسام لبناني بين حزب الله وحزب غير الله من حكومة أو شعب، وإستقواء برجل العسكري الذي تحول إلى بطل ديني شعبي. فسيظل الدين ألعوبة في يد السياسة تسيسه كيف شاءت، طالما أننا ما زلنا لا ندرك أن خلاصنا الحقيقي ليس في ميراثنا الفصامي، ولكن في عمق إدراكنا أننا شعوب فصامية بالفعل، نخلق من داخلنا أخر لنلقيه في جحيمنا الخاص، اعتماداً على وهمنا الذاتي أننا موكول لنا أن نعيد صياغة تاريخ لم نشهده أو نشارك في بنائه.

25.10.10

هل مصر فرعونيه أم عربيه ؟؟ ألجزء الأول بقلم الأستاذ لطيف شاكر

هل مصر فرعونية ام عربية ؟ (1) شاهدت منذ أيام برنامج علي قناة "الفراعين" بعنوان "هل مصر فرعونية أم عربية"، و"المصريون عرب أم فراعنة؟"، وكان المتحاورون د. "سيد نصر الدين"- أستاذ إدارة المعرفة باحدي جامعات "كندا- والطرف الثاني الكاتب "محمد عصمت سيف الدولة". وكان الأول يتبني فكرة "مصر" فرعونية بدراسة أكاديمية وبحثية ومن منظار تاريخي، أما الطرف الثاني فكان يدافع دفاعًا مستميتًا أن "مصر" عربية إسلامية، وأن "مصر" منذ فتحها بواسطة "عمرو بن العاص" أصبحت دولة عربية، أو إمارة عربية تتبع الخليفة. وأكَّد علي عروبة "مصر" وإنها ضمن منظومة الدول العربية، وأن هويتنا عربية إسلامية، وأن كل الناس "بيقولوا إنهم عرب". والدليل الهام علي ذلك أن لنا لغة واحدة عربية، وأن الفاتح "عمرو بن العاص" طرد الأجانب من "مصر"، وأن الدستور المصري نص علي عروبة "مصر"، وأن مقر الجامعة العربية قائم بـ"مصر"، وأن أمين الجامعة العربية مصري.. وطبعًا كلام ليس علمي أو أكاديمي، لكن يهمني في الأمر موضوع اللغة العربية؛ لأنه موضوع اللغة لا يفهمها الأكثرية من شعب مصري، ولا يدرون بأي لغة يتكلمون، وإنهم قالوا لهم: إن لغتنا عربية. وفي الحقيقة دُهشت جدًا لكلام السيد "محمد" الذي يتكلم بوجهة نظر دينية بحتة, والكلام في الدين لا يعطي للإنسان فرصة للتفكير الصحيح, بل يضعه في حيز ضيق يخالف حقيقة التاريخ. ولي ملاحظة قبل أن احقق موضوع اللغة وهو اعتبار سيادته أن الرومان أجانب لكن العرب ليسوا أجانب فجاءوا ليطردوا الأجانب (واحتلوا مصر بدلها)! والحقيقة أن السيد "محمد" طرح عدة أمور بها أخطاء تاريخية وأكاديمية سنأتي إليها بعد أن ننتهي من موضوع اللغة, ولا أعرف علي أي أساس يتم اختيار المحاورين بقناة "الفراعين"؟؟ أولاً: هل حقيقةً أن الرومان أجانب والعرب ليسوا أجانب؟ هذا منطق أعوج؛ فكل من ليس مصري أجنبي بغض النظر عن جنسيته روماني أو عربي.. وهل نعتبر الجزائري أو التونسي أو المغربي أو...الخ مواطن مصري أم أجنبي؟ وهل يتعامل المصري مع الدول العربية كجنس واحد أم كغريب ويلزم تأشيرة دخول للبلد؟ سؤال يحتاج إلي إجابة. ثانيًا: يدَّعي بأن اللغة العربية هي المظلة لكل البلاد العربية، وهي التي تؤكِّد علي عروبة كل المنطقة بما فيها "مصر". وسؤالي: من قال إنك تتكلم العربية؟ وما الدلائل علي صحة كلامك؟ يبدو إنك أخذت الأمور علي علتها دون دراسة أو تفكير.. نحن نتكلم اللغة المصرية الحديثة، وهي الطور الرابع من مصر القديمة وتلي اللغة القبطية مباشرة. فاللغة ليست مجرد كلمات، وإلا نكون بمثابة معجم أو قاموس. والألفاظ وحدها لا تصلح لغة.. ويظل نظام النحو والصرف المصري هو صاحب البيت كما يظل محتواها الحضاري هو حجر الزاوية الذي تقوم عليه وتواصل مسيرتها. فاللغة المصرية امتدت وتطورت في ثوب الحروف (العربية) المتطورة عن النبطية، ووليدة اللغة الآرامية. يقول المؤرِّخ ومحقق التراث الأستاذ "عبد العزيز جمال الدين": ولكن ما يمكننا قوله في هذا المجال- وعلى أساس ما بيدنا من كتب التاريخ مثل كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك لـ"المقريزي"، وكتاب عقد الجمان في تواريخ الزمان لـ"العيني"، وكتاب الفاشوش في حكم قراقوش لـ"ابن مماتي"، وكتاب تاريخ البطاركة لـ"ساويرس بين المقفع": إن اللغـة المصرية القديمة في صوتياتها وتراكيبها وظواهرها النحوية والصرفية، وابداعاتها الأدبية، ظلت حية في لغتنا المصرية الحالية، ذلك أن الشعب المصري احتفظ في وجدانه وتعاملاته اليومية بالتراث الثقافي للغته المصرية... وللتدليل على ذلك: إنه حين غزا العرب "مصر" كان للمصريين أقدم لغة في التاريخ وهي أم اللغات.. وأن ظروف حياتهم المادية التي تميزت بالزراعة كان لها الدور الأساسي في تشكيل اللغة التي تعاملوا بها ولا يزالون.. فهم لم يتحولوا بالغزو العربي من حياة الزراعة في الصحراء، بل استمروا يستعملون لغتهم بألفاظها ونظام جملها الذي يتلاءم ويتفق مع نشاطهم الزراعي وحياتهم الخاصة. والكلام للأستاذ "جمال الدين": حقيقةً أن عددًا من الألفاظ العربية قد دخلت اللغة المصرية تمامًا مثل الألفاظ القبطية، وجرت على ألسنة المصريين مثلما دخلتها بعض الألفاظ الفارسية والتركية والفرنسية والإيطالية واليونانية والألمانية والإنجليزية واللاتينية... إلخ، وبالرغم من كلماتها العربية الكثيرة التي دخلت اللغة المصرية، إلا إنهم قد غيروا في صورها وأصواتها وكتابتها، وتم تمصيرها لتتألف مع نظام نطقهم وتخضع لقواعد لغتهم.. فنحن مثلاً في لغتنا المنطوقة لا تستعمل أسماء الإشارة العربية.. هذا وهذه وهذان وهذين وهاتان وهاتين وهؤلاء فلا تقول: (هذا الولد) و(هذه البنت)، بل تقول: (الولد دا) و(البنت دي). ثم إننا مع المثنى المذكر والمؤنث وكذلك مع الجمع المذكر والمؤنث نتعامل باسم واحد هو (دول)، فنقول: (الولدين دول) و(البنتين دول) و(الأولاد دول) و(البنات دول)، وأن أسماء التحديد ثلاثة فقط هي: (دا) و(دي) و(دول)، وهي لا تسبق الاسم بل تأتي بعده.. فاللغة المصرية القديمة لا تتعامل بأية أسماء للإشارة بل تتعامل بأسماء التحديد.. ولا يختلف اسم التحديد باختلاف المحدد أو وضعه في الجملة... وأن هذا النظام الذي نتعامل به في لغتنا المنطوقة الحالية هو نفسه نظام لغتنا المصرية القديمة. وإذا كنا في الاسم الموصول لا نستعمل "الذي" و"التي" و"اللذان" و"اللذين" و"اللتان" أو"اللتين" و"اللائي"...الخ، ونستعيض عنها جميعًا باسم موصول واحد فقط هو "اللي"، نجد أن المصريين القدماء كانوا يستعملون اسما واحدًا للموصول في جميع الحالات مثلما نفعل الآن تمامًا. أما المعرَّف بالنداء في لغتنا على المفرد المذكر والمؤنث ثم الجمع بنوعيه.. نقول: "يا ولد" "يا بنت" "يا أولاد" "يا بنات" لا غير .. ولا يوجد معرف بالنداء للمثنى.. مذكرًا كان أو مؤنثًا.. فنحن لا نقول "يا ولدين" و"يا بنتين"، بل ننادي عليهما "يا أولاد" و"يا بنات". وفي الضمائر لا نفرِّق بين الجمع المؤنث أو الجمع المذكر، فيقال: "هم في البيت" للدلالة على الجمعين، كما لا توجد ضمائر للمثنى الذي يعامل دائمًا معاملة الجمع في اللغة المصرية القديمة، كما هي الحال في لغتنا الحالية. وتجدر ملاحظة أن جميع اللغات الحديثة الحية قد ألغت صيغة المثنى منها نهائيًا مما يؤكد حيوية اللغة المصرية قديمًا وحديثًا، ومواكبتها لتطور الحياة. وفي النطق، تتبع العامية المصرية النطق القبطي: يختفي حرف الثاء "ث" من العامية المصرية ويتحول إلى تاء، وذلك لعدم تواجده في المصرية مثل الكلمات الآتية هي كلها أصلاً بالثاء وتحوَّلت: اتنين، تلاتة، تمانية، تعلب، يتمر، متبت، تارن تعبان، توم، توب، تلج، تَمَن، حرت، كتير، تور، تمن. ويختفي حرف الذال "ذ" وحرف الظاء "ظ" ويحل محلهم حرف الدال "د" ضهر. دبانة، ديب، دبلان، آدان، دبح، داق، ديل، أخد، ودن (أذن)، دٌره، دراع، دقن، دكر، دهب. تختفي بعض الهمزات أو تتحول إلى حرف "ي" وذلك لقلتها في القبطية: دايم، عدرا، عباية، حداية، أٌمَرا (أمراء)، جدايل، قوايم. وتتحول النون إلى ميم مثلا: أمبوبة (أنبوبه)، كرمب (كرنب)، امبطح (انبطح)، أمبا (أنبا)، الأمبياء (الأنبياء). توجد أداة أمر مستقاه من القبطية، وهي (ما) التي تأتي قبل الفعل المبدوء بحرف (ت)، وهي غير موجودة في اللغة العربية وأضيفت عليها في العامية المصرية، مثلاً: ما تيجي، ماتاكلوا، ما تقوم، ماتعدي، ماتشربي. في بعض مناطق صعيد "مصر" تتحول السين إلى شين أو العكس: (الشم = السمس، شجرة = سجرة، مرسيدس = مرشيدس. جيم معطوشة بيجامة، والجيم المعطوشة جيم عادية جامعة. وهذا لأن حرف السين والشين كانوا يتبدلان ما بين الصعيدية والبحيرية في اللهجات القبطية في صعيد "مصر".. وتوجد بعض المناطق التي تنطق الجيم دال (جرجا= دردا)، وهذا من تأثير بعض اللهجات القبطية. وأيضًا الأفعال، فقد عمد المصريون إلى تجسيد كثير من الأفعال بإضافة بعض الحروف إليها فالفعل "يتعظم" ينطق "يتمعظم" و"يتبختر" "يتمختر"، فإضافة "الميم" إلى أفعال التعاظم أو التدلل أو غيرها بمنحها مزيدًا من الدلالة والتأثير. ولعل أهم ما طوَّرته اللغة المصرية على ما تتعامل به من أفعال هو زمن جديد لفعل يمثل الاستمرار continuous tense وذلك بإضافة حرف بسيط وهو (الباء) إلى الفعل المضارع، واستعمال كان أو مشتقاتها للتعبير عن فعل الاستمرار في الماضي.. كما في "يشرب" "بيشرب" و"كان بيشرب".. وتؤثر لغة الحياة السريعة المباشرة في النظام الصرفي مدفوعة بالحاجة إلى التوحيد.. وذلك بتحويل كثير من الكلمات إلى صيغ متشابهة مما يفضي إلى إقصاء العناصر الصرفية الثقيلة النطق أو غير المتداولة، وخلق عناصر جديدة تفرضها الحاجة إلى تعبير جديد، أو انسجام صوتي في الاستعمال.. وأيضًا أوزان الكلمات: يُلاحظ أن اللغة المصرية قد استراحت في القياس إلى أوزان معينة رأتها أقوى تعبيرًا وأعمق تأثيرًا، فحدَّدت تعاملها مع الأوزان (مفعل- فعيل- وفاعل) أحيانًا.. وفضَّلت عليها "فعال وفعلان" انطلاقًا من خبرتها الخاصة بهذه الأفعال اليدوية، فمالت إلى الوزن "فعال" بدلا من "فاعل"، كما في "شغال" بدلاً من "شاغل" لما يمله من دلالة الاستمرار والإصرار.. كذلك الوزن "فعلان" بدلاً من "فاعل" كما في "جوعان" بدلاً من "جائع" لتجسيد حالة الجوع والشعور به... و"بردان" بدلاً من "بارد" ثم "تعبان" عوضًا عن "متعب" على وزن "مفعل".. ولعل إنهاء الكلمة بالمد مع إضافة النون يحمل معنى دوام الوضع وألم المعاناة بالشكوى.. وفي النفي بنقول: لا أعرفه او ماعرفهوش.. لم أأكل أو ماكلتش سيأخذنا البحث إلي مقالات عديدة لفض الاشتباك بين اللغة المصرية الحديثة واللغة العربية... لطيف شاكر

19.10.10

ماسميش كاميليا . بقلم الفنانه الكبيره إسعاد يونس ( منقول )

أنا مش خايفة م الصهاينة.. مش خايفة م الأعداء

أنا خايفة مننا.. فى بعضنا.. خايفة من أغبيائنا اللى بيكتروا كل يوم عن التانى..

أشعر بالكره الشديد لما يحدث هذه الأيام.. كرهت كتير قبل كده ولكن أبدا ليس بهذه الدرجة.. كرهت الجهل والتخلف وضيق الأفق.. كرهت كل الأمراض التى حلت بنا.. كرهت حوادث الطرق التى استنزفت آلافا منا.. كرهت القوانين السايبة والمتضاربة والمهرجلة والتى تتم الموافقة عليها فى عجالة.. كرهت الظلم والافترا والتعدى على الخلق وقتل الرموز وذبح المعانى ونحر الشرف.

كرهت الغلا والكوا الذى اكتست به حياتنا فأصبحنا ناكل اللقمة بالسم الهارى..

كرهت الرشوة والفساد والبلطجة.. كرهت الأيدى الممدودة فى المطلق هكذا، لا نعرف من أى أجساد خرجت.. لكنها خرجت فقط لتعبث بكل ممتلكاتنا.. إن لم يكن جسدك، فهو جيبك، فهو رزقك، فهو شرفك، فهو ولدك، فهو امرأتك، فهو ضميرك.. فهو أمنك وأمانك.. فهو فى الأول وفى الآخر إيمانك بكل الأشياء.

كرهت ألوانا من الصحافة ظهرت فى حياتنا وربت أجيالا من الناموس والهاموش والذباب الذى كان ينتشر فى مجتمعنا لينهش فيه من باب السخونة والبيع والإعلانات وكل هذا القرف.. قضيت أياما طويلة ليست لدى أى هواية غير جمع المانشيتات.. المانشيتات فقط وتصنيفها ووزنها لأرى كم منها فالح وكم قارح.. وكثيرا ما كان القارح يكسب وكفته تسقط محدثة دويا من ثقلها.

كرهت شخصيات كتب علينا أن تصنف فجأة على أنها عامة فتخرب نافوخنا بأخبار صولاتها وجولاتها ونزاعاتها وقضاياها ومؤيديها ومظاهراتها ومساجلاتها وحواراتها التليفزيونية ومنشوراتها وانتخاباتها وشغلها لمقاعد فى مجلس الشعب.. ذباب كثير وطنين أكثر.

كرهت قنوات تليفزيونية بأكملها ومن بابها.. قنوات أنشئت لا ندرى لها صاحبا ولا نعرف ممولا ولا نفهم هدفا غير النخر فى جسدنا كل لحظة بفتاوى وأحاديث من معاتيه لم نسمع عنهم من قبل.. كرهت الهواء الذى يحمل أحاديثهم فيسمم أبداننا ويأكل أوكسيجيننا ويميت زرعتنا.. وكرهت أكثر كم الناس الذين كنت أراقبهم يجلسون أمام شاشاتها فاغرين أفواههم فى بلاهة حتى أنهم لا يشعرون بالذباب يدخل منها ويخرج.. ناس تفتح عيونها فى فراغ ويومئون برؤوسهم فى موافقة فقط لأن ذكر الرسول الكريم يأتى بين الحين والآخر فى وسط الكلام.. أم ما هو الكلام.. فهو العته بعينه.. وعندى من الأمثلة ما يمكن أن يقيم حربا ليست فقط أهلية.. بل كونية.. وعندى ليه؟؟.. ماهو عاليوتيوب كله.. واللى ماعندوش عينين أكيد له ودان.

كنت أتعرض فى بعض الأحيان أو يضعنى حظى العاثر فى طريق واحد قاعد يقول كلام عن المسلمين والمسيحيين غريب جدا.. وكنت زمان أسأله إنت البعيد جبت الكلام ده منين.. يقوللى ده بيقوله الشيخ العلامة والداعية اللوذعى اللى متخذ مكمنه فى جامع كده فى المهندسين.. ماتسلمش عالقبطى.. ماتعيدش عليه.. لو شفته ماشى على رصيف دور وشك واجرى عدى للرصيف التانى.. وكلام من هذا الخبل.. وانظر له فى غل حقيقى.. إنت البعيد أهطل ولاَّ مضروب مفتاح إنجليزى فى ترتيبة مخك ولاَّ بتهرتل تقول إيه.. والجدع العلامة المهبب ده مابيتاخدش على أمن الدولة يتسحل هناك ليه؟؟؟.. وما أسلمش عليه ليه؟؟.. أنا أحسن منه ف إيه؟؟.. إنت بتتكلم عن ابن بلدى.. عن مصرى زيى.. عن جارى وأخويا وصاحبى ومية فى المية حايشيل خشبتى وينزل يحل عليا ويراعى ولادى من بعدى.. وأقسم بأنه فى عدة مناسبات امتدت يدى لحذائى وأنا أخلعه من على الكرسى قائلة «قوم يا ابن ال….. من قدامى قبل ماللى فى رجلى يلبس فى نافوخ أهلك».

كرهت أشياء أكثر.. ولكن كله كوم وهذا الذى أشعر به كوم آخر.

فمن أيام المأسوف على عمامته والظاهرة تستفحل.. والدنيا سايبة بلا رابط ولا لجنة حكماء تستطلع الأمور وترى بعين الحكمة والخبرة مستقبل هذه الهرتلة حايودينا فين.. كاميليا مين ووفاء مين وهبل إيه ده؟؟.. مين اللى أسلمت ولاَّ اتنصرت ولاَّ ولعت بجاز؟؟.. ما هذا الفراغ؟؟.. ومظاهرت إيه وسلمونا الجثة.. لأ دى بتاعتنا؟؟.. هى أسلمت ولاَّ لأ؟؟.. أسلمت.. عليا النعمة ما أسلمت.. إيه كم الخيابة ده؟؟

أحاديث وفتاوى واتهامات ومؤتمرات وبرامج تليفزيونية.. وانت مش حاتعتذر؟؟.. لأ مش حاعتذر.. ولا أنا حاعتذر.. طب المحامى اللى بيمثلنا حايرفع قضية.. وإحنا بقى محامينا حايعمل بلاغ للنائب العام.

وأصبح الحديث عن الفتنة الطائفية هو الموضة.. كل واحد حايتكلم عن الفتنة الطائفية من وجهة نظره فيولعها أكتر..

أعتقد أنه آن أوان الخيرزانة بقى.. على الجميع أن يصمت تماما.. ولا أود أن أكون قليلة الأدب فأقول يخرس.. على السلطات المعنية فى بلدنا أن يوقفوا كل هذا العبث فورا.. قانون واحد صريح قاطع باتر حاسم مغلظ العقوبة.. خط أحمر شديد الكثافة.. يعطى لكل مواطن على أرض هذا الوطن كل الحقوق ويطلب منه كل الواجبات العادلة المحدثة الواعية.. ويفرض على كل حامل للقب مواطن أن يحترم أخيه المواطن.. واللى مش حايعرف يحترم نفسه وجاره.. ويحترم مواطنته وحرية عقيدته ومساحته على أرض بلده.. مالوش عازة وسطينا.

يا ساتر.. الواحد نفسه اتقطع..

أنا داخلة أقيل شوية.. يعنى حاختفى بتاع ساعة كده.. وقد رأيت طبقا لمجريات الأمور التى تحدث على الساحة الآن أن أترك وصيتى للعالم قبل دخولى لأخدان تعسيلة.. سوف أكون فى أمان تحت الملاية.. ماحدش حايخطفنى.. ولا يحتجزنى.. ولا بعد ما يخطفنى حد تانى حايستردنى.. ولا حاهرب من جوزى وعيالى.. ومش حاتنصر.. ولا بعد ما اتنصر حارجع للإسلام.. ولا حالبس نقاب وحاقلعه وأحط توكة فى شعرى.. ومانيش مرات قسيس.. ولا اسمى كاميليا.. لذا وجب التنويه.

10.10.10

هلا أغمدت خنجرك . إلقاء دكتور وجيه رؤوف .

هلا أغمدت خنجرك . بقلم دكتور وجيه رؤوف .

هلا أغمدت خنجرك • بقلم:د / وجيه رؤوف هلا أغمدت خنجرك.. بجرابك وأنصتَ لي فخنجرك قد يقتلك.. ويصيبك فى مقتلي هلا أغمدت خنجرك.. وزرعت فى البستان وردتي فخنجرك يقتل ويدمي.. وورودك ترد الحياة لي هلا أغمدت خنجرك.. ومحوت تاريخ الدماء عن كاهلي ولنجلس سويا نرمم.. كيان وطن طعن فى مقتلي هلا أغمدت خنجرك.. ونظرت إلى خالق الكون العلي فهناك مكان متسع.. ورزق كثير يكفيك ويكفى لي هلا أغمدت خنجرك.. ونظرت إلى أطفالك وأطفال لي أفلا يستحقون حياة.. سعيدة آمنة من كل بغي هلا أغمدت خنجرك.. فخالقك هو خالقي وهو راضٍ بخلقته.. وإلا ما أنعم عليك وأنعم لي هلا أغمدت خنجرك.. وطهَّرت قلبك من الكراهية لي وسجدت لله راكعًا.. مستغفرًا لك ومستغفرًا لي هلا أغمدت خنجرك.. وأقبلت مصافحًا لي من أجل وطن قد أدمى جراحًا.. وهو الآن يستغيث بي هلا أغمدت خنجرك.. ونظرت من حولك ونظرت لي فوالله نحن أخوة.. فجدك آدم هو جد لي

7.10.10

أنا لاضايع ولا نصرانى علشان حد يضطهدنى . بقلم دكتور وجيه رؤوف

أنا لاضايع ولا نصرانى علشان حد يضطهدنى حينما تجمعنا الأحاديث الوديه مع اصدقائنا المسلمين ممن نكن لهم الموده والإحترام يستنكر جميعهم وجود اى تمييز طائفى يقع على الأقباط بل ويبادر البعض بالقول إننا نتمنى ان نعامل داخل الدوله مثلكم أنتم الأقباط فأنتم تتمتعون برعايه الدوله , وبهذه الطريقه السمحه الودوده ينقلنى اخى المسلم من خانه المغضوب عليهم إلى خانه المميزين بالدوله إلى الدرجه التى تجعلك تشك فى نفسك أن هناك تمييز ما يقع عليك داخل وطنك ويميز بينك وبين اخيك فى الوطن , وطبعا لما فى نفوسنا من محبه تجاه الآخر نميل إلى التصديق وإن كان أقرب إلى التمنى بأنه لايوجد تمييز بين أبناء الوطن الواحد فى مصرنا الحبيبه , ولكن دائما تأتى الرياح بما لاتشتهيه السفن , فمثلا تولى أحد المعروفين بتشددهم الدينى وظيفه عليا فى مجال الصحه ووظيفته هذه تعطى له الصلاحيات بأن يفعل مايشاء من قرارات , ولكن للأسف فوجئنا بأن هذا المسئول جاى لينا احنا مخصوص وأقصد جاى للمسيحيين , ففى البدايه حاولنا عدم تصديق ذلك ولكن الواقع أثبته , فإن هذا المسئول دائما يعقد الأجتماعات وفيها يلقى كروت الإرهاب بأنه يمكنه توقيع الجزاءات بدون تحقيق ويمكنه أيضا أن يشرد أى طبيب لايطيع أوامره بنقله من مستشفاه إلى مستشفى آخر بعيد , وطبعا تقبل الجميع ذلك على أساس انه يطبق على الجميع , ولكننا فوجئنا بأن هذا المسئول ذكى جدا فيما يقوم به , فمثلا يقوم بالتفتيش على الجميع ويجازى الجميع ولكن بنسب مختلفه وأحيانا هينه ولكن حينما تأتى المشكله مع القبطى يكون التلكك ويكون التعسف و يكون الهوان وتكون العقوبه المغلظه , المهم لن أطيل بمعنى انه قد تضرر منه الكثيرون واصبح من المعتاد والمتكرر صدور قرارات جزاء او قرارات نقل او غلق عيادات لأطباء مسيحيين , والحقيقه لم نعطى إنتباها كافيا لتلك الأمور واعتبرناها إجراءات عاديه , ولكن فى يوم من الأيام وفى حوالى الساعه الواحده ظهرا وأنا جالس فى إستراحه الأطباء أتفقد الموبايل الخاص بى فوجئت بحديث بين طبيبين مسلمين احدهم وكيل للمستشفى والآخر اخصائى يستاء ذلك الأخصائى من بعض الإجراءات الإداريه التى إتخذت ضده وأثناء ذلك إشتد النقاش بينهم وتعالى الصوت بدرجه عاليه , حتى اندفع الزميل الأخصائى قائلا بصوت عالى ومكررا تلك الجمله مرتين : أنا مش ضايع ولا انا نصرانى علشان حد يضطهدنى أنا مش خواجه ولا ماورييش ناس علشان حد يضطهدنى . طبعا أنا كنت واقف احجز بين الأثنين علشان ما يضربوش بعض , لكن لما سمعت الجمله دى ما ملكتش نفسى من الضحك ولقيت نفسى بأقول : جرب يوم إنك تتعامل كإنك نصرانى مما دفع باقى الزملاء الطيبين للضحك فقلت لهم باسما : شفتم بقى أهيه جات منكم , إعتراف من واحد منكم إن إحنا مضطهدين , مش بس معرضين للتمييز لكن مضطهدين , أيه رأيكم فى كلام صاحبكم ؟؟ طبعا صديقى الأخصائى يجد انه من الطبيعى أن يتعرض النصرانى والخواجه للإضطهاد ولكنه يستنكر ذلك على نفسه فلا مبرر لإضطهاده فهو ليس بنصرانى أو خواجه , وهنا تنطق كلمه الحق التى تعلن أنه للأسف هناك بعض المسئولين وليس كلهم يسعون إلى فرض التمييز بين أفراد الوطن الواحد , التمييز هى تلك الصفه البغيضه التى تخلق الشقاقات والفتن بين ابناء الوطن الواحد بل وتعتبر الخنجر الذى يطعن قلب الوطن فى مقتل , فهلا أمسكنا بهذا الخنجر ودفناه فى التراب وواريناه الثرى حتى لانرى تمييز أو فرقه بين أبناء الوطن الواحد , وهلا شرعنا القوانين التى تكفل محاسبه أى مسئول بشخصه وليس بصفته إذا إقترف أى تصرف من شأنها وضع الفروقات بين أبناء الوطن الواحد , أتمنى جميعا ان ندفن ذلك الخنجر فهلا دفنت خنجرك عزيزى , اتمنى ذلك . د / وجيه رؤوف