أحبائى القراء، لأول مرة أكتب مقال يخلو من عنوان و يتخذ لنفسه مساحة خالية. آطلب منكم إنتقاء عنوان يناسب متن المقال و روحه. وضعت عدة عناوين ولم استقر عند أحدها، لذا فالإختيار لكم الآن مما يلى:
القط و خناقه
اقتلنى فأنت صليبي
انتحار قتيلة
اقتلنى برفق
القتيلة والسجان
بنت الطاعة تحل عليها النعمة والبركة والميتة الصالحة.
يعن لى إقتباس تلك الآية التى تحض على ضرب الزوجة بالقرآن "فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِى الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَ"، فهى سبب كل البلاوي القادمة من شبه الجزيرة العربية فوق رؤوس المسلمات (لا تستغربوا إضافتى للمسيحيات بنفس الزنزانة العطنة والقميئة و الرطبة) وضحاياها ملايين النساء بالجزيرة المرعبة والقاحلة وبلاد الأرض كلها.
ولان نسائنا أيضا بالتبعية ضحايا غزوات العرب الآثمة لمصر منذ دخول ابن رافعة الرايات الحمر ، فقد جرت الأنصال على رقاب النساء المسلمات اللائى أجبرن قسراً على الخنوع لأمر إله الذكر الكاره و رسوله للمرأة (خلقته التى حكم عليها بالتبعية لمذكره المدلل والمسرع لتلبية أهوائه وشذوذه).
لذا فالموضوع ليس إلا إجترار المرأة ومضغها علقم الخضوع لأسيادهن فى إطاعة أوامرهم على كل الأصعدة وكله بإسم الدين وقال الله وقال الرسول.
صارت النساء إماء و ملكات يمين للذكر العربي. مكسورات نفساً وجسداً، لا سلطان لهن حتى على جسدها و رأيها و ملبسها . أيضاً فى أدق تفاصيل جسمها الذى صار ملكاً مؤبدً لذكر البط يستغله وقتما وأينما و كيفما شاء ومن كل الاتجاهات يقترب لها بغير رضاها حتى ولو امتنعت شرعياً أوصحياً ويطلبها مجرد آلة جنسية دفع مقدماً مالياً لتملكها ويحظر عليها رفض أوامره و الإمتثال لتلبية شهوته بالطاعة العمياء الخرساء، ماذا وإلا تلعنها الملائكة طوال الليل والى ظهور الشمس.
وعن نسائنا المسيحيات (الحرائر) اللائى جاورن نساء المسلمين بحكم الجيرة و زمالة العمل والدراسة، فقد وقعن فى منطقة مثلث الشيطان القاتلة. من تسرد قصة عنائها ومعانتها من طباع زوجها غير الطبيعية أو الشرعية أو حتى الدينية....لا تجد فيمن تحكى لهن ، غير مجموعة من النواهى والممنوعات والتى ورثتها من تعاليم الإله مدلل الذكر العربي البدوى وتابعه قفه.
تم إعداد أفضل تحويجة من التوابل الزوجية الموروثة من أجيال و ترعرعت قسرأً تحت ظلال نخيل باسق وخيمة فاسق شرع قوانين الطهارة والمحرمات والممنوعات والمكروهات والإستثناءات ابنة عم المحظورات مع مزيج من الإيحاءات الجنسية و مسارات الولوج والخروج و كيفية إرضاء الذكور محبوبي الإله ....
عقود وحقب زمنية طويلة ، رضعت فيه نساء المسيحية من ضروع المجتمعات القبلية كمصدر فرض عليها لتعلم كيفية العيش أمَةً لرجلها وإلا إلتجأ للزواج من العشرات الاجمل والأصغر والأكثر خبرة بشرط مجحف لعدم الزواج إلا بأربعة فقط بوقت واحد لكن بالطبع يمكن استبدال الأربعة بقطيع آخر متجدداً لزوم المزاج والتغيير وتجديد الشباب.....الخ الخ
طيب وماذا عن الزوجة المسيحية التى فرض عليها و فرضت عليه الزواج من الطرف الآخر؟ ماذا عن قانون الكتاب المقدس بشريعة الزوجة الواحدة؟ إشمعنا المسلم من حقه أربعة و زوجى مجبور على الإحتفاظ بالمنتج المؤنث و"البضاعة المباعة لا ترد أو تستبدل؟"
يقارن الذكر المصرى حاله بحال كل المسلمين المتنعمين جنسياً و سطوة و مركز زميله و صديقه وجاره الهايص بكم المسموحات الجنسية. ألا يؤثر هذا الطوفان الحسي المثير فى حياة المسيحى سلبياً؟. الذكر المسيحى الذى أنا بصدده بهذا المقال لا أدافع عنه بحكم اشتراكنا فى النوع والدين.
الرجل المسيحى ولد و عاش و تربي على الإيمان بطهارة سر الزواج والذى باركه و قدسه السيد المسيح له كل المجد ، بأول معجزة فى بداية خدمته، فى عرس قانا الجليل. نشأنا على تقديس الكنيسة منذ زمن الرسل والى الآن، لسر الزيجة و إرتباطه بأهداف الإكثار للخليقة البشرية بالانجاب وايضاً للتمتع بالحياة و ممارسة العلاقة الجنسية كإحدى الغرائز الطبيعية التى ولدنا بها.
عند ارتباط الرجل المسيحى بالمرأة ، يعلم مسبقا بتبعيات اختياره وقراره و أدواره بالعلاقة الزيجية المؤسسة للبيت المسيحى القويم ، سواء حقه و زوجته فى العيش بنجاح وسلام و التمتع الطبيعى المحلل للطرفين ببعضهم البعض.
تلك الزيجة التى قدسها الرب و عهدها لتكون كنيسة صغيرة بقيادة الكاهن (الزوج) والشعب (الزوجة والأطفال). ولقدسية تلك الزيجة المباركة أشرك الرب الزوجين ليكونا شريكيه بالجسدان فى خلق ذرية منهما.
تلك العلاقة الزوجية المقدسة تنموا بحضن الكنيسة وتحت إرشاد الأب الكاهن الذى مارس دوره الأول فى عقد زواجهما بعد تأكده من حصولهم على دورة مشورية يقدمها بنفسه إذا كان مؤهل لتلك المهمة شديدة الضرورة أو عن طريق مختص بالحياة الزوجية لتفعيل بناء قوى راسخ في الايمان.
بالتأكيد و برغم ضرورة إلمام الأب الكاهن بالمشورة الزوجية كدور مكمل دينياً و رعوياً الى جانب الكهانة ، فرعاية الزوجين ومتابعتهما إفتقاداً للوثوق بأن الزيجة تسير كما أراد لها السيد المسيح بشكل مقدس و انتظام الزوجين فى حضور القداسات والعظات و ممارسة الأسرار الأخرى.
كأب بشرى لذريته من زوجته يقوم الكاهن بتنشئتهم ومتابعتهم باستمرار مع زوجته و يعمل لخلاص نفسه وأنفسهم قبله.
لذلك ، فالشعب كله يرفع سقف طموحه و توقعاته ، والتى بمعظمها يطالبونه بنفس الدور مع كل الأسر بالكنيسة بلا تفرقة؟؟؟؟
لا تتوقف الخدمة المنوط بها الكاهن على القداسات والافتقادات ومناولة المرضى و زياراتهم بمساكنهم و بالمستشفيات و متابعة الخدمات و توزيعها على الخدام و الخادمات.
و مع ضيق الوقت واستحالة التوفيق بين المطلوب والمتاح من الوقت و الجهد وواجبات الخدمة ، بخلاف احتياجات منزله، يضطر الكاهن إلى تقديم الأولويات والضروريات والطارئة على الخدمات الاعتيادية، مما يثير الحنق وعدم قبول الشعب لأعذاره و مبرراته و يتهمونه بالتقصير وتصل الامور إلى اتهامه بالكسل والمحسوبية وتفضيله لأناس مقربة له أو لسلطتهم أو لثرائهم كطائفة لها مساهمات مالية وعينية للكنيسة..... الخ.
أجزم بإن أى كاهن لن يستطيع بأى حال من الأحوال ان يتمكن من إرضاء كل الشعب فى نفس الوقت. ولن يرضى عنه اى محتاج مثل القاتل وغيره إلا لو خصص كل وقته لذلك الإنسان وإلا انتزع سوطه من جرابه و شوه صورته أمام الجميع و نال من كرامته.
القاتل الذى وصل لتلك الحالة من العنف غير المبرر والإجرام الذى نشأ واستفحل وانفجر أخيراً ليس وليد فترة قصيرة بل نما و ترعرع واستفحل و صار نهشاً وافتراءاً و محاولات قتل فشلت جميعها.
الكثيرين لاموا الضحية "منال" لقبولها استمرار الحياة الزوجية بتلك الصورة القاتمة. وتساءلوا ما منع منال من السعى فى طلب الطلاق قبل ان تتهاوى قتيلة العنف المتوارث من شبه الجزيرة العربية منذ ١٤٠٠ سنة. منال من النساء المؤمنات بالآية "لا طلاق إلا لعلّة لزنا. وهنا أهيب بكل كاهن يقول لأي زوجة: صليبك وتشيليه، وتصلي للحيوان العنيف زوجك، أن ربنا يهديه.
فتلك هى قمة المازوخية واستعذاب الألم كشهيدات زمان وقت الاستشهاد من أجل صليب السيد المسيح وليس الاستشهاد على إسم قاتل فاجر يشبع زوجته تعذيب بلا توقف أو خوف من عقاب .... لا أدين أى إنسان سواء رجل دين أو غيره....فمن أنا لادين عبد غيرى الذى قد يتوب ويسبقنى للسماء بينما أنا أدينه واطالب برقبته.
فضلاً يا أبائى الأبرار حاللونى، أخاطب ضمائركم النقية و أرواحكم الحانية على كل رعاياكم المنوطين بمسؤلية رعايتهم و إيصالهم للهدف السمائى الذى نسعى جميعاً جاهدين للوصول إليه ....
استصرخ قلوبكم البشرية والرعوية، بحق كل الشهداء والشهيدات، أن تتراجعوا عن التدخل فى محاولات يائسة بلا روية أو خبرة لرأب الصدع بين الزوجين بالطبطبة على الضحية والبكاء معها عن طريق طوفان الحنية الذى يزيد من الهوة بينهما.
لن يجدى التدخل بمجرد الصلوات والابتهالات والدعاء أن يسكن السلام بمنزل التحايل.... لذا من فضلكم آبائى الأجلاء استحلفكم الاسراع فى محاولات وقف الظالم عن الظلم ولو حتى بالتهديد باتخاذ الإجراءات القانونية لحماية الضحية المسكينة....
إذا وجدتم العناد والشر يتطاير ، فاعلموا أن عليكم التراجع الفورى وافساح المجال لمن يفوقكم خبرة و قادرين على حل المشاكل أو التعامل معها إما بالطرق العلاجية المعتمدة حسب درجة الخطر و تولى تقديم الدعم النفسي، حسب رؤيتهم لمستوى الخطر المحيق من الضحية المسكينة التى لا تجد أمامها سوى الكاهن لتستصرخه ليمنع الظلم عنها.
أقبل أياديكم الطاهرة و أرجوكم توقفوا عن الإكلاشيهات الثابتة الجاهزة من عشرات السنين ....قوموا بالاهتمام بخدمتكم الروحية الخدمية.... إبتعدوا فوراً عن لمس جروح المصابة بغير روية أو خبرة....بل سارعوا بإحالة الضحية إلى خادم مشورة متخصص أو تحويل المصابة فورا إلى طبيب نفسي لرسم خطة العلاج الفورى للتعامل الطبي و الارشادى مع تعزيز التعاون شخصيا مع الطرف أو الاطراف المؤهلين رسمياً للتعامل مع تلك الحالات التى ترزح تحت ظلم الزوج أو الخطيب أو الاب.
من فضلكم إستمعوا بإنصات لمن تأتيكم باكية وبإصابات نفسية و جسدية.. إعتبروهن بنات أو إخوات بالجسد.... إذا جائتك الابنة بالجسد و رأيت إصاباتها أو تصرخ متألمة أو مظلومة، فهل ستكتفى فقط بذرف دمعتان او ستأخذها فى حضنك و تربت على ظهرها ثم تصلوا سوا لإبعاد الشر والتجربة و تقول لها "دى تجربة ومحنة لزيادة إيمانك....و يجب الخضوع للالم تشبها بالسيد المسيح عند احتماله للصلب؟؟؟؟؟
أبى المبارك ، بأقسام الطوارىء يسرع المسعف بعمل الاسعافات الأولية الضرورية ، لكن لا يتعدى أو يتخطى دور الطبيب الذى يحول له المصاب مع كتابة تقرير بالبروتوكول الإجرائى الذى أتمه.
تعاطفك ليس كافياً لكن هناك Duty of care انت ملتزم بتطبيقه و تفعيله....وإلا وقعت فى المحظور واتهمت بالتقصير أو الاهمال
سيدى الأسقف الحبر الجليل نيافة الانبا، كل بموقعه، نيافتكم أول من توجه إليه الجهات المعنية بالسؤال عندما تتفاقم أى أحداث عنف منزلى أو أمور مهددة سلام و نفسية وصحة و حياة الضحية.
الحكومة والقضاء والرأى العام ووسائط الميديا وأعداء الكنيسة ؛ كلها جهات معنية ، شئنا أم أبينا... كلها مهتمة بقضايا الرأى العام ، و لا ترحم أو تتساهل فى المطالبة بالتفاصيل والشفافية فى التحقيقات وتوجيه الاتهامات، فلا تتعاملوا معها بالتجاهل أو الترفع. لا ضير من المكاشفة وتوجيه الإتهام للمسؤول عن وصول الضحية لتلك النهاية وهل تبين تقاعس الكاهن أو الخادم فى الابراشيات بعموم محافظات مصر عن أداء دوره الدعوى المنوط به
مرة أخرى أكرر إعتذارى إن أسأت فى التعبير و ثقل وقع اختيار مفرداتى ، فأنا أب، مثلى مثل الملايين فى عموم مصر ، الذين لن تبرد دمائنا إلا بوقوع القاتل تحت مقصلة الحكم بأقصى العقوبة العادلة المتكافئة مع بشاعة الجرم المرتكب بحق الملاك ضحيتنا التى تركناها ليفترسها قاتلها.
نحن من طبطبنا عليها و أجدنا لعبة الصعبانيات و ده نصيبك، و ربنا عايز كدة وهاتشيلى أكاليل الاحتمال للالم فى السماء وانتى عندك بنات على وش زواج والناس تقول إيه وتعيد إيه.
سامحينا يا منال.نحن من قتلناكِ...وتركناكِ تبكين دم و فرشنا لك بقسوتنا، عندما خذلناكِ وفرشنا لك درب الصليب قسراً تسيرى فيه وحدك . سامحينا يا بارة وسلام لك فى معية يسوع وأمه أم النور والشهداء والشهادات. طوباكِ يا إبنتى ضحيتى..طوباكِ لحين كلنا نلقاكِ