22.2.17

التدين المريض ووجع الفكاهه . بقلم الدكتور وجيه رؤوف

التدين المريض ووجع الفكاهه
كثيرا مانضحك ويحمل ضحكنا الكثير من الألم والوجع , وكثيرا مانطرح الفكاهات والنكات وتكون هذه الفكاهات مثل الدموع التى تريح صاحبها مما يعانيه .
أقف كثيرا محتارا أمام عقليات بعض البشر فى الألفيه الثالثه اللذين يفكرون بعقليه متخلفه رجعيه , فبعضهم حصل على أعلى الدرجات العلميه ولكن للأسف وقفت عقليته عن التفكير فيما يختص برجال الدين وكأن كل مادرسه من علوم  وكيمياء وفيزياء وفلك لم ينجح فى أن يخرج بعقليته من عبوديه رجال الدين وتقديسهم وتأليههم .
لم يسلم من هذا بعض اليهود والمسلمين والمسيحيين فهم يغلفون رجال الدين بثوب القدسيه ولايسمحون لأحد بمجرد نقدهم أو محاوله تحليل تصرفاتهم حتى لو باتت للجميع واضحه الخطأ .
واليوم أختص بمقالى هذا بعض من أقباط الداخل والخارج , وليدهش الجميع أن الكثير من أقباط المهجر الذين سافرو إلى الخارج وعاشوا الكثير من العمر هناك واحتكوا بالتكنولوجيا المتطوره لم يسعفهم كل هذا فى الخروج من دائره العبوديه لرجل الدين .
ومن الجمل الكثيره المريضه التى سمعتها من بعض أقباط الداخل والخارج :
أن رأس الكنيسه لايمس بالنقض أو الشكوى .
وقد تناسوا أن رأس الكنيسه هو المسيح وأن البابا أو الأسقف هو خادم الكنيسه ومهمته الحفاظ على الإيمان السليم .
ولكن يأتى الكثيرون ممن يريدون أن يزايدوا على إيماننا بالكثير من النقد لنا بمجرد ان نكون قد حاولنا الإشاره بأصبع إلى بعض تجاوزات رجال الدين .
كيف لا وقد أعطوا رجل الدين الكثير من التعظيم والتبجيل والألقاب التى تسبق أسمه تبجيلا وتكريما لم يناله المسيح ذاته .
والعوار فى تلك العقليات المريضه أنها تطالبك بالصلاه والصلاه فقط لكى تنجوا من الإضطهاد والظلم .
ليس لك ان تطالب بحقوقك بل تصلى .
إن أردت أن تعامل كإنسان ليس لك أن تطالب بدستور يحفظ لك حقوقك بل تصلى .
إن خطفت بنتك أو أغتصبت ليس عليك أن تقوم بمظاهره بل عليك أن تصلى .
إن أخطأ رجل الدين فى حقك ليس عليك إلا أن تصلى .
إن تم فصلك من عملك ليس عليك أن تطالب بحقك ولكن صلى .
فإن الصلاه هى من سترجع حقك المغتصب وهى من ستفعل دستورا عادلا بالبلاد وهى من ستعيد إليك أرضك المغتصبه وهى من ستقوم بتعيين أبنك بالمخابرات .
هذه كلها مفاهيم غرسها معظم رجال الدين فى الشعب لكى تبقى دائما وجهه المريض والمجنى عليه والضحيه هى الكنيسه وليس الدوله أو منظمات حقوق الإنسان المحليه والعالميه .
هذه هى للأسف الثقافه المريضه التى علمها رجال الكنيسه للشعب سواء فى الداخل والخارج حتى ينسى الشعب القنوات الشرعيه للمطالبه بالحقوق بالداخل والخارج حتى نسى الشعب أن هناك أليات للحصول على الحقوق ووسائل ينبغى السير فيها .
ولوكانت مثل هذه العقليات موجوده لدى الشعوب الأخرى ماكانت جنوب أفريقيا والهند واسبانيا وغيرها قد تحررت .
وتأتينى هنا بعض النكات الساخره الموجعه والتى تمثل موقفنا تماما ,
النكته الأولى :
رجل سقط من مركبه تغرق واستطاع أن يمسك بجزر إحدى الأشجار العائمه حتى لايغرق , وأخذ فى خلال هذا الوقت يصلى إلى الله أن ينقذه , فمرت به إحدى البواخر وأمدت إليه بحبل النجاه لكى يتسلق الباخره فرفض وأبى وقال لهم أن الله سوف يرسل ملاكه لينقذه , ومرت به بعد نصف ساعه طائره القت إليه بسلم النجاه , فرفض وقال لهم أن الله سوف يرسل ملاكه وينقذه ,
وفى الآخير مرت به سفينه إنقاذ وحاولو إلتقاطه فرفض وقال نفس الشئ ,
وإذ بدأ جسمه يثقل غاص فى قاع البحر ومات وانطلقت روحه بالسماء وهناك قابل ملاك الرب فسأله : لى عتاب عليك أنا أحب الرب وأجله وأقوم بالصلاه والصوم دائما وحينما طلبت منكم إنقاذى من الغرق لم تستجيبوا ؟
فأجابه الملاك ضاحكا :
كيف لا وقد أرسلنا لك باخره سياحيه لتنقذك وارسلنا لك طائره إنقاذ ورفضت وارسلنا لك سفينه إنقاذ ورفضت , لقد أرسلنا لك كل شئ ولكنك لم تفهم .
النكته الثانيه :
رجل كان يصلى مرارا وتكرارا عبر الشهور والسنوات العديده أن يرزقه الله بولد ,
وإذا كثرت صلواته وطلباته ولجاجته نزل إليه الملاك قائلا :
أبوس إيديك أتجوز الأول وبعدين هيجيلك ولد .
هكذا هو التدين المريض لا يعترف بالفكر ولا بالوسائل ولا يختلف فى كثير أو قليل عن الإرهابى الذى  يفجر نفسه طمعا فى الحوريات .
نفس العقليات بنفس فكره الحشو وإن أختلف الغرض .
هذا المقال لكل من يعترض على مجرد نقد رجال الدين وأذكرهم بالتاريخ الذى لم يقرؤوه بأن هناك الكثير من المهرطقين وأكثر كانوا رجال دين وكان الكثير من الناس يطلق عليهم رؤوساء كنائس , ولكن الفرق فى البشر فهناك شعوب قد استيقظت وهناك شعوب قد أستعذبت النوم فى الخرافات والأساطير .
دمتم فى نعمه العقل والفكر ومحبه الله الحقيقى .
د / وجيه رؤوف  

هناك تعليق واحد:

  1. اتفق معك فيما تفضلت به , وما تريده لابد ان ينطلق من ثقافة حقوق الانسان كقاعدة اساسية .وليست الثقافات الدينية المتعددة لما فيها من تباينات وتضاد . يتولد عنها اختلافات فكرية تصل الى مستوى الصراعات وهو ما يعيشه العالم الان فى ابهى صوره من حروب ودمار وقتل وتشريد .
    وفكرة التعايش السلمى وقبول الاخر لايمكن ان تتم من خلال ثقافات دينيه متعدده ومتضادة .

    ردحذف