13.12.18

الأب وألم الأبن . قصه قصيره للدكتور وجيه رؤوف



كان فرانس يعيش فى بلد ساحليه وقد وهبه الله وسامه وشياكه يحسده عليها الكثيرون ، خصوصا وقد كان الى جانب وسامته ثريا من عائله غنيه .
عاش فرانس حياته مستمتعا بكل مافيها ولم يحرم نفسه من شئ وبعد تخرجه وعمله رزقه الله بولدين من زوجه صالحه .
عاش فرانس حياته مستمتعا بزوجه جميله وولدين جميلين ، وبعد فتره اصيب الولد الأكبر بمرض خطير جدا اقعده فى الفراش .
تحولت حياه فرانس وزوجته بعد ذلك إلى المزيد من الألم والحزن على ابنهما المريض وبذلا كل ما فى وسعهم من مجهود من اجل علاجه وتم عرضه على كبار الأطباء ولكن للأسف ليس هناك أمل .
إتجه فرانس بعد ذلك إلى الكنائس والأديره يصلى بلجاجه وبدموع إلى الله ان يشفى ابنه ، ولكن لم تأتى صلاته بنتيجه .
لم ييأس فرانس ابدا وكان عنده أمل فى شفاء ابنه حتى انه اتجه إلى الكثيرين من اقرباءه واصدقاءه يستعطفهم للصلاه من أجل ابنه ، فربما يستجيب الله لدعواتهم وطلباتهم .
مرت السنوات طويله على فرانس وهو ينتظر شفاء ابنه أو أن تتحقق المعجزه ويقوم ابنه بالسلامه .
مع مرور الزمن والأبن قعيد الفراش تحول طعم الحياه عند فرانس الى العلقم واصبح سريع الغضب واصبح هناك فى داخله شبه عتاب الى الله فكيف لا يتم شفاء ابنه .
حاول فرانس التغلب كثيرا على هذه المشكله بان يحاول قدر طاقته التماسك وخصوصا ان ابنه القعيد كان شاكرا راضيا لا يظهر إى امتعاض وكان متحملا لمرضه رغم صعوبته ، ولكن كانت اعصاب فرانس تفقد حينما يرى ان الكثيرين من المرضى يستجيب الله لهم ويشفيهم ، ولكن فى حاله ابنه لم يحدث هذا.
توترت حاله فرانس ويوما ما جلس فى غرفته منفردا باكيا مخاطبا الله بلجاجه وبصراخ معاتبا له متسائلا هل الله غير موجود ومافائده الحياه اذا كان الله غير موجود؟
وبعد ان بكى وملئ بالدموع فراشه واذا بغتته يدخل نور قوى الى غرفته ويسمع صوت قادما من ذلك النور قائلا : فرانس ، تعالى معى.
وجد فرانس ان قوه تاخذه من فراشه فى اتجاه رجل طويل ذو شعر طويل عيونه متسعه ووجهه بشوش والنور يشع من كل جسده النورانى .
علم فرانس ساعتها أن ذلك هو المسيح له المجد قد اتى لشفاء ابنه ، فسأل فرانس السيد المسيح له المجد :
هل اتيت لتشفى إبنى يا يسوع؟
فرد عليه رب المجد : انت لا تعلم الوقت ولا الساعه التى تتحقق فيها مشيئتى، ولكنى سأريك شيئا يطمئك .
فسأله فرانس : ماذا سترينى ، أنا لا يهمنى سوى شفاء إبنى وقره عينى .
قال له رب المجد : سأريك مسارين ، الأول هو مصيرك ومصير ابنك القعيد واخيه لو لم تتم اصابه ابنك الأكبر ، و الثانى مصير جميعكم بعد إصابه ابنك الأكبر .
اخذ رب المجد فرانس من يده وعرض عليه فى شكل شبه شاشه سينمائيه صوره ابنه الأكبر بعد ان كبر ودخل فى مرحله المراهقه ثم تم التغرير به من قبل بعض الشباب المنحرف ثم انزلاقه فى العلاقات الجنسيه التى دمرت حياته ثم إتجاهه للإدمان وانفاق امواله على المخدرات ثم ضربه لأبيه ولوالدته من اجل الحصول على اموال لشراء المخدرات ثم إدمان أخيه ايضا للمخدرات ثم قتله لأخيه أثناء نوبه صراع على احدى الفتيات ثم اتجاه فرانس وزوجته للإلحاد ، فى النهايه اراه مصيره المزمع للذهاب إليه هو واسرته لو سارو فى هذا الطريق ونهايته الجحيم والبحيره المتقده بالنار والكبريت .
حزن فرانس حزنا شديدا لما رآه أمامه من هذه المسيره الصعبه والمصير الأخير .
 وهنا ابتسم رب المجد وقال لفرانس : لا تحزن ، تعالى والقى نظره هاهنا ،
وإذا بفرانس يرى مكانا بديعا بالفردوس ويرى جو ممتلئ بالبهجه ويرى الملائكه تسبح بصوت عذب ومن بعيد رأى فرانس نفسه جالسا مع والده ووالدته وابناءه وزوجته  وسط احباءه وجموع القديسين سعداء بالفردوس.
هنا هلل وجه فرانس وقال للرب : هل هذ انا واسرتى وعائلتى بالفردوس .
فقال له رب المجد : نعم .
فقال فرانس : هل لى ان اذهب معهم الآن فإن الجو هنا جميل جدا.
فقال له رب المجد : ليس الآن ، لأنك لا تستطيع ان تعرف لا الوقت ولا الساعه ، ولكن يكفيك ان تعلم أن ماحدث لإبنك هوثمن دخوله ودخولك ودخول اسرتك الفردوس ، فلولا ماحدث فقد كان مصير الأسره جميعها الهلاك ، فان ماحدث لإبنك دفعك وزوجتك وابناءك للصلاه للتقرب من الرب وحمى ابناءك من لذه جسديه فى عالم فانى إلى حياه ابديه سعيده مع الله .
ابتسم فرانس قائلا : فعلا ، لا احد يعلم احكام الله ، لأن الله لا يشاء موت الخاطى مثلما يرجع ويحيا ، ولكن هل ستشفى ابى ؟
هنا قال له الرب : يكفيك ماعلمت ، والآن عليك العوده إلى بيتك واسرتك فهم يحتاجون إلى عنايتك وابتسامتك فى وجههم ، إلى اللقاء.
عاد فرانس خلال نفس دفقه النور من السماء إلى الأرض ، وما أن لمست قدماه ارض غرفته ، حتى ذهب مسرعا محتضنا ابنه القعيد مقبلا له : قائلا ، لا تحزن يا حبيبى وقره عينى ، فإنك وجميعنا فى قلب المسيح ومعاناتنا هنا على الأرض إلى حين ، وسوف نكون جميعنا مع احباءنا يوما بالفردوس حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت .
أمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق