إنفراد صحفى أول فيلم مصرى عربى عن حياة وآلام السيد المسيح بموافقة الأزهر وإنتاج1938م وقام بمراجعته طه حسين .. أبطال الفيلم مسلمون واحمد علام فى دور السيد المسيح وسميحة أيوب فى دور المجدلية وتوفيق الدقن فى دور قيافا
إنفراد صحفى أول فيلم مصرى عربى عن حياة وآلام السيد المسيح بموافقة الأزهر وإنتاج1938م وقام بمراجعته طه حسين .. أبطال الفيلم مسلمون واحمد علام فى دور السيد المسيح وسميحة أيوب فى دور المجدلية وتوفيق الدقن فى دور قيافا
--------------------------------------------------------------------------------
تقرير يكتبه :صفوت يوسف رئيس تحرير صحيفة نداء الوطن القبطيه
حياة المسيح وآلامه استلهمت الكثير من مبدعى السينما وفنانينها لما تحمله من ثراء درامى وتاريخى وايمانى... فقامت السينما بانتاج العديد من الأفلام عن السيد المسيح منذ طفولته وهروبه من وجه هيرودس وحتى قيامته من الأموات فى اليوم الثالث بعد سلسلة طويلة من العذابات العنيفة .. وكان ظهور أول فيلم عن المسيح عام 1904م والذى اخرجه فردينان زيكا والذى حمل اسم "حياة والآم يسوع المسيح " ورغم ان الفيلم حقق نجاحا ً ملموساً الإ انه لم يُرضى السينمائين وتبارت شركات الانتاج فى حشد إمكانياتها لتقديم أفلام تُرقى لمستوى الحدث وبلغ عدد هذه الأفلام التى انتجتها طوال مئة عام 390 فيلم أهمها "حياة المسيح " عام 1908م ،"قبلة يهوذا " عام 1909م ، " ومن المهد الى الصليب "لمخرج سيدنى اولكون الذى يمكن ان نقول عنه افضل ما أنُتج ونُفذ بشكل جيد فى هذه الفترة ومازالت بعض الكنائس تعرضه حتى الآن.. وفى عام 1928م ظهر أهم هذه الأفلام وهو " ملم الملوك " للمخرج الامريكى الشهير سيسل دي ميل صاحب فيلم " الوصايا العشر" والفيلم الفرنسى " جبل العذاب" 1935م لجوليان دوفافييه ..ومع كثرة هذه الأفلام وأثارتها الكثير من الجدل بدأت الكنيسة تتدخل وتدرس النصوص وتضع رؤيتها الدينية بعد ان شعرت ان احياناً ان الفن قد يُفسد الاسس الدينية ويحرفها مثلما حدث فى فيلم "الرداء" لهنرى كوستر وفيلم "بين هور" بنسختيه "اخرج الاولى الامريكى فريد بينلو عام 1925م والثانية اخرجها وليم وايلر عام 1959م وكذلك صارت اعتراضات من قِبل الكنيسة على أفلام أعتمدت على ضخامة الإنتاج والإيرادات دون أن تضع فى إعتبارها أى قيم روحية وعدم إلتزامها بنصوص الكتاب المقدس مثل "ملك الملوك الناطق" الذى أخرجه نيكولاس راى عام 1961م وكانت أبرز هذه الأنتقادات التى تم توجيهها للفيلم لإنه قدم المسيح على انه أشقر الشعر وازرق العينين وتم عرض الفيلم بالقاهرة فى منتصف الستينات واحدث جدلاً بين الأقباط وإعترضت عليه الكنيسة وتم سحبه من دور العرض بعد أقل من أسبوعين رغم تحقيقه إيرادات مرتفعة..و "أكبر قصة لم تُخبر بعد"لجورج ستين عام 1965م أما أكثر الأفلام التى أثارت جدلاً واسعاً بعد فيلم "ملك الملوك"، وفيلم" إنجيل متى"الذى تتضمن مشاهد جعلت صورة المسيح تلتصق بالفكر الثورى وبطبقه البروليتاريا فى العالم الثالث ومحاولة إطلاق دعوة إجتماعية تهدف إلى تغيير أوضاع الفقراء والبؤساء وهى الأراء التى أعتبرها الأصوليون المسيحيون فى أوروبا تحريفاً وتشويهاً لصورة المسيح ونفس الأمر حدث مع فيلم "الحياة حلوة" للمخرج الإيطالى فيدريكو فيللينى الذى طالته إتهامات عديدة منها التحريف فى نصوص الكتاب المقدس وإحتج الفاتيكان على الفيلم ومُنع عرضه ..إلى أن جاء أكثر الأفلام التى نالت سخط وغضب المسيحين على مستوى العالم وهو "الإغواء الأخير للمسيح"والذى أخرجه مارتن سكورسيزى عام 1988م والذى صوّر المسيح فى صورة الإنسان الضعيف أمام شهوات الجسد الأمر الذى جعل جماعات مسيحية ومنظمات دينية تستخدم العنف لوقف الفيلم المُسئ للعقيدة والإنجيل وتعتبره فيلم مدفوع لتخريب العقيدة المسيحية...إلى أن جاء فيلم آلام المسيح لللمخرج والممثل العالمى ميل جيبسون الذى نال استحسان كل الدوائر المسيحية والكنائس ولكن لم يخلو أيضاً من بعض السَقطات التى اعترضت عليها الكنيسة ..هذا هو ما يتعلق بتاريخ المسيح على شاشة السينما العالمية أما فى مصر فيستعد المؤلف فايز غالى عن تقديم فيلم عن حياة المسيح وهروبه إلى مصر "رحلة العائلة المقدسة"وذلك بعد أن انتهى من كتابة الفيلم وحصل على موافقة الكنيسة وقد سارعت وسائل الإعلام وبعض المثقفين بنقل هذا الخبر وتفاصيله بإعتباره أول فيلم مصرى
، وبدء المؤلف مرحلة من الجدل والنقاش مع علماء مجمع البحوث الإسلامية وقد حصل السيناريست فايز غالى على موافقة قداسة البابا شنودة على سيناريو فيلم "المسيح"، ، مؤكدا أن موافقته حملت مفاجأة كبرى وهى رغبة البابا فى مشاهدة الفيلم بعد انتهاء التصوير وكنسخة عمل، قبل عرضه ليقول رأيه فيه وإذا أعجبه فأنه سيقوم بكتابة مقدمة الفيلم، حيث أكمل غالى أنه بذلك يقع على عاتق الإنتاج مسئولية إخراج الفيلم بما يليق بأول فيلم عربى عن المسيح(حسب ما نشرته الصحف وبثته وكالات الانباء) كما أكد غالى أن الرقابه لم تعترض على الفيلم وقد تم الإتفاق مع العلماء المسلمين على عدم التدخل فى السيناريو.وأوضح أنه دائما ما تمنى أن يكون لدينا فيلم عربى ومصرى عن حياة السيد المسيح.. وجاءته هذه الفكرة خاصة بعد تناول العديد من الأفلام الروائية فى السينما العالمية حياة المسيح، كما حرص أن يكون فى فيلم المسيح (العربى) جزء فنى وتاريخى ودينى، وقد دقق فى كل الجوانب، وقد استعان فى تلك الجوانب بـ39 مرجعا ليخرج العمل دقيقا،
ولكن نطلق لكم مفاجأة مدوية لا يتوقعها أحد وتضع الأزهر الشريف فى موقف شديد الحرج..**أول فيلم مصرى عرب عن حياة وآلام المسيح ظهر عام 1938م بموافقة شيخ الأزهر فضيلة الشيخ محمد مصطفى الرفاعى وهو إنتاج الشركة العربية للإنتاج السينمائى والتى يملكها ثلاثة مسلمون "محمود السنهورى" ، "شريف المندور" ، إبراهيم أحمد خليل"وشرعوا فى هذه المرحلة الزمنية التى شهدت بدايات السينما المصرية بإنتاج فيلم عن حياة وآلام المسيح وقام بمراجعة المادة الحواريه عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين الذى كان عميداً لكلية الآداب فى هذا الوقت ...ومن مفاجأت الفيلم الذى يُعد من أبرز الأعمال الدينية العربية رغم ضعف الإنتاج وغياب التقنيات والخدع السينمائية والمؤثرات السمعية والبصرية إلا أن الفيلم فى مُجمله جيد وألتزم بنص الكتاب المقدس حرفياً رغم إن أغلب القائمين عليه بدءاً من الإنتاج والأبطال والمخرج مسلمين ...وبرع الفنان احمد علام فى تجسيد دور السيد المسيح بأداء راقى وسلس وبملامحه المصرية العربية المُعبّرة وقامت الفنانة عزيزة حلمى بدور السيدة العذراء والفنانه سميحة أيوب بدور مريم المجدلية والفنان سعد أردش بدور الفريسى والفنان توفيق الدقن بدور قيافا والممثل عبد العليم خطاب فى دور بطرس والفنان إستيفان روستى فى دور المولود أعمى والفنان عبد السلام محمد فى دور المفلوج الذى صنع معه المسيح المعجزة رغم أن مشهده لم يتجاوز العشرين ثانية وأخرج الفيلم المخرج محمد عبد الجواد وتم طبعه وتحميضه بمعامل وإستديوهات الأهرام ونال الفيلم إستحسان الكنيسة والأقباط وكتب حواره الأب أنطون عبيد ...نجح الفيلم فى خلق صورة جيدة وإستخدم المخرج كل ادواته المُتاحة فى هذا التوقيت رغم فقر أماكن التصوير وبعض الأخطاء فى الملابس التى غلب عليها الطراز الإسلامى إلا أن المخرج برع فى تجسيد مشاهد حية مثل عذابات المسيح وصلبه وإستخدامه ديكورات موحيه وقريبة من الحدث الطبيعى ..إن هناك نقاط إيجابية كثيرة فى هذا الفيلم الذى سقط من تاريخ السينما المصرية منها الأداء الرائع للممثلين وإيجادة احمد علام لدوره وكذلك توظيف المجاميع داخل الأحداث وخاصة مشهد دخول المسيح أورشليم ودخوله الهيكل وطرده الباعه والصيارفه ...وقياساً لتاريخ إنتاج هذا الفيلم عام 1938م أى منذ 72 عاماً وهذا مؤشر إنه من الممكن إنتاج المزيد عن حياة السيد المسيح وآلامه وعن التلاميذ وكرازتهم إن هذا الفيلم يأتى مواكباً للسينما العالمية مع فارق الإمكانيات وسُبل الإنتاج فى هذا الوقت...عُرضَ الفيلم بأكثر من دار عرض فى القاهرة والأسكندرية وشهده جمهور كبير عندما كانت هناك محبة قلبية صافية وسماحة دينية وروح طيبة تربط الشعب المصرى بعيداً عن الإحتقانات والفتن والصراعات والتشنجات يكفى إن يوم إفتتاح هذا الفيلم شاهده نخبة من كبار مُثقفى وفنانى مصر منهم عباس محمود العقاد والمُفكر خالد محمد خالد والفنان وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والفنانين أنور وجدى و نجيب الريحانى و يوسف وهبى وعلى الكسار وبشارة واكيم والفنانات ليلى مراد وليلى فوزى ومارى منيب وغيرهم من نجوم هذا الزمن الجميل إنها دعوة لدراسة هذا العمل لأنه مازال ممكناً تقديم الأفضل وفق المعايير الزمنية وتطور حال السينما وإنتشار دور العرض وأدوات الإنتاج
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
انا اول مرة اسمع عن الفيلم ده
ردحذفطب لو ممكن فيديو الفيلم