24.10.25

إعمل العجل وحش له . مقال بقلم الأديب الفنان نادر قزمان

 إعمل العجل و حِش له"




استهل الكبير رئيسنا البطل عبد الفتاح السيسي زيارة سيادته إلى مملكة بلجيكا، التي يشارك خلالها في أعمال القمة المصرية الأوروبية الأولى في قلب بروكسل،

ولكن تأتى الرياح بما لا تتصوره السفن ؛ فوجىء الجميع برؤيتهم للمدينة وهى تعج بالعشرات الذين تم حشدهم وتجييشهم كأفراد الأمن المركزى على الجانبين من الشارع

مشهدً غريب وعبثى وقد علق الكثيرين، على دوافعهم للإحتفاء بقائد السلام العالمى (يخرب بيت الهطل فى موقعة البطل اللى إتسطل) ؛حيث حمل أنصار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تمثالًا ذهبيًا له بالحجم الطبيعى العائلى والاقتصادى، جاؤا ليقدموا قربان الخوف لإله مصر الجديد.

في طقس أقرب إلى عبادة وثنية منه إلى التكريم, وسط الزغاريد وترديد الشعارات المحفوظة من ايام عبادة الحاكم. قيل إن التمثال جاء “كمبادرة من الجالية المصرية لتكريم الرئيس”،

سرعان ما تحول المشهد العبثى إلى مادة للسخرية العالمية وتم نشر الصور والفيديوهات للعالم كله ، حيث قارنت منصات التواصل الاجتماعي التمثال بـعجل بني إسرائيل وحصان طروادا ، وطقوس عبادة بوذا في رمزية موجعة تعكس زعامة تُقدس الرئيس بدل أن تُحاسبه

الفضيحة لم تقتصر على السخرية فقط، فقد اعتُقل كاتب مصري يدعى هاني صبحي بعد أن ألمح في منشور إلى الحدث دون ذكر اسم الرئيس صراحة، لكن تلميحه كان كافيًا لجرّه إلى الاختفاء القسري وسط صمت رسمي وغموض حول مصيره حتى الآن.

هكذا تُدار الأمور في ما يُعرف بـ“جمهورية الرعب”، حيث تتحول السخرية إلى جريمة، والتلميح إلى تهمة، ويُحاكم الخيال كما تُحاكم الكلمة. النظام الذي يقدّس صورته أكثر من الحقيقة لا يحتمل حتى مرآة الدعابة.

تمثال بروكسل لم يكن حدثًا عابرًا، بل مرآة لذهنية الحاكم الذي أحرق له البخور والقرابين إلتماسا لرضاه من عبيده. يادى الكسوف يا كبير عملوك إله؛ لك شنة و رنة وبلحة وغرقوا الدنيا بالمنشورات. والاعلانات المؤيدة لمعاليه

قامت الجالية المصرية في فرنسا بنحت هذا التمثال الذهبى بالحجم الطبيعى للرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي، واصطحبته من فرنسا إلى بروكسل في بلجيكا للاحتفال بالرئيس المصري فور وصوله

في مصر اليوم، تغيّر الزمان، لكن حكاية “الصنم السيساوى” لم تنتهِ… فقط تم صناعة إله جديد من البلح العجوة ...تغيّر المعبود واتقمص دوره داخل المعبد وتبدّلت الكهنة وجابوا واحد جديد الكل يرفعوا له البيريهات والطواقى شبيكة وبرانيط الست.

الله يخرب بيوتكم على بيوت للدعارة السياسية اللى فتحوها طوعاً بكل بلاد العالم. فضحتونا و جرستونا.

التفت الجاليات المصرية فى أوروبا، والتي جاءت من جميع أنحاء أوروبا لاستقبال الرئيس السيسى فى بروكسل، وقد أحاطوا مقر إقامة الرئيس، رافعين الأعلام المصرية واللافتات المرحبة بالرئيس، ومرددين الهتافات الداعمة والأغاني الوطنية.

لم ينتبه الجمع إلى اللحن الغريب ؛ ولو أنه برضه كان لازم نكون عقلاء, و نعلن عن غضبنا رافضين للحن الأغنية التى كان المرحوم عدوية يغنيها " سلامتها ام حسن" في استقباله لدى الوصول، والسفير المصري واعضاء السفارة المصرية في بروكسل.

أتمنى التوفيق للكبير إللى رافع رؤوسنا فى هذا المؤتمر الكبير. تيجى بالسلامة إن شاء الله

.

نادر قزمان