31.8.08

رمضان جانا

كل سنه وجميعكم بخير د / وجيه رؤوف

كارمن وجيه تقلد صوت القطه

تامل فى هذا الفيديو كارمن ابنتى الصغرى وهى تقلد صوت القطه انها لم تتجاوز العام ونصف ولكنها تقلد صوت القطه باتقان انصتوا اليها جيدا وجيه رؤوف

كل سنه وانتم طيبيين رمضان جانا

كل سنه ومصر بخير
كل سنه والمصريين بكل طوائفهم واعراقهم بخير
كل سنه ومصرنا فى امان حره ومستقله
كل سنه وعدو الخير بعيد عننا
رمضان كريم كل سنه وجميعكم بخير
د / وجيه رؤوف

خانه المعتقد ؟؟ بقلم الاستاذ سامى حرك

سامي حرك أعرف رجائي عطية من زمن بعيد , فقد جمعتنا ظروف العمل في فريق قانوني تولى إحدى أكبر المنازعات القضائية في المحاكم المصرية , نهاية ثمانينات القرن الماضي !!!رأيته عن قرب , ملئ بالمهارات والمواهب في المرافعات الجنائية , عاشقاً لمهنته , مجتهداً فخوراً بإحترافيته , كما لمست وشاهدت قيمه النبيلة وتقديسه للعلم والعلماء , فلا أنسى حين صحبني ونقيبنا الرائد / أحمد الخواجة , لإستشارة الفقيه القانوني الكبير / محمد عبد الله محمد , ورأيت العلمين الكبيرين , يجلسان عند قدمي أستاذهما العلامة , يستشيرانه في أدب وتوقير وإحترام وإجلال , رغم تعنيفه لهما في بعض الأحيان , مشهد لا أحسبه يتكرر كثيرا , بل وأجزم أني لم أشهد هذا الحب والمودة المقدسة منذ أيام إلتحاقي بالطرق الصوفية , فقد كانت علاقة رجائي عطية بأستاذه محمد عبد الله محمد , كعلاقة المريد الصوفي بشيخه الإمام !!!باعدت الأيام بيننا , وإن ظل رجائي عطية المحامي في المشهد العام , كبير المحامين , بإعتراف منافسيه , وبحجم وأهمية ما يتولاه من قضايا , وبكبار المحامين يلوذون ببلاغته ويرددون حججه وأسانيده , وبشباب المهنة يتزاحمون خلفه يتعلمون فنون المرافعة والحضور !!!أحسب أني لم أتوصل –مبكراً- لمعرفة إتجاهه السياسي , رغم متابعتي الدائمة لأعماله , بسبب ثراء وتنوع مشاركاته المتعددة , بين المقال والكتاب , في الصحف والفضائيات , وإن كانت درر إبداعاته تظل في المذكرات القانونية , لكن لفت نظري شجاعته الفائقة , وشفافيته العالية في كتابه الأخير : "الهجرة إلى الوطن" , الذي صدر وكأنه يعتذر لأمه "مصر" , لإنشغاله عنها , وتشتته في الإهتمام بسواها , كما رأيته يلخص ذلك في تعريف جديد للوطنية :الوطنية : ذوبان في عشق الوطن , والعطاء بل والفداء له في كل الظروف والأحوال !هاجر رجائي عطية –عائدا- إلى وطنه المصري , كما هاجر أحمد عبد المعطي حجازي وأسامة أنور عكاشة وأحمد رجب وجمال الغيطاني وجمال بدوي , ولفيف من أرقى وأجمل العقول المصرية , التي ربما تغربت وتشرقت , لكنها إلى حضن الحبيبة إيزيس تعود !!!حين قرأت حواره المنشور في جريدة نهضة مصر , ومساهمته لفض الإشتباك بين أحكام المحاكم المصرية وبين رغبة فريق من المصريين التمتع بثمار المواطنة التي تفرض عدم التمييز بين المواطنين بسبب الدين , أثناء قراءتي للحوار عدت بذاكرتي للبدايات , حين شاهدت في زيارتي الأولى لمكتبه أكبر مكتبة شخصية , ما بين فلسفات وأديان وفلك وموسوعات ودوائر معارف ومنوعات كثيرة جنباً إلى جنب موسوعات النقض وأحكام القضاء !!!لذلك فإنني أعتقد أن ما يقوله رجائي عطية اليوم يستحق كل اليقظة , ولا أبالغ إن قلت : يجب أن نقف عنده طويلاً , ونعطيه حقه في التأمل والدراسة , لأنها نصيحة ثمينة من عالم قدير !!!المقدمة السابقة تنبيه لأهمية مساهمة رجائي عطية في قضيتين هامتين :1. ضرورة إعادة الحوار حول المادة الثانية من الدستور المصري , وتعديلها بما يضمن إستمرار مدنية الدولة , وبما يثري مصادر التشريع . 2. إلغاء خانة الديانة من المحررات الرسمية .حيث نفهم من مقتطفات لحوار الأستاذ الكبير / رجائي عطية , في جريدة نهضة مصر بتاريخ 1/4/2008 , أنه مع تعديل المادة الثانية من الدستور , وأنه ضد خانة الديانة , والدليل مساهمته بتقديم علاج مؤقت , أو حل للتضارب في أحكام المحاكم • لحين تعديل المادة الثانية من الدستور المصري !!!• خانة الديانة تصبح خانة المعتقد !!! إن العامل الأكثر حسما بالنسبة للديمقراطية من مسألة التنظيم الداخلي هو العلاقة بين دين معين ودين الدولة ، فكلما كانت العلاقة بينهما أوثق ، قل احتمال معاملة أولئك الذين ينتمون إلي دين آخر ليس كمواطنين علي قدم المساواة أو السماح بالتعبير العام الكامل عن ذلك الدين المغاير، وفي الحالات القصوي ، حيث تنظر السلطات الدينية إلي الدولة علي أنها الهيئة المقدسة المنوط بها الوفاء بمهمة دينية علي الأرض ، يمكن ببساطة أن تأخذ السياسة طابع حملة عسكرية دينية يجري فيها إجبار معتنقي الديانات الأخري علي الدخول في الصف واضطهادهم , أو علي أقل تقدير التمييز بينهم , وبذلك تختنق فيها حرية للتعبير !!!ومن التجربة التاريخية الأليمة لحملات القمع هذه والحروب الأهلية وأعمال العنف الطائفية ، انبثقت فكرة التسامح الديني ، فحتي إذا كنا نعتقد أن ديننا هو الحقيقة الوحيدة التي لا معقب عليها ، فإن تكلفة إجبار الآخرين علي قبوله هي ببساطة تكلفة فادحة إنسانياً ، بما لا يمكن معه احتمالها في عالم يتميز بتعدد الديانات واختلافها !!!التسامح لا يعني التخلي عن معتقداتنا الخاصة ، وإنما هو يعني منح الناس الكرامة الإنسانية الأساسية بتركهم يقررون لأنفسهم حتي إذا كان ذلك يقودهم إلي اتخاذ قرارات خاطئة , ويتسم النص الدستوري المصري الذي يقول في مادته (46) التالي .."تكفل الدولة حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية" , بالعبقرية , فأتصور أن المشرع عندما صاغ مصطلح حرية العقيدة كان يقصد المعتقد وليس الدين السماوي والدليل أنه في الفقرة التالية يقول :..."وحرية ممارسة الشعائر الدينية" .. إذن هناك فرق بين الدين والعقيدة ، هذا ما فطن إليه فقيهنا القانوني رجائي عطية عندما قال لدى سؤاله عن الحكم الصادر بشأن خانة الديانة في البطاقة الشخصية :لو بيدي الأمر في الداخلية والأحوال المدنية لبدلت خانة الديانة ووضعت بدلا منها "المعتقد" , وهذه تنطبق علي جميع الديانات المعترف بها وغير المعترف بها , وبهذا نحلق فوق النص ... وهذا في نظري هو الحل بدلا من حالة اللغط التي تحدث الآن ... وأضاف عندما سئل بأن هذا قد يفتح باباً للتمييز والتصادم مع مبدأ المواطنة؟؟؟ "أن هناك فرق بين التفضيل والتمييز والوصف .. فالبطاقة قد تتصدي لبيان النوع وليس هذا تمييزا ، وبالتالي لا نستطيع أن ننكر أن هناك مسيحيا ومسلما ودرزيا وكنفوشيا ، وهناك أديان سماوية وأديان وضعية ، والحل لكل هذا اللغط هو لفظ المعتقد ، وفيها أذكر مسيحي _ مسلم _ بهائي _ غير ذلك دون الاصطدام مع النص" , وهنا في هذا التحليل العميق (المرحلي) ، نلاحظ أنه في حالات عدم القدرة _ مرحليا في تغيير النصوص الدستورية _ وانطلاقا من مبدأ سيادة القانون والحماية الدستورية يمكن المواءمة بين النص الدستوري في المادة رقم (46) , الذي أتصور أنها مادة عبقرية في صياغتها ، بالمقارنة بينها وبين نص المادة الثانية الذي يقول .. "الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع) _ حتي يتم تعديله - والذي يتوافق أيضا مع نص المادة (40) الذي يقول نصاً : "المواطنون لدي القانون سواء وهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة ، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة" , ونلاحظ هنا أن المشرع قال : الدين أو العقيدة , وهو ما يفسر ما ذهبنا إليه أنه عندما قال في مادته (46) : "تكفل الدولة حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية" ... كان يعني فرقاً بين الدين وبين العقيدة .. فلماذا قال حرية العقيدة ؟؟؟ ثم أتبعها بحرية ممارسة الشعائر الدينية؟؟؟أطالب –وزملائي- في حزب "مصر الأم" , بإلغاء خانة الديانة , كما نطالب بنفس المطلب في مجموعة "مصريون ضد التمييز" , كما تشكلت جروبات منا وآلاف الشباب على موقع الفيس بوك تطالب بإلغاء خانة الديانة من البطاقة , أو من إستمارات التقدم للوظائف , ونواجه بمعارضة شديدة , سواء من الدولة التي كان من بين أهم أسباب رفضها لتأسيس حزب مصر الأم مطالبته في برنامجه بإلغاء خانة الديانة من كافة المحررات الرسمية , وقال مستشاروا الحكومة في أسبابهم للرفض , أن الحزب بمطلبه هذا يكون قد أسس لحزب يطالب بإلغاء الأديان وإقصاء الدين من حياة المصريين !!!كما نواجه بمعارضة شعبية , سواء من خصومنا السياسيين بين صفوف جماعة الإخوان المسلمين الذين يطمحون لدولة الخلافة , أو حتى من صفوف بعض المسيحيين الذين يرون في النص على خانة الديانة حفظ لهويتهم الدينية من الإندثار وسط الغالبية المسلمة !!!لم يفكر أحد منا –قبل رجائي عطية- في حل مرحلي إنتقالي , يضمن عدم التمييز بسبب الدين , ويضمن حرية الأفراد في الإفصاح والإعلان عن هويتهم الدينية من خلال مستند رسمي , ويحفظ المواطنة كقيمة عليا تسبق الهويات الدينية والعرقية !!!ومن هنا فإن مساهمة رجائي عطية بإبدال كلمة خانة المعتقد بدلا من خانة الديانة , والتي يمكن أن نضيف إليها , مع ترك الأمر إختياريا لمن يريد إظهار أو إغفال خانة المعتقد , هي الحل المرحلي المؤقت , الذي يرضي كل الأطراف , حكومة وشعبا , كما يلبي توصيات المنظمات الدولية والعهود وإتفاقيات حقوق الإنسان , لحين يأتي الوقت المناسب الذي تعقد فيه الجماعة المصرية حواراً ديمقراطياً جاداً حول نصوص الدستور

30.8.08

عبد الرحيم على احلى حسن بقلم د / وجيه رؤوف

عبد الرحيم على احلى حسن لطالما جادت مصر بمثقفين عظماء تركوا بصمه على جبين التاريخ فارض النيل الطيبه التى روت مصر واستكان اهلها بظلها قد جعلت مصر واحه من الامن والامان منذ القدم كما كانت مصر الملجأ و المأوى لكل من يلجأ اليها فقد تباركت مصر قديما بزياره الاسره المقدسه وامنت مقامهم وجائت الكلمه الطيبه : ادخلوا مصر ان شاء الله امنين كما ذكر الكتاب المقدس اهل مصر بقوله : مبارك شعب مصرولقد جاءت الى مصر الكثير من الطوائف والجنسيات كما عاشت معظم الديانات فى مصر القديمه امنه مطمئنه وكل من جاء الى مصر انصهر فيها و وتأثر بها فى الملبس والماكل كما كانت مكانه مصر العلميه قديما يشهد لها العالم واشتهرت مصر بمكتبه الاسكندريه التى افادت العالم كله بعلمها وثقافتها ولا تستطيع اى دوله كائنه من كانت ان تدعى ان لها الفضل على العالم اجمع الا مصر ويشهد العالم كله لعلم الفراعنه الذى يحتار العالم الى الان فى فك طلاسمه وعبقريته , اذا نقولها جميعا نحن ابناء مصر بكل طوائفنا وعقائدنا وانتمائاتنا نفتخر ان نكون مصريين ,والمصرى الحقيقى تستطيع ان تكتشفه بمجرد الاستماع اليه ومعرفه افكاره فان المصرى الحقيقى يتمتع بالسماحه والطيبه وحسن الجوار كما انه دائما يقف الى جوار الحق وفى الحق لايخشى لومه لائم لانه مؤمن بان العمر واحد والرب واحد وقد كثرت فى هذه الايام الاحاديث التى تتحدث عن المصرى الجميل وقد اختزل البعض المصرى فى حسن ومرقص حيث انهم يمثلان عنصرين من عناصر الامه وهم المسلمون والمسيحيين واقول لكم الحقيقه ان مصر ممتلئه بالكثيرين من هؤلاء الذين يعبرون عن المصرى الجميل واصدقكم القول اننى قد قابلت حسن او قل قابلت احلى حسن واحلى حسن هذا لم اقابله فى الطريق او فى منزله ولكنها مقابله من طرف واحد حيث اننى رأيته على شاشات الفضائيات , واحلى حسن كما اسميه هو الاستاذ عبد الرحيم على خبير الحركات الاسلاميه فى مصر وقد رايته فى عده لقاءات على قناه المحور وقناه دريم وسبحان الله فانك حين تستمع اليه ترتاح الى صدقه وصراحته وعفويته فى الكلام فهو غير متكلف يتكلم على طبيعته كما ان قسمات وجهه وتعبيراته تدل على الطيبه الشديده والخير الكثير كما انه بجانب وداعته وحنوه تجده جريئا مقاتلا فى ابداء رأيه وتقديم الدلائل على مايقول فى رقه وادب عالى كما انه استاذ فى فن الاستماع والمحاوره , باختصار انك سوف تحبه بمجرد الاستماع اليه فهو صادق شفاف كما انه عالم مثقف واع بتاريخ وطنه وهو لا يالوا جهدا فى اظهار الحقائق مع عدم وضع تقديرات لما يمكن ان تاتى به ارائه على المعارضين له لا فهو يضع الحقيقه امام الجميع دون مداهنات او تجميل اى انه انسان صادق صادق بمعنى الكلمه وحين تستمع اليه ستجد انك كأنك تعرفه منز زمن بعيد وكانه اخيك الذى لم تنجبه لك امك , حقيقه لا استطيع ان اصف هذا الرجل او اوفيه حق قدره فقلما يجود الزمان بمثله ولكنك حين تستمع اليه ستقول ان مصر بخير وان هناك امل فى التغيير الى الافضل فى وجود امثال هذا الرجل , وانا اقول عنه انه احلى حسن ومن هنا اوجه شكرى الى الاستاذ عبد الرحيم على قائلا له : الله يوفقك يا استاذ ويحميك لمصر ويخليك لنا ويكتر من امثالك انك يا استاذ عبد الرحيم احلى حسن لانك حسن الذى يحتوى مرقص بداخله ويحتضنه ليعبر بمصر الى انهار من التفوق والتقدم , الله يحميك.د / وجيه رؤوف

التعصب الاعمى بقلم الاستاذه راندا جمال

التعصب الاعمى عبثتُ يوماً بمؤشر الراديو أثناء فترة استرخاء، فاستقرّ المؤشر على برنامج ديني غير مسيحي دون قصدٍ منّي، فتوقفتُ عنده أستمع لمحاضرةٍ يلقيها أحدهم، واصلتُ الاستماع وقد أجاد المتحدّث في بعض ما قدّمه، وكنت أصغي بانتباه إلى كلّ كلمة يقولها. وفي لحظةٍ لم أتوقعها سمعتُ ما هزَّ مشاعري وآذى مسمعي، إذ في نهاية حديثه ختم المتحدّث خطابه بشتيمةٍ أصابتني في الصّميم وبلغةٍ عربيةٍ صريحةٍ شتم بها من سمّاهم بالنصارى الكفَّار!... والأغربُ أنه شتمَ من خلال إذاعةٍ رسميةٍ لبلده وتعرف ما يقوله، ومعي في عالمنا العربي أكثر من 23 مليون مسيحي ، يمكن لأي منهم أن يستمعَ صدفةً أو قصداً إلى ذلك الحديث الديني ويتأذى!... أغلقتُ الراديو، وقد انتهى البرنامج على كلّ حال، وقلتُ لنفسي: أيُ نفعٍ قدّمه صاحبنا هذا لمستمعيه غير زرع الإثارة التي لا يقرّها الدّين!.. فذكرني هذا بقصةٍ أخرى طريفة حدثت مع احد اصدقائى قبل سنوات خرجُ يوماً للقيام بمهمةٍ دينيةٍ في يوم جمعة ليلقى محاضرة دينية على جماعةٍ من المسيحيين، وبعدما باشرالسّير في سيارته قاصداً الكنيسة لاحظ أمامه في الطريق رجلاً يمشي متثاقلاً وينظرُ إلى الوراء باتجاه السيارة، فأدركُ أنه متعبٌ وبحاجة للعون، وكان الرجل ملتحٍ ويرتدي ثوباً أبيض وعمةً على رأسه، فتوقف بقربه وسأله: يا شيخ هل لي أن أخدمك بشيء؟ ففتح الباب وشكر وجلس بجانبه وتنهَّد وقال: خرجتُ منزعجاً من البيت والوقت يداهمني وأنا على نيّة أن أأمَّ اليوم بالمصلين في المسجد وأن ألقي خطبة الجمعة، فابتسمُ لهذه المصادفة الجميلة، وقال له: أتعرفُ أنك الآن في سيارة قسيس مسيحي ذاهب إلى كنيسته لكي يئمَ هو الآخر بجمعٍ من المصلين المسيحيين ويقدّم لهم خطبة الصلاة؟ كيف جمعتنا الأقدار لنلتقي معاً في مهمةٍ متشابهةٍ؟!... ففوجئ الرجل وابتسم وشكر وعبّر عن تقديره، وتواصلا بالحديث إلى مفترق طرقٍ فرعٌ منها يؤدي إلى جهة المسد، فطلب الشيخ التوقف للنزل، فأبى القس وقال، يبدو عليك التعب ولا بدّ من توصيلك إلى مدخل مسجدكَ وأصر حتى قبِل. ولمّا وصلنا إلى باب المسجد صافحه شاكراً وأقسم أنه سيضمن خطبة الجمعة بأن قسيساً مسيحياً حملني بسيارته وهو عالمٌ أنني مسلمٌ وأصرَّ أن يُوصلني إلى باب مسجد المسلمين!... وغاب الرجل وبقيت الذكرى تحملُ معها ما تحملُ من معانٍ أيها الأصدقاء: التعصّب يهدم جسوراً من التواصل يجب أن نقوّي بنيانها. وكلٌ منا مطالبٌ باحترام الآخر فلنصنع الوسائل التي بها يُبدي كلٌ منا محاسن معتقداته، أما التعصّب فيصنع العكس. التعصّب يرسمُ على وجه صاحبه جبيناً عبوساً، ولا سلام في عينيه، ولا سماحة على وجهه، وبعكس التعصّب المحبة تفرد الوجه وتلمس في عينيه إشراقة من الأمل وطيب المعشر فتحبه. لا أمل لعالمنا في غياب المحبة والتسامح واحترام الآخر. وأخيراً، لا بدّ من القول أن المتعصبين لهم تواجدٌ ملحوظٌ بين جميع الطوائف والديانات، والطيّبون لا شك متواجدون بين مسلمين ومسيحيين، ومن منّا يودّ إكرام عقيدته فليكرمها بطيب معشره وبحسن تعامله وبانفتاحه ومرونته

ليبرالى ولى الفخر

فوجئت بان الكثيرين لايعلمون شيئا عن الليبراليه وانه حين تنطق هذه الكلمه فيعتقدون انك تتكلم عن وجبه شهيه تؤكل فى طاجكستان وفوجئت بهذا حتى فى اوساط المثقفين فمنهم من يعتقد انها مثل الشيوعيه لاسمح الله وكلمه لاسمح الله هنا لان الكثيرين يعتقدون ان الشيوعيه هى الا لحاد والكفر بالله مع ان الشيوعيه هى نظام سياسى وليست اعتقاد دينى ولكن اولى الامر فى سابق العهود دأبوا على تسميه الشيوعيون بالملحدين حتى يثيروا العامه ضدهم ولا تصبح لهم ارضيه شعبيه فيقول واحد للاخر انظر الى فلان ده شيوعى فيرد عليه اخينا : شيوعى يعنى ايه فيرد الاول : كافر مش بيؤمن بربنا فيرد الثانى : اعوز بالله من غضب الله وهكذا دواليك انتشرت هذه الفكره بين اوساط العامه فاصبحت كلمه شيوعى هى مرادف لكلمه شيوعى والعياذ بالله برضه مع ان كثيرين يدينوا بالمسيحيه والاسلام كانوا يؤمنون بالشيوعيه كمذهب سياسى لا منهج دينى ونعود الى الليبراليه التى نحن بصدد الحديث عنها الليبراليه تعنى التحرر والاستقلال وهى تصنف الى عده تصنيفات اخرى فهناك الليبراليه السياسه والليبراليه الاقتصاديه والليبراليه الاجتماعيه وبالمعنى الحرفى وهو التحرر فهناك من يؤمن بالتحرر المطلق الغير مقيد بأى قيود وهناك من يؤمن بالتحرر النسبى المقيد بلوائح تحكمه ولكى اقرب المعنى : فى امريكا وبريطانيا توجد ليبراليه نسبيه فمثلا لايمكن السماح فى امريكا وبريطانيا لاى رجل او سيده بالسير عراه فى الشارع لان هذا سوف يخدش الحياء العام وايضا سوف يؤثر بالسلب على تربيه النشأ ولكن فى السويد حيث الحريه المطلقه مسموح لاى انسان ان يسير عاريا ولو انه غير مستحب اذا تطوع الليبراليه فى حدود المجتمعات بما فيها من قيم ورؤى خاصه للحريه واطرح مثالا اخر الليبراليه فى اوربا تسمح بالدفاع عن النازيه والتنظيمات المشبوهه بينما لايسمح بذلك فى اميركا بل ان النازيه تجرم بها لمجرد الاشتباه وهنا واعود ان الفكر الليبرالى ربما يكون جديدا علينا فى الشرق الاوسط ولكنه قديم فى التاريخ قدم الفكر البشرى فأوائل من فكروا به كان ذلك قديما وكان اوائل المفكرين هو ارسطو الذى نشر فكر حريه نقض الافكار والمعتقدات والسياسات مما ادى الى اعدامه نتيجه افكاره وقد دفع نفس الثمن العالم جاليليو الذى نشر نظريه كرويه الارض التى اثارت عليه رجال الدين واتهموه بمحاربه الاديان وادى هذا دائما وابدا الى صراع رجال الدين المسيحى مع السلطه وخصوصا بعد ان اتخذ الدين فى تحقيق مصالح شخصيه واغراض سياسيه وما كان من الحروب الصليبيه التى اتخذ منها الدين ستارا لتحقيق مأرب خاصه من الغزوات والفتوحات باسم الدين والدين منها براء هذا ادى الى ثوره الليبراليين على الدوله حتى يتم فصل الدين عن الدوله فيصبح ما لله لله وما لقيصر لقيصر وبفصل الدين عن الدوله تمكنت اوربا من عبور عصور الظلام الى عصر النهضه والتقدم العلمى والجميع يرى النتيجه فى الوقت الحالى وقد يعتقد الجميع انه بتطبيق الليبراليه سنعيش فى مجتمع دنس لا تسوده قوانين وسيسمح بالفوضى والثورات ولكن هذا الاعتقاد خاطىء فان حدود حريتك تقف عند حدود حريه الاخر وتأثره بها وهذا يعنى ان تكون حريتك مشروطه بعدم انتهاك حريه الاخر ويكفل هذا الاعلان العالمى لحقوق الانسان والذى ينص فى مادته ال18: لكل انسان الحق فى حريه التفكير والضمير والدين......... وحريه الاعراب عنه بالتعليم والممارسه كما نصت الماده ال19على: لكل انسان الحق فى حريه الرأى والتعبير كما اقرت البنود الاولى على ان حريه الفرد تقف عندما تتجاوز حريه الاخرين اى ان هذه الحريه مقننه بلوائح وقوانين تضمن تميزها وتضمن الحريه للجميع فى نطاق الاداب العامه والتقاليد السائده اذا اى مبدأ يسود على العامه لابد له من تشريع يحميه ويضمن حياديته وعدم تمييزه بين افراد الشعب جميعهم لا ان يطبق داخل فئه بعينها دون الاخرين والفكر الليبرالى هو فكر موجود فى معظم الافكار المعروفه حاليا فالفكر الديمقراطى يؤمن بالليبراليه فى جوانب معينه ولكن يختلف التطبيق لليبراليه فى مكان عن اخر فمثلا الراسماليه تعتمد على الليبراليه الاقتصاديه ولكنها محافظه فى المذهب السياسى لضمان الاستقرار ورجال الدين المتزمتون يؤمنون بالليبراليه الاقتصاديه ولكن لايؤمنون بالليبراليه الاجتماعيه اذا الفكر الليبرالى موجود لكن يطبق بمكاييل مختلفه ولكن هذه المكاييل المختلفه لاتخلق الليبراليه الحقه فالليبراليه الحقه تضمن حريه الجميع فى ممارسه معتقداتهم وارائهم وسياساتهم مع ضمان عدم تأثر الاخر بهذه السياسات وكمثال قد اكون ليبراليا ولكنى سوف ادافع عن اى انسان يتعرض للظلم سواء كان مسلما او قبطيا او بهائيا او شيوعي او او او طالما ان ممارسته لحريته لم تتعارض مع حريه الاخر قد ياتى كائن من قال ان الليبراليه ضد الدين اقول له ان الليبراليه هى احترام الدين واحترام معتقد الاخر قد تختلف مع الاخر ولكن ابدا لايؤدى هذا الى الصراع واخيرا اختم كلامى بمقوله فولتيير : قد اختلف معك فى الرأى ولكنى مستعد ان ادفع حياتى ثمنا لحريتك فى الدفاع عن رأيك د / وجيه رؤوف .