4.8.11

حسنى مبارك راجل مسلم . بقلم دكتور وجيه رؤوف

حسنى مبارك راجل مسلم فى صباح يوم الأربعاء 3-8 -2011 الساعه العاشره صباحا وبعد مرورى على مرضاى بالمستشفى توجهت إلى غرفه الأطباء لأجد الغرفه ممتلئه عن آخرها وقد عكست المقاعد واصبحت موجهه ناحيه التلفاز والكل مشدود لما يجرى على الشاشه , فبادرتهم بالسؤال : دى المحاكمه ؟؟ فأجابونى بنعم وافسحو لى للجلوس وسطهم وجلست لأتابع محاكمه الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك , كان الجو متوترا داخل الغرفه فكان من زملائى من آثر الجلوس دون أن ينظر إلى الشاشه مطلقا وكان حزينا لما يرى كما كان مرهقا من أثر الصيام ففضل الإستماع دون تعليق , وكان هناك من صرح قائلا : سبحان المعز المذل , يؤتى الملك لمن يشاء ويذل من يشاء , وكان هناك من علق قائلا : يستاهل كل إللى يجرى له , ده ياما عمل فينا وياما إعتقلنا وياما كدرنا , وظلم ناس ويتم ناس , وهناك من قال : ده كان فيه ناس بتدفن ماحدش يعرف عنها حاجه , ووسط هذا قال أحد الزملاء : ده عهد جديد سوف يتعظ منه كل قائد يأتى مستقبلا طالما علم أن هناك محاسبه ستأتى , وهنا صرح أحد الزملاء تصريحا خطيرا قائلا : حرام عليكم يا جماعه , مايصحش حسنى مبارك يحصله كده ابدا يا ناس !! فسأله زميل آخر : ليه يعنى ما يصحش ؟؟ فأجابه قائلا : كفايه ياخوانا ده حسنى مبارك راجل مسلم برضه , كفايه دى . وهنا لم يرد عليه أى من الزملاء ونظرت إليه صامتا ولم أشأ مقاطعته أو إعتراضه فى الكلام خصوصا والناس صايمه وروحها فى مناخيرها وكمان دى أيام مفترجه يكثر فيها ذكر الله ففضلت عدم الخوض فى موضوع أن حسنى مبارك رجل مسلم !! ولكننى بلعت هذه الجمله المتخلفه فكريا فهل إسلام رجل يعفيه من المسائله وهل كون شخص يحمل ديانه معينه مبرر لكى يرتكب كل الموبقات ؟؟؟ وهل حمل المتهم للمصحف داخل جلسات المحاكمه يعطى القاضى مبررا لتخفيف الأحكام أيا كانت تهمه الشخص وما أرتكبه من مظالم , وهنا تذكرت كلام بعض المتشددين بأنه لاخروج على الحاكم المسلم وإن فجر وإن ظلم فأدركت أن هذه الشعوب لن تتقدم مستقبلا ابدا طالما حملت فكرا يكرس للعبوديه وللفساد بل وتشكل عقلياتهم عتادا للفاسدين فى كل مجال , ولكنى سرحت بتفكيرى إلى الدول المتقدمه حضاريا وفكريا وهى نفس الدول الفاجره الكافره فى نظرنا لكى أعقد مقارنه , فكلينتون ترك قياده الولايات المتحده لمجرد أنه حنث بالقسم أمام شعبه ونحن شعب يعيش قادتنا فى الكذب ليل نهار ومع ذلك نؤلههم ونعتبرهم خلفاء الله على الأرض , قدم الرئيس شاويشسكو الرومانى للمحاكمه ولم يشفع له فى بلاده أنه يحمل ديانتها , وكذلك حدث مع الرئيس الإسرائيلى الذى اتهم بالتحرش بفتاه داعره اصلا ولم يشفع له انه يهودى يحمل نجمه داوود ولم تشكل يهوديته أى تبرير لجريمته الرعناء أمام محكمه يهوديه , هذا فى اسرائيل التى يتهمونها بالتعصب الدينى , حقيقه فقنا الجميع فى تعصبنا وفى نرجسيتنا وفى الكيل بمائه مكيال فإلى متى ؟؟ إلى متى نعيش فى وهم أننا من طينه وبقيه خلق الله من طينه أخرى , إلى متى نعيش فى عباده الفرد وفكر الفرد وننحى عقولنا عن التفكير بحريه لنطلق العنان لفكرنا وننظر جليا حولنا لنرى حقيقتنا على جليتها ودون اصباغ ودون رتوش لنرى اننا فى أذيال الدول التى تخطت بفكرها المتحرر حدود شرنقه الفكر العربى القبلى المتحجر والذى تحده حدود الباديه من جميع الجهات مانعه فكره المحدود من الإنطلاق لرحابه الثقافه العالميه والتطور العلمى والحضارى , إنها لمآساه أن أجد شبابا يحمل درجات علميه عاليه يحمل ذلك الفكر المحدود المتجمد المحصور فى فكر الباديه , للأسف كل هذه المشاكل موروثات من حكم المخلوع الذى أغرقنا خلال ثلاثون عاما فى ثقافات قادمه من الباديه وتحمل ولائا للباديه ورجالها , كما كانت ثقافات تدعو إلى إقصاء الآخر وتشبيه الآخر بانه درجه ثانيه حتى يعيش الفرد متعاليا لديه شعورا متأصلا أنه يا ما هنا يا ما هناك وفى الحقيقه هو لاهنا ولا هناك , لأنه للاسف قد تربى جيلا ينتظر قمحه من الخارج بل وينتظر دعما فئويا من دول الخليج لكى يعيش دائما فاهر الفاه جائعا متأملا يوما أن يجد كفيلا له فى دوله عربيه يستطيع ان يؤمن له مستقبلا افضل , تلك هى أقصى حدود الباديه , ولكن ان تفكر يوما أن يكون لك منزلا فوق كوكب المريخ فهذا فى المشمش طبعا . د / وجيه رؤوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق