5.2.18

لعبه الفئران والقط مع الأرانب . مقال للدكتور وجيه رؤوف _ مقال سابق فى يونيو 2008


لعبه الفئران والقط مع الارانب

لعبه الفئران والقط مع الارانب نصحنا بعض الجيران المخلصين بتربيه الارانب لما فى لحومها من بروتينات مفيده كما ان لحومها لاتحتوى على الكثير من الكوليسترول مما يعطيها مذاقا لذيذا مع فائدتها الصحيه العاليه وقد قمت على الفور بتنفيذ هذه الفكره اللذيذه ولا اخفيكم سرا انها راقت لى كثيرا لما لها من توفير اقتصادى فى ظروفنا الاقتصاديه الحاليه , واعددنا غرفه خاصه مجهزه ومعزوله خوفا من انفلونزا الطيور لا سمح الله كما اعطيناها الطعوم الخاصه الوقائيه ضد الامراض بعد استشارة الدكتور البيطرى وكان لنا ما اردنا من تربيه الارانب التى تتوالد بكثره وبأنتاج وفيرغير خاضع لقوانين تنظيم الاسره وانما بانتاج تشجع عليه الدوله طالما كان بعيدا عن الانتاج البشرى الذى يهدد تعداد السكان وينذر بأزمه فى المساكن وايضا بأزمه فى المياه ولكن تاتى الرياح بما لا تشتهيه السفن حيث ظهرت قوافل من الفئران التى هاجمت الارانب بقسوه وبرغم ان الارانب كبيره الحجم والفئران صغيره الا ان الفئران تمكنت من قتل صغار الأرانب وابتلاعهم كما تمكنت من قضم آذان الكبار , ووقعنا فى حيره كبيره كيف نكافح هذه القبائل من الفئران واستقر بى الأمر الى شراء مصائد للفئران وتمكنت من اصطياد العشرات ولكن لم تنتهى الأزمه ابدا حيث انه من المعروف ان الفئران هى الأعداء الطبيعيه ضد الارانب وانها استكانت لتلك العداوه فتأتى الفئران لتلتهم الارانب وقمنا بتحكيم باب الغرفه الصغيره حتى لاتاتى الفئران ولكننا اكتشفنا ان الفئران قد صنعت انفاقا تحت الارض للهجوم على الارانب المسالمه ولقد اعيتنا الحيل حتى بعد ان سددنا الانفاق ولكن ذات يوم ابلغتنى زوجتى ان الفئران قد تركت المكان يعنى بالبلدى طفشت فاندهشت : مش ممكن ازاى ؟فادخلتنى زوجتى الى المكان الذى به الارانب لأفاجأ انه عند الباب توجد قطه صغيره عمرها لايتعدى الاسابيع ولكنها تصدر صوت نواء عالى مما تسبب فى هجره الفئران جميعها , وتأملت جسد القطه النحيل الضعيف والتى لاتتناول الطعام لصغر سنها وانما تتناول الالبان ! فقلت لزوجتى هل تعنين ان الفئران المفترسه التى تبتلع الارانب تخشى هذه القطه الصغيره ؟ فأجابتنى : بنعم . فسالتها : ولكن كيف انه بحسبه صغيره فان الفئران تستطيع التهام القطه ؟ ولكن زوجتى قالت لى : إن حجم الآرنب يفوق حجم القطه أضعاف المرات ولكن الفأر لايخشى الأرنب الكبير ولكنه يخشى القط الصغير وذلك لان القط له صوت اما الأرنب فليس له صوت يحميه . 
وذهبت فى تامل عميق فى هذه القصه فالتوازنات فى عالم الحيوان وقانون الغاب لايعتمد فقط على قوة البنيه وانما يعتمد ايضا على قوه الصوت والقدره على الترويع وبالقياس اذا اعتبرنا ان العالم الذى نعيش فيه هو صوره من عالم الغاب الذى يآكل فيه القوى الضعيف دون النظر الى اى نوع من الاتفاقيات ولا المبادىء لوجدنا ان ظروف المنطقه كلها تبنى على قوانين الفئران والارانب والقط , فلو اعتبرنا ان المجرميين الذين يتسلحون بالاسلحه هم الفئران وان الارانب المسالمه هم الضحايا العزل من السلاح وان القط الصغير هو مسئول الأمن اذا ادى عمله بأمانه والقط الكبير هو اعلى منظومه امنيه اذا ادت عملها بامانه , من هذا نفهم ان القط الصغير اذا ابتعد عن الحظيره فانه يعطى اشاره للفئران بالهجوم على الارانب اما اذا ادى عمله كاملا فان الفئران لن تجرؤ على الهجوم , أما غياب القط الأكبر عن حمايه الارانب فمن الجائز ان يكون بقصد منه او بدون قصد , أما ان يكون بقصد فهو ان يكون القط الاكبر يحب الارانب جدا ويريد زياده محبتها بان يجعلها تعانى من الفئران وتتمنى رضاء ارجل القط الاكبر وربما يغيب القط الاكبر ليرسل رساله الى الفئران مغزاها انا معاكم مش عليكم اتقاء لشرهم وقد يكون غياب القط الاكبر هو نوع من انواع الهروب حيث ان مقاليد الامور لم تعد فى يدها , و انه من الصالح للقط الاكبر الهاء القطط والفئران فى حروبهم معا وهو مكبر دماغه من ناحيتهم المهم والخلاصه اننى استطعت حمايه الارانب التى املكها , أما الأرواح المسالمه التى لاتحمل سلاحا تدافع به عن نفسها ضد الفئران والقطط التى تركت دورها فى مكافحه الفئران . 
فاقول لهذه الارواح المسالمه: ان لها رب يحميها وأقول قول رب المجد: 
سارسلكم كحملان وسط ذئاب ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم .
د / وجيه رؤوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق