7.9.08

لمن يشكو تونى (منعونى من تعليق الزينه لانى مسيحى ) بقلم الاستاذه عزه مغازى صحيفه البديل

" في الإسماعيلية كنا كلنا بنلعب بالفانوس عادي، وبعد ما أصحابي يفطروا كنا بنلعب استغماية أو كورة وألعاب تانية " لكن لما جينا شبين معادش حد بيلعب معايا عشان أنا مسيحي " بهذه العبارة أجاب توني مشرقي ناشد ذوالثلاثة عشر عاما علي سؤال البديل "انت بتلعب بالفانوس؟" لسنوات ظلت مظاهر الاحتفال برمضان من تعليق الزينات واللعب بالفوانيس ليست حكرا علي اتباع دين معين، إلا أن الاحتقان الذي تصاعد في السنوات الأخيرة كمحصلة للتغيرات الاقتصادية والسياسية التي أثرت في التركيب الاجتماعي منذ نهايات عقد السبعينيات كما تشير العديد من الدراسات وجدت طريقا إلي الأطفال أنفسهم لتغذي لديهم نزعات لم تكن ظاهرة من قبل لما يعرف عن الأطفال من عدم وعي بالاختلاف فيما بين الأديان، فمنذ أشهر رصد المدون محمد ربيع ـ علي مدونته ـ حوارا بين الطفلين مينا وشريف يسال أولهما الثاني عن السبب في عدم ذهابه معه للكنيسة، ليرد الثاني إنه زملك�! �وي، ولا يصح أن يذهب الزملكاوية إلي الكنيسة . إلي مدينة شبين الكوم بالمنوفية انتقلت منذ سنوات أسرة "توني مشرقي "المكونة من والدته" إيمان عبد السيد مدرسة اللغة الإنجليزية " وشقيقه الأصغر ماركو ذو السنوات العشر بعد فترة من الحياة بمحافظة الإسماعيلية التي ولد بها الطفلان. ويحكي توني عن الفرق بين رمضان في الإسماعيلية ورمضان في شبين فيقول: رمضان في الإسماعيلية كان أحلي.. كان لي الكثير من الأصدقاء، وكان رمضان فرصة رائعة للعب دون الالتزام بمواعيد النوم التي كان يحرص والدي ووالدتي علي فرضها، كنا نحرص علي شراء الفوانيس كل عام وأجتمع مع أصدقائي قبل رمضان في "البارك" المواجه للمنزل لنجمع كراساتنا القديمة ونعد منها الزينة التي كنا نشترك في تعليقها في جميع شرفات الشارع ، لكن لما جينا شبين معدتش بلعب ولا بعمل زينة أساله: ولماذا توقفت؟، يقول توني: عندما جئنا إلي شبين أردت أن أشارك في صنع زينة رمضان وتعليقها كالعادة ، لكن علمت أن باقي الأولاد " مابيحبوش يدّخلوا حد معاهم " - تقصد لأنك وافد وجديد علي الشارع؟ يجيب توني: لا ليس لأني انتقلت إلي الشارع حديثا، ولكن لأني مسيحي، ويكمل عندما قالوا لي ذلك غضبت وابتعدت ولم أحاول اللعب معهم بعدها. كان توني في التاسعة، عندما عرف لأول مرة أنه يختلف عن رفاق الشارع وعندما انتزع منه الحق في المشاركة والاحتفال برمضان لأنه يدين بدين مغاير. يقول توني: كانت المرة الأولي التي أعرف فيها أن هناك فرقاً بيني وبينهم " هم أصحاب مع بعض لكن أنا مسيحي" . أعود لأسأله: لو لم يحدث هذا الموقف هل كنت ستشعر باختلاف بينكم؟ يجيب توني: مش عارف بس لا .. كنت سألعب معهم كما كنت ألعب في الإسماعيلية، ويستدرك: "مش معني كده أني مابكلمهمش "هناك من استعدت صداقتي معهم لأنهم يريدون أن يلعبوا معي ولكن هناك آخرين لن أصادقهم مطلقا فهم يكرهونني ويقولون دوما إنهم يكرهونني لأني مسيحي . شقيقه الأصغر ماركو "عشر سنوات "ما زال يعشق اللعب بالفانوس ويحرص علي مطالبة والدته بشرائه كل عام، ماركو أيضا كف عن اللعب بالفانوس منذ انتقل إلي شبين وإن كانت له أسباب أخري تختلف يقول ماركو: "أصل ماينفعش ألعب معاهم كل واحد ماسك الفانوس ف ايده وحاطط مطوة ف جيبه" يكتفي ماركو الآن باللعب مع أقاربه بالفوانيس في رمضان وخوض ألعاب أخري معهم في غير رمضان لكنه لم يعد له أصدقاء خارج العائلة . والدتهما إيمان عبد السيد لا تندهش كثيرا لما وقع مع توني فتذكر لـ «البديل» إنه كانت هناك مضايقات عدة قبل موقف الزينة الذي وقع لتوني منذ الانتقال إلي شبين الكوم فقد كان هناك عنف متعمد من قبل بعض أطفال الشارع موجه ضده، كما أنها مرت بموقف مشابه في طفولتها، تقول إيمان: كان رمضان مناسبة رائعة ليشارك كل أطفال الشارع في ذات النشاط كانت والدتي تتولي صناعة "النشاء" الخاص بالزينة وكان أطفال الشارع يتجمعون علي سلم منزلنا لإعداد الزينات وبعد الإفطار يتجمع الكل للعب بالفوانيس أو مشاهدة الشباب الأكبر سنا يلعبون الكرة، كان جيراننا بالدور الأعلي لا يأكلون القطائف أو الكنافة وحلويات رمضان قبل أن أصعد إلي بيتهم لأتناولها معهم وكانوا يرسلون في طلبي إذا تأخرت. ظل هذا لسنوات إلي أن أتت وافدة جديدة عادت مع عائلتها من السعودية لتلتحق بمدرستي، وقتها رفضت مشاركتي اللعب أو الحديث لأنني كافرة!! أشاعت هذه الفتاة كوني كافرة بين زملائي، كنت وقتها في الثانية عشرة ومثل ابني توني تماما لم أكن أنتبه للاختلاف بيني وبينهم في الدين إلا عقب هذه الواقعة ومن وقتها عرفت أن الفانوس "مش بتاعنا" وأنه ليس من حقي أن ألعب به ولكني حرصت ألا أشعر أولادي بهذا الاختلاف إلي أن يكتشفوه بأنفسهم . وحول رد فعلها بعد الواقعة التي مر بها ابنها توني واكتشافه اختلافه عن أقرانه تقول: قلت له إنهم مرضي لكني وجدت نفسي مضطرة أن أحدثه وأخيه لأول مرة حول الاختلاف بين أتباع الديانتين وطالبتهما بأن يخبراني بأي موقف به أي حساسية دينية . إيمان قضت علي ولديها بعدم اللعب بالفانوس مع الأطفال في الشارع بعدما بدأت مضايقات من نوعية مطالبة أبنائها بأن يتحولوا للإسلام حتي يتركهم أطفال الشارع يلعبون معهم بالفوانيس. وتضيف: كان من الممكن أن تجدي فانوساً في سيارتي في إسماعيلية لكني لا أجرؤ علي تعليقه في سيارتي في شبين، حدثت مشكلة بعدها في المدرسة فتوني كان غاضبا لدرجة إلقاء نكات ساخرة عن المسلمين في الفصل ولكن تمت تسوية المشكلة بسرعة بعدما حدثته عن الخطأ في ذلك وتم احتواء الأمر. وحول سبب اختلاف الأمور بين الوضع في الإسماعيلية وشبين الكوم ذات الصبغة الريفية تقول إيمان عبد السيد: في الإسماعيلية كان أغلب الجيران ذوي مستوي اجتماعي مرتفع علي العكس من هنا، فالأطفال الذين يتزعمون الضغط علي أبنائي خرج والدهم مؤخرا من المعتقل علي خلفية إحدي قضايا الجماعات الإسلامية ومن الغريب أن أبناءه تشربوا هذا الأفكار التي سرعان ما انتشرت في الشارع ضد ماركو وتوني . وتكمل إيمان: الآن يلعبان بالفانوس ويرسمانه في المنزل ويحرصان علي ألا يراهما أحد وكأنهما يرتكبان جريمة ورغم ذلك أذكر توني دائما أن من يدافع عنه في الشارع إما مارك أو مصطفي وأنه يجب أن يختار أصدقاءه بناء علي سلوكياتهم وليس دياناتهم ولكني لا أعرف إلي متي سأظل قادرة علي الصمود في وجه هذا التيار

هناك تعليقان (2):

  1. الحقيقه مقال جرىء وجميل اشكركم عليه اما لمن يشكو تونى فان شكواه الى الله العادل الذى لايفرق بين الاجناس بحسب اللون والدين فشكواك الى الله يا تونى وهو السميع المجيب
    شريف

    ردحذف
  2. على فكره ده شىء مش جديد وبيمارس على الاقباط من زمان كفايه خروج الطلبه المسيحيين فى حصه الدين للحوش بره مش ده امتهان وايه لازمه ان الدين يدرس فى المدارس ماخلى الدين للجامع والكنيسه وسيبوا المدارس للعلم وكفايه جهل بقى

    ردحذف