حوار مع الدكتور وديع رمسيس بعد إختطافه فى شمال سيناء
المزيع : أهلا بيك يا دكتور.
د/ وديع : أهلا بيكم.
المزيع : عايز اقول لحضرتك فى الأول : حمدالله على السلامه .
د / وديع : الله يسلمك .
المزيع : دكتور نحب نعرف من حضرتك فى البدايه الحكايه بدأت أمتى وإزاى ؟
د / وديع : فى البدايه انا تعرضت لعمليه إختطاف فى مساء يوم السبت 14 / 6/ 2014 واستمريت لفجريوم الإثنين 15 /9 /2014
اثنين وتسعين يوم بالضبط , عمليه الإختطاف تمت بإن عربيه وأنا مروح حوالى 12 بالليل تقريبا قطعت عليا الطريق بالرغم إننا فى منطقه سكنيه فى وسط العريش شارع متفرع من شارع 23 يوليو وجنب العربيه اللى قطعت دى كان فيه 2 أو ثلاثه بالسلاح ضربوا نار على عربيتى ومهما قاومت وحاولت أهرب , ضربوا الموتور والعربيه اتعطلت وبطلت تدور وكسرو الإزاز ونزلونى بالعافيه واخدونى ومن ساعه ماخدونى لغايه ماخرجت الحقيقه إتعرضت لإهانات كتير ومهنات كتير وتعذيب وكسر إيد وسلاسل وجنازير وتغميه للعين وللوش كله طول الإثنين وتسعين يوم لمده اربع وعشرين ساعه ,
يعنى فى النهايه كان فيه مفاوضات على الديه المطلوبه عشره مليون جنيه ,
فى خلال ال 92 يوم دول كانت المفاوضات بتدور على إن الحاجات إللى عندى مش بتاعتى لوحدى أوإنها مش هاتجيب المبالغ دى ,
وقدرنا بالطريقه دى نخفض المبلغ من عشره مليون إلى مليون ونص وإبنى الحقيقه دفع المليون ونص والوسيط إلل إبنى بعت معاه الفلوس سلم الفلوس للعصابه وإستلمنى فى الحال , والحمد لله على كده يعنى .
المزيع : تمام , دكتور حابب تقول إيه , يعنى انا عايز أعرف من حضرتك بتشوف الحكايه جات إزاى ,يعنى موضوع الإختطاف المتكرر وخاصه للأقباط فى مصر , شايف حضرتك سببه إيه أو الهدف من وراه إيه ؟
د/ وديع :الحقيقه أعتقد إن دى القضيه الأساسيه اللى الدوله يهمها تبحثها مش الأقباط كقضيه قوميه أمنيه فعليه , إما طول ماحنا بندعى إننا متربيين مع بعض ومسلمين ومسيحيين واحد وانا ام جرجس دى مرضعانى وماعرفش ام مين دى خالتى والكلام الفارغ ده , ده كلام فارغ ,
لأن حقيقه المصرى القبطى مواطن من الدرجه العاشره مش من الدرجه الثانيه ,
انا خدمت سينا طول 30 سنه بما لم يقدمه إنسان مثلما قدمت , انا فتحت مستشفى سنه 86 عندما لم يكن هناك طب فى شمال سينا ,
كنت باجيب اكبر اساتذه من جامعه عين شمس و القاهره ونعمل عمليات اللى ببلاش أكثر من إللى بفلوس ,
فتحت أول مدرسه لغات فى الوقت اللى ماكنش حد يعرف إيه ساينس ولا يعنى إيه مازمتك ولا يعنى إيه مدرسه لغات ولا إنجلش هاى ليفل ,
خدت على عاتقى إنى أفتح مدرسه كلفت ملايين وكل دى كان بين شركاء مقتنعين بالفكر أو مابين قروض بنوك وكل ده كان بخسائر ماديه ولم تكن موضوع مادى أو موضوع تجارى وفى النهايه لم ألقى إلا المحاربه من المسئولين قبل المواطنين فقط لكونى مسيحى ,
الإختطاف الأخير ده فقط لكونى مسيحى ,
المسئول إللى باعتبره المجرم الأساسى وراء هذه العمليات هو الأمن ,
الأمن هو المشارك الأول والمحرض الأول على ماحدث لى وعلى مايحدث لكل الأقباط فى مصر .
المزيع : ليه يا دكتور ؟
د / وديع :الأمن إما باسلوب تعامله عامه مع المواطنين , على الأقل طول السنوات الأخيره إللى أنا عايش فيها الثلاثين سنه فى سينا , المواطن المصرى القبطى لما يدخل القسم ويكون له شكوى بيعامل اسوء معامله , حتى لو له معرفه وحتى لو هو شخصيه ذات قيمه آآآه والبصه ونظره الموظف ونظره الظابط وطريقه المعامله بدون حتى كلام , بدون حتى أفعال مميزه , بيبان خلاص إن دى معامله مختلفه عن اى مواطن آخر غير مسيحى ,
طبعا موضوع بقى التعيينات والوظايف والخدمات وكل الأمور الأخرى بيبقى فيه تمييز كبير جدا بين المسيحى وغير المسيحى ده نتج عنه إنه فيه ثقافه إجتماعيه مريضه بالتعصب والتفرقه الدينيه ,
الثقافه دى هى إللى وصلت أمثال هؤلاء من المجرمين أو المتطرفين أو إللى أقتنع تماما أنه عندما يصيب أو يقتل إنسان مسيحى فهو يقدم خدمه للإله بتاعه , لإن ده مش ربنا الحقيقى استغفر الله العظيم إللى هما بيعبدوه ,لإن لما يكون بيصلى الصلوات بتاعته , يعنى الجماعه إللى كانوا خاطفينى كانوا بيصلوا الصلوات فى مواعيدها لدرجه إنى أول مره أعرف إن أدان الفجر بيبقى ادانين , آدان الإستيقاظ أو الإيقاظ والآدان إللى بعديه آدان الصلاه وبينهم 45 دقيقه .
المزيع : تمام , ده يخلينى اسأل حضرتك يا دكتور الخاطفين , بتشوف حضرتك إنهم جماعه إرهابيه بتدعى التدين وتدعى أن من يخطف مسيحى أو يموته أو يقتله ده ليه نصيب أو هى عصابه إجراميه من أجل جمع المال ؟
د / وديع : طبعا , طبعا , بلا أى تفكير هى جماعه دينيه أساسا دينيه حتى لو هم فى النهايه عصابه لجمع المال , فهى عصابه لجمع المال لكن على منطق دينى , بدليل إنه تقريبا ما بيختطفوش غير المسيحيين ,
يعنى نفس المكان إللى أنا مختطف فيه , فوجئت من يوم 11/ 8 جابوا معايا واحد تانى ومن صوته واضح إن الهستورى أو التاريخ إللى حكاه واضح إنه شاب بين العشرينات والثلاثينات واسمه تحديدا مينا ماهر ميخائيل عازر وأنا سمعت , طبعا أنا متغمى العين طول فتره اختطافى 92 يوم من لحظه إختطافى للحظه تسليمى للوسيط إللى أخدنى عينى ماشافتش النور .
المزيع : ومينا ده أخباره إيه ؟
د / وديع : مينا فوجئت وهما بيحققوا معاه إنه شاب غلبان من حلميه الزيتون أو من شارع طومان باى .. حاجه ذى كده فى منطقه الزيتون يعنى وإنه طلع من ثانيه ثانوى علشان يساعد والده فى النواحى الماديه لأنه الأخ الوحيد لخمسه بنات ووالده على قد حاله خالص , وعلشان كده بيشتغل سواق ومعاه رخصه درجه ثالثه وكان نازل بعربيه تلات اربع واتخطف , دى المعلومات إللى أنا سمعتها ,
طالبين منه مليون جنيه فديه بعد عشر أيام ,
هو إللى بيحصل إيه العصابات دى بتخطف وأول ماتخطف , إللى خاطفينه ده يخلوه يكلم من الموبايل بتاعه لأى حد من أهله أو أقاربه يقول لهم انا اتخطفت ومطلوب مبلغ كذا ,
بعدها يسيبوه بقى ييجى عشره أيام فى مكان بيتخزن فيه المخطوفين إللى هما إحنا يعنى , وبعد عشره أيام ياخدونا من المكان إللى إحنا متخزنين فيه للمكان إللى فيه العصابه دى مسافه بتاعه أربع خمس ساعات ,طرق غريبه أنا ما أعرفش إحنا فين ولا أعرف حتى العصابه فين لكن من الإحساس من الطقس ومن طبيعه الأرض لما بنمشى على رجلينا كنت انا حافى , المكان إللى كنا مخطوفين فيه بيبقى فيه زلط أو سن رفيع فغالبا ده فى جنوب سينا لإن الجبال بتاعه شمال سينا معظمها رمليه والمكان إللى فيه العصابه إللى فيها التليفونات إللى بنتكلم منها لأهالينا بتبقى فى شمال سينا ,فأنا سمعتهم بعد كده بيسألوه إيه الأخبار ومش إيه الأخبار ففهمت إنه لما راح إتكلم فى التليفون أبوه قاله : يابنى داانا ماحلتيش حتى ألف جنيه أجيب ألف جنيه ولا مليون جنيه منين وانت عارف الظروف وهما عارفين .
فالكلمه الوحيده إللى على لسانهم روح لتاوضروس ولا لساويرس يديك مليون جنيه وإلا هنقتلك ,
وبيبقى المخطوف مطالب إنه يقول الكلام ده لزويه : اتصرفم من تحت الأرض سواء تاوضروس , طبعا يقصدم قداسه البابا أو ساويرس يقصدم بيه نجيب ساويرس ,
والشخصيتين دول الظاهر عاملين لهم عقده نفسيه كبيره , لإن أنا اتقال لى الكلام ده مرات عديده خلال ال 92 يوم وكل المخطوفين , يعنى الفقير يطالبوه يلجأ للكنيسه علشان تدفع له ,
هما هدفهم من كده إن الكنيسه أو الأغنياء ذى نجيب ساويرس أو خلافه من أغنياء الأقباط يدفعم ,
وتنهم على كدا يخطفوا الأقباط وياخدم الفلوس لغايه ..
المزيع : ومينا رجع ؟
د / وديع :لا للأسف لغايه مانا مشيت , للأسف مينا مارجعش وبدأ بقى التعزيب والضرب .
المزيع : دكتور عايز اسأل حضرتك سؤال أفكار البعض بيقولها : مانتوا إللى عملتوا كده فى نفسكم , انتو بتروحوا بيتقبض على حد منكم , ادفع نص مليون , ادفع مليون , ادفع 2 مليون ,بتدفعوا , بتجمعوا وبتدفعوا, لكن انتو لو مادفعتوش هيبطلوا موضوع الإختطاف ده , رد حضرتك إيه ؟
د / وديع : الحقيقه فكره غبيه إللى يقول الكلام ده , سورى مع إحترامى يعنى للى بيقول ماعرفش مين ماسمعتهاش علشان كده من حقى أقول فكره غبيه لإنى ماباتهمش حد معين يعنى ,
لإن لو مادفعناش ..
ده انا علشان ينزل من عشره مليون لمليون ونص اخدت 92 يوم , مين يتحمل الوقت دا , ده انا باشكر ربنا إن ربنا إدانى القدره والصبر إنى أنا أتحمل 92 يوم من غير مثلا ما اتجنن أو يجرالى حاجه من إللى انا شفته من عذاب مرير ومن ومن ومن ..
هما عندهم صبر إن هما يقعدوا معاك إنشاءالله قد ماهما عايزين وفى النهايه لو أنت مادفعتش هايقطعوا رقبتك , وأسهل كلمه لما مره واحد منهم بيقولولو المعلم .. يعنى حب بس يفهمنى إنه إذا حصل أى نوع من التمرد هيبقى النتيجه الدبح ,
لما شاف إيدى مكسوره بيقولى : إيه اللى كسرها ؟
وهو عارف طبعا إيه إللى كسرها لأنهم لما جم يمسكونى حاولت أهرب منهم فواحد منهم ضربنى ووقعنى ولما وقعت نزلم فيا ضرب بالبنادق , بضهر البنادق . الجزء الخشب فواحده منهم كسرت دراعى ,
فالمعلم لما بيقولى , قولتله إضربت فاتكسر دراعى ,فقالى : وليه إضربت ؟ هوه عاوزنى أقوله حاولت أهرب يعنى ,
فقلت له : حاولت أهرب , فقال لى : حاولت تهرب . وقعد يغز فيا بالعصايه إللى معاه جامد , ويقول لهم : إللى ذى ده ماكنتش احب اشوفه عايش ,
إللى ذى ده تقطعوا رقبته ويغور فى داهيه وعندنا لسه أقباط كثير , نجيب غيره يدفع .
فاللى بيقول الكلام ده إنسان ماعندوش فكره عن الواقع إللى موجود على الأرض , واللى بيقول الكلام ده بدل مايقول الأقباط مايدفعوش , يقول للدوله : ياريت تبعتى شرطه فى شمال سينا ,
شمال سينا بتصرف ملايين الجنيهات على جهاذ وهمى اسمه جهاذ الأمن أو مديريه الأمن شمال سينا ,
وبالناسبه أنا طبيب الشرطه لمده 30 سنه فى شمال سينا ,الشرطه من الأربع سنين دول ناس جبناء , قاعدين فى مكاتبهم , حاطينلى سراير جنب المكاتب , ولغايه آخر وقت لما اكلم حد منهم يقوللى : ده انا السرير جنب المكتب .
قلتله سرير إيه أنت بتضحك عليا , لأ روح بيتك بس الموضوع إداره ومخ ويكون عندك رغبه فى العمل .
كلهم قاعدين فى مكاتبهم مكيفه وبيركبوا عربيات مدرعه ومحصنه وبياخدم آلاف الجنيهات شهريا وبيتصرف ملايين على مديريه أمن شمال سينا ولا يوجد أى أمن على الإطلاق فى شمال سينا ولا رغبه فى وجود الأمن فى شمال سينا رغم وجود مديريه أمن كامله متكامله وفرق أمن وأمن مركزى وآلاف الجنود ولا أى تواجد للأمن فى شمال سينا فى الشوارع , فبالتالى ده هيبقى مجال خصب جدا للجرائم .
المزيع : دكتور , باقى من الزمن كدا 30 ثانيه , تقولنا إيه يا دكتور ؟
د / وديع : الحقيقه مش عارف أقول إيه , لإن إللى يتقال كثير , دى مشكله ثقافيه أو مشكله متوارثه على مدار سنين , الأقباط حقوقهم ضايعه تماما فى مصر بسبب الدوله , الدوله اغفلت حقوق الأقباط ومعامله الأقباط ومواجهه الواقع ولما بتتكلم مع أى مسئول كبير بيقولك : إحنا كلنا إخوات وكلنا حبايب , ودى اكبر كلمه للأسف ذى إللى عنده خراج واديله حبايه كاتافلام , يافرحتى , ماهو انا كل حبايبى مسلمين , لكن انا فى مشكله , انا طول عمرى فى مشكله , انا لما عملت المستشفى وهى أول مستشفى وبتعالج الناس ببلاش قبل إللى بفلوس , أول إللى حاربونى المسئولين ومدير الصحه لأغراض شخصيه بس لإنى مسيحى , لما عملت مدرسه قعدت سنتين ماتترخصش وما ترخصتش غير لما ضربت المهندس بتاع الأبنيه التعليميه ودخلت فى مشكله فاترخصت بقله الأدب وبالعافيه ,إحنا فى مشكله , ياإما تبقى بقله الأدب وبدراعك وبالخناق وبالمشاكل وبالرشاوى لكن أنت كمواطن قبطى تاخد حقك إللى أى مواطن غير قبطى ياخده , مستحيل .
المزيع : ألف حمد الله على سلامتك .
( قام بتفريغ الحوار من شريط فيديو اللقاء على قناه سى تى فى دكتور وجيه رؤوف )