26.8.10

مضاعفات الخطاب والدعاء الدينى . بقلم دكتور وجيه رؤوف .

صحوت فجرا منذ عده أيام على صوت إمام الجامع المقابل لمنزلى وهو يدعو بصوت عالى داعيا أربعه مرات قائلا : اللهم أنصر المجاهدين يا ألله اللهم أنصر المجاهدين يا ألله اللهم أنصر المجاهدين يا ألله اللهم أنصر المجاهدين يا ألله ففزعت للوهله الأولى وظننت أن بلدنا مصر تخوض حربا جديده او شيئا من هذا القبيل وعندما فركت عيناى لأدرك ماذا يحدث فوجئت بالشيخ يردف داعيا : اللهم أهلك الكفره والمشركين يا الله اللهم أهلك الكفره والمشركين يا الله اللهم أهلك الكفره والمشركين يا الله ثم اختتم دعائه قائلا : اللهم أشفى مرضى المسلمين يا الله وطبعا بعد سماعى لهذا الصوت العالى فى هذا التوقيت جلست فى فراشى مفكرا ومتسائلا : من يقصد مولانا الشيخ بالمجاهدين ومن هم هؤلاء المجاهدين اللذين يدعو لهم بالنصره فى هذا التوقيت وفى تلك الأيام المفترجه ؟؟!! وفكرت : هل لدينا خصومات مع دول مجاوره نريد تصفيتها بالجهاد ضدهم ؟؟ , أو هل هناك أراضى لنا محتله نريد تحريرها بالجهاد ؟؟ وكانت الأجابه : بالطبع لا فكل اراضينا قد استرددناها وكلها تحت سياده الدوله المصريه كما أنه تحكمنا إتفاقيات سلام مع اعدائنا السابقين وتلك الإتفاقيات لم يتم إنتهاكها لا من قبلهم ولا من قبلنا !! إذا من هم هؤلاء المجاهدين اللذين ينادى لهم مولانا بالنصره والفوز ؟؟؟ هل هو يقصد مجاهدى القاعده ؟؟ ربما هل هو يقصد مجاهدى أفغانستان ؟؟ ربما هل هو يقصد مجاهدى خلق ؟؟ ربما أو هل هناك مجاهدون آخرين يعملون تحت الأرض يعلمهم شيخنا ولا نعلمهم نحن ؟؟ بالطبع ربما و نأتى للجزئيه الثانيه وهى الدعاء الثانى بهلاك المشركين والكفار , فكما نعلم جميعا من التاريخ السابق فقد تم القضاء على المشركين والكفار فى جميع الغزوات و تم تحرير جزيره العرب منهم و من حاول منهم الخروج عن دفع الزكاه وعلى طاعه الخليفه تم القضاء عليهم جميعا اثناء حرب الرده فى عهد الخليفه ابا بكر , فمن هم المشركين والكفار اللذين يدعو عليهم مولانا بالهلاك ؟؟ هذا السؤال وارد هل هو يقصد اليهود والمسلمين على إعتبار أنهم المغضوب عليهم والضالين ؟؟ أم يقصد كل من هو ليس بمسلم من اليهود والنصارى والهندوس والسيخ والبوزيين والبهائيين ..... إلخ وهم يشكلون حوالى اربعه أخماس الكره الأرضيه !! فهل يدعو مولانا لهلاك أربعه أخماس الكره الأرضيه ؟؟.!! أو ليس من الأفضل الدعاء لهم بالهدايه من الله كأن يقول : اللهم أهدى المشركين والكفار يا الله أو ليست تلك الدعوه احب إلى الله أن يتم هدايه خلقه عن ان يتم هلك خليقته , اوليست تلك الخليقه احب إلى الله بهدايتها عن هلاكها , وإذا وصل ذلك الدعاء بالهدايه إلى المشركين أو ليس هذا الدعاء احب إلى نفوسهم عن سماعهم الدعاء عليهم بالهلاك , ماذا سيستفيد مولانا من زياده البغضاء والكراهيه من الطرف الآخر تجاهه وخصوصا أن الطرف الآخر يشكل أربعه أخماس سكان الكره الأرضيه وماذا سيجنى من وراء ذلك له أو لدولته ؟؟!! وإذا جاء أحد الشباب وسأله : أحببت الجهاد وأحب أن أجاهد فى سبيل الله , فماهى الطريقه وماهو الطريق ؟؟ ماذا ستكون إجابه مولانا ؟؟!! وإذا سأله أحد الأطفال الأبرياء يوما : من هم المشركين ومن هم الكفار ؟؟!! ماذا ستكون إجابه مولانا ؟؟!! هل سيقول له : إن مايكل وديفيد اللذين تلعب معهما يوميا هما المشركين والكفار !! وماذا نتوقع من مصطفى حينما يعلم أن صديقيه مايكل وديفيد من الكفار ؟؟ هل نتوقع منه ان يواصل اللعب معهم مره ثانيه ؟؟ أم حينما يقابلهم المره الثانيه سوف يقول لهم : خيبر خيبر يا يهود , جيش محمد سوف يعود ماذا سيجنى شيخنا من كل هذا إلا ان ياتى بالبغضاء لتملأ قلوب الكل فيحول قلب مصطفى البرىء إلى قلب حاقد لايطيق رؤيه أحباءه السابقين بسببك يا شيخنا, ونأتى إلى الدعاء السابق : أللهم اشفى مرضى المسلمين يا الله فهل لن تقبل دعواه إذا قال : أللهم اشفى جميع المرضى يا الله يا شيخنا فلتذهب وترى وتسمع دعوى الديانات الأخرى وحتى دعوات المعتقدات غير السماويه فلن تجد فيها مثل ذلك , فالكل لابد ان يدعو لسلامه وطنه وسلامه مواطنيه وأن يعود الخير على الجميع ويمنح الجميع محبته وسلامه , وياسيدنا الشيخ لن ينصلح حالنا بمثل هذا الدعاء الخالى من المحبه , ألاتعلم ان تبسمك فى وجه اخيك صدقه وانا اقول لك ان تبسمك فى وجه الجميع صدقه ,أو لا تأخذ من القول الكريم حكمه وعبره : (ولاتكن فظا غليظ القلب فينفضو من حولك ) , فادعو لنا فضيله الشيخ بالهدايه وسندعو لك بالمحبه , دمت ودمتم فى سلامه الله . د / وجيه رؤوف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق