في انتظار أن يلقى أقباط مصر مصير مسيحيي العراق، وأن يتم بفضل الجهل والتجاهل والتآمر صوملة مصر أو لبننتها أو سودنتها، أتمنى أن لا أصل إلى اليأس، فأجدني أقول مع نزار قباني لمواطني المصريين، وللأقباط منهم خاصة:حاولت أن أقلعكممن دبق التاريخ.. من رزنامة الأقدار.. حاولت أن أدق في جلودكم مسماريئست من جلودكميئست من أظافرييئست من سماكة الجدار...فإذا كان هنالك بعض العذر لبسطاء المصريين من المسلمين، في غفلتهم عما يدبر لهذا الوطن، لتفتيته ثم الإجهاز عليه، نظراً لارتداء المتآمرين على مستقبل مصر لعباءة الإسلام، والتخفي خلف شعارات جوفاء ومضللة، يقنعون بها البسطاء أنهم وكلاء الله على الأرض، وأن كل من عداهم أعداء لله ولدينه، فما عذر الأقباط الواقعين بين المطرقة والسندان، مطرقة الإخوان الذين يستهدفونهم بالدرجة الأولى، ليلزموهم أضيق الطريق، وينزلونهم منازل العبيد والموالي، وسندان التخلف والتردي الحضاري، الذي يضرب الجميع في أوحاله؟!!أي عذر للأقباط أن يرفضوا باستهجان وامتعاض دعوات الخروج من كهف الكنيسة للاندماج بالمجتمع، وبسائر أبناء الوطن من المستنيرين من كافة الانتماءات الدينية، وهم كثرة كثيرة بالفعل، لاسترداد الوطن ممن اختطفوه، سواء جماعات التأسلم السياسي، أو تحالف الفساد والجريمة؟أي عذر لهم لإصرارهم على البقاء متقوقعين عازفين عن أي مشاركة إيجابية في الحراك الاجتماعي الجاري بالوطن، وفي نفس الوقت لا يكفون عن العويل والنحيب ولطم الخدود، على ما يعانون من تضييق واضطهاد، وماذا يستطيع أن يفعل العالم الحر لمساعدتهم، إذا كانوا هم يحجمون بإصرار على عدم مساعدة أنفسهم؟!!أي عذر أن تقوم الكنيسة بتحقيق ما تسعى إليه تلك الجماعة المحظورة، فتساهم معها في شق هذا الوطن، بأن تصنع أو توهم الأقباط بصنع دولة موازية لهم داخل الوطن، لها قائد ليس برتبة رئيس جمهورية، وإنما برتبة إمبراطور، كلماته ليست كلمات إنسان، بل هي كلمات إلهية، كما يدعي هو على الأقل؟أي عذر لمن لا يكفون عن التشدق بأن دينهم دين المحبة والسلام، لأن يثبتوا أنهم أبعد ما يكونون عن تعاليم المسيحية، بالإصرار على روح العداء والاستعلاء على كل آخر، حتى على سائر الطوائف المسيحية، ومع ذلك يحترفون وصم كل الآخرين بتلك الصفات المغروسة فيهم بالدرجة الأولى بفضل تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية، لينطبق عليهم تحديداً ما حذر منه السيد المسيح، أن نحاول إخراج القذى من عيون الآخرين، ونتجاهل الخشبة التي في عيوننا؟ذلك الموتور الذي أرسل رسالة إلكترونية للملايين، يشمت فيها من وفاة طفل بريء، لمجرد أنه حفيد رئيس جمهورية مصر، هل هذا الشخص فعلاً مجرد نموذج شاذ، لا يحسب على الكنيسة، أم أنه متهور، أفصح بالحماقة عن مكنون ومخزون، هو نتيجة طبيعية للعمى الذي يُفرض على المواطن القبطي، فلا يرى إلا الذات القبطية المتضخمة، بوهم امتلاك الحقيقة المطلقة، التي لا حقيقة سواها؟!!أي عذر لجماهير قبطية ذات نسبة تعليم عالية، أن يقتنعوا بما يقال لهم، أنهم ليسوا من العالم، ولا شأن لهم به، وأنهم فقط أبناء الكنيسة، التي هي "سماء أرضية" أو "أرض سماوية"؟أي عذر لملايين من الأقباط يعيشون في بلاد المهجر، أرض الحرية والحداثة، أن يضخوا مليارات الدولارات في خزائن قادة الكنيسة، فيذهب منها ما يذهب أدراج الرياح، وتشيد بالباقي إنشاءات خرسانية هائلة، بعضها في عمق الصحارى المصرية، فتحول الأديرة المفترض بساطتها وزهدها في زخارف الدنيا، تحولها لإقطاعيات باذخة الفخامة والضخامة، لتكون شاهدة لا على مجد وعظمة تحضر الأقباط، وإنما على تعاظم وتضخم ذوات قادتهم، فيما الفقراء المصريون والأقباط منهم (في منطقة المقطم مثلاً) في أشد الحاجة إلى مساكن تصلح حتى لإيواء الحيوان، وإلى مشاريع تكون مصادر رزق محترم ونظيف لهم ولأولادهم؟حاولت على مدى سنوات (كمن يؤذن في مالطه)، أن أتلمس طريقاً يُخرج الأقباط، ويُخرج بالضرورة وطننا الحبيب كله، من ورطته أو مأساته الحضارية الراهنة، والتي لا تعدو معاناة أقباطه إلا أن تكون أحد مظاهر التردي والانهيار الثقافي والحضاري، الذي أنتجته عصور عديدة من الظلام والجهل، ثم المغامرة والمتاجرة بالوطن، حتى نكبنا أخيراً بحقبة لا يبدو حتى الآن لها نهاية، جعل الحكام فيها مهمتهم الأولى والأخيرة البقاء على كراسي الحكم، وتوريثها لأبنائهم من بعدهم، وبالتالي التزم أداؤهم بما يكفل لهم تحقيق غايتهم هذه، لا أكثر ولا أقل.. ليس من المهم هنا تحديث مصر، ولا رفع الظلم عن كاهل كل أو بعض أبنائها ومنهم الأقباط، كما ليس من المهم أن تتحول البلاد في عهدهم السعيد إلى ساحة من الكراهية والعداء المتبادل بين أبناء الوطن الواحد، مادام كل هذا لا يؤدي إلى هز عروشهم، أو لا قدر الله زحزحتهم من على كراسيهم الأبدية.هذا ما يريده وما لا يريده من جلسوا فوق صدورنا ولا يزمعون القيام.. فماذا نريد نحن كمصريين أولاً، وماذا يريده الأقباط ثانياً؟هل نريد أن نتنازع الوطن بين بعضنا البعض، ونحوله إلى ساحة قتال وشد وجذب، فيتمزق بيننا، ونتمزق نحن معه، كما يحدث في العراق ولبنان والسودان والصومال؟أم أن نسعى جميعاً لتأسيس مجتمع مدني قوي، يقوم على مبادئ الليبرالية والحداثة، ويؤسس للديموقراطية والحرية والعدالة والمساواة بين كل أبناء هذا الوطن، ويضع رجال الدين في مكانهم الطبيعي، دون انتقاص من كرامتهم، ودون الانصياع الخنوع لهم، ويجبر الحاكم في نفس الوقت أن يكون موظفاً لدى الشعب وخادماً له، لا سيداً متسيداً، يعز ويغدق على من يشاء ويتحالف، ويعتقل في سجونه من يشاء، وقد يرسله إلى نعيم الآخرة أو جحيمها؟أم أن أقصى ما نطمح إليه أن ننفس عن المكبوت، وأن يكيل كل طرف للطرف الآخر الاتهامات والشتائم والوصم والتنديد، الأقباط يتهمون المسلمين بالظلم والفاشية والإرهاب، والمسلمون يتهمونهم بالادعاء والاستقواء بالأجنبي لتنفيذ مخططات خارجية تستهدف الوطن.. تماماً على ذات النهج الذي ينتهجه العروبيون تجاه إسرائيل، مع الفارق أن إسرائيل وطن وشعب آخر، وليست ذلك الوطن الواحد الذي عشنا عليه جميعاً لآلاف السنين؟لا أريد أن أتهم فرداً ولا جماعة بأي اتهام، لكن إذا كان من الصحيح أنه "من ثمارهم تعرفونهم"، فإن ثمار الكثيرين من الأقباط، في داخل مصر وخارجها، لا يعدو أن يندرج ضمن توصيف المهاترات والمجادلات الغبية، التي تزيد الأمور داخل مصر تعقيداً، وترفد الجو المحتقن فيها بالأساس، بالمزيد من رياح التعصب والكراهية.هؤلاء الذين أعنيهم يعتبرون الكلمة الطيبة، ومحاولة امتصاص حالة البغضاء بين الجيران والمعارف والزملاء، من أبناء العمارة الواحدة والشارع الواحد والحي الواحد والمدينة الواحدة، وفوق الكل الوطن الواحد.. يعتبرون محاولة التوفيق وصنع السلام بين الناس، هو من قبيل الخيانة المشابهة لخيانة يهوذا، أو من قبيل العمالة للطرف الآخر أو مغازلته.. هؤلاء (مثلهم مثل جماعة الإخوان المسلمين) مصممون على شق الوطن إلى شقين متعاديين متناحرين، يحاول كل منهما كسب نقاط على حساب الآخر، وكلاهما يبيع الوطن من أجل أحلام وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان، الإخوان من أجل خلافة عالمية إسلامية، تشمل كل مساحة الكرة الأرضية، والأقباط من أجل ملكوت السماوات، الذي يعوضهم عن بؤس وتدني حياتهم الراهنة، بأن يصيروا كملائكة الله، يسبحون ويرنمون إلى الأبد!!كان من المهم أن أحاول دائماً قدر استطاعتي، أن أوضح أنني لا أتبنى خطاب وعظ أخلاقي أو ديني، فالأقباط يتجرعون يومياً أطناناً من الوعظ عن المحبة والتسامح والسلام، لكن الثمار فيما يبدو شحيحة وعقيمة، بما قد يدفع مراقب خارجي لأن يتهم الأقباط أنهم لولا قلة عددهم وضعفهم، لسلكوا نفس مسلك متعصبي تيارات التأسلم السياسي، وهذا بالتحديد ما دفع البعض (سواء بحسن أو بسوء نية) أن يأتي للأقباط من عمق التاريخ، من القرنين الرابع والخامس الميلادي، بنماذج من تصرفات غوغاء الأقباط وتحت إرشاد ومباركة قادتهم، مع المخالفين لهم في العقيدة، سواء من أطلق عليهم الأقباط توصيف هراطقة، أو من اعتبروهم عبدة أوثان يستحقون الإبادة هم وأوثانهم من على ظهر الأرض، ولا عجب في ذلك، فتاريخ الكنيسة القبطية حافل بالجرائم التي ارتكبها العديد من بطاركة الأقباط في حق المسيحية والمسيحيين، وفي حق الحضارة العالمية التي كانت الإسكندرية عاصمتها ومنارتها، وفي حق وطنهم مصر بالتبعية، إذ لم يكن يشغل الكثيرين منهم غير مجدهم الشخصي وإزاحة معارضيهم ومنافسيهم، واكتناز الثروات بأي طريق وكل طريق، بما فيه بيع الرتب الكهنوتية، لينخرط في سلك الكهنوت كل قادر على دفع ما يسمونه سيمونية.. هذا ما يقوله التاريخ، الذي احترفت جميع الأطراف تزويره، وواضح أن التاريخ المصري والقبطي مازال قادراً على أن يعيد إنتاج نفسه، ليبيع الكهنة مواطنيهم الأقباط والوطن، في مقابل تعاظم نفوذهم ومجدهم وثرواتهم، ولو بالتحالف في المستقبل المظلم مع المرشد العام للجماعة التي لن تعد محظورة، وإلى الجحيم بكل ما عدا ذلك!!الخيار ليس إذن خياراً أخلاقياً، يرجح المحبة على العداء، والتسامح على التعصب، فالأمر الآن عملي محض، لأنه يتعلق بالشكل الذي يريده المصريون -بما فيهم الأقباط- لوطنهم.. هل نريد أن نعيش في بيئة تتربص فيها الجماعات والطوائف ببعضها، ويحاول كل فريق أن يسجل في مرمى الآخر أكبر عدد من الأهداف، وربما يحاول استئصاله من على ظهر البسيطة؟هل مثل تلك البيئة ونمط الحياة، هو ما نريده لأبنائنا وأحفادنا؟هل في مثل هذه البيئة يمكن أن تتطور مصر، وتتغلب على مشاكلها الاقتصادية، ناهيك عن البلايا السياسية والثقافية؟نعم ليس الأقباط هم البادئون أو السبب فيما يحدث لمصر.نعم هم ضحية تعصب التيارات الوهابية ومفاهيمها البدائية الإجرامية.لكن القضية الآن ليست من هو السبب، أو من هو المجرم ومن الضحية، فالضحية المؤكدة هو هذا الوطن، وكل من يسعى على واديه من أبرياء وغير أبرياء.القضية هي أن علينا أن نختار شكل الوطن والحياة التي نريدها على أرضه، فإن اخترنا شكل وطن يعيش جميع أبناؤه معاً في سلام، ويتفرغوا للتقدم الحضاري بكل مجالاته، فعلينا أن نكرس جهودنا جميعاً للسير ببلادنا ومواطنينا في هذا الاتجاه، لا أن ننساق وراء من يريدون أن يدفعوا الوطن إلى هاوية، فنساعدهم نحن بدفع الوطن معهم إلى مستنقع التعصب والكراهية، فنخرب بيتنا بأيدينا، لينهار الوطن فوق رؤوس الظالم والمظلوم، الجاني والمجني عليه.لن يجني الشعب المصري بمختلف انتماءاته الدينية من تجاهل العلم والعلماء، وانقياده وخنوعه المزري لأصحاب اللحى والعمائم بمختلف ألوانها، لن يجني من استمراء هذا النهج، غير المزيد من التردي والتخلف، ثم التمزق والتبعثر، لننتظر بعد ذلك المنظمات الخيرية العالمية، لتعول هذا الطرف أو ذاك في معسكرات الإيواء، وتطلب هذا أو ذاك للمحكمة الجنائية الدولية.الاستقطاب الديني هو المستنقع الذي علينا إخراج مصر منه، لا دفعها للمزيد من الخوض في أوحاله، وهذا لن يتحقق إلا بتخلص الأقباط من وصاية الكهنة وكبيرهم قداسة البابا المعظم، والإفاقة من الغيبوبة اللذيذة داخل القلاع الخرسانية الهائلة للكنائس، ووضع أيديهم في أيدي المستنيرين من أبناء وطنهم من مختلف الأديان والطوائف، وألا نجعل القضية هي الإسلام في مواجهة المسيحية، أو المسلمين في مواجهة المسيحيين واليهود والبهائيين مثلاً، لأن القضية بالفعل وبالحقيقة، هي أن المتعصبين ودعاة الكراهية وسفك الدماء، والمستترين بتفسيرات بدائية للدين الإسلامي، هم في مواجهة دعاة الحضارة والحرية والتسامح بين البشر، وهؤلاء الأخيرون موجودون في مصر بكثرة، بين أبناء جميع الأديان.الطريق إلى ما ندعو إليه صعب؟ الإجابة بالقطع هي نعم.هل هناك مهرب منه إلى طريق آخر أسهل وأكثر واقعية، ويحقق لنا ما نصبو إليه، من القضاء على الظلم وإقرار السلام، للتفرغ إلى البناء الحضاري لمصرنا المنهارة في جميع المجالات تقريباً؟نتمى أن نجد من يجيب على هذا السؤال بكلمة "نعم"، وأن يشرح لنا بالضبط ما هو هذا الطريق، ويبين لنا الأساليب الكفيلة بالسير فيه.كل ما نرجوه أن يمتنع من ليس لديهم سوى المهاترات والسباب والاستعلاء الأجوف، وأصحاب المواقف العنترية، التي يمارسونها على الإنترنت، سواء بأسماء وهمية، أو وهم هناك في بلاد المهجر، ولا يحرصون على صالح مصر ومن فيها، لكنهم فقط يريدون تفريغ الكبت والاحتقان العقلي والنفسي، دونما هدف بنَّاء، ينظر للمستقبل بعيون ملؤها الإشفاق على الوطن ومواطنيه، والحرص والأمل في غد أفضل للأبناء والأحفاد.
29.5.09
25.5.09
أوباما وتحضر الثقافه بقلم دكتور وجيه رؤوف
أوباما وتحضر الثقافه
كنا ونحن صغارا نشاهد أفلام رعاه البقر وافلام أكلى لحوم البشر وكانت هذه الأفلام تعطى انطباعا عن التاريخ وقتها , كما سجلت عده افلام مايعانيه السود من تمييز ومن استعباد وكيف كان يتم خطفهم واستعبادهم فى القارات الجديده المكتشفه وكيف كان كم التمييز ضدهم حتى انه فى امريكا و اوربا كانت هناك مطاعم يمنع ارتيادها من قبل الزنوج السود ومن المعلوم أن هذه المطاعم كانت تضع لوحه مكتوب عليها ممنوع دخول السود والكلاب , بالطبع كانت مظاهر التمييز والتعصب واضحه جدا فى هذه القاره حديثه الأكتشاف حتى انه كان يمنع فى المترو أو القطار ان يجلس اسود على الكرسى بينما يكون الأبيض واقفا و معروف القصه الشهيره للسيده كبيره السن السوداء التى كانت تجلس فى المترو وحاولو ايقافها ليجلس مكانها سيدا ابيض فرفضت وكانت بدايه الثوره التى تزعمها مارتن لوثر كنج لتحرير السود ,
وفعلا شيئا فشيئا مع المعاناه تمكن السود تدريجيا من خلال برنامج التمييز الأيجابى من الحصول على حقوقهم مثل البيض ,
ونرى الأن معظم مؤسسات الدوله تحتوى داخلها على السود فى مختلف المجالات ويؤدون أعمالهم بكل كفاءه ,
ولكن هل أستطاع السود الحصول على حقوقهم من خلال أنفسهم فقط او هل حصلوا على حقوقهم من خلال التمرد والقتل واستخدام السلاح ,
كلا بل كان هناك من الليبراليين والمتفتحين من البيض من قام بمساعدتهم ودفعهم الى الأمام ,
وهناك سؤال مهم :
مالذى أدى الى تطور وضع السود فى أوربا وامريكا ليصلو الى ماوصلو اليه ؟؟
أنها الثقافه يا حضرات !! نعم الثقافه ,
الثقافه التى عممت على الجميع والسلوكيات التى انتهجت فكر احترام الآخر مهما أختلف فى الشكل أو اللون أو المعتقد بالأضافه الى المناهج الدراسيه منذ الصغر التى تكرز هذا المفهوم ,
ولأبسط ماأريد قوله :
كنت جالسا مع أولادى على قناه أم بى ثرى للأطفال وحضرت مسلسلا جميلا عن مدرسه ثانويه تحتوى داخلها على جروبات واشكال واجناس مختلفه اللون , وبالطبع كانت هناك مجموعات تنتمى الى بعضها وتوالى بعضها وهناك مجموعات مختلفه مع مجموعات أخرى وتكن لها العداء ,
المهم ان مديره هذه المدرسه شكلت فرقا للعب الكره وانتقت فى كل فريق بعضا ممن لايكنون المحبه للأخر مع فريق آخر يشتمل على نفس الفكره فريق يحتوى على البعض ممن له مشاكل مع البعض ,
وصلت الفكره؟؟ :
طبعا تزمر اعضاء الفرق فكيف سيلعب فى نفس الفريق مع من يبغضه ويكرهه وكيف سيمرر الكره الى زميل لايحبه لكى يحرزوا هدفا فى النهايه ,
طبعا دار هذا السجال وانتهوا الى شىء هو ضروره ان يتحد اعضاء كل فريق معا ليحققوا افضل نتيجه وان ينحوا خلافاتهم جانبا لمصلحه فريقهم ,
وتم هذا وتدريجيا زالت الفوارق بينهم وزابت الخصومات وذهبت مع الريح ,
لقد نجحت فكره مديره المدرسه فى اذابه هذه الفوارق لتحول الأنتماء الشخصى الى انتماء جماعى للفريق ,
وهكذا وبنفس الطريقه تذوب الأختلافات الشخصيه والمصالح الشخصيه لمصلحه الوطن ,
وهكذا اصبحت امريكا من اقوى دول العالم وهكذا كل دوله قويه حينما يذوب الجميع فى بوتقه حب الوطن ,هذه الخطه بدأت فى اميركا منذ فتره طويله اوصلتها الى ماهى فيه الأن ,
ونحن فى مصر بدأنا خطه التمييز والفرز الطائفى منذ الخمسينات الى الأن , وانظروا الى ماوصلنا اليه وما وصل اليه الآخرون ,
وقد سألنى زميل يوما : تعتقد لو حسين أوباما والد باراك اوباما بدلا من أن يهاجر الى امريكا هاجر الى القاهره , ماذا كان سيكون وضع باراك اوباما الأن ؟؟
فرددت عليه بسرعه وبدون تفكير : أكيد هيكون أشهر بواب فى عمارات وسط البلد بالقاهره .
لكم تحياتى
د / وجيه رؤوف
وفد الخارجيه المصريه يلتقى بأقباط بريطانيا ( منقول )
وفد الخارجية المصرية يلتقي بأقباط بريطانيا
التقى وفد من وزارة الخارجية المصرية بالمركز القبطي باستيفنج يوم الثلاثاء 28 ابريل بأكثر من خمسين من الأقباط الذين يعيشون في بريطانيا وبعض الاباء الكهنة ممثلي كنائسنا القبطية ببريطانيا.
وادار الحوار نيافة الانبا انجيلوس الذي رحب باعضاء الوفد وقدم لهم الاقباط الحاضرون الذين يطلق عليهم ”اقباط المهجر“ مطالباً بتعديل هذا المصلح الى ”المسيحيون المصريون بالخارج.
واوضح اعضاء الوفد أنهم حضروا لسماع مشاكل الاقباط، فقيل لهم باننا ليس لدينا مشاكل هنا انما مشاكلنا هي مشاكل أهالينا واخواتنا في مصر.
وطرح الحاضرون المشاكل التالية رغبة في الوصول الى حل جذري، ومن هذه المشاكل الآتي:
1- التمييز العنصري ضد الاقباط في مجال التعليم. وعدم توليهم مراكز قيادية كادارة الجامعات، او عمداء الكليات، او رؤساء الاقسام.
ورد اعضاء الوفد ان كل هذه الأمور في طريقها للحل، بل أن بعضها تم حله بالفعل، مثل مناهج التعليم التي تم تغييرها وتحديثها . كما ان الحكومة بدأت حل موضوع التمييز في الوظائف العليا بالدولة ومنها الوظائف بالجامعات.
2- التهجم على عقائد المسيحيين في وسائل الاعلام المختلفة.، امثال ما يكتبه الدكتور زغلول النجار الذي لم يألوا جهدا في التهجم على عقائد المسيحيين وكتابهم المقدس الذي وصفه بـ“المكدس“..
ورد اعضاء الوفد بأن كل هذه الأمور بدأت تأخذ طريقها نحو الاصلاح، فقد بدأت القنوات الفضائية في عرض برامج معتدلة واستضافة رموز من الاقباط، كذلك الصحافة القومية بدأت في الابتعاد عن نشر ما قد يثير مشاعر المسيحيين. كما خصصت صحيفة "الجمهورية" صفحة كاملة كل يوم أحد للشأن القبطي.
3- مشكلة التطرف الديني وما يتبعها من مشاكل اخرى ذات طابع ديني، كوصف المسيحيون بأنهم كفرة، والدعاء عليهم في صلاة الجمعة، ومشكلة عدم وجود حرية العقيدة، ومشكلة العائدون للمسيحية، ومشكلة التطرف الديني. ومشكلة قانون بناء دور العبادة الموحد، ومشكلة اختطاف الفتيات المسيحيات وأسلمتهن قسراً، ومشكلة خانة الديانة في بطاقة الرقم القومي. وعلى رأس كل هذه المشاكل مشكلة المادة الثانية في الدستور المصري التي تنص على ان ”دين الدولة الاسلام، واللغة العربية لغتها الرسمية، والشريعة الاسلامية هي المصدر الاساسي للتشريع“.
ورد اعضاء الوفد بأن هناك توجه من الدولة نحو الغاء خانة الديانة في بطاقة الرقم القومي. كما أن مشكلة العائدون للمسيحية تم حلها. كما ان قانون بناء دور العبادة الموحد بدأ يتحرك في مجلس الشعب، وسيتم العمل على اصداره في وقت قريب. ومشكلة خطف الفتيات المسيحيات قالوا انها اشاعات، رغم اصرار الحاضرون على أنها بعضها حقيقي وموثق.
كما طالب الحاضرون بضرورة الافراج عن الاب القس متاؤوس وهبة الذي صدر ضده حكم بالسجن خمس سنوات ظلما لاتهامه بتزويج فتاة مسلمة لشخص مسيحي باوراق مزورة.
وفي نهاية اللقاء طرح نيافة الانبا انجيليوس ملخصاً لما اثير من مشاكل، مطالباً:
1- بضرورة محاسبة المخطئ ايا كان منصبه ووظيفته ،
2- ومعالجة مشكلة التطرف خاصة في المصالح الحكومية.
3-وضرورة تطوير المناهج التعليمية.
4-كذلك تحييد الاعلام وعدم السماح بنشر واذاعة ما يثير مشاعر الاقباط.
5- وتعديل المادة الثانية من الدستور المصري.
كما طلب نيافته ايضاً بأن يكون هناك تواصل واتصال بشكل دائم Point of Contact ابلاغنا بما تم التوصل اليه من حلول للمشاكل التي طرحت خلال اللقاء Feed Back امدادنا بمعلومات عما تم التوصل اليه من اصلاحات وحلول للمشاكل خلال الفترة السابقة
الأقباط فى رحاب الوطن الجزء الثالث بقلم الأستاذ كمال غبريال عن الأقباط متحدون
يرى البعض -وربما الكثيرون- أن مطالب الأقباط لتحسين وضعهم داخل الوطن، هي مطالب لدى الدولة أو الحكومة، وأنه يكفي لتحقيقها أن تصدر الحكومة مجموعة من القرارات أو القوانين، تحقق هذه المطالب. . الحقيقة أن عدداً قليلاً فقط من هذه المطالب، ينطبق عليها هذا التوصيف، أما البقية فلا يفيد فيها مثل تلك القرارات الفوقية المنتظرة. . فإلغاء ما يسمى بالخط الهمايوني وشروط العزبي باشا لبناء الكنائس، يحقق بالفعل، وبمجرد صدور قانون موحد لإنشاء دور العبادة، يحقق انهاء مأساة بناء الكنائس، وما يترتب عليها من احتكاكات واعتداءات من الغوغاء المدعومين بالأمن، على الأقباط وكنائسهم، بل وبيوتهم ومحال تجارتهم. . من طلبات الأقباط أيضاً التي لا تحتاج لأكثر من قرار أو قانون، وفي بعض الأحيان لا تحتاج لهذا أو لذاك، بل لمجرد التنبيه على القائمين على الأمور، بتفعيل المواطنة والمساواة في قراراتهم، من هذه الأمور تحديد وتحجيم تواجد الأقباط في الكليات العسكرية والشرطة، ومنعهم تماماً من التواجد في جهاز أمن الدولة، وكأن الأقباط مشكوك في ولائهم لهذا الوطن، رغم أنهم في مقدمة أبنائه الأصلاء (بالطبع ليسوا وحدهم في هذا الانتماء الأصيل، فالانتماء للوطن لا يحدده دين الإنسان)، أيضاً ما يوجه للأقباط من إهانات في وسائل الإعلام المملوكة للدولة، مثل الجرائد والقنوات التليفزيونية المسماة بالقومية، بل وفي مقررات التعليم، كذا الترقيات الوظيفية في الحكومة والقطاع العام، والتي يتم التضييق على الأقباط في الوصول إليها، ويتم تجاوزهم، مما يحرم تلك الوظائف من أكفاء، يمكن أن يقوموا بواجبات تلك الوظائف على أفضل وجه، بالإضافة إلى ما يسببه ذلك التجاوز والظلم من إحباط لهؤلاء الذين يتم تخطيهم في الترقية، وقد يؤدي إلى الحد من عطائهم في عملهم. . مثل هذه الأمور لا يحتاج إصلاحها إلا أن يخلص القائمون على أمور البلاد النية، في تحقيق العدالة والمساواة، والالتزام بمفهوم المواطنة الذي نص عليه الدستور، بالإضافة إلى ضرورة صدور قانون لتجريم التمييز بين المصريين بكل أنواعه، وفي المقدمة بالطبع التمييز الديني.
لكن هناك أموراً ربما كانت هي الأخطر، والأكبر تأثيراً على حاضر الوطن ومستقبله، وليس على الأقباط فقط، هذه لا يفيد فيها قرارات ولاقوانين تصدر، مثل تولي أقباط مناصب محافظين وعمداء كليات ورؤساء جامعات، فمثل هذه الوظائف القيادية الكبرى والمتعلقة بالجماهير، والتي تختلط فيها السياسة بالواجبات الوظيفية، إذا ما تولاها أقباط في هذا الجو السائد من التعصب والاحتقان الطائفي، فإنهم سيترددون وربما يحجمون عن تحقيق العدالة وإحقاق الحق، إذا ما تعلق الأمر بحقوق مواطن قبطي، خوفاً من اتهامهم بالتحيز للأقباط، بل وأحياناً يرتكبون عكس ما يمليه عليهم الضمير المهني، بأن يظلموا وربما يضطهدوا أبناء وطنهم الأقباط، ليكتسبوا شهرة وشعبية لدى المتعصبين المسلمين. . نحن بالتأكيد –ربما جميعاً- كأقباط نلمس هذه الحالة، التي قد تعرض لها بالحتم كثيرون منا. . ومن الطريف أن نقرأ في التاريخ المصري القديم في المرحلة الفرعونية، عما يعرف "بعقدة أخيتي"، حيث كان "أخيتي" هذا وزيراً لفرعون، الذي اكتشف أنه يظلم أهله وعشيرته، لكي يشتهر بالعدالة، بل ونجد المفكر الراحل لويس عوض، يعترف في مذكراته أنه قد أعطى تقييماً منخفضاً لرسالة الدكتوراه التي قدمها أخوه رمسيس، فيما الأستاذان الآخران (وهما مسلمان) أعطيا الراسلة تقديراً مرتفعاً، ونجد العظيم لويس عوض يسجل على نفسه هذا الضعف، وينهي تلك القصة بحكمة رائعة قائلاً: "البعض يحكم بالظلم، لكي يشتهر بالعدل". . ويضاف إلى هذا أيضاً تجنبهم للدخول في مواجهات بصفة عامة، أياً كان أطراف الموضوع، لشعورهم بضعف موقفهم، وخوفهم من الإقالة أو ما شابه، بالطبع يتحمل البعض من الأقباط الذين يفعلون هذا جزءاً من اللوم، على ترددهم وضعف شخصياتهم، لكن اللوم الأكبر في رأيي، يقع على الوسط المحتقن بالتعصب، والذي يتطلب من حامل راية الحق أن يكون بطلاً أو فدائياً. . وأغلب الناس ليسوا أبطالاً، ونستطيع أن نقول "بئس المجتمع الذي يحتاج إحقاق الحق فيه إلى بطولة"!!
هذه الحالة –والتي تمثل الغالب الأعم- لا يفيد فيها القرارات والقوانين، لأنها متعقلة بالجو السائد في المجتمع، وهو ما يخرج تغييره بالفعل عن إمكانيات جهاز الدولة بجميع مستوياته. . فهي تتعلق وترتهن بتغيير ثقافة شعب، إلى التسامح بدلاً من التعصب، والمحبة بدلاً من الكراهية، وهذا لا يتحقق أبداً بقرارات فوقية، فقط الحراك الاجتماعي وتفاعلاته، هي وحدها التي يمكن أن تحسن من هذه الحالة، أو تزيدها تدهوراً. . لقد تعود المصريون عموماً على تحميل الدولة كل همومهم، وإسناد كل البلايا والأخطاء في حياتنا إليها، رغم أن الأهم والأخطر من مآسي حياتنا، لا ترجع بالأساس إلى الحاكم، وإنما إلى المحكومين المتضررين الشاكين أنفسهم.
البرلمان أو مجلس الشعب، تلك الهيئة التشريعية فائقة الأهمية والخطورة، تكاد تخلو من الأقباط، اللهم من يعينهم رئيس الجمهورية، فيكون ولاؤهم له، لا للشعب ولا للأقباط، ويلعبون دور المبرر لمواقف الدولة المتخاذلة تجاه معاناة الأقباط، بل ويستند إليهم الحاكم في تمرير ما يريد تمريره، وتكاد تنحصر مواقفهم في تجميل وتبييض الوجه الأسود للحالة الدينية المصرية.
لا نتفق أيضاً مع من يطالبون بكوتة للأقباط، أي تحديد نسبة معينة لتمثيلهم في البرلمان، فهذا لن يحل المشكلة الطائفية بمصر، بل يعطيها تكريساً، بتقنين الانفصال الطائفي، وقسمة المصريين في مجال السياسة على أساس الدين، وبالإضافة إلى أن أعلى نسبة يمكن أن تعطى للأقباط، لن تكون كافية لتمرير أي قانون أو قرار في مقابل أغلبية غير قبطية، خاصة وأن وضع الاستقطاب الديني هذا، سوف يجعل الأغلبية ترى نفسها دائماً، كما لو كانت خصماً أو طرفاً آخر. . أيضاً نظام الكوتة سوف يؤدي لدخول عناصر قبطية غير منخرطة في العمل العام، علاوة على أن ولاءها سيكون لمن أوصلها إلى الموقع، الذي تستشعر بالتأكيد أنها لا تستحقه، ولم تحصل عليه بجدارتها الخاصة. . نستبعد هنا أيضاً حجة أن الكوتة يمكن أن تكون مؤقتة، لتشجيع الأقباط على الانخراط في العمل العام، ليرتقي بعد ذلك مستواها ونشاطها إلى المستوى المطلوب، ذلك أن الخبرة المصرية في هذا الشأن تثبت عكس ذلك، فنسبة 50% للعمال والفلاحين، لم تحرضهم طوال تلك العقود الطوال على التحسين من مستواهم في الأداء السياسي، بل بالعكس، تدفعهم للكسل وللاتكال على صفة العمل والفلاح، وعلى ترشيح الحزب الوطني لهم.
خلاصة القول أن ما ندعو إليه من نزول الأقباط للاندماج في ساحة العمل العام، هو الحل والوحيد، والأمل إن كان هنالك ثمة أمل، في تحقيق آمال الشعب المصري، وفي القلب منه الأقباط، في حياة أفضل وغد مشرق، لا يضطر فيه أبناؤنا وأحفادنا، إلى الوقوف طوابير على أبواب السفارات الأجنبية، طلباً لتأشيرة دخول، تنقذ مستقبلهم من الضياع
19.5.09
الدنيا ربيع والجو بديع واكتم لى على انفاس الجميع بقلم دكتور وجيه رؤوف
الدنيا ربيع والجو بديع واكتم لى على أنفاس الجميع
حينما استرجع زكريات الماضى الجميل والفن العظيم واتذكر اغنيه سندريلا الشاشه المصريه سعاد حسنى وهى تنطلق بأغنيه الربيع وتقول : الدنيا ربيع والجو بديع قفلى على كل المواضيع وهى دعوه لأن يتحرر الأنسان من مشاكله التى تنغص عليه حياته لينساها ويتجه الى الطبيعه التى خلقها الله ليشارك فرحه النباتات وفرحه الطيور وفرحه جميع الكائنات بهذا الجو الجميل , ولا أنسى أغنيه سلطان الطرب الفنان فريد الأطرش فى رائعته (الربيع) التى يقول مطلعها : ادى الربيع عاد من تانى والبدر هلت أنواره,وكان يأتى شم النسيم ونخرج جميعا الى الحدائق والجناين لنتنسم هذا العبير الجميل ومما كان يسعدنا فى هذه المناسبه هو مشاركه أخوتنا المسلمين معنا فى هذا الأحتفال وكنا نسعد ان يجمعنا هذا الأحتفال تحت رايه المحبه للطبيعه وخالقها ,ومن المعلوم ان الفراعنه كانوا يحتفلو بهذا العيد وكانوا يخرجون الى الحدائق ايضا محتفلين اى ان هذا العيد كان منذ القدم وكان الجميع يقدر الطبيعه ويتنسمها و أحسب اننا بحاجه الى مثل هذه النزهه الجميله خصوصا فى هذه الأيام وقد زادت مسئوليتنا وزادت اعباءنا حتى اننا حينما نسير فى الطرقات نحمل معنا همومنا على اكتافنا فننسى حتى ان نتأمل الطريق من كثره مشاغلنا , حقيقه اننا ننتظر جميعنا هذا اليوم حتى نلقى اعباءنا خلفنا ونجدد حياتنا بتنسم هذا العبير الجميل , ونحن اذ نسعى بكل جهودنا ان نطور حياتنا وعلاقاتنا مع اخوتنا فى الوطن فما احوجنا ان نجتمع فى مناسبات مثل هذه لننسى الفروق الشكليه ولتزول اشكال الفرز الطائفى بيننا , وأذكر اننا فى رمضان حريصين كاقباط ان نشترى الكنافه والقطايف مثل أخوتنا المسلمين ولا أنسى ابدا فى طفولتى حينما كان يحضر لى والدى فانوس رمضان لكى امرح به مع أولاد حارتى وجيرانى كما لاأنسى الحصان الحلاوه والعروسه الحلاوه فى المولد النبوى بالأضافه الى حلوى المولد من الحمصيه والفوليه وجوز الهند التى أحرص على شرائها للأن فى هذه المناسبات كما لا أنسى ذهابى الى مولد سيدى أحمد فى منطقه الدير حين كان زملائى فى العمل يدعوننى أليه ولم أجد غضاضه يوما فى مشاركه اخوتى فى الوطن فى هذه المناسبات الجميله و لم أذكر يوما ان جاء احد رجال الدين المسيحى لينهرنى عن هذه المناسبات بل على العكس فالكل يشجع عليها حتى نزيد من اواصر الترابط بين نسيج الأمه ,ولكن ؟؟!!
شاهدت احد الفيديوهات المصوره على الفيس بوك وكان عنوان هذا الفيديوا يقول ( الشيخ اسحق الحوينى يحرم الأحتفال بيوم شم النسيم ) وكانت دهشتى حينما شاهدت هذا الفيديوا واجد دعوه من هذا الشيخ الجليل الى كل المسلمين بعدم المشاركه فى الأحتفال بيوم شم النسيم حيث ان هذا العيد هو عيد للمشركين وقد اجمع معظم العلماء بان مشاركه المشركين فى هذا العيد محرمه وان كل من يحتفل بهذا العيد قد آثم قلبه كما أضاف انه محرم على كل مسلم ان يتاجر بأى بضاعه تستخدم فى هذا العيد فمحرم على كل مسلم ان يبيع الفسيخ أو الرنجه أو البيض وان كل من باع هذه الأشياء فى هذا اليوم كان ماله حرام , كما ذكر ان هؤلاء المشركين كتب عليهم بارادتهم ان يعانوا الذل والهوان طالما لم يهتدوا ,
الى هنا واتوقف !! هل هناك دعاوى الى الفتنه أقوى من هذا وهل هناك دعوه الى الفرز الطائفى أكثر من هذا وهل هناك دعوه الى كراهيه الآخر وعدم تقبله أكتر من هذا ؟؟!!
عموما قضيه المشركين انا لن أخوض فيها فانا لست برجل دين وهناك من رجال الدين المسيحى الكثيرين اللذين يستطيعوا ان يردوا على هذه الأدعاءات ولن أناقشها , ولكن اذهلتنى كلمه ان هؤلاء المشركين كتب عليهم الذل والهوان من الله ,
فأذا كنت ايها العالم الجليل ترى ان مشركى مصر قد كتب عليهم الذل والهوان هذا من الجائز ان يكون صحيحا لأنهم قبلوا ان يعاشروا أشخاص يحملو فكرا متطرفا مثل تلك الأفكار التى تدعوا اليها ولكن لنقف لحظه :
هل مشركى أمريكا كتب عليهم الذل ايضا ؟؟
هل مشركى أوروبا كتب عليهم الذل ايضا ؟؟
هل مشركى الهند و الصين واليابان كتب عليهم الذل ايضا ؟؟
أعتقد لا ياشيخنا الفاضل ولكن احسب ان كل هؤلاء سيعانون الذل فى المستقبل اذا تركوا مثل تلك الأفكار الهدامه تنتشر وتستشرى ,
وصفتنا بالمشركين نعم
وصفتنا بالكفار نعم
وصفتنا بانه كتب علينا الذل نعم
ولكنى أقول لك اذا كان عندك اليقين ان مصيرنا هوالنار وأن مثوانا جهنم أليس هذا ادعى ان يكون فى قلبك رحمه تجاهنا وان ترثوا لحالنا حيث ان مصيرنا جهنم أم انها نارا دنيا وأخره ,
أقول لك ياشيخنا نحن ضد أزدراء الأديان ونحن وقفنا ضد الرسوم المسيئه التى توجه الى الأسلام ونحن نرفض الهجوم على الدين الأسلامى كما نرفض هجومك علينا ,
وأقول لك كلمه لا أملك غيرها :
سامحك ألله
د / وجيه رؤوف
12.5.09
وشهد شاهد من أهلها الجزء الأول ( عدم جدوى القوافل الطبيه )
وشهد شاهد من أهلها
الجزء الأول
عدم جدوى القوافل الطبيه
تتسابق معظم الوزارات فى مصر محاوله بذل اى مجهود يظهر عملها ونشاطها على المستوى المحلى , وحقيقه تبذل وزاره الصحه عن نيه حسنه مجهودا كبيرا لمحاوله الآرتقاء بالناحيه الصحيه فى مصر وتاخذ فى ذلك بكل المشورات التى من شأنها رفع الكفاءه الطبيه , ولكن !!!!؟؟؟ لنقف هنا سويا وقفه متأنيه بالدراسه والتحليل ,
فمثلا هناك فاصل كبير يفصل مابين الساده المسئولين الكبار فى الوزاره فى القاهره ومايحدث داخل الكواليس وهناك ايضا فاصل كبير مابين وكلاء الوزاره والمسئوليين الصغار اللذين يؤدون معظم الأعمال ,
فأذا سرنا على قاعده كله تمام يافندم فستجد فعلا انه كله تمام يافندم ولكن على الورق فقط وعلى ارض الواقع ليس هناك تمام ولا يحزنون وربما كان هناك من يحزنون,
اذاى بقى ؟؟!! انا أقول لمعاليكم أذاى :
بناء على استيفاء الأوراق يتم تبليغ مديريات الشئون الصحيه بخروج قافله طبيه الى البلد الفلانى وكانت مكونه من عشرون عربه مجهزه وأكثر من خمسون طبيبا من مختلف التخصصات بالأضافه الى عربات مجهزه لعمل التحاليل والأشعه وخلافه,
وقد ادت القافله والساده الأطباء والفنيين والأداريين عملهم بكفاءه كم تم فحص عدد كبير من الحالات وعمل أشعات وتحاليل ونجحت القافله فى احتواء الكثير من الحالات وعلاجها ,
وبنفس الطريقه تقوم مديريه الشئون الصحيه المعنيه بتبليغ نفس الرساله الى الوزاره فى القاهره , الى هنا والكلام جميل والدنيا ربيع والجو بديع وقفل لى على كل المواضيع ,
نيجى بقى للحقيقه فالساده فى الوزاره والساده فى المديريه لايعلمون بحقيقه ما يحدث ,
فأنه عاده مايسبق هذه القوافل اعداد ضخم ومصاريف ضخمه من أعداد مكان كبير واسع عباره عن عده قراريط من الأرض الفضاء حيث يتم اعدادها وفرشها كفراشه كبيره مجهزه تحوى داخلها عربات وتلك العربات تمثل غرف للكشف على المرضى داخلها وهى عربات اسعاف مكيفه , وفى نفس الوقت توجد صيدليه مجهزه داخل المكان لصرف العلاج اللازم ,
طبعا يسبق هذه القافله أعلان مسبق داخل البلده عن ميعاد القافله التى سيأتى فيها كبار الأطباء ,
والحقيقه ان هؤلاء الأطباء هم اطباء المديريه و البعض من اطباء المستشفى المركزى التابعه لها البلده ,هذا ليس المهم فالأطباء اولا وأخيرا اطباء ولكن المهم فيما يحدث داخل هذه القوافل ,
طبعا يتم الأعلان عن هذه القافله كما قلنا مسبقا مع الأشاره الى ان الكشف والعلاج مجانى والتحاليل والأشعه كذلك مجانيه , طبعا ده جميل لو وجه فى الأطار الصحيح والى الفئه المحتاجه فعلا ولكن الذى يحدث هو تراكم عدد كبير جدا للكشف وللفحص والحقيقه من الممكن ان يكون من يحتاج للفحص هم خمسه وعشرون بالمائه فقط من هذا العدد ( البعض بييجى القافله ويقول انا كويس بس عايز اعمل اشعات وتحاليل علشان أطمن ) ده مش عيب ومش مشكله ان الأنسان يتقدم للفحص للأطمئنان على صحته فذلك يتم بشكل دورى فى البلاد المتقدمه ,
ولكن المشكله فى ما سيأتى :
طبعا يتزاحم عدد كبير من الأهالى للكشف وتستخرج لهم الأوراق الازمه للفحص وتتوجه هذه الأعداد كل الى العربه المتخصصه فى مرضه وهى هنا تعتبر العياده , طبعا اعداد غفيره مطالب من الطبيب ان يقوم بفحصها وكتابه الفحوصات اللازمه ثم كتابه التشخيص والعلاج وهذه العمليه ليست سهله فمحدد لكل تشخيص كود ينبغى كتابته امام خانه التشخيص وكذ الفحوصات لها كود وكذا الأدويه لها كود , وطبعا يحاول الطبيب المخلص فى عمله ان يستمع الى المرضى ثم يقوم بفحصهم ثم يقوم بكتابه الفحوص اللازمه ثم بعد ذلك كتابه التشخيص كل ذلك داخل تلك العربه الضيقه وخلفه جهاز تكييف العربه بيطس فى قفاه ,المهم يحاول هذا الطبيب ان يرضى ضميره بان يستمع لشكوى المرضى كى يقوم بتشخيص الحاله وكتابه العلاج اللازم ولكن يأتى أليه البعض من الأداريين الخاصين بالقافله ويقول له : أنت بتعمل ايه يادكتور انت هتقعد تفحص الحاله فى ربع ساعه قدامك متين واحد عايزين يكشفوا احسبها بقى لازم نخلصهم هتقعد لأمتى انت كده هتبيتنا هنا النهارده , حاول تنجز الله يرضى عليك ,
طبعا الأدارى عنده حق انه يقول كده احسبوها معايا ربع ساعه فى مائتى مريض تبقى كام ,
وطبعا الدكتور عنده حق عايز يرضى ضميره وعايز يؤدى عمله على خير وجه ,
تفتكروا لو أنجز زى مقال له الأدارى :أنجز الله يرضى عليك
تفتكروا ربنا هيرضى عليه فعلا وخصوصا ان بعض الحالات محتاجه فعلا كشف بدقه ,
عموما حدث مع احد الأطباء انه حاول يؤدى عمله وفى نفس الوقت ينجز فما كان هو ان هذا الطبيب جات له ازمه قصور فى الشريان التاجى ولم يستطع أكمال عمله لأنه كان ممكن يموت وترك العمل ليكمله زميل آخر ,لكم ان تتخيلوا ان هذا الطبيب فحص اكتر من مائه حاله فى ثلاث ساعات ,
المهم مااريد قوله هو ان هذه القوافل لاتقدم جديد للأمانه واذا كانت الوزاره تريد خدمه الناس فمن الممكن ان توجه هذا الأموال الكثيره الى تطوير المستشفيات فعليا وليس شكليا لكى تقدم فعلا خدمه يرضى عنها الله وخصوصا ان تلك القوافل تذهب الى بلدان تبعد عن المستشفيات المركزيه بضعه كيلومترات قليله ولا تحتاج تلك البلدان الى تلك القوافل فعليا كما أن الفحص فى تلك المساحه الضيقه داخل عربات مغلقه من الممكن ان ينقل العدوى من المرضى الى طاقم المعالجين ولكم ان تتخيلوا ونحن معرضون لأنفلونزا الطيور وخلافه حجم الكارثه التى من الممكن أت تحدث ,
أعقلوها معى : من الممكن ان تكون تلك القوافل داخل المستشفيات نفسها بكل امكانياتها وبالمجان أيضا وتحدد لها فترات يسبق الأعلان عنها ,
اعتقد أن هذا الرأى هو الأمثل والمقبول شكليا وفعليا ,
أتوجه بهذه الرساله الى معالى الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحه الذى نكن له كل احترام وتقدير والى الساده وكلاء الوزاره لكى يطبقوا هذا الأقتراح حتى نستطيع فعلا تقديم خدمه طبيه أفضل ,ولهم جزيل الشكر ,
ملحوظه : كاتب هذا المقال كان طبيبا فى احد القوافل اليوم ( وشهد شاهد من اهلها )
دمتم فى سلامه الله د / وجيه رؤوف
10.5.09
تاهت قضيتنا بقلم الأستاذ نشأت عدلى
تــاهــت قضيتنا
كلتّ الأقلام من الكتابة عن موضوعات الإضطهاد الدينى ...وإعتبار الأقباط مواطنين من الدرجة الثانيه ...والمشكلة تكمن فى أن الكتّاب والمفكرين يشخصوا الواقع الذى نعيشه بواقعية محايده ...وبدون أية مبالغة
وفى الجهة المقابلة ...تجد رجال الأكليروس ينفون .. وبشدة الواثقين كل هذه الأحداث ...بل وينسفونها من أساسها ...بل ويتعتبرون أن الأقباط يعيشون الأن أزهى عصورهم ... كما لو كانت أعينهم قد ضعفت رؤيتها ..أو أنهم لم يروا هذه الأحداث أو لم يسمعوا بها ...و كل الكتّاب مبالغين فى طرحهم للقضايا ..ورؤيتهم تشاؤمية ..وهم وحدهم الذين يملكوا الرؤية الصحيحة لكل الأحدث ...كما لو كانوا من كوكب أخر..
العالم كله يتحدث عن وقائع مرئية ..ومعروفة لا تقبل أية تبريرات ...وأحداث يراها العالم كله على الهواء مباشرة بدون رتوش ..وإذ بأحد هؤلاء يخرج لنا ... ببيان ينفى فيه كل ماحدث ...ويبرروا هذه بأنها ليست هى الصورة الحقيقية للموضوع ...وكأن العالم كله له رؤية خاطئه وهم وحدهم أصحاب الرؤية السليمة التى لا تقبل الشك والجدل ...
كيف يكون رجل دين ..ولا يصرح بحقائق معروفه للجميع ..ألا يعلموا أنهم بهذه التصرفات والتصريحات قد فقدوا مصداقيتهم عند الدولة أولا ثم الناس ثانيا ...ومن المعروف أن رجال الله لا يخشون إلا الله ..ولا يجاملوا على حساب الحق حتى لو سُجِنا جميعا ... ولكن مع الأسف أصبحت نغمة المجاملة والنفاق شديدة وثقيلة ...خاصة فى هذا العهد ...
كانوا سابقا يتكلمون ..وينتقدون ..ويوضحون كل شيئ بدون خوف من سجن أو إعتقال ...ولكن الشيخوخة أصابت قلوبهم ..فترجمتها تصريحاتهم ... إننا لم نسمع منذ أيام عبد الناصر إلى الأن عن كاهن تم سجنه ..(ماعدا قرارات سبتمر).. لو كان أبونا متياس مذنبا...ما كان تجرأ قلم على أن يدافع عنه ...ولا تجرأ أحد على أن يقف ويصرخ بأن هذا الرجل قد ظُلم ...وماذا كان موقف الكنيسة ؟؟؟ هل طالبت بلإفراج عن كاهنها المظلوم ..؟!!
لقد فقدوا مهابتهم من كثرة نفاقهم للدولة .. ولم يصبح لهم مكان .. وأصبحوا متهاونين حتى فى حقوقهم .. لقد حكمت المحكمة على القاتل بالبرأة ..وأدخلت البريئ السجن ... هل الضغوط وصلت إلى هذا الحد ..أن يتخاذل رجل الدين ...وينزوي ويتملص من كلمة الحق ..وأصبحت كلمة الحق عل أفواههم ضددنا ...مستعملين السلطان فى غير محله ..
وهاهم الأن ..ما جرأ أحد منهم على طرح قضية الأب المسجون إعلاميا كما أدلوا بدلوهم فى موافقتهم على قتل الخنازير .بدون تروى أو دراسة ..العالم كله يدين هذه المذبحة ..وهم وقفوا وحدهم يؤيدونها ...مدعين أن الحكومة تحافظ على حياة الشعب ..والحقيقة أننا يجب أن نحافظ على حياة الخنازير من البشر .لأن العدوى تنتقل إليهم من الإنسان .
هل تكلم أحد منهم عن الحكم الغير عادل الذى حكم على قاتل يشوع بالبرأة ؟
هل أعترض أحد منهم على غلق كنائس عامره ؟
هل طالبوا بحمايتهم من المعتدين على بيعتنا فى كل مكان ؟؟
مواقف يندى لها الحبين ..الأقلام تصرخ ..وهم يكسرون أقلامنا .. ليتنا نفيق ونتعلم أن النفاق لا يحل مشكلة والسكوت لا يبنى ..أرجوكم وأتوسل إليكم أن تسكتوا وتدعوا المتخصصين يعرضوا القضية بوضوح وصراحة بدون نفاق .. رجال أعمالكم أصابهم النفاق حفاظا على مصلحهم الشخصية فهم لا يشعرون بما نكابده من آلام
الأقباط فى رحاب الوطن الجزء الثانى بقلم الأستاذ كمال غبريال عن الأقباط متحدون
بقلم: كمال غبريالفي بحثنا عن كيفية اندماج الأقباط في ساحة العمل العام والحياة الاجتماعية والسياسية بالوطن، بدأنا بما يمكن أن يقدمه الأقباط من خدمات للمجتمع كمرحلة أولى، تشجع أخوة الوطن وتحرضهم، على إفساح المجال لنشاط الأقباط، في كافة مواقع العمل الأهلي، تلك المواقع التي تسببت حالة التعصب والاحتقان الطائفي، في غلقها في وجه الأقباط، بما أدى أيضاً لتهميش دور الناشطين المستنيرين من المسلمين، وسيطرة جماعة الإخوان المحظورة على كافة النقابات المهنية مثلاً، واستخدامها كواجهة شرعية، يمارسون من خلالها أنشطتهم غير الشرعية، عازفين عن واجبات تلك النقابات المهنية، تجاه مختلف المهن وأهلها، للتركيز على مساندة عصابات الإرهاب المستترة بالدين في كافة أنحاء العالم، بداية من الشيشان والبوسنة والهرسك، حتى لبنان وفلسطين، ولم تجد الدولة المصرية إزاء هذا الوضع الخطير على سلامة الوطن وأمنه، غير أن تفرض الحراسة على هذه النقابات، لكن الجماعة المحظورة الدؤوبة على تحقيق أهدافها، نراها تلجأ للقضاء، لاستصدار أحكام بإلغاء الحراسة وإجراء انتخابات، ما لو تحقق ستعود سيطرة عناصرها على النقابات من جديد. . هذا يوضح بجلاء أهمية نزول الأقباط إلى ساحة العمل العام، فوضع أيديهم في أيدي إخوانهم وزملاء مهنهم المختلفة من المسلمين المستنيرين، كفيل بتحجيم تلك الجماعة المتخصصة في التربص بهذا الوطن وبأبنائه، كما سيكشف أيضاً عن الحجم الحقيقي لتلك الجماعة، التي تدعي لنفسها تمثيل غالبية الشعب، رغم أن اعتمادها الحقيقي، هو على سلبية المواطن المصري، مسلماً كان أم مسيحياً. . فالأقباط ثروة ورصيد وطني ضخم، لابد وأن نسعى بكل السبل إلى توظيفه وتفعيلة، لانتشال وطننا من الهاوية التي يسقط فيها يوماً فيوماً.فلنبحث بداية ما لدينا الآن بالفعل كأقباط لنقدمه للمجتمع. . هنالك مثلاً دروس التقوية التي تعقد بالكنائس، والتي من الجميل أن نرى حالياً، مدرسين من المسلمين يقومون بالتدريس بها، لكن الطلبة هم من الأقباط فقط. . فماذا لو فتحنا تلك الخدمة للجميع؟. . أليس من المؤكد في هذه الحالة، أن يساهم هذا في مزيد من الاندماج، وتحفيف أو إزالة حالة الاستقطاب والاحتقان الديني، الموجودة بالفعل بين تلاميذ المدارس؟هل من العسير أو المكلف مالياً، أن يُقبل الطلبة الفقراء من كافة المصريين في حصص التقوية هذه، دون مقابل مادي؟. . ألا يخلق مثل هذا التوجه أيضاً، حالة من التعاطف والتكافل المجتمعي، والتوحيد بين أبناء الحي الواحد، بما يبشر بتلافي توجهات وممارسات عدائية، نجدها الآن تشتعل لأقل هفوة هنا أو هناك؟وإذا فعلنا نفس الشيء في خدمة العلاج الطبي، التي تقدم حالياً للجميع، بأن نخصص نسبة معينة من الحالات للعلاج المجاني الكامل أو الجزئي للفقراء من الكافة، ألا ترون معي أن هذا كفيل بتحويل التوجه العدائي نحو الكنيسة لدى البعض، إلى توجه محبة، مادام ينالهم منها خير؟نفس هذا النهج يمكن تطبيقه على سائر الأنشطة التي تمارسها الكنائس الآن، وهذا بالطبع يجب أن يترافق مع تحويل ذلك النشاط الخارج عن حدود العبادة، ليكون عبارة عن نشاط لجمعيات أهلية، يتم تأسيسها وفقاً لقانون جمعيات العمل الأهلي، وتكون مواردها من تبرعات أهل الخير ورجال الأعمال، ومنفصلة تماماً عن أموال الكنائس، وهي بهذا ستصير مؤسسات وطنية ضمن منظومة العمل المدني، وبالتالي سيخضع نشاطها وميزانياتها للرقابة من قبل الوزارة المختصة، بما يضمن الشفافية، ويضمن سير العمل بها وفق الضوابط الإدارية والمالية المناسبة لمثل تلك الأنشطة، التي تحتاج بالتأكيد في إدارتها، إلى نظم تختلف جذرياً عن النظم المتبعة في دور عبادة، تقوم تعاملاتها بالأساس على الثقة ومعايير التقوى والإيمان، والتي لا يخفى على أحد أنها لا تناسب أعمالاً بشرية ومادية كتلك التي استعرضناها.لو تصرفنا بهذا الشكل، سوف تقل المقاومة لإنشاء الكنائس هنا وهناك إلى حد كبير، وسوف تكون استجابة الغوغاء لمحرضيهم ضد بناء الكنائس أقل وأقل مع الوقت، لأن إنشاء الكنيسة لن يكون أمراً متعلقاً بالأقباط وعبادتهم فقط، بل سيتوقع الجميع وخاصة الفقراء، أن الكنيسة ستقدم يدها بالخير للجميع. . ولعلنا نرى بعد ذلك المساجد تفعل نفس الشيء، ويقوم القائمون على أمورها باستبعاد المحرضين على الكراهية، ليعمل الجميع معاً كجيران وكبشر متحضرين ومتكافلين، لا كأعداء متكارهين متخاصمين.أستطيع الآن أن أقرأ أفكار من يطالع تلك الكلمات، متهماً إياي بأنني أغرق في أحلام رومانسية. . أنا فعلاً أحلم. . أحلم بغد أفضل، فالحلم الجميل والنبيل هو المقدمة الضرورية لأي تقدم إنساني. . كان هذا صحيحاً على امتداد التاريخ الإنساني، ومازال وسيبقى هذا دائماً صحيحاً، أن أحلام الأمس هي إنجازات اليوم والغد، لكن تحويل الأحلام إلى حقائق واقعية، لم ولن يكون طريقاً سهلاً مفروشاً بالورود، لكنه طريق صعب مليء بالأشواك، ويحتاج إلى الرجال الأشداء والمخلصين للسير فيه قدماً، لتحقيق غاياتهم النبيلة.إن الذين يحلمون بالبغضاء والدماء، يسعون جاهدين لتحقيق أحلامهم العنصرية البغيضة، ويصلون في جهدهم هذا إلى تفجير أنفسهم، لكي يقتلوا أكبر عدد من البشر. . فلماذا لا نحلم نحن بعالم يسوده الحب وعمل الخير، ونسعى بالفعل بكل الجهد والإصرار، لتحقيق تلك الأحلام، التي قد تبدو للبعض الآن مستحيلة؟تبدو من تعليقات القراء على سلسلة مقالاتي هذه، وأيضاً من المناقشات مع الأهل والمعارف من الأقباط، أن البعض يتصورون أن الكنيسة يمكن أن تكون بديلاً للوطن، أو أن تكون وطناً بديلاً للأقباط، يهربون إليه من جحيم الوطن المصري، فيوفر لهم الأمن والأمان المفتقد في الوطن، ويوفر لهم بالطبع فوق ذلك مكاناً في ملكوت السماوات.النقطة الأخيرة لا خلاف عليها، وهي أن الالتصاق بالكنيسة الأرضية، يوفر (وفق شروط معينة ومعروفة) مكاناً للمؤمن وسط زمرة القديسين في الكنيسة السماوية. . لكن ما ينبغي مراجعته، هو تصور الأقباط للكنيسة وطبيعتها وإمكانياتها ودورها في حياتهم. . فالكنيسة ليست كياناً روحياً معلقاً في الفضاء أو في السماء، ولو كانت بالفعل كذلك، لكانت هي الخيار الأفضل، الذي يغنينا عن الكد والكدر على أرض الواقع، أو بالتعبير الكنسي الشقاء في هذا العالم الذي وضع في الشرير. . الأقباط لا يمتلكون (كما يتصور البعض) رفاهية الاختيار، بين التواجد في "سماء أرضية" هي الكنيسة، وبين الاندماج في الوطن (العالم) بكل ما فيه من مشاكل، ومن فيه من بشر أخيار وأشرار، صالحين وفاسدين. . فالكنيسة أولاً ليست مجالاً لأي خيار، ولا هي أيضاً البديل لأي شيء، لأنها هي الحضن الروحي، الذي لا غنى للمسيحي عنه، والذي لا يمكن أن يعوضه عنه أي شيء آخر. . في المقابل نحن (أو أي جماعة) لن نستطيع أن نهرب من هذا العالم، إلا في أضغاث الأحلام، أو بالغرق في فكر مُغَيِّب للعقل. . بهذا يكون وضع الكنيسة في مواجهة الوطن خطيئة كبرى، في حق كل من الكنيسة والوطن، ويكون كل من يقول بأن أحدهما يمكن أن يغني عن الآخر، يمارس التزييف والادعاء، ويبيع الوهم للناس، بوقاحة وجسارة.فأنا أزعم (حتى لو اعتبر البعض أنني بهذا أُعَدُ من المهرطقين) أن مباني الكنائس من خرسانة مكسوة بالرخام، وليست من أثير أو أنوار سماوية، وأنها مُقامة على أرض مادية، هنا أو هناك بامتداد الوطن المصري، وليست مُعلقة في الفضاء الكوني. . كما أدعي أن من يدخلون ويخرجون منها، هم بشر من لحم ودم، ولكي يبقى هؤلاء الناس على قيد الحياة (الفانية هذه)، لابد لهم من غذاء وكساء ومأوى، وهذه لن تتوفر لهم إلا عبر ارتباطهم بسائر من على تلك البقعة المسماة وطن، سواء اعتبرناهم أخياراً أم أشراراً، مؤمنين أم من أولاد هذا العالم (الذي لو احتقرناه، فلابد وأنه أيضاً سيحتقرنا) . . أستطيع أيضاً أن أقول، أن كل من يقول لنا غير هذا هو مخادع، وكل من يصدقه ساذج ومغيب العقل، وقانا الله شر السذاجة، وشر غيبوبة العقل.
6.5.09
الخنازير والحناجير والخناجير بقلم دكتور وجيه رؤوف
الخنازير والحناجير والخناجير
كثر فى الفتره الأخيره الحديث عن الخنازير وانفلونزا الخنازير , والحقيقه لقد خاض الكثيرون فى الحديث عن هذه الأزمه وكيف لا وقد جاء اسم الخنازير ومعروف الكراهيه الداخليه للخنازير من معظم المصريين وخصوصا ان زرائبها تصدر عنها روائح كريهه وخصوصا على طريق المحور وفى مدن القليوبيه وقد تصدرت اخبار تلك الزرائب جرائد الصحف منذ فتره ومعروف مشاكل المحليات مع اصحاب تلك الزرائب ومطالب المحليات لنقلها خارج الكتله السكنيه والحقيقه انا مع هذا الرأى فلايصح ان تبقى تلك الزرائب وهذه الروائح داخل العاصمه واعتقد ان الكثيرين سيوافقونى هذا الرأى , ولكن منذ حدوث تلك المشكله بات اصحاب هذه الزرائب يشعرون ان هناك مؤامرات تدار ضدهم وحينما جاء موضوع انفلونزا الخنازير جاءت هذه القصه كالقشه التى قضمت ظهر البعير فقد قام كثيرون بالهجوم على اصحاب المزارع مربيى الخنازير كما صرخ أخرون يحركهم الوازع الدينى على اساس ان الخنازير نجسه لايجب تربيتها ويجب اعدامها لأنها أساس كل بلاء ,
عموما نحن هنا لنناقش هذا الأمر برويه وحياديه فيجب علينا ذكر الحقيقه مجرده من كل نوازع داخليه ,
مشهور علميا وصحيا ان الخنازير تحمل داخلها طفيليات الفاشيولا التى ان اصيب بها الأنسان مرض بامراض شديده بالكبد حيث ان الخنزير يحمل طورا معينا من أطوار هذا المرض وقد ذكر كثيرون خطوره هذا ولكننا هنا نقول بعض الخنازير تحمل هذا الطور وبعضها لايحمله حسب تعرضها لهذا المرض فان تربت الخنازير فى جو صحى لا تصاب بهذا المرض ولاتحمله ولاتكون طورا من أطواره وايضا نقول ان الأبقار تحمل اطوارا لطفيليات وديدان عده وكذلك الكثير من الحيوانات تحمل اطوارا للتينيا ساجيناتا والتينيا سوليم ولذلك فمعظم الحيوانات معرضه لأن تكون طورا حاملا للمرض ,
ونأتى الى الخنازير التى شاء حظها النحس ان تكون طورا من اطوار تحور انفلونزا الطيور فما الذى حدث :
فى المكسيك كانت هناك خنازير تربى فى حظائر مشتركه مع الطيور ولحظ الخنازير التعس اصيبت الطيور بالأنفلونزا ونقلتها الى الخنازير و كما أثبت انه فى حادثه اخرى اصيب احد الأفراد بانفلونزا الطيور ومن ثم نقل هذا المصاب انفلونزا الطيور الى الخنزير الذى بعد ان أصيب نقل هذا الفيرس الى الأنسان ,
بمعنى آخر ولكى اسهلها لكم لو أن فى تلك الحظائر التى تواجد فيها الخنازير مع الطيور المصابه كانت هناك ابقار وأحصنه لتم اصابه تلك الأبقار وتلك الأحصنه ولصار هؤلاء حاضنى لطور المرض بدلا من الخنازير ,
طبعا فى الأمور الخاصه بالصحه نحن دائما نتجه الى وزاره الصحه لكى تدلو بدلوها فى هذا الأمر حيث انها المنوط بها مناقشه امور الصحه الخاصه بشعب مصر , وعلى الرغم من انه لم تحدث أصابه واحده لخنزير واحد داخل مصر الى انه تم رفع حاله الأستعداد فى مصر الى الدرجه القصوى وفتح مجلس الشعب وتم مناقشه مشروع الخنازير الذى لم تحدث منه حاله ضحيه واحده ولم ينفتح مجلس الشعب لمناقشه قانون دور العباده الموحد الذى بسبب عدم صدوره ترتوى ارض مصر بدماء الضحايا ودموعهم من الأقباط مع ان مثل هذا القانون لو صدر لضمن الوحده الوطنيه والتى كما يدعون تعتبر قضيه امن قومى , لكن وحده قوميه أيه وأمن قومى ايه المهم عندنا قضيه الخنازير التى لم يورد لها ضحيه واحده ,
المهم وتحت قبه سيد قراره تقوم النائبه جورجيت قلينى لتطالب الدوله بتعويض أصحاب المزارع فى حاله ذبح هذه الخنازير وتقول فى حديثها : لو ما عوضتوش الناس دى , الناس دى هتيجى وتاكلكوا
فينبرى لها احد الأعضاء وهو خبير سابق فى عمل سندوتشات الكبده وحسب خبرته فى لزازه الأكل ويقول لها : لو جم يا كلونا هناكلهم ,
وهكذا ترك الموضوع للحناجر وللصوت العالى دون احتكام الى العلم والمنطق فبادروا بأتخاذ قرار بذبح كل الخنازير ,
ولقد صدر من منظمات الصحه العالميه ومنظمه الفاو قرارات موجهه الى مصر بان قرار الذبح هذا غير مجدى فى حاله مكافحه المرض كما ثارت منظمات الدفاع عن حقوق الحيوان على هذا القرار واعتبرته قرار غير سليم ,
عموما بالنسبه للمرض وكنوع من التوعيه فيروس الأنفلونزا هذا من نوع AH1N1
وهذا النوع من الفيرس ينتشر عن طريق الرزاز وتظهر علاماته على الأنسان فى شكل ارتفاع فى درجه الحراره حتى الثامنه والثلاثون فما فوق أو أنخفاض فى درجه الحراره حتى الخامسه والثلاثون فى الحالات المتقدمه ويكون هذا الشخص يعانى من التهاب فى الحلق ورشح وعطس وربما عانى من اسهال وقىء وفى الحالآت المتقدمه يحدث التهاب رئوى مع رعشه بالجسم وقد تحدث كل هذه العلامات او بعض منها ويكون الشخص مشتبها به باصابته بهذا المرض حتى تتم الفحوص المعمليه بعد كرات الدم البيضاء واخز مسحه من الزور ولا يصبح مشتبها به الا اذا ثبت اختلاطه بالحيوانات ولا تثبت أصابته الا بعد ظهور نتيجه التحاليل التى تثبت ذلك ,
عموما
بالنسبه لخطه العمل المقترحه للتغلب على انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير فمن المفروض القيام بالأتى
1- تكليف اجهزه الأعلام الرسميه بالقيام بنشاط ملحوظ فى مجال توعيه الشعب عن سبل انتشار المرض وطرق الوقايه وسبل العلاج
2- تكليف فرق من الأحزاب المختلفه بضروره اللألتحام الجماهيرى مع بسطاء الشعب وعامته وتبسيط الفكره عن المرض وطرق الوقايه
3-تكوين لجان صحيه بالمطارات والموانى المختلفه لتوقيع الكشف الطبى وفحص الزوار من كافه الدول وخصوصا هؤلاء القادمين من دول موبوءه
4- منع استيراد اى اغذيه دون الكشف الصحى عليها وتحليلها ضمان لخلوها من اى مرض
5- تكوين لجان طبيه مكونه من اطباء اكفاء للقيام بالرصد اليومى لأى حالات مرضيه دون التهاون بها والابلاغ اليومى عن اى حالات سواء بالسلب او الأيجاب
6-تحفيز مصانع الأدويه على وضع مؤشر الأنتاج فى اقصى مداه لتصنيع اللقاحات والأدويه الخاصه بمكافحه المرض حاله ظهوره
7- وضع طاقه الأنتاج للأقنعه الواقيه فى اقصى درجه انتاج وذلك لتصنيع كميه كافيه تغطى الأحتياج الجماهيرى فى حاله حدوث المرض فى صوره وبائيه لاقدر الله
8-المحاوله الجاده من اجهزه الدوله لمنع التكدث الجماهيرى داخل وسائل المواصلات المختلفه حتى نمنع انتشاره ونحد من ذلك
9- نقل مزارع الأبقار والطيور والخنازير خارج الكتله السكنيه على ان يكون مخصصا لها اماكن صحيه وتحت الأشراف البيطرى من الدوله
10- فى حاله حدوث حالات لاقدر الله يلتزم المريض بالراحه التامه على ان يعزل فى مكان خاص داخل المنزل او المستشفى مع التوعيه على طاقم التمريض والطاقم المعالج وجميع من يحتكو بالمريض على ارتداء الأقنعه الواقيه والتمسك ببرنامج مكافه العدى حتى لاينتقل المرض من شخص الى آخر
هذه بعض المقترحات حتى نتمكن من مكافحه هذه العدوى
وندعوا الله سبحانه ان يقى مصرنا الحبيبه وشعبها من هذا الوباء
د / وجيه رؤوف
3.5.09
الأقباط فى رحاب الوطن 1 بقلم الأستاذ كمال غبريال عن الأقباط متحدون
بقلم: كمال غبريال موعدنا أن نبحث معاً الطرق العملية، الكفيلة بإعادة الأقباط ونشاطهم إلى ساحة العمل العام المصرية، بمختلف ميادينها باتساع الوطن. . ولا أظن أن أحداً يمتلك روشتة شاملة جامعة للدواء المطلوب، فالإجابة المنتظرة علينا جميعاً أن نجدها بأنفسنا لأنفسنا، ليس فقط من خلال التفكير النظري المسبق، بل وأيضاً من خلال الممارسة العملية، التي قد تثبت نجاح بعض الأساليب والمنافذ، وفشل البعض الآخر، كما قد تنفتح لنا خلال تلك الممارسة العملية، أبواباً لم يسبق أن خطرت على البال. علينا بادئ ذي بدء أن نفتح نحن أحضاننا لسائر أبناء الوطن، في مبادرة تدفع من يحاول تهميشنا في سائر مواقع العمل الأهلي، لأن يغير من فكره وسلوكه. . فالأنشطة الخدمية التي توسعت فيها الكنائس في الفترة الماضية، نشاط واحد فيها فقط هو الذي يعمل بصورة وطنية، ويقدم خدماته للجميع، وهو المستشفيات والعيادات الطبية الملحقة بالكنائس. . المنظر جميل بحق داخل تلك المستشفيات، حين ترى روادها من كافة أبناء الوطن، فترى المحجبات والمنقبات وذوي اللحى، يفضلون العلاج في مؤسسات أنشأها أخوة لهم في الوطن والإنسانية. . لكن باقي الأنشطة التي ينخرط فيها الأقباط داخل الكنيسة، مغلقة على الأقباط وحدهم. . دروس التقوية، والرحلات، والحضانات، ودور المسنين، والنشاط الرياضي والكشافة، وفرق التمثيل، وخدمات الكومبيوتر، وتعليم الفتيات الحياكة، والنشاط الصيفي للمصايف (والملقب خلوة). . . .إلخ. كل هذه الأنشطة تكرس عزلة المواطن القبطي، وتساهم مع النشاط المماثل لجماعة الإخوان المسلمين (مع الفارق بالطبع بين الأفكار والتوجهات التي للكنيسة المسيحية الوطنية، وتلك التي لهذه الجماعة الإرهابية المحظورة). . يساهم هذا الوضع في شق الوطن الواحد والشعب الواحد، وعملية الفرز والتفرقة هذه، هي بالضبط ما تسعى إليه الجماعة المحظورة، وسائر الجماعات الإرهابية التي انبثقت منها، وهو تقسيم الشعب المصري إلى قسمين، قسم الذين آمنوا (وهم ليسوا كل المسلمين، وإنما فقط من يعتنقون أفكارهم الإرهابية)، في مواجهة الذين كفروا (وهم الأقباط وكل من لاينخدع بنفاقهم وتعصبهم)، والتقسيم الذي يخطط له هؤلاء ليس فقط تقسيماً بالكلام التحريضي، بل هو تقسيم الحياة المشتركة، التي يعيشها هذا الشعب منذ أكثر من خمسة آلاف عام، هي عمر الحضارة المصرية، عاش طوالها هذا الشعب كله معاً، باختلاف الأعراق والعقائد. . لا يفترقون في الحياة التي عشناها، وعاشها آباؤنا وأجدادنا، إلا أن هذا يصلي لربه في المسجد، والآخر في الكنيسة، وثالث في المعبد، والبعض لا يصلي على الإطلاق. مسألة الوحدة الوطنية لا تتحقق بالكلام والمحاضرات والعظات، كما لا تكفي القوانين والمعالجات الأمنية لمطاردة من يشقون الصف الوطني (رغم أن هذه الإجراءات تكون أحياناً ضرورية، خاصة في حالة اقتراف جرائم في حق الأقليات، كما يحدث طوال الوقت للأقباط، وحدث أخيراً للبهائيين). . فالتآلف بين الناس لا يتأتى هكذا. . في طرقات المستشفيات الملحقة بالكنائس مثلاً، عندما يجلس المرضى بجانب بعضهم البعض، في انتظار الدخول إلى الطبيب، وشعورهم بالتوحد في معاناة المرض، والتوحد أيضاً في الطبيب المعالج، هذا لا شك ينعش التعاطف الإنساني الذي كدنا نفقده، جراء حملات الشحن بالكراهية، القائمة على قدم وساق بالمجتمع المصري، ويستوي في تلك الحملات إن كانت مصنفة كفعل أو رد فعل. إذا كنا نثق بالفعل بالمحبة وقدرتها على إذابة صخور الكراهية والتعصب، فلنعتمد عليها، ولتكن سلاحنا الرئيسي والوحيد، في مواجهة الرياح الصفراء، التي تهب على بلادنا منذ عقود، من صحارى التخلف والثقافات البائدة. . المحبة لا تكون بالكلام أو الادعاء، أو بترديد عبارات المحبة وحفظ آياتها بالكتاب المقدس، وكأن هذا يكفي وحده، دون أن تكون القلوب بالفعل عامرة بالمحبة، ودون أن تترجم تلك المحبة المزعومة إلى ممارسات فعلية عملية. . الكلام سهل وما أكثره، ونحن في بلادنا عموماً دأبنا على ترديد أحلى الكلمات والشعارات، في حين أن ممارساتنا العملية أبعد ما تكون عما تردد ألسنتنا. . ينبغي ألا نترك أنفسنا نُستدرج إلى وحل العنصرية والطائفية، فالعنصرية كالوباء المعدي، أو كما يقال لكل فعل رد فعل، مساو له في القوة ومضاد في الاتجاه. . هذا القانون الطبيعي يمكن تطبيقه على وجهين متضادين، الأول أن يكون رد فعل التعصب هو تعصب مضاد، والكراهية كراهية مضادة، لكنها مغلفة بكلمات ديكورية عن المحبة، كما يستخدم الطرف الآخر مصطلحات السماحة، لتغلف خطاباً مشحوناً بالأحقاد والكراهية. . في هذه الحالة يتساوى الطرفان في إطلاق مسميات المحبة والسماحة، على مشاعر وأفكار أبعد ما تكون عن مسمياتها، وإذا كانت النتيجة واحدة، أو الحالة الفكرية والشعورية واحدة عند طرفين، فليس من المهم هنا من هو البادئ بالفعل، ومن هو المضطر إلى رد الفعل، فكما أنه من غير المقبول أن أتعلل بأن الظلم الذي أتعرض له هو الذي صيرني ظالماً، فأيضاً من غير المقبول أن أتحول إلى متعصب وكاره للآخر، متعللاً بأنه هو الذي دفعني إلى هذا. . نقول هذا ليس من قبيل الوعظ الأخلاقي، فنحن نتلقى من الوعظ الكثير، ويكاد موضوع المحبة يشغل كل مساحة خطابنا، مع شبه انعدام لتطبيقه عملياً، وربما كثير مما نقوم به باسم المحبة تجاه الآخر، مرجعه الأساسي إلى الضعف ومحاولة استرضاء هذا الآخر وتملقه. . إننا نقول هذا لا لنلقي اللوم على هذا الطرف أو ذاك، فتبادل الاتهامات لن يؤدي بنا إلى أي نتيجة. . نعم الأقباط مجني عليهم، ولكي يتوقف كل هذا، لابد من تغيير الروح السائدة المتعصبة، وهذا لن يتحقق إلا بخطوات عملية للاندماج في المجتمع مع باقي إخواننا في الوطن، لكن تلك المحاولة لن يتحقق لها النجاح، ما لم تكن مدعومة بفكر ومشاعر حب حقيقية، بمعني أن للمحبة هنا ضرورة عملية أرضية، وليست فقط تنفيذاً لوصايا إلهية، تؤدي بنا إلى ملكوت السماوات. . فملكوت الأرض أيضاً يحتاج إلى هذه المحبة، التي كما قلنا لابد أن تكون محبة عملية، وليست مجرد تسمية مطبوعة على وعاء لا يحوي غير التعصب المقيت، والاستعلاء الناجم عن الانكفاء على الذات. الوجه الآخر لتطبيق قانون رد الفعل، المساوي في القوة والمضاد في الاتجاه، هو أن يكون رد فعلي المضاد، ليس مضاداً للشخص المقابل لي، لكنه مضاد لنوعية الفكر الذي يحمله، فإذا كان مقابلي يحمل فكراً عنصرياً معادياً لكل مختلف في الدين، علي أن أتحلى أنا بالتسامح الديني، وإذا كان هو يحقرني ويزدري بديني، علي أنا أن أكن الاحترام له ولدينه، ليس بمعنى أن أعترف بدينه بما يخرجني أنا عن ديني، لكن بمعنى أن البشر يختلفون في طرق معرفتهم لله، وأنني اخترت الطريق الذي أراه الأفضل، ومع ذلك أحترم كل صاحب دين، فالله وحده هو الذي يحدد أفضلية الأديان ولست أنا، وإن لم أفعل ذلك، أكون بالضبط مثل ذلك الإرهابي الذي أتضرر من سلوكه. إذا نجحنا بالفعل في أن نتسلح بالمحبة، فإن الطريق سيكون مفتوحاً أمامنا، لتغيير الساحة المصرية، من حالة الاحتقان والتعصب، إلى حالة الشفاء النفسي والعقلي. . لانعني بالطبع أن الطريق سيكون سهلاً، إنما هو الباب الضيق والصعب، الذي لابد لنا أن ندخل منه، إذا كنا مصممين على خلق واقع أفضل لأبنائنا وأحفادنا. . ولنستمر معاً في البحث عن معالم لذلك الطريق.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)