24.12.08

التنكيد على الاقباط بقلم الاستاذ محمد منير مجاهد

في زيارة منذ بضعة أعوام للهند أخبرني مرافق الهندي أن اليوم التالي سيكون إجازة رسمية ولن نتمكن من الذهاب للعمل، ولكن يمكن أن نأخذ جولة في المدينة، فسألته عن مناسبة الإجازة، فقال "المولد النبوي"، فسألته أي نبي يقصد، فابتسم وقال مولد نبيكم، ولما لاحظ دهشتي استطرد قائلا أنهم في الهند يأخذون إجازة رسمية في كل الأعياد الدينية للأديان الموجودة بالهند والتي تضم المسيحية والإسلام. تذكرت هذا الأمر وأنا أقرأ خبرا بجريدة المصري اليوم بتاريخ 17 ديسمبر 2008 بعنوان "امتحانات منتصف العام بمدارس الجيزة من ٨ إلى ٢٩ يناير"المقبل"، " وفي تفاصيل الخبر أن السيد محافظ الجيزة اعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الأول لمدارس المحافظ، وأنه طبقا للجدول سيكون يوم 8 يناير 2009 هو اليوم الأول لامتحانات: الصف الأول والثاني والسادس الابتدائي عام ومكفوفين، والصف الأول والثاني الإعدادي عام وصم ومكفوفين. كما نعلم فإن يوم السابع من يناير هو عيد ميلاد السيد المسيح طبقا للكنائس الشرقية ومنها كنيستنا للأقباط الأرثوذكس، وقد أحسنت الدولة صنعا باعتبار هذا العيد إجازة رسمية لكل المصريين، وككل المصريين ففي هذا العيد يقوم إخواننا الأقباط بتبادل الزيارات والتهاني بين الأهل والأصدقاء ويخرج أفراد الأسرة في رحلة أو إلى مكان للتنزه ليرجع الجميع في وقت متأخر للراحة والاستعداد لبدء يوم جديد، ولكن بسبب قرار السيد المهندس الوزير محافظ الجيزة فسدت فرحة العيد على معظم التلاميذ المسيحيين في المرحلتين الابتدائية والإعدادية بما فيهم الصم والمكفوفين، وأصبح عليهم الاستعداد للامتحان في هذا اليوم وإعلان حالة الطوارئ في كل بيت به تلميذ ابتدائي أو إعدادي، فهل هذا القرار صائب؟ وهل تكرار هذا الميعاد كل عام من قبيل الصدفة آم أنة متعمد؟ الحقيقة أن هذا القرار يعبر بشكل واضح عن تمييز ديني، أو في أحسن الأحوال عن "جليطة" غير مستغربة من أجهزة الدولة، ويزيد من غرابة الأمر الباعث على التقزز أنه لا يوجد أي مبرر – ولو شكلي – لهذا الأمر، فيوم الثامن من يناير يوافق يوم خميس، فما هي الحكمة أو السبب الذي يبرر بدء الامتحانات يوم خميس، اللهم إلا إذا كان السبب "التنكيد" على الأقباط، وحرمان أطفالهم من فرحة العيد. آما آن الأوان أن ننبذ هذه الجليطة وهذا التمييز الديني وننظر إلى مستقبل هذا الوطن ونترك صغائر الأمور التي تسبب ضغائن وشعور لدى إخواننا الأقباط بالاضطهاد والتعسف من قبل أجهزة الدولة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق