26.1.14

جرحت فى بيت أحبائى . بقلم دكتور وجيه رؤوف

جرحت فى بيت أحبائى
ما أصعب الألم حينما يأتى من الأحبه.
ما أصعب الجرح عندما تطعن بيد من تحب.
ما أصعب الفرقه عندما تضطر آسفا أن تفارق من تحب .
قابلته وتعرفت عليه وأحسب أن مقابلتى معه جاءت بترتيب من الله ,
لقد قابلته صدفه أثناء جولتى بالقاره الأوربيه ولكم كانت مقابلته لى هى هديه من الله لكى تتكشف أمامى الكثير من الحقائق والمآسى التى كنت أجهلها ,
هو جميل الروح , طيب الخلق , وسيم الملامح , شهم , كريم , متحدث لبق وهو بحق جميل الصحبه والرفقه ,
حينما قابلته أول مره ظننت أن خفه دمه وجمال روحه المصريه هى مؤقته ولفتره خاصه بأول مقابله ولكن تكشف لى بعد ذلك ولعشره استمرت اكثر من سته أشهر أن هذه هى اخلاقه العميقه وانه يستمد سعادته من سعاده من حوله فهو يضحك كالطفل عندما يداعب طفلا كما أنه يشعر بالسعاده عندما يشعر أنه قدم خدمه للآخرين أو أعان مصابا أو مريضا ,
هكذا بدا لى هذا الإنسان المصرى القبطى الذى تغرب فى أوربا لأكثر من ثلاثين عاما , ولكن تلك الغربه لم تنسيه مصر أو شعب مصر أو تراب مصر ,
يعشق مصر ونيلها وشعبها وموسيقاها بل وترابها ,
ولكن كنت ألمح داخل عينيه حزن شديد وألم حينما تأتى سيره الكنيسه القبطيه ,
وفى البدايه لم أشأ أن أفاتحه فى تلك الملحوظه التى لا تخطئها العين وارجأت ذلك مستقبلا ,
ونظرا لمعرفتى بمكانته المرموقه فى أوربا كلها ظننت أن ذلك ربما يكون لما يحدث فى مصر من أحداث للأقباط هو غير راض عنها بالفعل ,
ولكن للأسف أتضح لى أن سبب حزنه يرجع لخلافه مع أحد رؤوس الكنائس المصريه فى أوربا ,
وحينما جاءت الفرصه وفى لحظه صفاء قال لى :
أنا أرثوذوكسى صميم وحينما تزوجت كانت زوجتى مسيحيه ولكن غير أرثوذكسيه وتم عمادها عن رضاء منها وحينما انجبت اطفالى الثلاثه أسرعت هى بعمادهم حسب الطقس الأرثوذكسي كل فى وقته ,
ونشأو بل وأحبوا من قلبهم الكنيسه الأرثوذكسيه ,وقد كنت متابع انا واسرتى للصلوات فى الكنيسه المصريه وكنت من رجال الكنيسه الأوائل اللذين يقدموا الخدمات للكنيسه ,
وكان الأنبا ( الأسقف ) يتصل بى يوميا عده مرات لكى أقوم بتخليص المهام له لمعرفته بقوه إتصالاتى بالمسئولين ,
وهكذا كان لا يفوت يوما دوا أن يتصل بى الأنبا وخصوصا أنه شاب وله عده سنوات قليله بهذا البلد بينما انا لى اكثر من ثلاثون سنه بالاضافه لما أملكه من مناصب قياديه فى هذا البلد ,
بل واستطيع أن أقول لك أنه أياما كثيره كان يقوم بايقاظى من النوم فى منتصف الليالى لكى أقوم بعمل خدمه ما أو مصلحه ما,
المهم كان وضعى داخل الكنيسه وداخل الدوله يسير حسد أى شخص ,
ولكننى لم أظن يوما أن يأتى ذلك الحسد من شخص الأسقف والذى تكشف لى بعد ذلك ,
ففى أحد الأيام أخطأ أحد الخدام المتهورين فى حقى فأبلغت البوليس الذى أتى واجرى تحقيق مع ذلك الخادم واذا بالأسقف يأتى ويتحدث معى بطريقه غير لائقه بل وتعدى فى الحديث وشتمنى مما اضطرنى الى الرد عليه بطريقته لانه حتى وإن كان الأنبا ولكن ليس له أن يخطئ فى حقى وخصوصا وأننى أكبره فى السن !!
نسى الأسقف كل خدماتى له طوال تلك الأعوام ووقف لينصر خادمه على أمام الجميع ,
تركت الكنيسه وأنا متألم فلقد جرحت فى بيت أحبائى ,
المهم أن الأسقف بعد ذلك أثار جميع الكهنه ضدى بل وضد أسرتى فلم نعد نلقى الإهتمام والرعايه بل اظهروا عدم الإهتمام بأولادى بادعاء أنهم لا يتحدثون العربيه وانهم يتحدثون الألمانيه فهم غرباء عن المجتمع الكنسى,
وهكذا أصبحنا غرباء ,
وفعلا انسحبنا من الكنيسه وانقطعنا عنها لفتره طويله ,
ورغم ذلك لم يقم أحدا من الكهنه بافتقادنا كما يدعون أن هناك لجان للإفتقاد بل وصل الأمر بإعلان العداوة ضدى ومحاربتى فى عملى ومحاوله تشويه صورتى ,
وهذا اشد ما يحزننى ويؤلمنى أن تأتينى الضربه ممن أحب ,
هل تعلم أن الأنبا لو زجر هذا الخادم ووبخه لكنت قمت بالتنازل عن المحضر , ولكن الانبا وقف مع الشاب البذىء ضدى ولم يشترى العشره أو يحاول صيانتها .
حقيقه لقد صدقت الرجل فقد كان الصدق ينساب فى كل كلمه بل لقد اغرورقت عيناى بالدموع حينما لمحت الدموع تنساب على وجنتيه ,
وهنا لى كلمه :
أوليس الكهنه والأساقفه يعظون يوميا ويصلون :أغفر لنا ذنوبنا كما نحن ايضا نغفر لمن أساء إلينا  .
أين هذا الغفران  ؟؟؟
أين هذه السماحه ؟؟؟
-أم الغفران فقط نعظ به ولانطبقه على انفسنا ؟؟؟
-أم هى أصول التجاره الدينيه وتسجيل ملكيه الحقوق الفكريه؟؟؟.
-أم أن الغفران هذا نوجهه فقط لمن هو أقوى منا على رأى المثل ( الأيد اللى ما تقدرش تقطعها بوسها ) ؟؟؟.
-أم أن الغفران والمسامحه نقدمها فقط للأرهابيين اللذين يقتلوا أولادنا ويسرقوا أراضينا ويخطفوا بناتنا ويغتصبوا نسائنا ؟؟؟.
هذه قصه من ضمن مجموعه قصص مماثله عن عزوف بعض الأسر المسيحيه المصريه عن الكنيسه القبطيه المصريه فى أوربا ,
فيا قداسه الاساقفه ليست هكذا تدار الأمور فرفقا بالبشر ,
يا قداسه البابا تاوضروس عظ اساقفتك وكهنتك عن معنى الرعايه ومعنى الإفتقاد ومعنى الغفران ,
إن أجراس الخطر تدق واسمعها تدق فى أوربا فهل من منصت وهل من مستجيب ؟؟؟
د/ وجيه رؤوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق