26.4.09

نار الثأر بقلم دكتور وجيه رؤوف

نار الثأر دأب المصريون على اختلاف ثقافاتهم وعلومهم فى مصرنا على عاده قديمه جاهليه وهى عاده الثأر ولم يؤثر التقدم العالمى حولنا فى ازاله تلك العاده الذميمه من مجتمعنا , والحقيقه ان عاده الثأر تتعارض مع القصاص العادل الواجب للحفاظ على الحقوق وذلك لعده أسباب : 1 – يؤخز الثأر من أحد أقارب الجانى وليس من الجانى نفسه وهذا قمه الظلم 2- يؤخز الثأر من أكثر الناس شهره ومكانه فى عائله الجانى 3- قد يؤخز الثأر من قريب الجانى الذى قد يكون على خلاف مع الجانى اثناء حياته وهو غير راض عن سلوكه وتصرفه 4- يؤخز الثأر فى ايام الأعياد حتى يترك أثرا اليما عند عائله الجانى واللذين بدورهم قد لايكون لهم دخل بالجريمه 5- يدفع القريب دمه نتيجه جريمه لم يرتكبها بينما قد يعيش الجانى الأصلى متمتعا بحياته 6- قد تستمر دائره الثأر دواليك من جيل الى جيل يدفع تمنها ابرياء لا ذنب لهم سوى ارضاء لنزعات قبليه لم تعرف عن العدل شىء وتحضرنى هنا قصه عن أحد المستشارين وهو رجل فاضل معروف عنه التقوى والأدب وهو ينحدر من عائله كبيره لها اصول وعزوه وكأى عائله يوجد فيها الحسن والسىء ويتصادف لهذا المستشار ان يكون له ابن عم مستهتر طائش يترنح دائما بالخمر ويتفاخر بالسفاهات وقد حاول ذلك المستشار كثيرا فى اصلاح شأن ابن عمه أكثر من مره ولكن دون فائده مما أضطر هذا المستشار المستقيم فى عمله وحياته الى قطع كل علاقه له بابن عمه طالما لم ينصلح حاله وكانت القطيعه بين ذلك المستشار وابن العم الفاسد , وتمر السنون حتى يأتى يوم وأثناء تواجد ابن العم هذا على غرزه من احدى الغرز التى تقدم المشروبات الروحيه وكان أبن العم هذا يلعب دور دومينوا فاذا بمن يلاعبه يفوز عليه فى هذا الدور فتثور ثائره ابن العم فيخرج مطواه قرن غزال من جيبه ويطعن بها زميله فيخر صريعا مضرجا فى دمائه , ولم يتركه ابن العم الا وقد فارق الحياه تماما , ويتم القبض على ابن العم الذى حكمت عليه المحكمه ببعض سنوات سجن , وهنا لم يتقبل أهل الضحيه العزاء ولم يقيموا سرادق العزاء وهذه أشاره بديهيه يفهمها اهل الصعيد ومعناها انهم ينتظرون الثأر , فيحاول اهل المستشار أجراء محاولات للصلح أو دفع ديه ( فديه ) لأهل القتيل ولكن رفض أهل القتيل وكان ردهم على أهل المستشار : لينا عندكم راجل , وكانت دهشه اهل المستشار فى ياترى من سيكون هذا الراجل الذى يؤخز فديه أمام قتيل معروف بجلساته على الغرز ومعروف عنه انحراف سلوكه وكثره مشاكله , وتمر الأيام وبعد عده سنوات يأتى سياده المستشار لزياره اهله حسب عادته لقضاء فتره اجازه عيد الأضحى بالبلده حيث يجتمع شمل العائله مفتخرين بسعاده المستشار قريبهم وعلامه فخرهم , وبعد صلاه العيد فجرا يخرج سياده المستشار بجلبابه الأبيض بعد الصلاه ويجتمع الأهالى حوله مهنئين بالعيد فيمد اليهم يده مصافحا وعلى وجهه ابتسامه صافيه بشوشه معبرا عن فرحته باهالى بلدته واثناء هذا يتقدم اليه البعض فيهم اليهم مرحبا فيفاجأ بالطعنات تنهال عليه من هؤلاء فيسقط مضرجا فى دمائه ويصطبغ جلبابه الأبيض بالدماء ويفترش الأرض بجسده ولازالت الأبتسامه على وجهه ولسان حاله يقول : أنا ذنبى أيه !!؟؟ حسبنا الله ونعم الوكيل فى هذه الموروثات القبليه الدمويه الهدامه , فاى ذنب فعله ذاك المستشار فى حياته لكى يدفعها ثمنا لجرم لم يرتكبه , هل دفع حياته ثمنا لتفوقه واستقامته , أم هل دفع حياته لأنه لم يكن منحرفا , طبعا لو كان هذا المستشار شخصا تافها لما نظرت اليه العائله المعاديه ولكنها اختارت شخصا مرموقا تشخص اليه الأعين حتى يتركوا اثرا كبيرا لفعلتهم الحمقاء ,ناهيك عن بعض حوادث الثأر التى بدلا من أن يقتل فيها شخص واحد يحدث قتل لأكثر من شخص كرساله مثل : أخزتم مننا واحد أخزنا منكم أثنين ( هوه مزاد للدماء والا أيه ؟؟!!) ولكن الى متى ؟؟ الى متى تظل هذه الموروثات ثابته فى مجتمعنا والى متى نفشل فى اعلاء سياده القانون حتى يكون القانون عادلا وحتى يطمئن الناس الى هذه العداله ويعلموا ان سيف العداله سيطول الجميع فيحتكموا أليه . د / وجيه رؤوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق