هاهيَّ الأعياد تأتى .. والكل يقدم التهاني .. ولكن هذا العيد ربما يختلف عما سبقه من أعياد ... فهو يأتى بعد حادثة حرق وقتل أبنائنا فى فرشوط .. وقطعا سيتقابل كل من قداسة البابا وشيخ الأزهر ورجال الدولة الذين سيتقبلوا التهانى ... ولكن بماذا؟؟... بالعيد .. أم بموقعة فرشوط الذى برعوا فيها وبأسبابها الواهية والغير مقنعة .. أحاول أن أتخيل ماذا سيدور الحديث بين رجال الكنيسة وبينهم .. هل سيبررون ما حدث ؟؟؟ أم يعتذرون ؟؟؟ وماذا سيكون رد رجال الكنيسة ؟؟؟ بعد السكتة التصريحية الرسمية عن كل هذه الأحداث .. ومنيّت نفسى أن أعرف مدى إحساسهم بما قد حدث لكل أبنائنا هناك ...
_ المنظر الأول : -
فلاشات الكاميرات تتلألأ بالأضواء لتلتقط صور الضاحكين أولا .. ثم منظر العناق والقبلات بين العمائم هذا فى بداية اللقاء .. على سلم مشيخة الأزهر ..
_ المنظر الثانى : -
الفلاشات مرة ثانية وهم جالسون على الأنتريهات زاهية الألوان وهم يتضاحكون ويتقاربوا الوجوه .. ثم منظر وهم يتحدثون ... ياترى ماذا يقولون ؟؟ هل لهذه الحادثة وغيرها من الحوادث التى مرت علينا ستكون محور حديثهم ؟؟؟ وماذا سيقولون .. ماذا سيقول شيخ الأزهر .. هل سيشجب ويندد بمثل هذه الأفعال .؟؟ هل سيعاقب عميد المعهد الأزهرى ويعاقبة على تحريضه لتلاميذه ..( الذين من المفترض أن يزرع فيهم المحبة بين كل الناس ).. أم فى هذه الجلسة سيبرر أن الذين فعلوا هذا ليسوا هم من المسلمين الأصلاء .. بل هم شرزمة من المختلين عقليا ولديهم هوس وهم جهلاء لايقدرون أبعاد ما فعلوه ؟؟ أم أنه سوف يعتذر عما بدر منهم ويحاول تطييب خواطر المهنئين ويعدهم بإصدار بيان يعتذر فيه رسميا عن كل ماحدث ويعد بتعويض كل المتضررين من هذه الحادثة ؟؟
وماذا سيكون رد أبائنا المهنئين لو حدث هذا ؟؟؟
هل سيظهروا ولو جزء يسير من ألمهم على أبناء لاذنب لهم حُرقت محلاتهم وبيوتهم ؟؟
أم سيهونوا من الأمر على إعتبار أن مثل هذه الحوادث الصغيرة تحدث كثيرا ما بين الأشقاء .. وأنها لايمكن أن تزعزع المحبة القوية التى بين شقىَّ الأمة ؟؟ أم أنهم سيرجعوا العيب علينا .. وأننا نحن السبب فى كل هذا الذى حدث والذى سوف يحدث ..
هل سيجلسوا خجلى من أن أبن من أبنائهم هو الذى تسبب فى هذه المشكلة وأنه إغتصب فتاه قالوا إن عمرها 9 سنوات أولا .. ثم 10 ثانيا ثم أستقروا على أن عمرها 12 سنة .. ويجلس أبائي خجلى من فعلة هذا المتهور المنساق وراء شهواته .. ونبدأ نحن فى تطييب خواطرهم .. وربما ندين بإعتذار عما بدر ... بل وإننا نستحق كل الذى حدث لنا من جراء هذا الشاب المتهور ... وهل سيقبلوا تعويض أبنائنا أم ستأخذهم الأبوة برفض التعويض وأنهم قادرين على تعويض كل المتضررين روحيا ومعنويا وأيضا ماديا ..
هل يوافقوا على الإعتذار الرسمى ( إن كان ) أم سيهونوا الأمر .
_ المنظر الثالث : -
وهذا المنظر بعد قيام المهنئين بالتهنئة بالعيد وخروجهم المصحوب بكثير من الأحاديث الصحفية للمحاولة فى معرفة مادار من أحاديث مابين العمائم ..
وسنجدهم واقفين على درج السلم وهم بجوار بعض متشابكى الأيادي .. ضاحكين بفرحة قلب ..مجاوبين على الأسئلة بعبارة واحدة .. إننا هنا فى مصر نعيش أزهى أيامنا !!.. وإننا دائما نسيج واحد !! .. ليس مثل ما يقولوا الناس العامة والجهلة .. بإننا فتلة زرقاء وهم فتلة بيضاء .... لا .. إحنا كلنا نسيج واحد .. سواء صوف أو قطن أو حتى دامور .. وتتوالى الضحكات الرنانة ببساطة قلب .. وكضحكات أطفال مليئة بالبرائة .. دون أي إحساس بأبنائنا وأخوتنا الذين أصيبوفى فرشوط ...ولا إهتمام بالذين إحتفلنا معهم بعيد الأضحى أروع إحتفال .. إحتفال أهدوا فيه لأبنائنا هداياهم بدم القتلى ونار محلاتهم وبيوتهم .. وقدمنا نحن لهم التهنئة بأرواحنا وأموالنا .. نسير إليهم مهنئين .. وندوس بأقدامنا طريق مليئ بدماء كل شهيد فيهم بأرجلنا .. ندوس على أموال أشقائنا التى ضاعت ونهبت ... نرى الخراب ولانملك إلا أن نمصمص بشفاهنا ... ونصرخ للرب .. قائلين معه.. لي النقمة أنا أجازى يقول الرب ...
بقلم : نشــأت عــدلى
27.11.09
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق