7.7.09

زمن شبرا هل يعود الجزء الثانى للكاتبه نجلاء بدير

نجلاء بديرتواصل القارئة ماجي خليل رحلة الحنين لزمن شبرا والبحث عن الأمان المفقود في حواري وشوارع الحي ..عمرنا ما سألنا البياع إنت مسلم ولا مسيحي، وسلم العمارة اللي كل يومين ثلاثة يتكنس ويتمسح كل جارة تنظف قصاد بيتها، والجمعيات اللي بيرتبوها حسب حاجة كل أسرة: فأم ماري تأخذها على ميعاد جوازة بنتها وماما دورها في دخول المدارس وهكذا باقي الجيران، كنا نبعت شغالتنا تستأذن من جارتنا طنط عايدة في لم الغسيل المنشور على الحبل قبل ما ننفض السجاجيد، وكانت أم أمال تستأذن قبل نشر غسيلها فوق غسيلنا، صفارة أي حد من أولاد الجيران أو نداء بإسم واحد فيهم كاف علشان كل الجيران تفهم وتنوره له نور السلم من أو دور لآخر دور أصل ما كانش فيه ماكينة نور اتوماتيك، إيه الحب ده كله اللي كان بيجمع الناس ؟ إيه الأمان والتسامح اللي كنا عايشين فيه؟ إيه الناس الرايقة البسيطة اللي تطلع منها صباح الفل بريحته، والسلام اللي يترد عليه حتى كل مرة بأحسن منه حتى لو عديت ألف مرة جامع أو كنيسة، ومن غير بوليس معسكر قدامها 24 ساعة، وابن الجيران لبيب المحامي اللي لم تثق في غيره، وعندما مات أبو جورج منع والدي علينا مشاهدة التليفزيون للأربعين مشاركة منا في أحزانهم . فما الذي حدث؟ هل العيب فينا أم في الزمن؟ احنا امتداد لنفس الناس ... والناس دي هي اللي ربتنا ... طيب العيب فين؟ فينا ولا في الزمن؟ إيه اللي ممكن نعمله علشان الزمن ده يرجع؟ (تعالوا نفكر سوى!!).انتهت رسالة ماجي قرأتها أكثر من مرة لأعرف ما الذي حرك مشاعري بهذه القوة. بالتأكيد ليست الفكرة الرئيسية التي قصدت ماجي التعبير عنها وهي حالة التسامح بين المسلمين والأقباط التي نفتقدها الآن.شئ ما آخر بين السطور في الرسالة مسني شخصياً.أعتقد أنه تشابه الظروف، حقاً لم أكن شبراوية، لكنني كنت أصلي مع ماري أول صاحبة لي في الدنيا في كنيسة سان جوزيف في سوهاج، تذكرت طفولتي، ثم تذكرت سنوات المراهقة الجميلة التي عشتها في بيوت الجيران، وتذكرت الروقان. أعتقد أنني بكيت لأنني مفتقدة هذا الروقان بشدة. أول مرة انتبه إلى أننا لم نكن نرى سيارات أمن مركزي في الشوارع. وأول مرة انتبه إلى أنني لم أعد أسمع صفارات أولاد الجيران المنغمة التي ترمز إلى معاني سرية متفق عليها بينهم. ياه ..إلى هذا الحد الشعور بالحنين مؤلم . الأكثر إيلاماً يا ماجي ان زمن شبرا لن يعود .. ولا التسامح ولا الأمان ولا الحب .. استريحي من التفكير واستسلمي للحنين المؤلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق