كثيرا ما أرى بعينى الاطفال فى الحدائق العامه حينما يبتعدون عن اهلهم ويشكلون فرقا للعب معا فتجدهم من عائلات مختلفه ومن فئات مختلفه , فالاطفال بطبيعتهم بسطاء لايميلون الى التعقيد فالطفوله والبراءه تجمعهم فلعب كوره القدم مثلا لايحتاج ان تسأل من يشاركك اللعب عن عقيدته ولكن تساله ان كان يود اللعب معك ام لا وتبدأ المباره وتنتهى وربما لايعرف الاطفال اسامى البعض الاخر ولكنهم فرحوا بقضاء وقت طيب معا , هكذا الروح البريئه التى خلقها الله سبحانه وتعالى طاهره بريئه لم تتلوث بعد لان الله طاهر ويخلق الاشياء طاهره,اذا مخلوقات الله التى خلقها خلقها طاهره اما اذا تلوثت فيما بعد فيجب البحث عن اسباب هذا التلوث ودراسته للخلوص الى نتيجه تمنع استمرار هذا التلوث فى الاجيال القادمه وهذا هو ما يهمنا ,فى بدايه التحاقى بالجامعه فى كليه الطب فى اسيوط وكنا مقبلين على الحياه فقد التحقنا بهذه الكليه بعد جهد جهيد ومزاكره باجتهاد ومن المعلوم ان كليه الطب تحتوى على الطلاب المميزين والحاصلين على اعلى الدرجات بالثانويه العامه,المهم جمعنى بالمدرج اكثر من مره الصحبه مع ذميل لى وتعرفت عليه وعرفت ان اسمه فتحى وهذا كل شىء ونمت بيننا صداقه الزماله والدراسه من اخز المحاضرات من بعضنا البعض وتبييضها وشرب الشاى معا فى الكافيتيريا الخاصه بالجامعه ,المهم اصبحنا اصدقاء ولم يتطرق اى منا الى امور خاصه بالاخر ولم نتدرج الى معرفه الى اى طائفه ينتمى اى منا لاننا لم نكن نضع ذا بال على هذه الجزئيه ولم نسعى الى معرفتها ,وفى يوم جاء الى فتحى قائلا لى : وجيه تعالى معى توجد اجنده ورقيه مدعمه فى شئون الطلبه توزع على طلاب كليه الطب فتعالى معى لنشترى شينا منهافقلت له : يالا بينا يا فتوح , وذهبنا الى مكتب شئون الطلاب والذى كانت المسؤله عنه مدام مهذبه جدا ومحجبه ولكنها الوفه فى الحديث اعتقد ان اسمها مدام وفاء على مااتذكر وكان هذا الحديث ,مدام وفاء : ايوه ايه طلباتكم يا دكاتره ؟فتحى : عايز اجنده .مدام وفاء : اسمك ايه ؟فتحى : فتحى .مدام وفاء : فتحى مين ؟فتحى : فتحى محمد .فمدت مدام وفاء بيدها الى رف بالدولاب واعطته رزمه بها اجنده وقالت له : اتفضل فسالها فتحى : مطلوب كام يامدام ؟فردت عليه باشاره من وجها معناها انه ليس مطلوب شىء ثم التفتت الى سائله :ايوه اى خدمه ؟وجيه : ايوه يا افندم عايز اجنده ؟مدام وفاء : اسمك ايه ؟وجيه : وجيه يافندم.مدام وفاء : ايوه وجيه مين ؟وجيه : وجيه رؤوف يا فندم مدام وفاء : معلهش وجيه رؤوف ميين ؟وجيه : وجيه رؤوف ايوب يافندم مدام وفاء : وجيه رؤوف ايوب مين ؟"وجيه بعد ان فهم مغزى السؤال : مسيحى يا فندم فا طرقت مدام وفاء بصوره مهزبه نظرها الى اسفل وفى ادب شديد قالت لى :معلهش انا اسفه ولكن طلبيه الاجنده دى جايه من بنك فيصل وهى منحه قاصره التوزيع على المسلمين فقط , باكرر اسفلى لك .فاجبتها بدورى حتى ارفع الاسى والضيق الذى اعتراها من الموقف :لا ما فيش حاجه يا مدام وفاء انا كنت فاكر انكم بتبيعوا الا جنده وانا جاى اشترى عموما مافيش مشكله اكيد هالاقى فى المكتبه , سلام وخرجنا انا وفتحى الذى رأيت على وجهه ملامح الضيق مما حدث وبادرنى بالكلام : انا اسف يا وجيه من الموقف ده والله انا ماعرف القصه دى ولو عايز الاجنده خدهم او نقسمهم مع بعض , فاربت على كتف صديقى فتحى بلطف قائلا له :تعيش يا فتحى اجنده ايه وكتب ايه الموضوع اكبر من كده يا فتحى الموضوع اكبر من اجنده ولا كتاب الموضوع موضوع فرز طائفى انا لاكنت اعرف انك مسلم ولا كنت انت تعرف انى مسيحى وكنا عايشين مع بعض اصحاب وذى الفل النهارده عرفنا ان احنا مختلفيين من هنا هتبدأ المشكله,فاجاب فتحى : عمرى يا وجيه احنا اصحاب وهنبقى اصحاب طول العمر.كنت اتمنى ان يكون ما قاله فتحى لى حقيقى وان تستمر صداقتنا لانه انسان متفتح حبوب ولكن ما اخشاه قد حدث فقد التف حوله البعض الذين افهموه الولاء والبراء وكل على دين خليله حتى وجدت ان فتحى قد انسحب رويدا رويدا حتى لم اعد اراه , كل هذا كان يحدث بعلم من قياده الجامعه واساتزتها اللزين رسخوا للطائفيه داخل الجامعه مما دفعنا الى التحويل من اسيوط الى جامعه اخرى حتى نستطيع التنفس قليلا ,ومن اسيوط ومن هم على شاكلاتها الى الخبر الذى سمعناه منذ عده سنوات من قانون منع الملصقات الدينيه على السيارات واستبشرنا بهذا الخبر خيرا حيث ان منع الملصقات الطائفيه سوف يؤدى الى الاقلال من انتشار الفرز الطائفى فى المجتمع واسرع الاقباط فى ساعتها الى ازاله الملصقات الدينيه حيث من المعروف عن الاقباط انهم سباقون الى اظهار الولاء للقياده ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن حيث انتشرت على العربات الملصقات الوهابيه التى تدعوا الى الفرز الطائفى وبرغم قوه قانون المرور الجديد فانك تجد اثناء فحص السيارات بالمرور تقف السيارات شامخه وعليها الاعلانات الوهابيه ولا يجرأ ضابط المرور ولا مهندس الفحص من طلب ازاله الملصق قبل الترخيص ويا عجبىفى الوقت الذى بادرت فيه القياده الدينيه القبطيه فى مصر باستنكار اقوال البابا بندكت التى قال فيها ان الدين نشر بالسيف كما بادر اقباط مصر با ستنكار هذا الكلام نجد اخوتنا فى الوطن يرسمون السيف على سياراتهم ويا عجبى ؟ومن هنا الى الفاضله صاحبه الكوفى شوب التى منعت غير المحجبات من ارتياد الكافيه ومن هذا وهذا الى اعلى رتبه علميه فى المجتمع حين تقرر ان نقل الاعضاء بين مختلفى الديانات حرام ,هانقول ايه ولا ايه ولا ايه برجاء الانتباه لكل من يزرع بزور الطاثفيه وينشر بزور الفرز الطائفى فى المجتمع, وهنا نقول من يزرع الشوك اياه يحصد
د / وجيه رؤوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق