يخلط الكثيرون فى فهم معنى الليبراليه ويخلط بعض الليبراليين فى فهمهم لهذا المعنى ,
فمثلا يعتقد بعض السلفيين أن الليبراليه تعنى الكفر والإلحاد وعدم الإيمان بالله سبحانه وتعالى ,
وهذا محض إفتراء طبعا لأن الليبراليه تضمن للفرد حريته فى إختيار معتقده وفكره إيا كان ,
فمثلا من الممكن أن تجد مسلما ليبراليا وآخر مسيحيا ليبراليا وبالطبع من الممكن أن تجد ملحدا ليبراليا , فحقك فى إختيار معتقدك وفكرك هو حق كفلته الليبراليه للجميع ,
ويعتقد البعض من المتشددين أن الليبراليه هى الحريه الجنسيه بلا حدود ,
وهذا فهم خاطىء أيضا فالليبراليه تتكيف وفق ثقافه وآداب المجتمع الذى تظهر فيه فليبراليه الشرق تختلف عنها فى الغرب وهكذا ....
ويمكنا أن نقول أن الليبراليه هى نظام تحرر إجتماعى وسياسى وثقافى ,
أى حريه الإعتقاد وحريه تكوين الأحزاب وحريه الفكر والثقافه ,
ونأتى لتفسيرها بطريقه أخرى ونقول :
إن الليبراليه تعنى الحريه المطلقه فى العيش والفكر والعقيده ولكن هذه الحريه تقف عندما تتعارض مع حريه الآخرين بمعنى ,
من الحريه لك أن تسمع الموسيقى ولكن ليس من حريتك ان ترفع صوت الكاسيت فى منتصف الليل بصوره تزعج السكان والمرضى النائمين ,
ليس من حريتك أن تشرب الخمر لتثمل ثم تقود سيارتك لتصدم بها الماره , هذه ليست حريه ولكنها مجون وخروج عن الأعراف ويجب أن تحاسب بسلطه القانون ,
إذا لليبراليه خط أحمر تقف عنده وإلا أصبحت سداحا مداحا دون ضابط أو إلتزام ,
وبالرغم من تواجد المبدعين الأدباء فى مصر منذ سالف الدهر وأقربهم لنا مبدعين أمثال طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ وغيرهم ......
لم نرى أى من هؤلاء العظام قد خاض فى معتقد الآخر كما يحدث هذه الأيام ,
فما الذى حدث على الساحه حتى يظهر من يدعى أنه مفكر لكى يخوض فى الديانه المسيحيه التى لايؤمن بها أصلا ,
فأين الحياديه فى الفكر ومن أين تاتى طالما أن هذا المفكر لا يعترف بهذا المعتقد ,
والأغرب من ذلك أن يخرج بعض الأقباط ممن يدعون الليبراليه لكى يوضحو أن هذا من ضمن حريه الأبداع ,
آيه حريه و آيه أبداع
فإذا أعتبرنا أن من يتهجم على المسيحيه على حق من أجل حريه الأبداع !!
فهل سنعتبر أيضا من يتهجم على الأسلام حريه ابداع ,
هل ستعتبر رسوم الدانمرك حريه أبداع ,
وهل سنعتبر ان مخرج فيلم ( فتنه ) المهاجم للإسلام هو من حريه الأبداع ,
وهل سنعتبر من كتب قصه ( تيس عزازيل فى مكه ) مبدع !!
بالطبع لا
أم ان من ركبو موجه حريه الأبداع من الأقباط هم من أسسوا لبرنامج الشيطان من الهجوم على الكنيسه ومقدساتها ,
ولسوف يأتينى كائن من كان ليقول لى :
إن تلك الروايه لا تهاجم الكنيسه
فسوف أقول له :
يكفينى أن من كتب عن الكنيسه ليس من أبنائها لكى ارفض كتاباته حتى لو كانت توقير للكنيسه ,
فلندع الأخوه المسلمين يبدعون فى إفكارهم بشان دينهم فهم لايحتاجون أحدا من المسيحيين ليبدع لهم فيه ,
وليدع المسلمون المسيحيين يبدعون بشأن أفكارهم عن عباداتهم فهم لايحتاجون لمفكرين من خارج الكنيسه ليبدعون لهم ,
وخصوصا إذا كان هذا الأبداع سيولد الفتن الطائفيه ويؤجج الصراعات ,
كل واحد يروح يبدع عند بيته .
شكرا .
د / وجيه رؤوف
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق