26.10.10

هل مصر فرعونيه أم عربيه ؟؟ ألجزء الثانى بقلم الأستاذ لطيف شاكر

هل مصر فرعونية ام عربية؟ (2) في الحقيقة ان العنوان :هل مصر فرعونية ام عربية ؟ خطأ والصحيح هل مصر مصرية ام عربية ,ولكن التزمت بعنوان الحلقة التليفزيونية التي جاءت بهذا العنوان وانا شخصيا لااحبذ ان ننسب مصر لفرعون لانه جرى العرف والعادة والاصطلاح في العصور الحديثة على إطلاق لقب فرعون على الحاكم في مصر القديمة.، وذلك جريا على العادة في إطلاق الألقاب على ملوك العالم القديم، فعلى سبيل المثال يطلق على كل من ملك الفرس بـ " كسرى " برغم أن من تسمى بذلك هو ملك من ملوكهم، ثم جرت العادة بعد ذلك على تسمية كل ملك فارسي بكسرى، كما تسمى ملوك الروم بـ " قيصر "، وملوك الحبشة بـ بالنجاشي، وهكذا وجريا على العادة فإن الناس في العصور الحديثة اصطلحوا على تلقيب ملوك مصر القدماء بالفراعنة، وكان الحاكم في مصر القديمة الموحدة يلبس تاج القطرين (تاج احمر رمز الشمال وتاج أبيض رمز الجنوب متحدين في تاج واحد دلالة على حكم القطرين وتسلطه عليهما)، أي أنه يحكم مصر العليا ومصر السفلى. والخلاصة أن كلمة "فرعون" ربما قد أصبحت تستخدم استخداما شائعا في العصور الحديثة كلقب للحاكم في مصر القديمة, ويتوافق هذا الكلام ايضا علي لقب المقوقس فهو ليس اسم علم ولكنه لقب يشير الي الاحترام ومصر هي مصر احلي كلمة واعذب لحن . قام كمال اتاتورك زعيم تركيا في عام 1928 بالولوج ناحية الغرب وحضارته ورمي وراء ظهره العرب بتخلفه وجهله .. فقام بتحويل حروف الكتابة التركية المكتوبة بالعربية الي الحروف اللاتينية (بالتحديد الجرمانية) لكن ظل النطق التركي كما هو فالكتابة جرمانية والنطق تركي علي سبيل المثال كلمة سكر كتبوها Seker في حين النطق بالانجليزية Sugar . والاقباط سبقوا عصورهم باختيارهم لغة الفلسفة والثقافة الهيلينية التي كانت منتشرة في كل ارجاء الامبراطورية اليونانية وان كانت جذور القبطية الطور الاخير للمصرية القديمة واليونانية القديمة (الاغريقية ) واحدة , فقد قام الفينيقيون باستخدام الكتابة الاولي المصرية في صورها الهيروغليفية وعن طريق الارامية انتقلت الي الاغريق ثم عادت الي ديارها مصر مكرمة .ولاحاطة السيد زكريا الكتابة يونانية والنطق قبطي مصري والنطق لم يتغير منذ اللغة المصرية في اول طورها ولكن القم فقط هو الذي تغير . كما طلب د. طه حسين في كتابة مستقبل الثقافة في مصر ان تكتب الحروف العربية باللاتينية حني نعيش الحضارة الغربية الراقية وايده في ذلك الكتاب تيمور وسلامة موسي واحمد لطفي السيد وآخرين وهم العمالقة, كما ينادي بهذا حاليا ايضا حزب مصر بقيادة سامي حرك والراحل محسن لطفي السيد . ونأتي الآن الي تعريف الهوية فالهوية ياسادة ليست اللغة ولكنها الأرض التي نعيش عليها وفيها ...وهذه مصر وبالتالي فنحن مصريون حتي لو تحدثنا العربية الفصحي كما يظن البعض و ليس معني ذلك أننا عرب . فعلي سبيل المثال أمريكا تتحدث الإنجليزية ومن قام باكتشافها وأصلها إنجليز حتي أن العقيدة بها عقيدة إنجليز وبرغم ذلك تسمي الولايات المتحدة الأمريكية وليست الولايات المتحدة الإنجليزية لأنها أرض أمريكية . إذن الهوية بالأرض وإلا كانت أي دولة أفريقية تتحدث الفرنسية كانت دولة فرنسية . كذلك ليست الهوية بالدين وعلي سبيل المثال تركيا دولة إسلامية ولكن الهوية تركية وليست عربية ، وكذلك إيران ليست دولة عربية فالهوية بالأرض ؟ بالنسبة للغة التي نتكلم بها هي اللغة المصرية الحديثة او العامية المصرية ان شئت حيث يتحدثها كل الناس الوزير والرجل العادي ، وليست الفصحي حيث نفصح بها عن أنفسنا ، أما المصرية العامية او الحديثة فهي من السهل أن نأخذ من اللغات الأخري مثل كلمة كمبيوتر وتليفزيون وراديو وتليفون ...الخ كذلك العامية مختصرة فاسم الموصول في الفصحي متعدد ، أما في الحديثة فيتساوي الرجل والمرأة والجمع بكلمة واحدة " اللي " والمعرفة اللغوية المتقدمة تسعي الي الاختصار ونجدها بوضوح بين الذي يجيد اللغة فيقول الجملة مختصرة عكس المبتدئ تكون الجملة لديه طويلة لانه يتخيل ان الجملة لاتفهم الا هكذا.. يقول الاستاذ احمد عبد المعطي حجازي في جريدة فى جريدة اليوم السابع بتاريخ 17/10/2008......... ".......اللغة الدارجة التى يتكلمها المصريون مزيج من عناصر عربية ومصرية، وعمارة المسجد متأثرة بعمارة الكنيسة، والخزف الفاطمى امتداد للخزف القبطى، والتصوف الإسلامى متأثر بالتصوف المسيحى المصرى...... حين ينكرون أن اللغة القبطية كانت لغة المصريين القومية فى العصور التى سبقت انتشار لغة الفاتحين العرب لا يثبتون إلا جهلهم واستعدادهم لإنكار الحقائق الثابتة إذا تعارضت مع أهدافهم وخططهم، ولا شك فى أن اللغة القبطية كانت لغة المصريين قبل أن تحل محلها اللغة العربية هذه الحقيقة لا ينكرها إلا جاهل أو مزور، وكما أننا لا نتنكر للغتنا الأصلية التى كانت ركنا أساسيًا من أركان حضارتنا القديمة لا نخجل ولا نتبرأ من لغة الغزاة الفاتحين التى أصبحت لغتنا حين نطقنا بها، وفكرنا، وكتبنا، وأبدعنا، وأضفنا للأدب العربى ما لم يكن فيه. لا نتنكر للغتنا القبطية كما لا يتنكر الأوروبيون للغات التى كانوا يتكلمونها قبل أن تنتشر فى بلادهم لغة الرومان الفاتحين التى صارت على ألسنة الفرنسيين لغة فرنسية، وعلى ألسنة الإسبان لغة إسبانية، وكما لا يتنكر الأفارقة واليهود الأمريكيون للغاتهم الأصلية التى كانوا ينطقون بها قبل أن تنتشر فى بلادهم الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والبرتغالية. أما اتهام اللغات القبطية بأنها خليط من لغات مختلفة فكلام فارغ لا يستند لعلم أو منطق، لأن اللغة نظام لا يمكن خلطه بنظام آخر، يمكن أن تستعين اللغة بمفردات لغة أخرى تخضعها لطريقتها فى النطق، أما الأبنية الأساسية التى تقوم عليها اللغة فلا يمكن نقلها للغة أخرى، لا يمكن مثلاً أن تنشئ فى الفرنسية أو فى الإنجليزية جملة اسمية خالية من الفعل كما تفعل فى العربية التى يمكن أن تتألف فيها الجملة الاسمية من اسمين؛ مبتدأ أو خبر. واللغة القبطية لم تكن لغة جديدة ولم تنشأ من فراغ، وإنما هى طور جديد من أطوار لغة عريقة تشكلت على مهل، وقامت عليها ثقافة باذخة، وظلت حية آلاف السنين، وتقول عالمة المصريات الإنجليزية بربارا واترسون في كتابها أقباط مصر إن اللغة القبطية التى كانت لهجة شعبية فى القرون السابقة على الميلاد «تحولت إلى لغة أدبية لها قواعد فى النحو والإملاء خاصة بها». وهناك من يظن أن اللغة القبطية اختفت من الوجود فى أعقاب فتح العرب لمصر، والحقيقة ليست كذلك، فقد كان العرب الفاتحون يعدون بالآلاف، وكان المصريون يعدون بالملايين وقد ظل معظمهم يتكلم لغة آبائه وأجداده قرونًا عديدة بعد الفتح، وظلت القبطية لغة حية إلى أواخر القرن السادس عشر، فعندما دخل العثمانيون مصر كانت بعض القرى فى الصعيد لاتزال تتكلم القبطية. واللغة القبطية لم تختف تمامًا بعد ذلك، وإنما تقمصت لغة الفاتحين العرب وحلت فيها فظهرت من اللغتين لغة ثالثة هى العامية المصرية التى تعتبر عربية من ناحية المفردات ومصرية من ناحية التراكيب التى يعود جانب كبير منها لأصول قبطية. عندما تقول «انت مين؟» بدلاً من «من أنت؟» وعندما تقول «ما اقدرش» بدلاً من «لا أقدر» تسمى الأشياء كما سماها العرب، وتفكر فيها كما فكر المصريون. واللغة ليست مجرد معجم نستعمله كما يستعمله غيرنا، وإنما هى إلى جانب ذلك تراكيب تعبر عن عقلية المتكلم وتعكس تصوره للعالم وإدراكه لما بين الأشياء والأفكار من علاقات. فإذا كانت العربية الفصحى لم تنشأ فى مصر وإنما دخلتها بعد أن استكملت قواعدها وأصبحت نظامًا يفرض نفسه على من يتكلمها، فقواعد اللغة ليست قيودًا حديدية وإلا تسببت فى موت اللغة، وإنما هى حددود مفتوحة وقوانين مرنة تساعد اللغة على أن تتجدد وتلبى حاجات الذين يتكلمونها وتتطور معهم. ونحن نعرف أن العرب يؤثرون الجملة الفعلية على الجملة الاسمية على عكس الأوروبيين الذين لا يعرفون إلا الجملة الاسمية، ويبدو لى أن المصريين أقرب إلى الأوروبيين فى هذه المسألة، فالجملة الاسمية هى الأساس فى العامية المصرية، وهى تتردد بكثرة فى أعمال الكتاب المصريين وخاصة المعاصرين. وأقول بعد ذلك: نعم! اللغة العربية الفصحي هى فى الأصل لغة العرب الفاتحين، لكنها الآن لغتنا، وهى لغة نتعلمها ونتعلم بها، ونفكر بها ونعبر ونضيف إليها ما لم يكن فيها من قبل، وإذا كان من التعصب المقيت اعتبار القبطية لغة المسيحيين وحدهم، فأشد تعصبا وأشد مقتا أن تعتبر العربية لغة المسلمين ! سؤال بحثت عن اللغة القبطية فوجدت أنها آخر مراحل تطور اللغات المصرية, وبالتحديد هى آخر دور للهجة المصرية العامية فى اللغة المصرية القديمة التى تكلم بها سكان وادى النيل منذ آلاف السنين، وقد تحولت هذه اللهجة إلى لغة دينية وعامية مستعملة فى أوائل القرن الثالث الميلادى وظلت كذلك حتى حلول القرن السابع عشر واقتصرت على الكنائس فى ظل انتشار اللغة العربية التى أصبحت لغةالبلادالرسمية. . القبطية إذن مجرد (لهجة) دارجة قائمة بذاتها وتطورت تطورًا طبيعيا جرى عليها كما جرى على كل اللهجات المنبثقة من كل لغة من لغات العالم، فمثلاً الفرنسية كانت لهجة لاتينية ثم تطورت لتصبح لغة فرنسا، وكانت اللاتينية أيضًا لهجة تطورت من اللغات الهندية, والهندية تنتمى إلى مجموعة اللغات الآرية، وإن كانت اللهجات السبع الأولى للغة المصرية القديمة قد كُتبت بالحروف المصرية الهيروغليفية واللهجة التاسعة بالهيروغليفية مع تغيير فى أصوات العلامات ، واللهجة العاشرة بالديموطيقية فإن اللهجة القبطية خالفتهُ وكُتِبت بحروف اللغة اليونانية الإثنين والعشرين مع استعارة 7 أحرف فقط من الخط المصرى الديموطيقى. إذن فالدور الأخير من اللغة المصرية وهى ما نسميها اللغة القبطية قد كُتبت بحروف يونانية صِرْفة لا علاقة لها بالحروف المصرية واستعارت من المصرية سبعة أحرف ديموطيقية لم توجد فى اليونانية."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق