7.10.10

أنا لاضايع ولا نصرانى علشان حد يضطهدنى . بقلم دكتور وجيه رؤوف

أنا لاضايع ولا نصرانى علشان حد يضطهدنى حينما تجمعنا الأحاديث الوديه مع اصدقائنا المسلمين ممن نكن لهم الموده والإحترام يستنكر جميعهم وجود اى تمييز طائفى يقع على الأقباط بل ويبادر البعض بالقول إننا نتمنى ان نعامل داخل الدوله مثلكم أنتم الأقباط فأنتم تتمتعون برعايه الدوله , وبهذه الطريقه السمحه الودوده ينقلنى اخى المسلم من خانه المغضوب عليهم إلى خانه المميزين بالدوله إلى الدرجه التى تجعلك تشك فى نفسك أن هناك تمييز ما يقع عليك داخل وطنك ويميز بينك وبين اخيك فى الوطن , وطبعا لما فى نفوسنا من محبه تجاه الآخر نميل إلى التصديق وإن كان أقرب إلى التمنى بأنه لايوجد تمييز بين أبناء الوطن الواحد فى مصرنا الحبيبه , ولكن دائما تأتى الرياح بما لاتشتهيه السفن , فمثلا تولى أحد المعروفين بتشددهم الدينى وظيفه عليا فى مجال الصحه ووظيفته هذه تعطى له الصلاحيات بأن يفعل مايشاء من قرارات , ولكن للأسف فوجئنا بأن هذا المسئول جاى لينا احنا مخصوص وأقصد جاى للمسيحيين , ففى البدايه حاولنا عدم تصديق ذلك ولكن الواقع أثبته , فإن هذا المسئول دائما يعقد الأجتماعات وفيها يلقى كروت الإرهاب بأنه يمكنه توقيع الجزاءات بدون تحقيق ويمكنه أيضا أن يشرد أى طبيب لايطيع أوامره بنقله من مستشفاه إلى مستشفى آخر بعيد , وطبعا تقبل الجميع ذلك على أساس انه يطبق على الجميع , ولكننا فوجئنا بأن هذا المسئول ذكى جدا فيما يقوم به , فمثلا يقوم بالتفتيش على الجميع ويجازى الجميع ولكن بنسب مختلفه وأحيانا هينه ولكن حينما تأتى المشكله مع القبطى يكون التلكك ويكون التعسف و يكون الهوان وتكون العقوبه المغلظه , المهم لن أطيل بمعنى انه قد تضرر منه الكثيرون واصبح من المعتاد والمتكرر صدور قرارات جزاء او قرارات نقل او غلق عيادات لأطباء مسيحيين , والحقيقه لم نعطى إنتباها كافيا لتلك الأمور واعتبرناها إجراءات عاديه , ولكن فى يوم من الأيام وفى حوالى الساعه الواحده ظهرا وأنا جالس فى إستراحه الأطباء أتفقد الموبايل الخاص بى فوجئت بحديث بين طبيبين مسلمين احدهم وكيل للمستشفى والآخر اخصائى يستاء ذلك الأخصائى من بعض الإجراءات الإداريه التى إتخذت ضده وأثناء ذلك إشتد النقاش بينهم وتعالى الصوت بدرجه عاليه , حتى اندفع الزميل الأخصائى قائلا بصوت عالى ومكررا تلك الجمله مرتين : أنا مش ضايع ولا انا نصرانى علشان حد يضطهدنى أنا مش خواجه ولا ماورييش ناس علشان حد يضطهدنى . طبعا أنا كنت واقف احجز بين الأثنين علشان ما يضربوش بعض , لكن لما سمعت الجمله دى ما ملكتش نفسى من الضحك ولقيت نفسى بأقول : جرب يوم إنك تتعامل كإنك نصرانى مما دفع باقى الزملاء الطيبين للضحك فقلت لهم باسما : شفتم بقى أهيه جات منكم , إعتراف من واحد منكم إن إحنا مضطهدين , مش بس معرضين للتمييز لكن مضطهدين , أيه رأيكم فى كلام صاحبكم ؟؟ طبعا صديقى الأخصائى يجد انه من الطبيعى أن يتعرض النصرانى والخواجه للإضطهاد ولكنه يستنكر ذلك على نفسه فلا مبرر لإضطهاده فهو ليس بنصرانى أو خواجه , وهنا تنطق كلمه الحق التى تعلن أنه للأسف هناك بعض المسئولين وليس كلهم يسعون إلى فرض التمييز بين أفراد الوطن الواحد , التمييز هى تلك الصفه البغيضه التى تخلق الشقاقات والفتن بين ابناء الوطن الواحد بل وتعتبر الخنجر الذى يطعن قلب الوطن فى مقتل , فهلا أمسكنا بهذا الخنجر ودفناه فى التراب وواريناه الثرى حتى لانرى تمييز أو فرقه بين أبناء الوطن الواحد , وهلا شرعنا القوانين التى تكفل محاسبه أى مسئول بشخصه وليس بصفته إذا إقترف أى تصرف من شأنها وضع الفروقات بين أبناء الوطن الواحد , أتمنى جميعا ان ندفن ذلك الخنجر فهلا دفنت خنجرك عزيزى , اتمنى ذلك . د / وجيه رؤوف

هناك تعليق واحد:

  1. الملفت أن ثقافة التمييز تسللت ونزلت من السلطة إلي المؤسسات الاجتماعية( كالإخوان المسلمين ) ثم إلى الشعب وجماهيره لبسيطة ـ المضطهدة بدورها : مما يدل على الخلل الكبير الذي يسم الجسد الاجتماعي ؛ إن عقلية الاضطهاد والتمييز لا تنمو إلا في الأضاع الشاذة والاستثنائية في تاريخ الشعوب ، وتعد مؤشرا على توتر ينتظر الانتقال إلى آخر ..... فننتظر الغد القريب مسلحين بقيم التسامح والعلموالديمقراطية .

    ردحذف