مازال مسلسل إهدار الكرامة المسيحية علي أسفلت السينما المصرية مستمراً فبالأمس قامت الدنيا ولم تقعد إثر عرض فيلم (بحب السيما) بما يحمله من إساءة واضحة للعقيدة المسيحية والذي تناول عرض حياة زوجة مسيحية بروتستانتية متزوجة من رجل أرثوذوكسي متزمت، ولها من الأولاد طفل وطفلة وتجد في الخيانة الزوجية هروباً من تزمت زوجها، وربط المؤلف انحلال الزوجة وخيانتها ربطاً وثيقاً مع تعاليم الكنيسة وذلك في إشارة إلي مشهد تشكو فيه الزوجة امتناع زوجها عن معاشرتها بسبب الصوم، كما تضمن الفيلم عبارات مبتذلة جاءت علي فم ممثليه تشوه التعاليم المسيحية وبعض المواقف التي تسىء بشكل مباشر إلي الكيان المسيحي وتحقير الكنيسة كمكان للعبادة مثل مشهد شاب وفتاة يتبادلان القبلات في الكنيسة وآخر لطفل يتبول من برج الكنيسة علي الجالسين فيه. ومن الواضح أن المسيحيين اعتادوا علي مثل هذه الأزمات من الأفلام فبعد الخروج من أزمة "بحب السيما" ظهرت أزمة فيلم (واحد صفر) للمخرجة كاملة أبو ذكري وقام ببطولته خالد أبو النجا وأحمد الفيشاوي وإلهام شاهين. وتدور أحداثه حول سيدة مسيحية مطلقة وقعت في حب أحد الشباب، ولما كان في زواجها ما يخالف تعاليم الإنجيل وتعاليم الكنيسة نفاجأ في آخر الأمر أن تخرج للجميع حاملاً من صديقها. ولنا على هذا الفيلم بعض النقاط: 1- من الطريف أنه جاء فى تبرير صياغة الفيلم علي النحو السابق أنه خطوة لمناقشة مشاكل الأقباط وهمومهم، فبعد أن كان الوسط المسيحي مهملاً في الدراما ولا يتعدي دوره أن يكون مساعداً للبطل أو بعض الأدوار الثانوية التي تعطي المسيحي قيمة قليلة أو بلا قيمة بالمرة، صار الآن محور عمل فني بأكمله، ولست أدري ماذا أضاف هذا الفيلم أو غيره في حل مشاكل الأقباط؟ بل "زاد الطين بلة" وأحس المسيحيون بأنهم صاروا مادة لسخرية الوسط الفني، فمن عمل يعرض زواج المسيحية بالمسلم وآخر يتعرض لإيمانه ومكان عبادته بالتحقير، والأخير يخترق أحد أسرار كنيسته دون تقدير، وليت شعري أين السينما المصرية مما يحدث من انتهاك لحقوق الأقباط وهدم الكنائس وتعذيب الرهبان وغيرها من المشاكل التي لا حصر لها؟ ألم يبق من مشاكل الأقباط غير هذه الأمور لمناقشتها في السينما المصرية؟ 2- تقول الفنانة إلهام شاهين أنها تسعي مثلها مثل الفنانة فاتن الحمامة في فيلمها (أريد حلاً) إلي تغيير قانون في الأحوال الشخصية وأن تعطي المسيحية الحق في الطلاق، وما أبعد الفرق بين القضيتين وبين الممثلتين. وأقول للسيدة إلهام شاهين إن الطلاق في المسيحية ليس قضية رأي عام أو مسألة اجتماعية يمكن التشاور فيها إنما هي قضيه إلهية لن يقدر أحد أن يغيرها حتي لو عرض ألف فيلم، والفيلم لن يسبب إلا بعض الشوشرة فقط عند غير المؤمنين وضعاف النفوس. 3- في فيلمي "بحب السيما" و"واحد صفر" نري صورة سيئة تحاول أن تبثها السينما في المجتمع، فهل صارت الخيانة الزوجية والانحلال الأخلاقي هما الملاذ الوحيد للسيدة المسيحية للهروب من مشاكلها؟ فالأولي تهرب من زوج متزمت وتعاليم دينية متطرفة لترتمي في أحضان آخر، والأخري تخرج للعالم حاملاً بطريقة غير شرعية بعد أن فشلت في حياتها الزوجية. هل هذا ما تراه السينما في الأسرة المسيحية عموماً وفي المرأة خاصة؟ 4- الفيلم يتحدث عن موضوع يختص بالتعاليم الكنسية. ألم يكن من الأجدي الرجوع للكنيسة لمعرفة رأيها حتي لا يتعارض مع العقيدة المسيحية؟ هل لنا مثلاً أن نري فيلماً مسيحياً يناقش قضية شاب متنصر يحاول الحصول علي حقوقه الاجتماعية دون أن يحدث بلبلة في الوسط الإسلامي؟ 5- نعترف أن هناك الكثير من المشاكل بين الأزواج في الأسر المسيحية، ولكن هل وجدتم في الطلاق حلاً لهذه المشاكل؟ إن حل مشاكل الأزواج بالطلاق مثله مثل المستجير من الرمضاء بالنار فالطلاق كارثة اجتماعية ينهار معها كيان أسري بأكمله فضلاً عن تشريد الأطفال وضياع مستقبلهم؟ هل ساءلت نفسك سيدتي عن سر عدم وجود طفل شوارع واحد مسيحي؟ فقط لأن الكيان الأسري المسيحي متماسك ولا توشك جدرانه أن تتهالك. يكفي أن نقول أن مصر بها حالة طلاق كل 6 دقائق، هل ساعد هذا في حل مشاكل السيدات؟ وتريدين أن تفتحي باب الطلاق في المسيحية حتي ينهار الحصن الأخير الباقي. 6- وأخيراً نقول نعم سوف يتم عرض الفيلم مهما أثير من الضجة حوله، ولكننا كمسيحيين ليس لنا أن نثور ونغضب بل الحق أن نتعامل بشىء من الموضوعية، والفيلم في الأول والآخر ليس إلا عملاً فنياً يجوز النقد فيه، وكلنا ثقة أن الزواج في المسيحية هو عمل إلهي يتحدث عن نفسه ويدافع عن نفسه وإن كانت هناك مشاكل أو طلاق في الأسر المسيحية فقد يكون هذا الفيلم هو البادرة الأولي لإصلاح أخطائنا، فلنرجع للكنيسة وللتربية الروحية السليمة والمعرفة الحقيقية للمسيح وبناء العلاقة الشخصية مع الله..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق