28.11.08

نعم كلنا موكوسين ومكسورين بقلم الاستاذ نشأت عدلى

نعم كلنا موكوسين ومكسورين إنى مدين للأستاذة /أمانى موسى بهذه الخواطر ... جميل أن يغوص القلم لأعماق المشاعر الإنسانية ليستخرج منها براكين من الألم تعيش داخل إنسان اليوم ، ويعيش ويتعايش معها وفيها . ما أحلى أن تشارك الناس همومهم ، وهى ليست همومهم وحدهم بل هى همّ الكل ، من منا لم يتألم للحالة التى وصلنا إليها من اللامبالاة والإهمال والظلم الذى زاد وطفح . مَن منا لم ينكسر نفسيا تحت وطئة الحاجة ومتطلبات الحياة التى أصبحت أعباء ملقاه على عاتق كل منا . مَن منا لم يشعر بالوكسة والنكسة والألم الذى نجتازه يوم بعد الأخر أمام محاربات وإضطهادات وحرق وقتل ، والقائمين علينا ساكتين باسمين داخل قصورهم ، ساكنين هادئين كما لو كانو ليسوا من أهل هذه البلد . مَن منا لم ينكسر أمام ردود الفعل المائعة ونظرات السخرية والتصريحات المخزية والمخجلة ، وسّيرت القضية فى غير مسارها الحقيقى . مَن منا لم ينكسر أمام أبنائه وهم يسألوننا لماذا نحن مُضطهدين هكذا ؟ ولماذا أنتم ساكتين ؟ لماذا لا نهاجر ونترك هذه البلد إلى أخرى لنكون مناصنين ومحترمين ، لماذا لا تحاولوا أن تبنوا لنا مستقبل فى مكان أخر يكون العدل أساسه ، وإحترام الإنسان أساس قواعده . مكسورين أمام أبنائنا بعدما روينا لهم عن صدور الشعب المفتوحة أمام نيران العدو ثمنا للإنتصار الذى يعيشون فيه الأن ، فيُشِحون بوجههم ويتمتموا النيران الأن فى صدورنا نحن فقط . مكسورين وموكوسين بعد تصريح بعض المسئولين الروحيين عن المكان التى تمت فيه الصلاة انه مبنى خدمات وليس كنيسة بل ومنعوا الصلاة فى المنطقة حفاظا على مشاعر إخوتنا الذين لم يهتموا حتى بجرحانا . مكسورين من أبائنا الروحيين الذين استخفوا بعقول الشعب وجعلوا القضية وكأنها غلطة فى تبادل الأماكن ، ومخذولين موكوسين من الخوف الذى دخل قلوب المحاربين وجعل لمبانى الخدمات أجراس كالكنائس . موكوسين من دولة جعلت كل المعتدين على الكنائس ومثيرو الشغب والفتن من الصبية الذين لا مسئولية عليهم أو من المجانين المجذوبيـن . مكسورين وموكوسين أمام نظام جعل من الأمانى أحلامنا ، فحقق الأحلام له وحدة ، وتركنا ننعى حلمنا المسروق من أمانينا ، ننعى أيامنا التى كانت وننعى الأمل فى وطن أهدر أدميتنا وإنسانيتنا . مكسورين أمام مشاعر نبيلة وأحاسيس رقيقة وكلمات من قاموس دماثة الأخلاق وحلاوتها ، إندثرت وتاهت فى خضم الحقد والغل والتعصب وأصبحت من الماضى ، وحل محلها كل المتناقضات . موكوسين فى توانينا بالإتحاد مع إخوتنا الكاثوليك والبروتستنت لنرفع صلاة مشتركة قوية بخشوع وسجود للرب القدير ليرفع عنا الظلم المخيّم علينا دون تفرقة ، ويجفف الدموع ، بعد أن نزرفها أمامه ، ليعبر بنا من بحور الظلام ، ويزيل غشاوة الكبرياء منا ، ويضع روح المحبة والإتضاع فى دواخلنا . نعم ، ياعزيزى كلنا موكوسين نشأت عدلى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق