22.4.11

مبارك والشهيد . بقلم دكتور وجيه رؤوف

مبارك والشهيد شهيد أنا من شهداء كنيسه القديسين , كانت الحياه أمامى وكنت شابا يافعا وكانت الدنيا مقبله على , كنت سعيدا ومرحا وبشوشا دائما خصوصا بعدما ارتبطت بقصه حب مع فتاه جميله مرحه ذات روح ملائكى , تعرفت عليها ذات يوم وخطفت قلبى بجمالها الملائكى واحسست يومها أننى لا أستطيع العيش بدونها , كانت ترتدى فستانا جميلا ورديا فى عيد شم النسيم وكنت أنا واصدقائى نسير على الكورنيش عندما تلاقت عينانا , لم أسمع نداء صديقى أمجد حينما نادانى عده مرات وأنا انظر إليها وقلبى متيما بها , نادانى أمجد : أيه الحكايه , سارح فين , وبرضه كده حد يبص بالطريقه دى ويركز بالعمق ده ,أخفض عينك يا أخى . معلهش يا أمجد , مش قادر , لما شوفتها حسيت إنى روحى اتسحبت منى , دى جميله جدا ورقيقه جدا ومؤدبه جدا . أمجد : ومتدينه جدا وبنت ناس جدا . أنا : امجد أنت تعرفها ؟؟ أمجد : طبعا يابنى , دى بنت خالتى . أنا :ياه يا أمجد ابوس أيدك عرفنى بيها. وهكذا قام أمجد بتعريفى عليها وتم التقارب بيننا وعرفت انها بنت محترمه جدا ورقيقه جدا وبنت ناس جدا جدا , وفعلا خطبتها وبقيت أعد الايام اللى هتضمنا فى بيت واحد , وكل يوم كان يمر كنت باكتشف فيها شىء عظيم كانت بتحب ربنا قوى ومواظبه على الذهاب للكنيسه وكانت بتعطف على الفقراء والمساكين وبتقعد معاهم وكانت بتزور الأيتام فى الملجأ يوم العيد وتقعد معاهم وتحن عليهم , كانت حنينه وبتعطى فى الخفاء وعنيها تدمع لما تشوف أنسان مريض أو محتاج , علاقتى بيها غيرت فيا حاجات كتير وبقيت قريب من ربنا كتير وبقيت أعطف على الغلابه والمحتاجين , المهم اصبحت غير قادر على البعد عنها فقد اثرت فى نفسيتى وروحى واصبحت فى مخيلتى وفى عقلى ولا أستطيع الأستغناء عنها , المهم قررنا نفرح ونرتبط بعد عيد الميلاد وجهزنا كل شىء وبانتظار إنتهاء فتره الصوم لعمل أكليل الزواج , المهم كعاده كل المصريين فى ليله رأس السنه ذهبنا إلى كنيسه القديسين للإحتفال بتلك الليله الجميله , كانت عروسى فى ابهى حلتها وقد اختارت فستانا جميلا باللون الأبيض والسماوى وكأنها فى ليله عرسها وارتديت انا بذلتى الرماديه الامعه ذات الطراز الحديث وكأنى عريس فى ليلتى , أفترقنا فى الكنيسه حيث جلست هى فى أماكن النساء وجلست أنا فى أماكن الرجال , وبينما نحن فى خشوع الصلاه رافعين قلوبنا نحو السماء إذ بنا نسمع أصوات إنفجار تملأ المكان ورائحه دخان وأصوات صراخ بينما اصوات انفجارات متتاليه تتعالى , قفزت من مكانى خارجا فوجدت النيران تتصاعد وأشلاء البشر من حولى وإذ بى أثناء سيرى تتعثر رجلى بشىء ما فى الطريق فأسقط لأرى بجانبى وياهول ما رأيت , وجدت حبيبتى غارقه فى دمائها وثوبها الأبيض ملىء بالدماء والدم ينبعث من صدرها , أمسكت بها فماذال قلبها ينبض وعيونها تنظر ألى , كانت تنظر إلى نظره مطمئنه لكى تطمئننى ولكن كانت الدماء تنبعث من صدرها وأنا أصرخ طلبا للأسعاف ولكنها مدت يدها ووضعتها على فمى ونظرت لى نظره طويله سكنت بعدها للأبد , هززتها لعلها تفيق , شددت عليها كى تجيبنى ولكن روحها كانت قد صعدت , لم أملك نفسى ساعتها وضممتها إلى صدرى صارخا : لا أستطيع العيش دونها . وحينها وجدت قلبى ينسحب ووجدت نفسى أعلو تدريجيا عن الأرض , فنظرت إلى الأرض فوجدت جثمانى راقدا على الأرض بجوار جثمان خطيبتى والناس حولى , فنظرت إلى اعلى فوجدت حبيبتى تنظر إلى , وهى تسير على السحاب , ووجدت نفسى أسير إليها كالعائم فى السماء , عرفت ساعتها اننى قد انتقلت من العالم الفانى ألى عالم البقاء وإننى وعروسى فى طريقنا إلى الفردوس مع بقيه الشهداء , بعدها جاءت الملائكه بأنغامها وجمالها وموسيقاها وطوقتنا نحن ومجموعه الشهداء مرنمين فرحين بإنتقالنا من العالم الأرضى إلى دار السمائيات , صعدنا إلى الفردوس وجماله وتقابلنا مع القديسين والصالحين يحيطنا وجود الله العلى وسلامه , ومرت الأيام ونحن نتابع من أعلى أحوال الأرضيين , وحدثت الثوره التى شاء الله لها ان تقوم بعد أن سمع الله صوت دمائنا , وبعد فتره تنحى الرئيس السابق الذى كنا نحبه وتم تحديد إقامته وتم إيداعه المستشفى , والحقيقه اننى كنت احب الرئيس جدا وسائنى ماحدث فى عهده من تجاوزات وكان نفسى اقوم معاه بحوار , فذهبت إلى كبير الملائكه مخاطبا له : انا كان نفسى اتكلم مع الرئيس مبارك , ممكن تسمحولى بده رد كبير الملائكه : هناك هوه كبيره بيننا وبينهم ,ومن ذا الذى يفكر بأن يترك الفردوس ونعيمه ليخاطب أهل الأرض بنفاقهم وكذبهم . أنا : معلهش , أصلى الريس انا كنت بحبه جدا ونفسى اسأله عده اسئله رد كبير الملائكه : يعز عليا ارفض لك طلب لكن فيه شرط مهم . أنا : أأمر انا هانفذ لك اللى انت عايزه . كبير الملائكه : نحن لا نستحب مخاطبه الأرضيين مباشره , فيجب عليك أن لاتخاطبه وهو فى الجسد بل تخاطب وتتحدث مع روحه وهو نائم فحينما يصحو يعتبره حلما من الأحلام وله الحريه أن يأخذ بما جاء فيه أو لا ياخذ . أنا : إتفقنا . وفعلا هبطت من الفردوس ونعيمه ونزلت حيث كان يقبع الرئيس فى مستشفى شرم الشيخ , ولا حظت الحراسات المشدده , وإجراءات الأمن ومنع الاطباء من الدخول بالموبايل وأجهزه التصوير , المهم لم يمنعنى هذا من الدخول فأنا روح غير مرئيه ولا ترانى إلا الروح فقط , ودخلت إلى غرفه الرئيس ووجدته وحوله بعض المحققين يسألونه وهو يجيب , وقد صعب الرجل عليا جدا , فقد تسلطت عليه روح الارض وفعلت به مافعلت من حب للسلطان والقوه والثروه , المهم أنهى المحقق تحقيقه مع الرئيس ومضى وكان الرئيس مجهدا بعض الشىء , ففرد نائما على سريره فتركته لكى ينال قسطا من الراحه وليدخل فى فتره النوم العميق حتى استطيع أن اتحاور معه , فتركته لمده أربع ساعات أرضيه وبعدها طرقت بابه لكى اتحدث مع روحه : سياده الرئيس الرئيس : من ؟؟ محقق برضه ؟ أنا : لا , أنا من ابناءك احد شهداء كنيسه القديسين . الرئيس : أوه , تانى كنيسه القديسين , هيه المصايب كلها جات بعد العمليه ديه . أنا : يا سياده الرئيس , انا كنت عايز أعرف ليه كده , ليه عملتو الجريمه البشعه دى . الرئيس : مش أنا ده العادلى الله يخرب بيته هو اللى عمل المصيبه دى. أنا : شوف سياده الريس انا مش من الارضيين علشان تحاول تلف وتدور معايا , انا جاى من الفردوس وعارف كل حاجه . الريس : أنا كنت مفوض العادلى يعمل كل حاجه بحيث يحافظ لى على الكرسى والثروه وهوه كان بيعمل مابداله . انا : لكن ياريس , مسيحيين مصر عمرهم ما أذوك وعمرهم ما وقفو فى طريقك , ليه ترخص دمهم. الريس : الكرسى بقى , وياروح مابعدك روح . أنا : فاكر يا ريس , الحادثه بتاعه أثيوبيا , لما ربنا نجاك منها , إحنا كلنا فرحنا لما حضرتك نجيت بالسلامه وبعتنالك فاكسات تهنئه بسلامه الرجوع وكنائس مصر كلها احتفلت بنجاتك , تقوم تتعاون مع اللى كانو بيحاولو يغتالوك لإغتيال المسيحيين فى مصر . الريس : حادثه اثيوبيا , ياريتنى رحت فيها من ساعتها , كان يبقى احسن من وضعى ده ألف مره . أنا : ليه ياريس بتقول كده ؟؟ الريس :أنا لومت فى حادثه أثيوبيا كنت هابقى زعيم وطنى شهيد , يمكن كنت هابقى أحسن من جمال عبد الناصر ومن أنور السادات و لكن دلوقتى ذى مانت شايف فى زباله التاريخ , ده غير أنهم أمرو إنهم يشيلو اسمى من الميادين والشوارع ده حتى جايزه مبارك لغوها , ومين عارف يمكن تزيد الطينه بله ويسجنونى . أنا : برضه لسه بتفكر تفكير أرضى , يعنى بتتمنى إنك كنت مت فى اثيوبيا علشان المجد الأرضى . الريس : امال يعنى كنت عايزنى أفكر فى أيه غير ده ؟؟ أنا : فكر فى نهايتك الأبديه , فكر فى مصيرك الأبدى , فكر فى ربنا هتقوله أيه لما تقف قدامه ؟؟ الريس : الحقيقه دى فاتت عليا ,هاقوله أيه ؟؟ تفتكر هايسمع منى . أنا : أنت فيها !! الريس : إذاى ؟؟ تفتكر ممكن يقبل منى دلوقتى , يعنى لو تبت دلوقتى وانا بدون سلطه ممكن يقبل منى ؟؟ انا : دى بتتوقف عليك وعلى توبتك وعلى إقتناعك من جوه , هل توبتك نصوحه ولا أى كلام ؟؟ على فكره , ربنا ما بينضحكش عليه , مع السلامه. وفوجئت بيه وانا سايبه بيقول أستنى أستنى لغايه ماصحى من النوم وهوه بيقول أستنى استنى , وبعدين جلس فى سريره وقال : ده باينله كان حلم , لكن حلم ولا الحقيقه . عموما انا رجعت تانى للفردوس ولقيت الملايكه والشهداء والقديسين بإنتظارى مهللين فرحين وسألونى : أيه عملت أيه ؟؟ رددت أنا : أنا عملت إللى عليا والباقى عليه وعلى إللى زيه . د / وجيه رؤوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق