16.12.08

حدوته من زمن التحضر والتنوير بقلم الاب صرابامون الشايب امين دير القديسين بالطود

السيد الفاضل/ الدكتور سمير فرج، رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر السيد الفاضل/ اللواء منصور الشناوي، مدير أمن الأقصر السيد الفاضل/ العميد هشام منيب، مفتش مباحث أمن الدولة بمدينة الأقصر مع تقديم فائق الإحترام و التقدير و تمنياتنا لكم بموفور الصحة و العافية، و دوام الهدوء و السلام. صادق تهانينا لنجاح جهودكم المخلصة الصادقة في عودة السلام و الطمأنينة إلى منطقة دير القديسين بالطود، بالأقصر. وهذا النجاح الأمني الباهر المعجزي في هذه المدة القصيرة مرجعه حسكم الوطني و حيادكم و روحكم المصرية الأصيلة التي شربت من نيل مصر العذب، و تنسمت هواءها الطاهر النقي. أستطيع اليوم أن أرفع صوتي في فخر و إعتزاز بأناشيد الحب، و تسابيح السلام لأقول: منطقة دير القديسين أصبحت آمنة، و أحضانها الروحية الدافئة مفتوحة لكل البشر من مصريين و أجانب، و سيظل تاريخ دير القديسين العامر يذكر في فخر و إعتزاز و إجلال زيارة السيد اللواء / منصور الشناوي مدير الأمن، و معه وفد أمني رفيع المستوى في يوم الأحد الموافق 14 ديسمبر 2008 وهذه الزيارة الفعّالة التي جاءت للإطمئنان علينا و على سلامتنا و طمأنة شعبنا البسيط المسالم، و أريد أن تتسع قلوبكم المحبة الحانية لبعض الكلمات الصادقة الخارجة من قلب محب مقدر لكم: أولا: لم أقل أن هناك أي تقصير أو توان أمني، ولو حدث ذلك -لا قدر الله- لكان لدي الشجاعة ( التي يعلمها الجميع في أحداث سابقة ) أن أقول ذلك، و لكن كل ما أردت أن أقوله بحس وطني صادق أن هذه المنطقة تحتاج لمزيد من الإهتمام حتى لا ندخل في دائرة الخطر، أو نسير في طريق المحظور. ثانياً: المشكلة المؤرقة في القرى المحيطة بالدير هي في الخطاب الديني الذي يعتقد أن الشتائم و التطاولات و الإهانات و إحتقار الآخر هي التي ستعلي قيمة الدين و تمجده. وهذا الخطاب الديني هو المسئول عن كل الأحداث السابقة. وسنحاول و معنا الأحباء من إخوتنا المسلمين المخلصين من شيوخ أفاضل، و مفكرين و صحفيين، و غيرهم في فتح خطوط الحب الدافئة مع القيادات الفاضلة في وزارة الأوقاف. ثالثاً: أقدر و أحترم الدين الإسلامي و إخوتنا المسلمين المعتدلين و أيضاً الوجه السمح للدين الإسلامي، وجه الزمن الجميل الذي عشناه قبلاً مع الاحباء المسلمين، و نصلي أن يعود مرة أخرى من أجل مجدهم و سلامتهم، و ليس الوجه الذي يقدمه قاذفي الحجارة و الشتائم النابية. رابعاً: يشهد الله فاحص القلوب أنني لم أقل إلا الصدق في المقالة التي سطرتها قبلاً بعنوان حدوته من زمن البداوة و الجهل. و إن إستطاع أحد أن يجد فيها اي شيء غير صادق فأنا على إستعداد للمحاسبة القانونية و الكنسية. وسامح الله أحد المصادر الأمنية الذي إتهمني في جريدة الجمهورية بالكذب و إثارة الفتنة. و أشكر كرم أخلاقه أنه لم يقل عني إنني عميل لدولة أجنبة. والغريب أن هذا المصدر الأمني لم يذكر اسمه لمعرفته بعدم صدقه. ولو كان على عدم الصدق لهان الأمر، ولكنه أيضاً مصدر متعصب، متطرف، فمازال يقول على الكنيسة إنها مضيفة، حيث قال هذا المصدر في غير حياء أو خجل أنني نُقلت من المضيفة، و المقصود بالمضيفة التي ذكرها هي كنيسة السيدة العذراء بالعديسات، و التي استحى و خجل لسانه أن ينطق بها، و كأنها عورة من عورات زمن الجاهلية. خامساً: نرفع أيدينا بالصلاة الحارة لأجل إخوتنا و أهلنا في عزبتي مسلّم و عرب، لكي يباركهم الرب، و يشرق عليهم بنفحة من حبه الإلهي لتتسع دائرة محبتهم الإنسانية لتشمل جميع إخوتهم في الأرض و الوطن. وأيضاً ليعملوا معنا جاهدين من أجل هدم حصون الحقد و التعصب و التطرف، و إقامة جسور الحب و التفاهم و التراحم و قبول الآخر. سادساَ: الشكر الصادق للجميع، ولكل إخوتنا المسلمين المعتدلين، وعلى رأسهم السيد اللواء/ سراج عبد العزيز، رئيس مركز البياضية بالأقصر. و أيضاً لجميع رجالات الأمن بمركز البياضية. ولكبار العائلات التي عملت بكل صدق على تجاوز هذه المحنة بروح مصرية أصيلة. وأقول بكل أمانه: إخوتنا المسلمين جزء من نسيجنا الحياتي، مزيج حي يجري في دمائنا، وجميعنا مسلمين و أقباط نعيش بقلب واحد ينبض فينا، و هذا القلب هو مصر. صلاة إنسانية: بارك يارب الجميع مسلمين و أقباط. إحفظ يارب الجميع أقباط و مسلمين. السلام للجميع مسلمين و أقباط. محبتك يارب الدائمة الراعية الحانية للجميع مسلمين و أقباط. و أيضاً أوصي بكل صدق و إخلاص كل الأقباط: الصلاة الحارة و المخلصة لإجل إخوتنا المسلمين ليعطينا الرب نعمة في عيونهم، حتى عندما يروننا يلقون علينا التحيات الصادقة و الورود اليانعة و ليس الحجارة المميتة، و الشتائم النابية. الخلاصة: أضرع إليك يارب أن يقدموا لنا ثقافة الكلمات العذبة، و الورود المتفتحة بدلاً من ثقافة المسامير و الحجارة القاتلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق