إرهابنا في أفعالنا , سلامنا في أغانينا
لا توجد حكومات لا تتعظ ولا تتعلم من التجارب إلا في المنطقة العربية , والتاريخ ممتلئ بالنماذج التي تحظى بالتجارب الفاشلة المتكررة ,
فالقذافى لم يتعلم من تجربه زين العابدين في تونس ومن تجربه حسنى مبارك في مصر فخرج يعاند ويكابر ويستصغر حجم الثوار قائلا ( من انتم ؟؟) وفى طريقه قتل الآلاف من شباب بلده بأسلوب القمع والإرهاب منتهيا بقتله على يد أحدا الثوار بعد أن كان مختبئا منهم في ماسورة للمجارى , ويأتي بشار الأسد في سوريا وكأنه لا يطلع على التلفاز ولا على ما يحدث في دول الجوار ويسير في نفس الطريق الإرهابي الذي سيودى به في الأخير لنفس المصير ,
وتأتى دعوات الصالحين في بلادنا بأن يكون حكمنا حكما دينيا راشدا متغافلا عن أن الدول التي قامت بتجربة الحكم الديني مثل السودان وأفغانستان كان مصيرها في ذيل دول العالم بعد أن تقسمت وأفقرت بل وبلده مثل الصومال تعانى الأمرين بعد أن طبق الحكم الديني فيها بل ويكاد أن يوجد في كل بيت سلاح آلي بينما تخلوا مطابخهم من كسره خبز تسد رمق جوع أطفالهم اللذين يموتون يوميا لنقص الغذاء والكساء نتيجة الحرب الأهلية الدائرة هناك ,
كل هذا ومن ينادون بالحكم الديني وكأنهم لا يروا ولا يسمعوا ما يدور في دول العالم حولنا وكأننا بدون حكم ديني قد عشنا كافرين طوال السنوات السابقة متناسين أنه كان بيننا الشيخ محمد عبده والشيخ على عبد الرازق والشيخ عبد النعيم شعيشع والشيخ عبد الرازق عبد الصمد وكلهم شيوخ أجلاء فضلاء لهم علمهم المنير الواعي ,
والحقيقة ما دعاني لكتابه هذه المقالة هو رؤيتي وسماعي لأغنية مشتركه على التلفاز بين مطرب مصري وآخر أجنبي بعنوان ( سكتنا واحده ) وهى تتحدث عن القيم الأسلاميه من محبه وإخاء والأغنية باللغة العربية والإنجليزية , والحقيقة إن الأغنية جميله في معانيها وما تهدف إليه ولكن :
إنتاج تلك الأغنية باللغة العربية والإنجليزية يهدف إلى نشرها محليا وعالميا بغرض إعطاء صوره سمحة عن المعتقد الديني لدينا بعد أن نشر المتطرفون فكرا دخيلا فيه إقصاء للآخر وتنحيه لكل من يختلف عنا في المعتقد وهذا هدف جميل في الحقيقة ,ولكن هل هذا يكفى ؟؟؟؟!!!! :
يا ساده للأسف فإن أفكارنا وما نعنيه عن سماحتنا لا يوجد إلا في أغانينا فقط ولكن على أرض الواقع لا يوجد سوى إرهابنا يظهر واضحا جليا داخليا وخارجيا وهذه هي الدلائل الواضحة للجميع :
-الدول العربية فقط هي التي تقتل المتظاهرين وتسحلهم حتى لو كانوا أطفالا أو في عمر الظهور .
- الدول العربية فقط هي التي تنصب المشانق للمختلفين معها في الفكر و المعتقد السياسي .
-الدول العربية فقط هي التي تسمح بالحريات الدينية والانتقال الديني في اتجاه واحد فقط بينما تجرم الاتجاه الآخر .
-الدول العربية فقط هي التي تصر على أن تجعل كيان ألدوله وهو أعجم يؤمن بديانة ويعلنها .
- الدول العربية فقط هي من تشارك دول العالم الخارجي في حوار الأديان بينما داخل دولتها تحرم الحريات الدينية للآخر .
- الدول العربية فقط هي من تطالب الأمم المتحدة وأمريكا بحمايتها من العدوان القادم من أشقتها وبعد أن تتحرر بفضلهم توصمهم بالكفرة والمشركين .
-الدول العربية فقط هي من تستورد السلاح الخارجي القادم من الخارج بل وتعتمد على معوناته في تسليحها وتقوم بعد ذلك بتهريب نفس السلاح بطرق ملتوية لمحاربه تلك الدول نفسها .
- الدول العربية هي الدول التي تطالب بزيادة المعونة والمنح ومن تلك المعونة تمول إعلامها لزيادة الاحتقان تجاه تلك الدول المانحة للمعونة .
- الدول العربية فقط هي التي يهاجم جنودها شعبها المسالم وتقتله بهتاف ( الله أكبر ) .
-الدول العربية فقط هي التي يقوم أبنائها بتفجير دور العبادة سواء إسلاميه أو مسيحيه أو يهودية بحجه الاختلاف في المعتقد الديني .
- الدول العربية فقط هي من تحدث في نواديها كوارث مفتعله سياسيا وقد رأيناها في الجزائر وفى إستاد بورسعيد .
للأسف بعد أن ذاعت شهرتنا كدول عربيه في ألبغضه والتعصب والقتل أصبحت هناك قاعدة في كل دول العالم إذا حدث تفجير ما أو حادث إرهابي ما في أي بقعه من العالم في أقصى الشرق ( مثل الصين والفلبين وروسيا إلى أقصى الغرب أمريكا هناك قاعدة واحده : فتش عن العربي !!!!
نعم أصبحت قاعدة فالإرهاب والقتل في أي بقعه في العالم أصبح وراءه العرب وكأن العالم بدون عرب يستطيع أن يعيش في سلام ,وكأن مبادئ المحبة والسلام لا توجد إلا في أغانينا !!!
فمتى يتغير هذا الوضع ؟؟؟
د/ وجيه رؤوف
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق