5.3.09

المجانين فى نعيم بقلم دكتور وجيه رؤوف

المجانين فى نعيم من أعظم أعمال الممثل الكوميدى الراحل اسماعيل ياسين تلك الادوار التى كان يمثلها والتى كانت تطرح بعض قضايا المجانين ومن أشهرها فيلم أسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين وقد ادى عده مرات فى اكثر من فيلم شخصيه الطيب الذى يزج به فى مستشفى المجانين لأنه يقول الحقيقه التى يرفضها المجتمع وقد كانت افلامه تظهر المجانين ضحايا المجتمع وضحايا الظلم ولكن حين تقترب من هذه الشخصيات تجدها طيبه وديعه مجنى عليها , ولقد احببنا اسماعيل ياسين وأحببنا مجانينه نتيجه تلك الطيبه التى احسسنا بها معه ومع مجانينه , ولكن صور الجنان التى كانت تلك الافلام تقدمها تختلف كثيرا عن صور الجنان التى تنتشر فى مجتمعنا الحالى , ففى أفلام أسماعيل ياسين كان المجنون ضحيه المجتمع ولكن فى واقعنا الحالى يصبح المجتمع ضحيه المجنون فكيف ذلك ؟؟ يسعى الكثيرين من العقلاء فى هذه الايام للحصول على شهاده او تقرير يفيد باصابتهم بعاهه نفسيه وتلك الشهاده مثل الجرين كارد فهى تصبح السلاح الذى يدافع به عن نفسه فى حال ارتكابه أى جريمه كما انه يستطيع الحصول بها على اعانه حاله اجتماعيه من ألضمان الأجتماعى فى حاله العوز المادى , وأعتقد أنه زادت جدا فى الأونه الأخيره تلك التقارير الطبيه التى تنسب الاصابه بالمرض النفسى للحصول على اعانات ماليه , وبالطبع لايعلم اطباء الأمراض النفسيه أن تلك التقارير من الممكن ان تكون أداه للمجرم كى يهرب من العقاب أذا ماتورط فى جريمه قتل وخلافه , الى هنا واذكر سبب كتابتى لهذا المقال وهو قرائتى ان الارهابى ( وانا مصر أن أطلق عليه أرهابى ) الذى قام بالتهجم على الأمريكى فى حى الحسين وطعنه بخنجر عده طعنات هو مريض مرضا نفسيا و أنه أودع مستشفى المجانين سابقا بعد أن تهجم على قافله للسياح عام 2000 !!! والله أنا أول مره أسمع عن تخصص فى الجنان خاص بقتل السياح أو تخصص للجنان ذى مجنون الاسكندريه اللى كان تخصصه قتل الأقباط أو سفاح بنى مزار والحقيقه ما أقدرش ادخلها دماغى علشان دماغى على قدها وماتستحملش الكلام الكبير ده , لكن الخلاصه أيه ان القاتل بيهرب من تنفيذ العقوبه بادعاء أنه مجنون وطبعا دم ألناس دى بيروح هدر علشان مالهمش ديه !! طيب ولما الراجل أتهجم على قافله سياح سنه 2000 افرجتوا عنه ليه ؟؟ هيقولك علشان حالته أتحسنت ,طيب أهه ارتكب جريمه تانيه ميين اللى يتحاسب عنها ؟؟ هل يتحاسب عنها المجنون المتخصص والا الدكتور اللى أفرج عنه وأداه تقرير تحسن والا المحامى اللى اترافع عنه واثبت أنه مجنون !! طيب واذا كانت المستشفى افرجت عنه للتحسن طيب مش ده ينتفى معه صفه الجنان ويجب محاسبته على جرائمه , ولى سؤال مهم : لماذا لم يحكم على أى من الأرهابيين الذين هاجموا السياسيين فى مصر بأنهم مجانين ؟؟ ولا التخصص ده مش موجود فى حاله السياسيين ؟؟ وماسمعناش عن مجنون تخصص الهجوم على السياسيين ذى تخصص الأقباط وخلافه , عموما على قد ماكان مجانين اسماعيل ياسين فى الزمن الجميل تمتعنا وتضحكنا حتى جاء مجانين الاصوليين ليبكونا ويحسرونا على ذمان وايام ذمان وجنان ذمان , والغريبه ان ذمان ايام هتلر كان بيلم المعوقيين والمجانين ويحرقهم ويخلص المجتمع منهم لكن أحنا رحماء وبنهتم بالمجانين اللى بيرتكبوا جرايم وبنعلفهم ونسمنهم علشان يرتكبو جريمه تانيه ولما يرتكبوها نطبطب عليهم ونضمهم فى حنان ومانحاسبهمش أصلهم مجانين والمجانين فى نعيم, عموما هذا الجنان مقنن ومدبر وهناك ايادى وراءه ترعاه وتستخرج له التقارير والشهادات الطبيه ولكن كما أقول دائما ان من يربى التعابين هو أول من يلدغ منها وستدور الدوائر ليعلم الذين ظلموا الى اى منقلب ينقلبون . د /وجيه رؤوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق