24.11.09

يا عزيزى كلنا متعصبون بقلم الأستاذ نشأت عدلى

ياعزيزي .. كلنا متعصبون 2 – النظام واستقرارة تألمنا جدا مما لاقيناه من الجزائرين بعد هزيمتهم الأولى فى مصر وأخذنا نهلل ونندد بما أحدثوه كرد فعل على هزيمتهم .. واتهمناهم بالتعصب الأعمى على أفعالهم العصبية والغير مسئولة .. وعندما هُزمنا فى السودان..لم يُشفي غليلهم ما أحدثوة بمصر .. بل حملوا فى قلبهم ما عجزوا إكمالة عندنا وأكملوه على أرض بعيدة .. وهذا هو الظلم بعينه .. لقد رأينا دموع المضروبين فحنّت أحشائي لهم وأنّت .. وهنا لابد من تساؤل يطرح نفسه ... هل رأيتم الظلم الذى مارسوه عليكم وأنتم قلة ؟؟ ... هل أحسستم بدموع المغلوبين على أمرهم ؟؟ هل شعرتم بما تمارسوه من ظلم وقهر للأقباط وهم قلة عددية ؟؟ هل قارنتم بالذى حدث لكم بالذى يحدث مع أشقائكم أبناء البلد الواحد والمجاورين لكم فى كل شبر من هذه الأرض ؟؟ - التعصب الذى زرعناه بأيدينا وجناه أبناء لا ذنب لهم فى كل ماحدث لهم .. قد جنته مصر فى أبنائنا وأخوتنا ..اللاعبين والمشجعين .. وعانينا من الذى كنا نشكو منه دائما .. عانى مشجعينا من إضطهاد من نوع أخر ومن ظلم ليس لهم ذنب فيه .. مثلنا نحن الأقباط وما عانيناه من هذا الظلم عينه .. هذا الظلم الذى رأيته مترسما على ملامح كل الوجوه ..الزعر والثورة فى أن واحد .. ثم الأنين والشكوى .. والصراخ لكى يأخذوا لهم حق أدميتهم التى أهدرت ..والإستعانة بالمسئولين ليأخذوا لهم حق المهانة والظلم والرعب الذى عانوه .. - حالة التعصب المزمن الذى نعيش فيه .. هل هو تعصب لبلد نعيش فية وننتمى له ؟؟ لذا ندافع عن مبادئة بإستماتة وعن سلامة أراضيه بفداء الروح .. أم هذا التعصب لمبادئ تساعد على رفاهية الشعب ؟؟ أم هو تعصب للتعصب فقط ؟؟ ... إن كنا نتعصب من أجل بلدنا .. فهذا شيئ حميد جدا .. نؤيد المبادئ التى تساند العدل وتحارب الظلم فى كل أوجه الحياة عليها .. نتعصب لأراضينا وحمايتها .. يصيبنا التعصب لبلدنا لأننا نرى كل شيئ حسن بها . لا إستغلال نفوز .. ولا ضرب الضعيف وتكسير سبل الحياة أمامه .. لا إستقواء بمناصب والتربح منها .. والكل يعمل لصالح المواطن بعيدا عن الأغراض الشخصية . .. هذا النوع من التعصب هو تعصب حسن جدا .. - أمْ التعصب الموجود فى بلدنا هو تعصب عقيدي .. تعصب لكل من يختلف معنا فى العقيدة والعبادة .. تعصب لمن يختلف فى الرأي .. وإعتبار كل المختلفين معنا هم مارقين ومتمردين وكفار .. ونستبيح لأنفسنا القتل والنهب والإهانة والإعتداء دون أية ضوابط قانونية أو حتى أعراف قد إعتدنا عليها وعشنا بها كل أيامنا .. بمعنى أوضح هو تعصب ضد الأقباط فى كافة وجوه الحياة ومحاربتهم بطرق خفية وظاهرة عيانا للكل .. بها بعض المشروعية .. مشروعية الشر وإهانة كرامة الأخر وإذلاله .. دون خجل أو حياء أو حتى فى الخفاء .. بل علنا للكل .. على أمل زرع الخوف فى النفوس .. وهم لايعلموا إننا لانخاف شيئا .. لانخاف أحكام ظالمة لإننا إعتدنا عليها .. ولانخاف القتل والنهب لأنه بالنسبة لنا نعمة لا أحد يقدرها أو يدرك معناها الروحى لنا .. - التعصب الأعمي الموجود لدينا ليس له مقابل فى الدول الغربية التى بها أقليات عربية ذو جنسيات ومعتقدات مختلفة عن العقيدة الرسمية لهذه الدول .. ولم نسمع يوما أن أحد قد أهين أو وقع عليه ظلم .. وفى قضية مروة الشربيني أكبر مثل .. وقضية الكشح والأحكام بالبرائة أو وقف التنفيذ على الذين قتلوا الكثير من الأقباط لهو مثل أخر على العدل الذي يسود بلادنا بحسب معايرنا نحن .. وليس بمعيار العدل المستند على مواد القانون الذى لاينظر لهؤلاء على أنهم أقلية عددية بل ينظر على أنهم بشر يعيشون معهم .. ومع ذلك لم يتعلم الدرس هؤلاء المتعصبين . - لم نسمع يوما أنه قد منع أحد من بناء مسجدا هناك .. ولكنهم منعوا الميكروفونات التى تسبب إزعاج للسكان .. فبناء أى مسجد لايحتاج إلى مجهود أو قرار من رئيس الجمهورية أو وساطة المجلس المحلى أو موافقة من جيران المنطقة .. الخ هذه الشروط المجحفة لبناء أى كنيسة .. ولم نسمع أن أحد من الغوغائيين قد هجم على منزل هناك وقتل من به وهدم المنزل لإشتباهه أن سيبنى مسجدا أو أنهم يصلون فية تمهيدا لبنائة دار للعبادة .. مقارنة بما يحدث هنا فى مصرنا . - وأخير .. لقد أدان كل مصرى بل كل عربى حر التصرفات الجزائرية ضد كل أخوتنا سواء اللاعبين أو الزائرين ... وتبارى الإعلاميين فى إدلاء البيانات والتصريحات التى تندد بما حدث .. والمطالبة برد الفعل المضاد الذى يرد الحق لأصحابة ..وكثير من المُطالبات والصرخات التى تبين أنه قد وقع عليهم ظلم شديد .. والبعض الذى ينادى بحماية أبنائنا فى الخارج ولم ينادى بحماية الأقباط الذين فى الداخل ... ومن المفارقات المماثلة أن إذاعة السودان وإعلاميها قد أنكروا كل ماحدث لأبنائنا وأخذوا نفس نهجنا أمام كل ما حدث لكن إسمحوا لى .. كل الظلم الذى حدث لأخوتنا فى ديروط والمنيا والكشح وفرشوط ... الخ هذه الكوارث .. هل رأينا مسئول واحد يتعاطف مع هذه الأحداث ويدلى حتى ولو بتصريح واحد ليشعر الأقباط أن هناك من يسمع أنينهم ويعرف كل ما يحدث لهم ... لا أحــــــــــــــــد دائما نُطالب كل الهيئات أن تتعاطف وتقف معنا أمام كل مشكلة تواجهنا .. ولكن هل هناك أحد قد طلب أن يقف بجوار الأقباط فى كل ما يحدث لهم من مشاكل والمطالبة بحلها ؟؟؟.... أنتهى . بقلم : نشــأت عــدلى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق