2.9.08

جمهوريه زغلول بقلم الاستاذ نبيل شرف الدين المصرى اليوم

بحلول الشهر الكريم، هل اطمأن قلب «الشيخ زغلول» قليلاً، خاصة بعد الإجهاز علي أعدائه من المسيحيين وبقية المغضوب عليهم والضّالين، وقد وجه إليهم أخيراً «الضربة القاضية الفنية»، بإطلاق شائعة مقتل وفاء قسطنطين بأحد الأديرة، وذلك في خطوة «استراتيجية استباقية» لكسر شوكة المشركين، الذين يقفون حجر عثرة في سبيل إقامة دولة الخلافة. والحمد لله الذي أيدّ هذه الأمة بالعلامة زغلول، ليثبت بالدليل العملي إمكانية الجمع بين العلم وخفة الظل، كما ابتكر طريقة حداثية لسحق الخصوم بعيداً عن الطرق الكلاسيكية كتفخيخ السيارات، والأحزمة الناسفة، وإشهار «قرن الغزال» بوجوه «الأعداء» من «المسيحيين الخبثاء» ، الذين راح يلاحقهم ويسفه معتقداتهم بمناسبة ودون مناسبة، مستنداً إلي أنه عالم بالجيولوجيا والفلك والذرة، وفقيه يملك يقيناً راسخاً بضرورة القضاء علي فلول المشركين، وإجبارهم علي التبرؤ من الكتاب «المكدس»، وتخييرهم بين الإسلام والجزية، وإلا فإن خللاً هائلاً في المجرات سينسف الأرض، وهذا ما توصلت إليه أحدث دراسات «زغلول أكاديمي»، التي سعت وكالة (ناسا) لشرائها بمليار دولار، لكنه رفض بإباء، وخصّ بها قراءه بالأهرام «الغراء».وبمناسبة «الغراء»، فإنني أقترح علي جنرالاتها أن يمنحوا «أبونا» زكريا بطرس الفرصةً لينشر مقالاً أسبوعياً بها، كما يفسحون المجال لـ«مولانا» زغلول، لتتحقق المواطنة ويتعانق الهلال مع الصليب، وتتسابق الأديرة والكنائس في إقامة مآدب الإفطار الرمضانية، ويتنازل رهبان دير «أبوفانا» عن الأرض للعربان، ويعم السلام ربوع مصر، وحتي لو حدث وتعرض «أبونا» للإسلام، فإن "مولانا" سيبتسم بأريحية ويعانقه ليجبره علي الخجل من كلامه، وكي تكتمل دراما المشهد فحبذا لو خصصت «الغراء» للرجلين مكتباً واحداً ليجلسا معاً يومياً.لكن هيهات، فـ«الغراء» صحيفة إسلامية لدولة إسلامية ـ كما قال الرئيس المؤمن ـ ولن تدنس صفحاتها البيضاء بكلمات الضالين وقد يتنطع البعض متسائلين باستنكار: هل تقبل (كرستيان ساينس مونيتور) نشر مقالات زغلول وعمارة؟ وبالطبع يتجاهل هؤلاء حقائق التاريخ والجغرافيا التي تؤكد أن الأقباط ليسو جالية أجنبية، ولم يهاجروا لمصر من الحبشة، وبالتالي فإن مقارنتهم بالمسلمين المهاجرين للغرب قياسٌ فاسد.لكن دعونا من كل هذا اللغو، وتعالوا نحاول استيعاب ما يريده زغلول من المسيحيين، وكيف يمكن احتواء هجومه الشرس عليهم، حتي ظننت أن تسفيه المسيحية يندرج تحت بند الإعجاز العلمي، الذي قتله مصطفي محمود بحثاً قبل عقود، ليعيد زغلول إنتاجه برعاية كريمة من «جهاتٍ» تبدو نافذة، غفرت له ما تقدم من ذنبه، كاعتقاله مثلاً بتهمة الانتماء للمحظورة، واعترافاته المتتالية بفضل الجماعة، ولم تكتفِ «الجهات» بتعيينه بالمجلس الأعلي للشؤون الإسلامية مع رفيقه محمد عمارة، بل فرضته علي الناس عبر «الغراء» وتليفزيون «الريادة»، لأسباب يعلمها الله.يبقي أن نعترف بأن «سِكّة زغلول كلها مسالك»، فالرجل لا ينكر صلته بالإخوان، ومع ذلك يحظي برعاية «الجهات»، لهذا لعلنا لا نبالغ إذا تنبأنا بأن المستقبل لهذا الرجل، وبالتالي فلنكن عمليين ونسعي لتأمين أنفسنا، حتي لا نُصنف كمناوئين لإحدي مرجعيات الجمهورية المنتظرة، وأنصح الجميع باتباع الطريقة «الزغلولية الإعجازية»، بغض النظر عن الاقتناع بها، بل لأسباب تتعلق بالأمن الشخصي، ولنبدأ بالمثول بين يديه صاغرين، ومعتذرين عن إساءة فهمه، لقصور في عقولنا، فلسنا جميعاً «زغاليل» نوابغ.وأخيراً يسعدني يا مولانا، بل ويطربني ـ بلاش الطرب ده لأنه حرام ـ أن أنتهز الفرصة لطلب صفحكم، وأنتم صاحب القلب الكبير الذي يعفو عند المقدرة، ومن الآن فصاعداً، سننهل جميعاً من فيض علمكم قبل الشروع في الكتابة، والأفضل أن نقلع عن هذه العادة السيئة أساساً، ونكتفي ببيع «المسواك» أمام المساجد، ونتنافس في التربص بالمسيحيين، والسخرية من كتابهم «المكدس»، فهل يكفيك هذا ويرضي «الجهات»؟!.

هناك تعليق واحد:

  1. شكر للاستاذ نبيل شرف الدين على مقالك الجرىء هذا وندعوا الله ان يحفظك فى ظل هذا الحكم المزمن وان يبعدك عن الفتاوى الارهابيه وقضايا الحسبه وان لايطالبوا بابعادك عن زوجتك بحجه الخروج عن المعلوم من الدين بالضروره وادعوا الله ان لاتأتى على افكارهم فكره سحب الجنسيه منك بحجه الخروج عن اراده الامه فى ظل حكم الرئيس الموازى للدوله الموازيه التى تضع شعار طظ فى مصر شعارا لها

    ردحذف