17.11.10

كده أوكيه ( مذبحه الأقصر 86 بفرنسا ) بقلم دكتور وجيه رؤوف

كده أوكيه ( مذبحه الأقصر 86 بفرنسا ) . جميعنا يتذكر مسرحيه كده أوكيه فقد تم عرضها كثيرا على الفضائيات وآخر مره شاهدتها تعرض كانت فى أول أيام عيد الأضحى 2010 والحقيقه أنا لا أجلس امام التليفزيون كثيرا فعملى العام بالمستشفى والخاص بالعياده ياخذ معظم وقتى والباقى تاخذه منى الشبكه العنكبوتيه وهى النت , والحقيقه حينما تنقطع شبكه النت اتوقف عندها وارفع راسى من أمام الكومبيوتر الخاص بى لأتفقد ماحولى وكأنى فقت من غيبوبه أو إفاقه من التخدير بعد عمليه جراحيه, وهكذا فى يوم الثلاثاء توقف النت عندى وعندما رفعت رأسى رأيت أولادى جالسين يشاهدو مسرحيه كده اوكيه التى شارك فيها الكثير من العمالقه وهم احمد السقا وهانى رمزى وشريف منير بالإضافه إلى الفنانه المتألقه منى ذكى والفنانه ياسمين عبد العزيز , والحقيقه لقد إستمعت إلى الحوار الكوميدى المدهش بين برطه ( هانى رمزى ) ومفتاح ( أحمد السقا ) وفى هذا الحوار يريد مفتاح أن يغير كل المعلومات القائمه فى ذهن برطه بل ويحاول ان يوثق معلومات خاطئه فى ذهنه ويزيل مالديه من معلومات يقينيه ثابته بحجه أن معلومات برطه قديمه جدا بل ومتخلفه , فمثلا يحاول مفتاح ان يقنع برطه بأن نصف يوم يساوى ثمانيه وأربعون ساعه وأن اليوم سته وتسعين ساعه بل ويحاول ان يقنعه بأن الأقصر داخل الخريطه الجغرافيه لفرنسا بعد ان تحولت الأقصر وإدفو إلى مدن داخل فرنسا , كل هذا وبرطه يحاول ويدافع بإستماته عن معلوماته ولكن لا فائده فإن مفتاح يملك الحقيقه المطلقه ولا يستطيع برطه أن يجادله بل وأيضا حاول مفتاح ان يحدث برطه عن مذبحه الأقصر 86 بفرنسا والتى راح ضحيتها خمسه وثلاثون ألف شاب مافضلش منهم غير مفتاح , وهكذا دواليك مجموعه من الأكاذيب عن عدد الكواكب وعن تغيير ترتيب الأرقام وأيضا عن لسانه اللى هو حصانه اللى إمتطاه وحارب بيه بل وأستجاب له الآخر بأن اعلن له إنه عندما جاع أكل من لحم أكتافه , وهكذا مجموعه من المغالطات الكثيره التى حاول بها مفتاح عمل غسيل مخ لصاحبه برطه الذى إئتمنه بل وباع له أسمه وبعد ذلك خسر برطه حتى عمله , حقيقه هذه المسرحيه رغم بساطتها وخفه إطروحاتها تحمل بعدا فلسفيا كبيرا بل ومن يتفرغ لتحليلها من الممكن أن يطرح من خلالها أبعادا فلسفيه وسياسيه كثيره جدا , ففعلا المعانى كثيره فى قلب الشاعر كما يقولون والحق للجميع بان يستخرجوا مايستطيعون من معانى منها , ولكنى سأتفرغ هنا لعمليه غسيل المخ التى حاولها مفتاح مع برطه وجعلت برطه يخسر كل شىء فيما بعد نتيجه طيبته وعدم مقاومته للواقع المرير , نفس هذا الشىء يحدث حاليا على أرض الواقع مع أقباط مصر فقد خرجت مجموعه من الشباب والمفكرين حاملين معاويلهم لهدم ماتبقى للأقباط من أصول فرعونيه قديمه , وطبعا هذه المؤامره مكشوفه ومردود عليها من التاريخ نفسه , فمثلا يرددون أن أقباط مصر ليسو بفراعنه حتى تنتفى منهم صفه المواطنه بل ويدعون احيانا ان اصول الأقباط يرجع بعضها إلى الروم وبعضها إلى دول الشرق مثل الصين , المهم يريدون أن ينشروا تلك الفكره فى كل العقول وعن طريق الشباب وبعض الصحفيين ممن يحملون كوبونات البترول ويرتادو سنويا دول الهكسوس التى تمولهم , طبعا الأقباط ليسو فى مرحله للدفاع عن اصولهم فلغتنا القبطيه التى نحتفظ بها للآن تحمل التطور الطبيعى للغه الهيروغليفيه ( اللغه الفرعونيه القديمه ) ولكن بإستخدام تلك المقولات الخاطئه منهم يودون إقناع القبطى البسيط بأنه ليست له هويه مصريه فعلا لكى ينساق لهم ويصبح بلا هويه بل ويبيع اسمه وتضيع محبوبته مثلما حدث مع برطه , طبعا لن نقول إننا من الممكن ان نستغنى عن المال وعن كل غالى ولكن ابدا لن نتنازل عن هويتنا المصريه الأصيله ولن نتنازل ابدا عن إنتمائنا الأبدى لأجدادنا الفراعنه حتى لو كان جدنا الأكبر هو فرعون مصر الذى غرق فى ماء البحر , فجدودنا لنا الحق أن نفخر بهم فهم اول من عرفو التوحيد وسجلوه فى معابدهم بل إن تسلسلنا الأيمانى من عباده امون رع ثم عباده الله الواحد فى اليهوديه ثم عباده الله الواحد فى المسيحيه يجعلنا نفخر بجدودنا اللذين كانو اول من عرف التوحيد , ولن نتكلم عن إختبار الدى إن أيه الذى أثبت أن جيناتنا الوراثيه كمصريين أقباط ترجع إلى نفس الجينات الوراثيه التى حملها الفراعنه سابقا , أما الجزئيه المضحكه المبكيه فهى مذبحه الأقصر 86 بفرنسا وهذه الجمله بالذات مضحكه مبكيه فقد ذكرتنى حينما كان يخاطبنى أحد المتشددين محاولا إقناعى بأن مذبحه حتشبسوت التى حدثت فى الأقصر عام 97 كانت ردا على مافعلته فرنسا بالجزائر , والغريبه أن هذا الشخص يحاول إقناعى بمبررات قتل أكثر من ستون سائحا آمنا مطمئنا كرد على حرب قديمه كانت بين فرنسا والجزائر , وهكذا يحاول مفتاح أن يجد دائما مبررات للأفعال الخسيسه فمثلا لامانع من قتل سته فى مذبحه نجع حمادى ردا على إغتصاب فتاه فى فرشوط ولامانع ايضا من حرق محال النصارى فى أبو تشت لأن أحد الأقباط كما يدعون كان يواعد فتاه ليست قبطيه , وهكذا يحاول مفتاح ان يبرر كل تصرف مخالف للعقل ليضع فى عقولنا قواعد غريبه علينا ان نصدقها وعلينا أن نؤمن بها , طبعا على جميعنا ان يصدق تلك الأحكام المخجله والمنافيه للعقل , وطبعا من الممكن ان نتقبل تلك الأحكام ونصدقها لو أصبح جميعنا ( برطه ) .د / وجيه رؤوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق